الإثنين 02 ديسمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

رمضان الزمن الجميل

وليد الخشاب: شهر رمضان في الأفلام المصرية الكلاسيكية تضمّن أبعادًا سياسية ووطنية

وليد الخشاب
وليد الخشاب

«فى بيتنا رجل» وظف الشهر الكريم للتمييز بين «المصريين الأصلاء» و«عملاء الإنجليز»

 شهر الصوم فى «الفانوس السحرى» لحظة خاصة يقترب فيها البشر من أبواب السماء

احتل شهر رمضان مكانة خاصة فى ساحة الإبداع المصرى، خاصة فى الدراما والسينما، عبر مجموعة مميزة من المسلسلات والأفلام، التى شكلت وجدان وقوام ذاكرة المشاهد المصرى والعربى عن الشهر الكريم، ولا تزال عالقة فى الأذهان، بعد مرور سنوات طويلة على تقديمها.

عن أبرز هذه الأعمال، وتحديدًا الأفلام السينمائية، يدور حوار «حرف» التالى مع الدكتور وليد الخشاب، أستاذ الدراسات العربية بجامعة «يورك» الكندية، الناقد والباحث السينمائى المعروف.

والدكتور وليد الخشاب له العديد من المؤلفات فى المجال السينمائى، من بينها كتابه عن «الأستاذ» فؤاد المهندس، والذى يحمل اسم «مهندس البهجة»، إلى جانب كتاب «الاقتباس من الأدب إلى السينما»، بالمشاركة مع أستاذة النقد والسينما، الدكتورة سلمى مبارك.

■ قبل أن نبدأ الحوار ذكرت لى أن تصوير رمضان فى الأفلام المصرية الكلاسيكية، زمن الأبيض والأسود، مثل فيلمى «فى بيتنا رجل» و«خان الخليلى»، كان له بُعد سياسى وتاريخى خاص.. هل يمكن أن توضح تلك الفكرة؟

- «فى بيتنا رجل» و«خان الخليلى» من أشهر الأفلام الكلاسيكية التى تعرض بانتظام فى التليفزيون، ويرتبطان بشهر رمضان الكريم، ويصوران طقوسه ضمن أحداثهما وأجوائهما، كما أنهما يصوران الحياة تصويرًا واقعيًا فى لحظة التوتر والاصطدام بالمستعمر البريطانى، بما يجعل لهما علاقة خاصة بالحنين إلى أيام التحرر الوطنى، وهو حنين تتضاعف عاطفيته بسبب محورية شهر رمضان وطقوسه المحببة فى الفيلمين.

«فى بيتنا رجل» الذى أخرجه هنرى بركات عام ١٩٦١، يعرض قصة أسرة متوسطة تجد نفسها رغمًا عنها منخرطة فى صدام بين القوى الوطنية المناضلة، وقوى الاستعمار، حين يختار المقاتل الذى يلعب دوره عمر الشريف أن يختبئ لدى أسرة صديقه الطيب حسن يوسف، هربًا من بطش سلطة الاحتلال والأجهزة الواقعة تحت سيطرته، بعد أن شارك فى عملية مقاومة ضد أعوان الإنجليز المحتلين.

لذا، يسعى الفيلم إلى تكوين صورة لمجتمع يتضاد فيه عالم المصريين المتوسطين الأصلاء مع عالم المحتلين وأعوانهم، ويبدو رمضان هنا عاملًا إضافيًا يزيد من عاطفة «المصرية»، لأن شحنة الوجدانية تزداد بين الناس عمومًا فى هذا الشهر، بسبب القيمة الروحية والطقسية له عند كل المصريين، مسيحييهم ومسلميهم على حد سواء.

■ رمضان فى «فى بيتنا رجل» يلعب دورًا وجدانيًا فقط أم أن له دورًا دراميًا؟

- فى المجتمع المصرى، مثلما فى كل المجتمعات ذات الغالبية المسلمة، قيمة التكافل والتزاور، ومشاركة الوجبات الهامة روحيًا ورمزيًا، تزداد حيوية خلال شهر رمضان. وفوق كل هذا، يأتى رمضان كعلامة ثقافية ووطنية فارقة، لأن كل المصريين يعيشون علاقة خاصة به، بينما الإنجليز فى زمن السيطرة الاستعمارية للإمبراطورية البريطانية لم يكن لهم علاقة به، إلا باعتباره شهرًا شديد الخصوصية الثقافية والروحية للشعوب ذات الغالبة المسلمة، التى يعيش بعضها تحت هيمنة الاحتلال البريطانى.

هكذا يأتى رمضان فى فيلم «فى بيتنا رجل» كمعلم يؤكد الهوة الثقافية والرمزية بين عالم المصريين الأصلاء الذين يحتفون برمضان، وعالم العملاء المتعاونين مع الإنجليز، والإنجليز أنفسهم، الذين يضمر الفيلم الإشارة إلى «مروقهم» عن المصرية، بسبب مواقفهم السياسية المعادية لاستقلال مصر، وكذلك بسبب كون رمضان لا يمثل لهم أهمية ثقافية عالية.

فى الفيلم، رمضان يمثل أيضًا أعلى نقطة من الهدوء والانسجام فى النسيج المجتمعى المصرى، لحظة الهدوء ساعة الإفطار، ما يزيد من درامية تعرض هذا الهدوء والصفاء لصدمة كبيرة، عبر دخول المناضل الهارب من الاعتقال إلى فضاء الأسرة الطيبة التى يرأسها حسين رياض، وطلبه حمايتهم.

أى أن رمضان فى الفيلم ليس مجرد عامل من عوامل إنتاج صورة واقعية للمجتمع، وتقديم لحظات حقيقية من الحياة اليومية للمصريين، باعتبار الشهر علمًا من أعلام تلك الحياة اليومية، بل عاملًا ثقافيًا يفصل بين المصريين الأصلاء، والعملاء ضعيفى الوطنية، لكنه أيضًا عامل درامى يزيد من عاطفية الأحداث.

يلخص مشهد التفاف الأسرة حول مائدة الإفطار، فى الدقيقة ٤٠ من الفيلم تقريبًا، كل هذه العوامل، حيث المائدة عامرة بكل الأصناف، لكن لا تكاد تمتد إليها يد، ليشير المخرج بذلك إلى كرم الأسرة، واستعدادها للمساهمة فى النضال الوطنى، ولو بتقديم أشهى الطعام للمناضل الهارب عمر الشريف، مع الإشارة كذلك إلى التوتر الذى يحيط بهذه الأسرة بسبب خطر عثور الشرطة على ضيفهم، ما «يصد نفسهم» عن الأكل.

■ وماذا عن فيلم «خان الخليلى».. هل يلعب شهر رمضان دورًا مشابهًا؟

- من المؤكد أن فيلمًا مثل «خان الخليلى»، الذى أخرجه عاطف سالم فى عام ١٩٦٦، لا بد أن يحمل بصمة جمالية مختلفة عن فيلم أخرجه بركات قبلها بأكثر من ٤ سنوات. فى «خان الخليلى» يؤكد عاطف سالم جماليات المدرسة الواقعية، ويفصل فى تصوير الجو الرمضانى بقدر أكبر بكثير مما فعله بركات فى «فى بيتنا رجل»، رغم احتفاء كلا المخرجين بالواقعية فى تصوير الأجواء وتصرفات الشخصيات.

والمسافة الجمالية بين الفيلمين هى أيضًا تظهر فى طريقة تصوير الفيلمين للشهر الكريم، وتعبر عن اختلاف قادم من اختلاف الجماليات الأدبية عند إحسان عبدالقدوس، مؤلف الرواية التى تحولت إلى «فى بيتنا رجل»، عن جماليات نجيب محفوظ، صاحب رواية «خان الخليلى» المغرقة فى الواقعية.

فى «خان الخليلى»، يظهر شهر رمضان بعد حوالى نصف ساعة من بداية الفيلم، أى بعد انقضاء ربعه الأول، ويقدم عاطف سالم الشهر كخلفية لإظهار مظاهر الحياة فى الحى الشعبى الأصيل بلون واقعى، فيستعرض مزاح الناس فى القهوة قبل بداية الشهر، حيث يداعب بعضهم بعضًا بأنهم لا يصومون.

يستعرض تجمعات الأطفال يغنون جماعةً ويطلبون «العادة» من كبار سكان الحى، فتكون فرصة ليظهر المخرج طيبة قلب عماد حمدى، بطل الفيلم الموظف الكبير، والذى يمنح الأطفال بعض القروش ليستمتعوا بشراء حلوى رمضان، مع تقديم عرض واقعى لمشاهد «المسحراتى» وهو ينادى على أفراد الحارة ليوقظهم وقت السحور. 

■ هل كان لرمضان فى «خان الخليلى» دور درامى أيضًا؟ 

- «خان الخليلى» يستفيض فى إظهار مظاهر الأكل الفاخر الشهى والمتنوع فى وجبة الإفطار، فى بيت أسرة عماد حمدى وبيت الجار، ويبدو رمضان عاملًا أساسيًا فى تصوير الهوية الجماعية للمصريين، يحتفون ويحتفلون كذات جماعية متحدة أثناء الشهر، ويمارسون البهجة الناجمة عن ذلك التوحد فى ذات مصرية شاملة.

بذلك يبدو تصوير رمضان، بالذات فى تجمع أفراد الأسرة حول مائدة شهية، أو فى تجمع الرجال حول موائد الشاى والقهوة فى المقهى، وكأنه العلامة الأساسية فى تصوير المصريين كشعب واحد يتحد فى البهجة.

وبذلك أيضًا، رمضان هو العلامة النقيضة للغارات الحربية فى الفيلم، الذى تدور أحداثه أثناء الحرب العالمية الثانية، حين كانت مصر تتعرض لغارات جوية ألمانية، تستهدف البلاد بوصفها تتضمن قواعد وتجمعات عسكرية بريطانية.

فى الفيلم، يتجمع المصريون ويتم تصويرهم كذات جماعية متناغمة فى المخبأ أثناء الغارات الألمانية، وفى المقهى بعد الإفطار، وفى المنازل حول موائد الإفطار، فهم متعاضدون وقت الشدة، فى المخبأ، فى ظلام وزحام وتكدس وخوف، وهم منسجمون مسترخون فى المقهى وحول موائد الإفطار. هكذا يبدو رمضان فى «خان الخليلى» حيلة تؤكد جماليات الواقعية، لكنه أيضًا عامل فى بناء صورة نسيج وطنى متسق فى وقت الراحة والاستمتاع البدنى والروحى. ومن طرف خفى، يبدو رمضان أيضًا، ومثلما فى «فى بيتنا رجل»، العامل الذى يوحد المصريين فى مواجهة التهديد الاستعمارى.

ولا يسعنى هنا إلا أن ألاحظ ملمحًا سحريًا يمثل ما أسميه دائمًا بـ«قدرة السينما التنبؤية». فمشاهد الغارات واحتماء سكان الحى بالمخابئ فى جنح الظلام تظهر فى فيلم «خان الخليلى»، الذى عُرِضَ للمرة الأولى فى يناير ١٩٦٦، أى قبل عام ونصف من حضور طائرات الاستعمار المهدد والمدمر فى سماوات مصر، أثناء حرب ١٩٦٧، وكأن الكاميرا كانت تضع على الشاشة مشاهد لن يلبث أن يعيشها المصريون فى الواقع، بعد عرض الفيلم بعام ونصف العام.

ربما لا يؤكد «خان الخليلى» بقوة ارتباط تماسك النسيج المجتمع المصرى برمضان، من حيث يجتمع على الابتهاج به كل من المسلمين والمسيحيين على حد سواء، لكن لا تفوت الفيلم إشارة إلى ذلك التماسك، فى الدقائق العشر الأخيرة من الأحداث، حين يجتمع أبناء الحى فى منزل عماد حمدى، يدعون لأخيه حسن يوسف بالشفاء، وتظهر الكاميرا رفع الجميع أكفهم بالدعاء، وتستعرض قيامهم جميعًا بذلك الطقس، حتى تختتم الكاميرا حركتها بالتوقف عند أحد أبناء الحى، وهو يتمتم بالدعاء بينما يرسم الصليب. 

■ هل يقتصر تصوير رمضان فى الأفلام الكلاسيكية المصرية على تأكيد وحدة النسيج الوطنى وتمايزه عن القوى الغريبة والاستعمارية؟

- أزعم أن ذلك يكاد يكون الدور الأساسى لشهر رمضان فى أفلام الأبيض والأسود المصرية، باستثناءات قليلة، لعل أهمها تصوير رمضان فى فيلم «الفانوس السحرى»، الذى يعرف أيضًا باسم «إسماعيل يس والفانوس السحرى»، وأخرجه رائد الكوميديا فطين عبدالوهاب عام ١٩٦٠.

فى «الفانوس السحرى» يظهر تصوير شهر رمضان على أنه لحظة خاصة خلال العام، تقترب فيها دائرة البشر من أبواب السماء، ما يمهد لحصول بطل الأحداث إسماعيل يس على الفانوس السحرى الذى يسكنه الجنى، والذى يحقق للبطل أمنياته، مثلما فى قصة «علاء الدين والمصباح السحرى».

فأثناء احتفال أطفال الحى بمجىء شهر رمضان، وتجمعهم للغناء وإشاعة المرح، يلفت نظر إسماعيل يس أن طفلة صغيرة يتيمة لا تلعب مثل بقية الأطفال، لأن فانوسها قديم وصدئ، فيشترى لها فانوسًا جديدًا مبهجًا بآخر نقود فى جيبه، شفقةً منه عليها، فتهديه فانوسها القديم، ليكتشف البطل طيب القلب أن جنيًا يسكن ذلك الفانوس، وأنه قادر على تحقيق أمنيات إسماعيل يس المادية، بوصف الأخير «سيد الفانوس السحرى».

هكذا يبدو رمضان فى الفيلم وكأنه شرط تتحقق فيه لحظة الاقتراب بين الإنسان والإله، لأنه شهر الخير والكرم، ويبدو وصول الفانوس بين يدى إسماعيل يس وكأنه مكافأة إلهية على كرمه مع الفتاة الصغيرة، فى شهر يحب الكرم والرفق بالمحتاجين.

ومع ذلك، يمكن اعتبار أن الفيلم يوحى من طرف خفى بأن الشهر الكريم هو أيضًا لحظة تمييز بين المصريين الأصلاء الذين يرعون المحتاج فى رمضان، والمصريين المتسلقين الانتهازيين، الذين يتسلقون بنفاقهم وجبروتهم وفسادهم درجات السلم الاجتماعى ولا يكترثون بالآخرين.

كأن الفيلم هنا فارق قليلًا خطابًا وطنيًا يستخدم رمضان كعلامة تميز المصرى الأصيل عن المستعمر الدخيل ومن يعاونه، ليميز بين المصرى الأصيل، والمصرى المستغل المتسلق، من الطبقات التى صعدت فى مجتمع التحرر الوطنى بفضل انتهازيتها، لا بفضل العمل الشريف.

رمضان فى الفيلم مرتبط بطيبة إسماعيل يس، بينما الطائفة الانتهازية التى تعاديه، تبدو وكأنها فى الناحية الأخرى من خط رمضان الرمزى، الذى يقسم المجتمع على نحو مجازى، بين الطيبين الذين يفعلون الخير فى الشهر الفضيل، والأشرار الذين لا يعيرون الشهر الكريم أهمية خاصة.

■ هل ترى أن صورة رمضان تغيرت فى السينما المصرية عندما انتقلت إلى عصر الألوان؟

- يختلف تصوير رمضان فى الفترات اللاحقة على زمن الأبيض والأسود عنه فى الأفلام الكلاسيكية المصنوعة بالأبيض والأسود. يتميز فيلم «ضربة معلم» مثلًا، الذى أخرجه عاطف الطيب عام ١٩٨٧، بكونه أكثر فيلم مصرى يمتزج فيه حضور شهر رمضان بكل تفاصيل الحبكة الدرامية التشويقية، بل ويتميز بحضور الشهر الكريم منذ اللقطة الأولى.

تكاد تكون الصورة الأولى التى تتوقف عندها الكاميرا فى مقدمة «ضربة معلم» هى صورة رمضانية، ففى الثوانى الأولى من الفيلم، تركز الكاميرا فى لقطة مقربة جدًا على فوهة مدفع، بينما يسمع المشاهد صوتًا يصيح من خارج الكادر بالعبارة المأثورة الشهيرة: «مدفع الإفطار، اضرب!».

كأن الفيلم يظهر من البداية أنه مشحون بعواطف متفجرة تفجر مدفع الإفطار، كأنه يشدد على جرم الأم التى تلعب دورها سميرة محسن، حيث نراها فى الدقائق الأولى من الفيلم مع عشيقها، صديق ابنها، ثم يدخل عليهما ابنها شريف منير، ويردى صديقه الخائن «عشيق أمه» قتيلًا.

لا يبدو لرمضان فائدة منطقية فى الفيلم، إلا لأن انطباع المشاهد عن جرم الأم يتضاعف، لأنها تقيم علاقة مع عشيق فى سن ابنها، أثناء الشهر الفضيل، وكذلك يبدو القرار الذى اتخذه شريف منير بقتل ذلك العشيق الخائن وكأنه محصن بهالة روحية، لأنه لم ينتقم لشرفه فقط، ولم يعاقب خائنًا فقط، بل لأنه «أصلح الميزان الأخلاقى» فى هذا الشهر المقدس.

كذلك يقدم فيلم «ضربة معلم» لمحة سريعة عن انصهار المسلمين والمسيحيين فى النسيج المصرى الواحد خلال شهر رمضان، إذ يوحى بأن واحدًا من الأعيان الصعايدة الذين يشاركون فى إخفاء الابن القاتل عن أعين الشرطة من عائلة مسيحية.

كأن الفيلم هنا يقابل بين منطق الدولة الحديثة التى يمثلها الضابط نور الشريف، والذى يقضى بأن يقبض على قاتل العشيق، وبين منطق الشرف الشعبى الذى يعظم من القتل ثأرًا للشرف، ويعتبر الابن بطلًا شهمًا لا قاتلًا مجرمًا، ويشترك فى تلك النظرة أعيان مسلمون ومسيحيون، يشاركون جميعًا فى إخفاء الابن وتهريبه.

هكذا يتوجه «سليم الجرجاوى»، ويلعب دوره محمد أبوالعينين، إلى الضابط نور الشريف، الذى يحاول جاهدًا أن يقبض على شريف منير المختبئ فى بيت «الجرجاوى»، ويدعو الضابط وجنوده مقدمًا واجب الضيافة، ويوضح: «من أراد تناول طعام الغداء لأنه لا يصوم فليتفضل، ومن يصوم فليتفضل» (حتى يأتى موعد الإفطار).

هكذا تمزج تلك اللمحة فكرة الضيافة حتى تجاه «الغريم»، وهو الشرطة فى هذا السياق، بفكرة الحفاظ على الشرف حتى ولو بالقتل، وبمبدأ احترام مؤسسات الدولة، لترسم سريعًا ملامح هوية مصرية صعيدية يجتمع تحت رايتها المسلمون والمسيحيون حتى فى رمضان، الذى يفترض أنه لحظة يتمايز فيها عنصرا الأمة بسبب شكل ومواعيد الصوم.