منعًا لـ«أخونة التاريخ».. «حرف» تُطلق مبادرة لـ«توثيق 30 يونيو»

- إصدار سلسلة متخصصة للإصدارات التى توثق الثورة
- تنظيم معارض فنون تشكيلية شهرية فى مختلف محافظات الجمهورية
- نقل سردية ثورة المصريين بمختلف لغات العالم عبر المركز القومى للترجمة
- توثيق شهادات المشاركين فى الثورة وتحويلها إلى محتوى بصرى للأجيال الجديدة
- وزير الثقافة يرحب بالمقترح.. ويعد بتحويله إلى واقع عبر «متحف كامل»
منذ تأسيسها عام 1928، سعت جماعة «الإخوان» الإرهابية، بقيادة حسن البنا، إلى الاستئثار بكتابة التاريخ الاجتماعى والثقافى المصرى، خاصة حتى مطلع سبعينيات القرن الماضى، عبر إغراق الأسواق بالطبعات الشعبية منخفضة التكلفة من الكتب والصحف وشرائط الكاسيت، والتى روّجت لسردية إخوانية مشوهة للتاريخ، أقرب إلى اجتزاء آية «لا تقربوا الصلاة» من سياقها الكامل.
ورغم نجاح بعض الأقلام الواعية فى التصدى لهذه الاستراتيجية، وكشف رموزها وشفراتها، فإن محاولات «أخونة التاريخ» تكررت مرارًا فى العقود الأخيرة، ضمن سياق أوسع من الهيمنة الثقافية التى مارستها تيارات «الإسلام السياسى».
وفى ضوء ما مثّلته ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ من انحياز واضح لبناء الإنسان واستعادة الهوية الوطنية، وبعد مرور أكثر من ١٠ سنوات على اندلاعها، تبرز الحاجة المُلحّة لعمل وزارة الثقافة وقطاعاتها المختلفة على توثيق هذه الثورة بجميع الوسائط، المقروءة والمرئية والسمعية، وعدم الاكتفاء بالمحاولات الفردية التى قدمها بعض الكُتّاب، لما فى ذلك من خطر ضياع السردية الوطنية، وحرمان الأجيال المقبلة من بوصلة تاريخية واضحة تعكس حقيقة ما جرى.
لذا، تدعو «حرف» وزارة الثقافة لتوثيق ثورة ٣٠ يونيو، ولا تكتفى بهذه الدعوة المهمة، بل تقدم تصورًا متكاملًا يتضمن خريطة عمل واضحة لأبرز المرتكزات والأهداف المطلوب تحقيقها من خلال قطاعات الوزارة المختلفة، بهدف ترسيخ السردية الوطنية، وضمان وصولها إلى الأجيال المقبلة.
تشمل هذه الخريطة عددًا من المبادرات النوعية المقترحة، على رأسها إصدار سلسلة متخصصة تضم أعمالًا وطنية توثق الثورة من مختلف الزوايا، بأقلام تنتمى إلى طيف واسع من المفكرين والباحثين والفنانين، بما يضمن تنوع الرؤى وثراء المحتوى.
وعلى المستوى البصرى، يمكن إطلاق سلسلة من معارض الفنون التشكيلية، تُقام شهريًا فى كل محافظات الجمهورية، لتقديم قراءة فنية للحدث وتطوراته، تعكس نبض الشارع وتفاعله مع الثورة.
وفى إطار الانفتاح على العالم، ينبغى بذل جهود ترجمة موسعة عبر المركز القومى للترجمة، لنقل سردية ثورة ٣٠ يونيو إلى مختلف اللغات العالمية، بما يعزز حضورها فى الخطاب الثقافى الدولى.
ونحتاج كذلك إلى توثيق شهادات المشاركين فى الثورة من مختلف فئات المجتمع، وتحويلها إلى محتوى بصرى من أفلام وثائقية ومقاطع رقمية، تُنتج خصيصًا للأجيال الجديدة، لتكون بمثابة ذاكرة حية تحفظ تفاصيل الثورة وتُعيد تقديمها بلغة العصر.
«حرف» تواصلت مع الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، لعرض الفكرة، فتحمس لها بشدة، مؤكدًا سعيه لتحويلها إلى واقع عبر تأسيس «متحف ٣٠ يونيو» لتوثيق الثورة، وتسليط الضوء على منجزاتها وأبرز القوى الفاعلة فيها.
وأوضح «هنو» أن المتحف سيحتوى على كل الإصدارات المطبوعة الصادرة عن الثورة، والفنون المرئية والسمعية المنتَجة حولها، إلى جانب شهادات شهود العيان، وحكايات ميدان التحرير، وساحة قصر الاتحادية، واللافتات والأعلام، مع عرض تسريبات مشابهة لتلك التى ظهرت فى مسلسل «الاختيار».
وأضاف الوزير: «سيُتاح نشر وثائق وتعليمات الإخوان، والصور التى وثّقت الجرائم التى وقعت فى ميدان رابعة العدوية، وغير ذلك من الملفات، حتى تظل ثورة ٣٠ يونيو، والتحديات التى واجهتها، ودور الشعب وقواته المسلحة وشرطته ومؤسساته الوطنية، حاضرة فى الذاكرة المصرية الحالية والمستقبلية».