الإثنين 20 مايو 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

الكاتبة السورية ميادة سليمان: الحروب تجعلنا نُبدع أكثر.. وأحب كل ما أكتبه

ميادة سليمان
ميادة سليمان

حصدت الكاتبة والناقدة السورية ميادة سليمان الكثير من الجوائز، فى ظل إبداعها المتنوع الثرى، بداية من كتابة الشعر، مرورًا بالكتابة إلى المراهقين والأطفال، إلى جانب أعمالها النقدية.
تُرجم للكاتبة السورية الكثير من الأعمال، من بينها القصص القصيرة التالية: «تبًا القرنفل الأحمر» و«عناية فائقة الحب»، و«رصاص وقرنفل»، و«حكايات شامية»، إلى جانب شعر بعنوان: «كيف أقنع العصافير؟»، علاوة على كتابى «قالت لى الفراشات»، الذى يمكن تصنيفه ضمن ما يعرف بـ«أدب الحكمة»، و«فى رحاب السّرد القصصى»، وهو من الأعمال النقدية.
فى السطور التالية، تحاور «حرف» الكاتبة ميادة سليمان، للتعرف على رؤيتها للمشهد الثقافى العربى والسورى، وكيف ترى الإبداع فى زمن الحروب، إلى جانب نظرتها للجوائز الأدبية، وغيرها الكثير.

■ تكتبين للأطفال والكبار بالإضافة إلى النقد.. أى المسارات توائم طموحاتك الفنية الجمالية والإبداعية؟
- كل ما أكتبه أحبه، ولكل جنس أدبى وقته، وظروف كتابته، والتنوع الأدبى نعمة كبيرة من الله، فإذا مللت من جنس أدبى أكتب فى جنس أدبى آخر، فالكتابة فى عدة أجناس بالنسبة لى كالنزهات فى أماكن مختلفة، فكل مكان تذهب إليه، ترى فيه أشياء جميلة، وكذلك كتابة قصة أو رواية أو قصيدة أو أنشودة للأطفال.
■ من كان له السطوة أو الأثر الأكبر فى اختيارك لمسارى الفنون والكتابة؟
- عشقى الكبير للغة والأدب كان لهما دور كبير، بالإضافة إلى تشجيع أبى فى طفولتى، لكن كل هذه الأشياء لا تجدى ما لم ترافقها الموهبة الحقيقية، والتى تُصقَل بالتجارب والقراءة والثقافة التى يكتسبها المرء مع مرور الأيام، وكذلك التوقف عند محطات بعينها، فيما يخص سيرتنا فى الواقع والحياة، وطلاسم هذا الوجود الميت.
■ بعد أكثر من ٢٠ إصدارًا أدبيًا، أين أنتِ من الساحة الإعلامية العربية؟
- الانتشار الأكبر لى خارج سوريا، وهذا لأسباب كثيرة، أهمها عدم الاهتمام الكافى بالمبدعين عندنا، لكن ذلك لم يمنعنى يومًا من متابعة مسيرة إبداعى، لى انتشار جميل فى تونس، من خلال الإذاعة، وتحديدًا برنامج «رومانتيكا»، والصديقة الغالية «أمل» تخطرنى بأن رسائل عديدة ترد إلى البرنامج، عندما أتأخر عن تسجيل قصيدة، وتقول أيضًا: «يأتينا كلام جميل جدًا يمتدح كتاباتك وإلقاءك».
الأمر كان مُشابهًا فى الإذاعة الجزائرية، لكن بنسبة أقل، وما ميز تلك التجربة هو دعم الصحافة الجزائرية، فالقصيدة كانت تنشر فى صحيفة جزائرية، ويُنشر تكريم للمبدع، ومن المؤسف أنها لم تستمر طويلًا.
■ وماذا عن علاقتك الإبداعية مع مصر؟
- فى مصر، كان لى العديد من الحوارات مع صحف ومجلات، بالإضافة إلى طباعة كتب مشتركة فيها، أجملها كان صادرًا عن «روزاليوسف»، بعد فوز قصيدتى «أنا مزارعة جميلة» فى «الكتاب الذهبى لقصيدة النثر». أما انتشارى الأكبر والأروع فى العراق الحبيب، وهناك إقبال جميل من الصحافة العراقية على نشر إبداعاتى.
■ لمن تقرأ وتتأثر ميادة سليمان؟
- كنت أقرأ وأتأثر، أما الآن، فأنا أقرأ لمن تعجبنى كتاباتهم، أقرأ لأستمتع فقط لا لأتأثر، ولا يهم من أى دولة، المهم هو جمالية وقيمة ما يكتبونه.
■ كيف تنظرين إلى المشهد الروائى والقصصى السورى من خلال رؤيتك النقدية؟
- قرأت معظم روايات حنا مينة وأحببتها، ومن الكتاب المعاصرين هناك روايات لم أستطع الحصول عليها بعد، لكنى أنوى قراءتها، للكاتبتين اعتدال الشوفى وملك اليمامة قارى، سمعت أن أسلوبهما جميل، إحداهما أنتظر روايتها فى مكتبة للإعارة، والأخرى وعدت أن ترسل لى حين تسنح لها الفرصة.
لكن ممّن قرأت لهم سابقًا أقول، مع احترامى لنتاجاتهم، تجاربهم الروائية كانت غير ناضجة بما يكفى، رغم إعجابى بمضامين ما قرأت، لكن كان ينبغى أن تُعطَى تلك الروايات وقتًا أطول قبل إخراجها إلى النور.
بالنسبة للقصص أطالعها عبر منشورات «فيسبوك» فقط، لا أذكر أن هناك قصصًا قصيرة جعلتنى أكملها دونما ملل، يحتاج الكثير من الكتاب لمهارة «السرد الممتع»، و«خفة القلم»، التى ينبغى أن تكون كخفة الظل تمامًا، فتجذب القارئ، وترغمه على متابعة القراءة.
■ هل يضايقك النقد لنصوصك الأدبية؟
- لا بالطبع، تسعدنى قراءات الأصدقاء لكتاباتى، وقد زاد الاهتمام بها فى العامين الماضيين، مع ازدياد محبة الأصدقاء لما أكتبه، كُتبت قراءات نقدية للعديد من قصائدى، وقصصى القصيرة جدًا، وومضاتى، وكان «حكايات شامية» هو أكثر كتاب حظى بقراءات نقدية.
■ ما رأيك فى تأثير الجوائز على الكاتب وكتابته؟ 
- الجوائز محفز جميل للكتابة والمنافسة والإبداع الخلاق، وحين يرى الكاتب أن عملًا له نال جائزة، سيصبح هذا العمل غاليًا على قلبه، لأنه ارتبط بذكرى تكريمه وفوزه، ويزداد حماسه للآتى. 
■ من وجهة نظرك.. هل ينتهى حلم الكاتب بنهاية نصه؟
- بالنسبة لى أقول: «لا»، على العكس تستفيق أحلام أخرى من سباتها، وتطالب بوجودها الفعلى فى ذاكرة الكاتب، وتلح كى يستحضرها من رفوف النسيان أو التأجيل. أنا أنهيت روايتى الثالثة، وعلى الفور بدأت بمشاريع كتب جديدة، أحدها فى أدب الحكمة، وآخر نصوص نقدية ساخرة لظواهر حياتية.
■ أخيرًا.. فى ظل عصر «الحروب بالوكالة» كيف ترى ميادة سليمان مستقبل الفنون والآداب وعلوم الفلسفة والأفكار؟
- الحروب تجعلنا نُغرِق أنفسنا أكثر فى الكتابة، أو فى الفنون الأخرى، لأن الإبداع ينسينا قليلًا هموم الحياة، سواء فى الحرب أم فى السلم، لذا نرى عندما تحدث الحرب، تزداد كتابات المبدعين والرسامين، ليجسدوا معاناة البشر، وليصرخوا بطرقهم الفنية المتعددة. نحن نرى الآن ما يحدث فى فلسطين الحبيبة، فقد صار لدينا كم كبير من القصائد التى نددت بممارسات العدو القذرة، بالإضافة إلى القصص، سواء للكبار أو الأطفال.