نبيلة الفولى تكتب: فى صحة أنثى مُعَتَّقة

أنثى معتَّقة
كزجاجةِ خمرٍ فائرة
كلما نظر إليها سكرانٌ
ارتعشت لشفاهه
ضاغطةً..
على سدَّةٍ فى الفم!
التعذيب..
أن تُعَتِّقوا فوران أنثى
فى زجاجة!
القتل..
أن تُعَتِّقوا فوران أنثى
فى زجاجةٍ
فى مخزن!
المتاجرة..
أن تنزعوا سدَّة أنثى
لمن يدفع أكثر!
البؤس..
أن تظلَّ الفتاةُ على الوفاء لأنوثتها
حتى يكسرها سكرانٌ فى حانة!!
المأساة..
أنَّ تظلَّ الفتاةُ على الوفاء لأنوثتها
حتى يكسرها سكرانٌ فى حانة
ليقتلَ بها رجلًا أحبَّته!
الضياع..
أن تُعَتَّق أنثى
حتى تُوزَّع على الحوانيت!
المصيبة..
أن تُباع أنثى معتَّقة
لرجلٍ لا يعاقر الخمر!
الشقاء..
أن يسلموا مفاتيح مخزن أنثى معتَّقة
لرجلٍ يُحرِّم الخمر
لكنه لا يُحرِّم بيعها!
الأنثى المعتَّقة
حرامٌ فى الدنيا
حلالٌ فى الآخرة!
الأنثى المعتَّقة
تنفرط لأعنابِها فى فم رجلٍ؛
تفورُ خمرتها فى روحه
حين يستشعرُ لونَها فى زجاجة
كدمٍ فى قلب!
الأنثى المعتَّقة
زجاجةٌ..
على انفجار سدَّة!
انتبهن أيتها الزجاجات
فهم يصنعون حلزونًا كحدِّ السكين لنزع السدادات!!
تبًّا لحوانيتكم التى تعتِّق إناثكم
ليقدموها فى الليل للسكارى!
من أسلم الظلامَ مفاتيح
مخازنكم
لتسلموا إناثكم اللاتى اقتطعتم أَعنابَها فى كمال النضج!!
لرفوف الوقت؟!
للمرتعش أن يظلَّ على ثلج التردد حتى يتقطر
وللأنثى المعتَّقة أن تنساب فى فم المغامر!
لا تستاءوا من اعترافات زجاجة خمرٍ بالفوران بين أيدى السكارى
استاءوا أن تديروا وجوهكم الشائهة أيها المنافقون
لا تستاءوا من فوران زجاجة أنثى معتَّقة
استاءوا من أيديكم التى عتَّقتها وأغلقت عليها المخازن
حتى تُباع وتُشترى!
لا تمسحوا فوران أنثى معتَّقة عن وجوهكم الشائهة
بل امسحوا كئوس احتوائها
واسكروا بها وأسكروها
فهى حلال!
لن تنتصروا على فوراتكم بإحكام غلق الزجاجات!
تتلهَّفُ الأنثى المعتَّقة كأسًا تنتظرها على لمعة
وأيدى تضمها على احتواء
وشفاهًا ترتشفها على مهل
وأصابعَ ترفعها فى حنو
وأنفاسًا تتشممها فى تقديس!
أُشفقُ على كلِّ أنثى معتَّقة
أن تُصَبَّ فى كأسٍ قذرة!
أُشفقُ على كلِّ أنثى معتَّقة
لا تعرفُ كيف تعود إلى زجاجتها
حين يقرَبُها فمٌ كريه!
لا تستاءوا من اعترافاتِ زجاجتى المخمورة
فهى أيضًا لها سَكرة!
لن أكمِّمَ فوهة زجاجتى الفائرة الآن
ستسبُّنى مثلما تسبُّكم
أن سددتم خمرتها من قبل!!
يَرُجُّون الزجاجات بقسوةٍ مقصودة
حتى يستمتعوا بتساقطها فى نوافير
ترفع قهقهاتهم كلما تعاظمت فورتها!!
وكأنما ضياعها فى الأرض وتحت أقدامهم..
ليس دمَها!!
بعضُ الأعياد لا تمرُّ بلا أنثى معتَّقة
ولزجاجة البيت سدة
إن طلبت كأسًا!
للإناث المعتَّقة رغبةُ رجلٍ مارق
وكراهة زوج!
قال لزجاجة خمرٍ فائرة وهو يعظها:
كيف لا يصدقون فى تحريمك
وطعمُكِ غيرُ مستساغ؟!
فتساءلت: وكيف تعرفت على طعمى
إن لم تقربنى؟!