الكمايتة يتحدثون لأول مرة فى «حرف»

- نؤمن بأن لمصر هوية خاصة لا تتبع أحدًا.. لا شرقية ولا غربية ولا حتى عربية
- التيار الكيميتى ليس بجديد وأحمد لطفى السيد من أبرز رموزه
- «مصرية مصر» موقف قانونى لكل مصرى غير متعلق بالأصل العرقى
- مصر «مصرية» ووصفها بـ«العربية» إعلاء لـ«هوية استعمارية»
فى ظلّ تنامى الخطابات الداعية إلى الحفاظ على الهوية الوطنية، انتشرت فى مصر، خلال الآونة الأخيرة، مجموعات لافتة تُعرف بـ«الكمايتة»، اشتقاقًا من كلمة «كيميت» التى تعنى «الأرض السوداء» فى اللغة المصرية القديمة.
و«الكمايتة» هم مجموعة من المواطنين الذين يتبنون خطابًا يركز على تفرد الهوية المصرية بجذورها الفرعونية، ويرون أن مصر يجب أن تعيد اكتشاف تراثها «ما قبل الإسلامى»، بعيدًا عما يصفونه بـ«التأثيرات الدخيلة».
ورغم حماس أنصاره، لم يخلُ هذا التيار من الجدل، ويواجه اتهامات متكررة بالتعصب والعنصرية ورفض الآخر، خاصة فى ظل تصريحات بعض أفراده التى يرى فيها منتقدوهم «تحريضًا ضد اللاجئين أو الأعراق الأخرى التى تعيش على أرض مصر».
«حرف» تناقش هذه الإشكالية، من خلال العودة إلى أصحاب هذه الدعوات، فكيف يرى «الكمايتة» أنفسهم؟ وهل دفاعهم عن الهوية يتعارض مع قبول التنوع؟ وما حقيقة الاتهامات الموجهة لهم بـ«معاداة الأجانب؟»، وغيرها من الأسئلة الأخرى، والتى تحاول الكشف عن الجذور الفكرية لهذه الظاهرة، وانعكاساتها على النسيج الاجتماعى المصرى متعدد الألوان.

أسماء «إياح حتب»: نواجه محاولات «الأفروسنتريك» لاختطاف الحضارة المصرية

قالت المهندسة أسماء الهوارى، المُلقبة بـ«إياح حتب»، إن «حركة الوعى الكيميتى» برزت كصوت عقلٍ متزن يميّز بين الأصالة والتزييف، فى زمنٍ تاهت فيه الحقائق بين الضجيج الرقمى وصراع الهويات.
وأضافت «أسماء» عن «الحركة الكيميتية»: «هى حركة فكرية وليدة الأرض المصرية، تُعيد قراءة التاريخ بلا تبعية، وتُقاوم محاولات طمس الهوية أو سرقتها. الحركة اليوم تواجه واحدة من أخطر محاولات الاختطاف الثقافى، وهو خطاب (الأفروسنتريك)».
وأوضحت أن «الأفروسنتريك» أو «المركزية الإفريقية»، هى مدرسة فكرية ظهرت فى القرن العشرين، تتبنّى فكرة أن الحضارات الكبرى القديمة، وفى مقدّمتها الحضارة المصرية، هى فى الأصل حضارات سوداء إفريقية من الجنوب.
وواصلت: «الأب الروحى لهذا الاتجاه هو أنتا ديوب، الذى حاول عبر مؤلفاته أن يربط بين حضارة وادى النيل وبين إفريقيا جنوب الصحراء، مستندًا إلى نظريات تفتقر إلى التأصيل العلمى والمادى، وغارقة فى الأدلجة العرقية».
وبينت أن «الفكر الكيميتى ينطلق من تحليل منطقى، فنحن لا ننكر أن مصر تقع فى قارة إفريقيا، بل نفخر بذلك، لكن مصر لم تكن يومًا منغلقة على نفسها أو محصورة فى إطار جغرافى ضيق، بل إن حضارتها الفريدة نتاج تفاعل إنسانى واسع، امتزج فيه البحر المتوسط بالبحر الأحمر، والشرق بالغرب، والشمال بالجنوب».
وأكملت: «الكمايتة يدركون أن الحضارة لا تُقاس بلون بشرة، ولا تُختصر فى شعارات عرقية جوفاء، و(كيميت) تعنى (الأرض السوداء)، ليست إشارة إلى عرق، بل إلى الأرض الخصبة المغمورة بطمى النيل».
وتساءلت: «لو كانت مصر أرض أجدادهم كما يدّعى (الأفروسنتريك)، فأين آثارهم على أرضهم الأصلية؟ أين الأبنية العظيمة؟ أين الملوك والبرديات والعقائد واللغة والنقوش؟»، قبل أن تجيب: «الحضارة لا تنتقل شفويًا ولا تُثبت بالادعاء العاطفى، بل تُحفر على الحجارة، وتُوثَّق بالنصوص، وتُثبتها الجغرافيا، ويؤكدها العلم».
وشددت على أن «الكمايتة» لا يخوضون معركة شعارات، بل معركة وعى، يواجهون فيها مشروعًا ممنهجًا لإعادة كتابة التاريخ، يستند إلى خطاب استشراقى مغلّف بلون جديد.
وحذرت من أن «الهدف النهائى ليس الإنصاف التاريخى، بل خلق شرعية زائفة تمهيدًا لصراعات جيوسياسية مستقبلية»، مؤكدة أن «الكمايتة» لا يرفضون الآخر، بل يرفضون الزيف، أيًا كان لونه أو شكله.
وأضافت: «من يصرخون ليل نهار باسم العدالة التاريخية، يمارسون عنصرية معكوسة، تُقصى شعوبًا كاملة، وتختزل حضارة عظمى فى لون بشرة أو شكل أنف»، معتبرة أن «كيميت» ليست ملكًا لأحد، ولا ضيعة لقبيلة، بل حضارة إنسانية كونية، صنعتها عقول عبقرية لا تُقاس بألوان.
وواصلت: «أبناء كيميت قد استيقظوا، ولن يسمحوا بعد اليوم بمرور الكذب تحت عباءة الأكاديمية أو باسم الهوية الإفريقية. نحن لا نهاجم بل ندافع، ولا نعادى الشعوب، بل نواجه التزوير، خاصة فى زمن حروب الجيلين الرابع والخامس، حيث يصبح التشكيك فى الهوية الوطنية أخطر من الاحتلال المسلح».

فاطمة الزهراء: نتعرض للتشويه من «أتباع المكون العربى»

شرحت فاطمة الزهراء «مزر»، موظفة حكومية ناشطة فى مجال التراث المصرى، رؤيتها لحركة «الكمايتة»، قائلة إنهم من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية، ويجمعهم هدف واحد وهو الدفاع عن حضارة وهوية وتراث مصر.
وأضافت «فاطمة الزهراء»: «الكمايتة يدركون جيدًا مكانة وطنهم الحقيقية، ويمتلكون غيرة عميقة عليه، بعد أن قرأوا التاريخ كما هو بموضوعية، بعيدًا عن الأهواء والتطرف الدينى أو الأيديولوجى».
وواصلت: «فى الواقع، لقب (الكمايتة) أطلقه عليهم خصومهم من أنصار الهوية العربية والمتطرفين الدينيين وغيرهم من التيارات الفكرية التى تشعر بالقلق من وعى المصريين بهويتهم الحقيقية. لكن أعضاء الحركة استطاعوا عبر مواقف عديدة تحويل هذا اللقب إلى وسام فخر يرفعونه باعتزاز».
وعن أصل التسمية، بينت أن كلمة «كمايتة» مشتقة من «كيميت»، وهو أحد الأسماء القديمة لمصر، الذى أطلقه أجدادنا على الأراضى السوداء الخصبة المحيطة بوادى النيل، مضيفة: «مع مرور الزمن، توسع المفهوم ليشمل كامل أرض مصر، وأصبح أهلها يُعرفون بـ(رِمث إن كيميت) أى (شعب مصر)».
وحول التوجه السياسى للحركة، قالت فاطمة الزهراء إن «الكمايتة» لا يتبعون تيارًا سياسيًا معينًا، بل ينتمون إلى مختلف التيارات والأديان، وقد يختلفون فى قضايا كثيرة، لكنهم يتفقون جميعًا على حب مصر والحرص على هويتها.
وعن كيفية تعارف الأعضاء، قالت: «بدأ تعارفنا عبر وسائل التواصل الاجتماعى، حيث تشكلت مجموعات وصفحات بعد موكب المومياوات الملكية عام ٢٠٢١»، مضيفة: «بدأنا نشعر أن روح مصر القديمة عادت إلينا، فأنشأنا مجموعات تناقش الهوية المصرية وتاريخها بموضوعية، مع التركيز على فهم الماضى كمدخل لإدراك الحاضر واستشراف المستقبل».
واختتمت حديثها بالقول: «نواجه حاليًا محاولات متعددة لسرقة تراثنا وتاريخنا، سواء من قبل حركات مثل (الأفروسنتريك) التى تنكر صلابتنا التاريخية بالحضارة الفرعونية، أو من بعض الدول المجاورة التى تحاول نسب عناصر من تراثنا المادى والثقافى إليها».

مها «نفرت إيزه»: نطالب بتدريس «الهيروغليفية»

مها جلال، المُلقبة بـ«نفرت إيزه» والتى تعنى «الجميلة كإيزيس»، واحدة من أنصار «تيار الكمايتة»، حاصلة على بكالوريوس تجارة، وعاشقة للحضارة الفرعونية، وتدرس اللغة المصرية القديمة.
تحدثت مها جلال عن تيار «القوميين المصريين»، قائلة إنهم مجموعة من المفكرين والسياسيين والمثقفين، الذين آمنوا أن لمصر هوية خاصة بها، ليست تابعة لأحد، لا شرقية ولا غربية، ولا حتى عربية بمعناها الواسع، مضيفة «مصر هى أم الدنيا بهويتها الممتدة من الفراعنة حتى اليوم، ومصلحتها الوطنية يجب أن تعلو فوق أى تحالف أو ارتباط خارجى».
وأبرزت أسماء أبرز القوميين المصريين، ومنهم: أحمد لطفى السيد الملقب بـ«أستاذ الجيل»، الذى نادى بالتعليم والتنوير والاستقلال الوطنى، وسلامة موسى الذى دعا إلى العودة للجذور الفرعونية والنهضة بالعلم، وخالد محيى الدين الذى جمع بين الفكر القومى والعدالة الاجتماعية.
وأضافت: «هؤلاء الرواد أسسوا لتيار فكرى يؤكد الخصوصية المصرية، وأن مصر بحضارتها العريقة لا تحتاج إلى الانتماء لأى كيان آخر. كانوا ينشرون الفكر التنويرى من خلال مقالاتهم التى تُعلى من قيم الاستقلال والكرامة الوطنية، وأعمال لطفى السيد وسلامة موسى تحديدًا أسهمت فى تشكيل الوعى القومى، ودعت إلى التحرر من الاستعمار الإنجليزى».
وواصلت: «هذا التيار اهتم بالحفاظ على المكونات الثقافية المصرية الأصيلة، من فنون وآثار ولغة، ورفض أى شكل من أشكال التبعية الفكرية أو السياسية»، معتبرة أن «المشروع الحقيقى للنهضة يجب أن ينبثق من العقل والجهد المصريين».
وكشفت عن أن مطالب الحركة تتضمن إدراج اللغة المصرية القديمة كمادة أساسية فى المناهج التعليمية، وليس مجرد إشارات عابرة، والتوعية بالإنجازات التاريخية لملوك مصر العظام مثل رمسيس الثانى وتحتمس الثالث والملكة «إياح حتب»، وإقرار «يوم قومى مصرى» يُحتفل به مع بداية السنة المصرية القديمة، واعتماد اسم «جمهورية مصر» بدلًا من أى تسميات أخرى.
واعتبرت أن «هذه مطالب مشروعة لا تعتدى على أحد، بل تؤكد هويتنا المستمدة من حضارتنا العريقة. فمصر بحقّها التاريخى، جديرة بأن يكون لها يوم وطنى يليق بمكانتها، كما أن اسم (مصر) كافٍ للتعبير عن هويتنا التى يجب أن نعتز بها».
وفى حديثها عن المطبخ المصرى، أرسلت «مها» تحيةً إلى «حضارة عريقة تمتزج فيها النكهات بالتاريخ والروح»، معتبرة أن «الطعام المصرى ليس مجرد أكل، بل سجل حافل يحكى قصة حضارة امتدت آلاف السنين».
وأضافت: «مكونات المطبخ المصرى تعود إلى العصر الفرعونى، مثل العيش البلدى والعدس والبقوليات والثوم والبصل، وجدران المعابد والبرديات تزخر برسومات الخبز والتمر والطيور، وهى أطعمة لا تزال أساسية فى وجباتنا حتى اليوم».
وواصلت: «بعض الأكلات الشعبية مثل الفول المدمس والطعمية، كانت تُقدّم كفطور للأبطال منذ العصور القديمة، والملوخية، التى تحمل فى اسمها دلالة ملكية، كانت طعام الملوك، بينما يحتفظ كعك العيد برمزيته الخاصة حتى الآن، وحتى الكشرى، الذى بدأ كوجبة للفقراء، أصبح اليوم طبقًا عالميًا».
وأكملت: «كل وجبة مصرية تحمل هوية وجذورًا ثقافية نفتخر بها»، محذرة من أن «بعض الدول تحاول نسب أطباقنا إليها أو تغيير أسمائها»، وهذا من أشكال سرقة الهوية، مستشهدةً بـ«النقوش المعبدية التى تثبت أصالة مطبخنا».
واختتمت بالقول: «المطبخ المصرى مدرسة تعلّم الكرم والتواصل الاجتماعى، وهو ليس مجرد أطعمة، بل هوية مرسومة على جدران المعابد، وإرث حضارى نحمله بفخر ونتوارثه عبر الأجيال».

حبيب رع: نحن نَفَس طويل يحاول أن يعيد الروح إلى جسد الوطن

قال محمد حبيب، المُلقب بـ«حبيب رع»، والذى يعمل كمحاسب وصانع محتوى متخصص فى الهوية المصرية والتاريخ بعنوان: «عين حورس»، إنه اختار طريقًا يبدو بسيطًا، لكنه محفوف بالتحديات، وهو أن يكون صوتًا من بين الأصوات التى تحاول أن تفتش عن ملامح مصر التى كانت، ولا تزال قادرة أن تكون.
وأضاف «حبيب»: «أنا لست بسياسى ولا باحث أكاديمى، ولا أنتمى إلى أى جهة أو تيار رسمى. أنا ببساطة شاب مصرى، قرر أن يفتح بوابة تُدعى (عين حورس)، يطلّ منها على ذاكرة وطن، ويحاول من خلالها أن يعيد ترتيب الحكاية، من أول السطر».
وواصل «أدمن» مجموعة «كتيبة خوفو»: «مشروعى لم يكن ردّ فعل على موجة عابرة، ولا مجرد نزعة عاطفية، بل كان اختيارًا، لأننى مؤمن بأن مصر أكبر من أن تُختزل فى صراعات الحاضر، أو يُروى تاريخها بأقلام لا تنتمى إليها، ومؤمن بأن وعى الإنسان المصرى هو المعركة الحقيقية الأولى فى بناء دولة حقيقية».
وأكمل: «أنا واحد من (الكمايتة)، أو التيار القومى المصرى، الذى يرى أن الهوية ليست رفاهية، وأن استعادة الوعى الجمعى ليست ترفًا فكريًا، وهذا التيار ليس حزبًا ولا تنظيمًا، بل نَفَس طويل يحاول أن يعيد الروح إلى جسد الوطن».
وتابع: «نحن نؤمن بأن مصر ليست مجرد جغرافيا، بل هى رسالة، وأننا بحاجة إلى إعادة اكتشاف أنفسنا، ليس فقط لفهم تاريخنا بل لنعرف إلى أين نمضى».

سهيلة أمين: تدعم السياحة المصرية بـ«Go To Ancient Egypt»

سهيلة أمين، مؤثرة مصرية مهتمة بالوعى القومى، وتعزيز الهوية المصرية، قادت عدة حملات توعوية وترويجية للسياحة داخل مصر، كان من أبرزها «GoToAncientEgypt#»، التى لاقت تفاعلًا واسعًا، وأسهمت فى إعادة تسليط الضوء على حضارتنا العريقة.
تقول «سهيلة»: «مصر الأرض التى صاغت القيم والمبادئ التى نعيش عليها حتى اليوم، هى منبع العلوم، ومصدر الإلهام لكل حرف كُتب، ولوحة رُسمت».

عمرو عفيفى: كل المصريين «كمايتة» فى شهادة الميلاد

كشف عمرو عفيفى، الذى يعمل فى إدارة الأعمال، عن أن شهادات ميلاد كل المصريين مكتوب فيها بـ«الهيروغليفية»: «مِس إم كِمت»، أى «ولد فى كيميت»، وهذا يعنى «أن المصريين كلهم كمايتة».
وأضاف «عفيفى»: «دورى هو الحفاظ على الهوية المصرية عن طريق الفيديوهات، والنكات، إلى جانب مقالات تاريخية مثل سلسلة (اعرف أجدادك) التى قدمتها للتعريف ببعض ملوك وملكات المصريين القدماء».
وواصل: «كنت وما زلت مُحاربًا ضد محاولات الـ(أفروسنتريك) لسرقة الحضارة المصرية، وكان لى دور فعال جدًا فى الحملات عليهم، ومن بينها الحملة القومية الكيميتية على الممثل الهوليوودى كيڤين هارت، المنتمى لفكر (المركزية الإفريقية) وداعم له بشكل كبير».
وأكمل: «لنا كذلك أدوار عديدة بارزة فى التصدى لحملات الإرهاب والتخويف من قبل المتطرفين أتباع الجماعات المحظورة، الذين يحاربون ويسخرون دومًا من التيار القومى و(الكمايتة)، ودائمًا ما يقللون من شأن مصر ويحتقرون هويتها ويحاولون تشويهها».

هشام المصرى: تاريخنا حاضر ومستقبل مش بس ماضى

أكد هشام طلعت المصرى، وهو شاب صعيدى أسس العديد من صفحات «القومية المصرية» على مواقع التواصل الاجتماعى، أن قلبه متعلق بتاريخ بلده العظيم منذ فترة طويلة، مضيفًا: «أحب كيميت بطريقة غير عادية، حب متغلغل فى روحى، يجعلنى دائمًا فخورًا بأنى ابن حضارة عمرها آلاف السنين».
وواصل: «منذ صغرى، أرى أن تاريخ مصر ليس مجرد ماضى، بل حاضر ومستقبل، قوة تغذّى شخصيتى وتشكّل وعيى، وهذا ما جعلنى أكون جزءًا من دعم المتحف المصرى الكبير، الذى أعتبره من أعظم المشاريع التى تعيد للعالم احترامه لحضارتنا».
وأكمل: «من خلال صفحاتى ومجموعاتى الوطنية، مثل: صقور المخابرات المصرية، وخير أجناد الأرض، والدفاع المصرى الإلكترونى، استطعت أن أبعث برسائل توعوية مهمة، وصل تأثيرها لملايين الأشخاص».
وتابع: «أنا مؤمن بأن وطنيتى ليست كلامًا، بل أفعال، وأرى أن كل كلمة أكتبها للدفاع عن مصر، وكل تصميم أصنعه هو رسالة فخر بتاريخنا. (كيميت) بالنسبة لى هى الأصل، وأنا مجرد امتداد بسيط لحضارة عظيمة لا بد أن تظل دومًا، ونحافظ عليها ونفخر بها».

أسماء حسنين: نقدم بلدنا للعالم

قالت أسماء حسنين، التى تعمل فى النيابة العامة المصرية، وتشغل منصب مسئولة العلاقات الخارجية فى الهيئة العليا للإعلام، إن حبها لمصر وتاريخها العظيم هو الدافع الأساسى وراء جهودها فى دعم القومية المصرية، سواء فى عملها الرسمى أو نشاطها المجتمعى.
وأضافت «أسماء» أن هذا الشغف تحول إلى مبادرة شبابية تحت اسم «كيميت ترند»، تضم مجموعة من الشباب المحب لمصر، اجتمعوا على هدف واحد: تقديم مصر للعالم من خلال أعينهم، كبلد حضارة وجمال وأصالة.
وأشارت إلى إطلاق عدة حملات و«هاشتاجات» للتوعية والدفاع عن الهوية المصرية، مثل: «عيد توحيد الدولة المصرية» و«Netflix Fake History» و«Cancel Kevin Hart Show»، والتى هدفت لتصحيح معلومات، والتصدى للتشويه، وإحياء الفخر القومى.
وواصلت: «الحضارة المصرية ليست مجرد آثار فى المتاحف، لكنها ساكنة فينا، فى لغتنا وسلوكنا وكبريائنا، وهى التى تجعلنا نشعر بالمسئولية تجاه بلدنا، وندافع عنها فى الداخل والخارج».
وأتمت بقولها: «دى مش حكايتى أنا لوحدى، دى قصة جيل كامل بيحاول يرجع لمصر صوتها الحقيقى على الميديا، لأننا ببساطة، إحنا الحضارة اللى عايشة».

كيرلس رأفت: نريد استعادة هويتنا التائهة وسط ثقافات صحراوية دخيلة

استهل كيرلس رأفت، المرشد السياحى والمؤلف، حديثه بتقديم شرح للفروقات الجوهرية بين المجتمع الزراعى المصرى الأصيل، والمجتمعات الرعوية، موضحًا أنه فى مرحلة ما قبل الأسرات، عندما كان الإنسان صيادًا وجامعًا للثمار، كانت الحياة أقرب إلى نمط الحيوانات البرية، والمجتمعات تعيش فى قبائل صغيرة ترتبط بقرابة الدم، مع تقسيم صارم للأدوار بين الجنسين.
وأضاف «رأفت»: «الرجال كانوا يمارسون الصيد والحماية، بينما اقتصر دور النساء على تربية الأطفال والوظائف الإنجابية. هذا التقسيم الحاد للأدوار نتج عن ظروف الحياة القاسية، حيث لم تكن النساء قادرات على المشاركة فى الصيد بسبب أعباء الحمل والرضاعة المتواصلة».
وواصل: «كان هذا النظام الاجتماعى البدائى يكرس مفهومًا بسيطًا للغاية للأدوار: الرجل يحارب ويوفر الحماية، بينما تكرس المرأة نفسها لشئون الأسرة والتربية. هذه المرحلة تمثل البدايات الأولى للتمايز الاجتماعى بين الجنسين فى المجتمعات البشرية».
وأكمل: «مع التحول إلى الزراعة قبل ١٠ آلاف عام فى وادى النيل، حدثت نقلة حضارية كبرى غيّرت وجه التاريخ، فبسبب التغيرات المناخية وندرة الغذاء، أصبح النيل شريان الحياة الذى اجتمعت حوله المجتمعات البشرية».
وتابع: «هذه الثورة الزراعية أحدثت تحولًا جذريًا فى البنية الاجتماعية، بعدما انتقلت المجتمعات من حياة الترحال إلى الاستقرار، ومن نظام القبائل الصغيرة إلى التجمعات السكانية الكبيرة، وهو تحول تطلب تعاونًا واسعًا وقدرة على تنظيم العمل الجماعى، ما أدى لظهور أشكال جديدة من التنظيم السياسى والاجتماعى».
ونبه إلى أن «تأسيس الأسرات الحاكمة لم يكن عملية سهلة، بل تطلب شبكة معقدة من التحالفات السياسية وروابط المصاهرة لضمان الاستقرار، لذا نجد أن الأسر الحاكمة فى مصر القديمة كانت تمثل خليطًا من الانتماءات المختلفة، بعكس المجتمعات البدوية المنغلقة».
وأضاف المرشد السياحى: «وفرة الموارد فى وادى النيل زرعت قيمًا جديدة فى الشخصية المصرية، فالمصرى القديم، مطمئنًا إلى خيرات أرضه، آثر التعاون على الصراع، والتشارك على الاحتراب، وهى الفلسفة التى أفرزت فكرة الدولة المركزية، وتحول القيادة من المشيخة القبلية إلى النظام الملكى الموحد».
وواصل: «هذا النسق الحضارى الفريد هو ما أنتج تلك المعجزات المعمارية الخالدة، التى تعبر عن عمق الارتباط بالأرض وتقديس النيل كمصدر للحياة».
وأكمل: «فى المقابل، يرى البدوى أن الأرض ليست ملكًا لأحد، وإنما مجرد ساحة للتنقل والبحث عن الماء، فحين ينضب المورد، يرحل إلى مكان آخر، لذا لم تظهر لدى المجتمع البدوى تلك الرغبة فى بناء ما يدوم، بل ظل يميل إلى الحركة أكثر من الاستقرار».
وزاد: «أما فى مجال العلوم والمعارف، المجتمع الزراعى، رغم انشغاله بالعمل اليومى، كان أكثر تطورًا، لأنه نقل المعرفة والخبرة من جيل إلى جيل، فازدهرت فيه الهندسة والطب والفلك، على عكس المجتمع الرعوى الذى، رغم امتلاكه وقتًا أطول، لم يهتم سوى بما يخدم حياته المباشرة، فظلت علومه بسيطة ومحدودة».
وبين أن من أبرز أوجه التباين كانت مكانة المرأة، ففى المجتمع الرعوى، كانت المرأة عبئًا، فهى غير قادرة على مرافقة الرجال فى الترحال أو الصيد، وتشكّل نقطة ضعف وقت الحروب. أما فى المجتمع الزراعى المصرى، فقد نالت المرأة مكانة موازية للرجل، عملت وأسهمت وربّت، بل شاركته أغلب جوانب الحياة، فى ظل شعور عام بالأمن والاستقرار.
واختتم حديثه قائلًا: «ما زالت آثار هذا الصراع الحضارى متغلغلة فى وعينا حتى اليوم. وهدفنا الأساسى أن يعرف المصرى تاريخه، ويستعيد هويته التى تاهت وسط ثقافات صحراوية دخيلة، شجعتها الأموال النفطية، ولم نجنِ منها إلا الانعزال والتراجع. آن الأوان أن يعود المصرى إلى جذوره، ويعرف من هو، ومن هم أجداده».

إسراء عرفة: أنا مسلمة محجبة أفتخر بأجدادى

قالت إسراء عرفة، صانعة محتوى متخصصة فى شرح التاريخ بشكل مبسط، إن مصر كانت ولا تزال «أم الدنيا»، وأن العالم بأسره نشأ على هذه الحقيقة، مؤمنًا بريادة مصر وسيادتها للمنطقة منذ فجر التاريخ.
وأضافت «إسراء»: «نشهد اليوم محاولات ممنهجة لتكسير هذه الحقيقة وتشويه هذا الثبات، مع ظهور جماعات تعمل على تزوير الماضى والحاضر»، مشددة على أن «مصر كانت مطمعًا فى كل العصور».
وأوضحت أن من أبرز هذه الجماعات حركة الـ«أفروسنتريك»، التى وصفتها بـ«لصوص الحضارة المصرية»، بالإضافة إلى فئات من المصريين أنفسهم، ممن لا يحملون أى انتماء للوطن، ويسيرون فى طريق الهجوم دون وعى، متابعة: «من هنا عاد الكمايتة».
واعتبرت أن «الكمايتة» هم خط الدفاع الأول والجهاز المناعى لمصر، الذى ظهر بعدما بدأ التلاعب بعقول الشباب لإسقاط الهوية، حيث استغل أصحاب المصالح هذا التراجع لتشويه صورة البلاد أمام أبنائها والعالم.
وأضافت: «التيار الكيميتى ليس بجديد، فقد ظهرت رموزه منذ عهد جمال عبدالناصر، مثل أحمد لطفى السيد»، مرجعة أصل التسمية إلى «كيميت»، وهو الاسم الهيروغليفى القديم لمصر، ويعنى «الأرض السوداء الخصبة»، فى إشارة إلى طمى النيل.
وواصلت: «الساخرون والكارهون أطلقوا لفظ (كمايتة) كنوع من الاستهزاء بالقوميين المصريين، لكن الواقع أن أى مصرى قومى محب لبلده، دون النظر إلى ديانته، يُعد كيميتيًا»، متسائلة: «هل الدفاع عن الوطن والانتماء لترابه يُعد جريمة؟».
وحول أسباب الهجوم على «الكمايتة»، رأت أن فشل البعض فى استدراج مصر إلى مستنقعات سياسية مباشرة، دفعهم إلى شن حرب على الهوية، مستغلين أدوات التزييف لتضليل الأجيال، ومن أبرز هؤلاء الـ«أفروسنتريك»، الذين يدّعون زورًا أنهم أصحاب الحضارة المصرية، رغم أن التحاليل الجينية (DNA - e٧٨) تؤكد استقلالية العرق المصرى، وعلماء «الأنثروبولوجيا»، مثل شارلتون ستيفانس، يؤكدون أن مصر أبرز مثال فى التاريخ لأصالة الجين ونقائه.
وأضافت: «الهدف من نسب المصريين لغيرهم هو ضياع الأصول، وإذا ضاعت الأصول ضاع الاستقرار، وانتشرت الفوضى، حتى تُحتل الأرض»، لافتة إلى أن بعض المؤثرين فى المجتمع يُسهِمون عمدًا فى احتقار الحضارة المصرية، وتقديم معلومات مشكوك فيها بطريقة ساخرة، مثلما فعل صانع المحتوى أحمد الغندور، فى برنامجه «الدحيح»، حين زعم أن الحضارة المصرية اختفت وكأنها لم تكن. وواصلت: «الحضارة المصرية لا تزال حية فى تفاصيل الحياة اليومية، من خلال الموروثات الثقافية والعادات مثل السبوع والأربعين والرقص بالعصا فى الصعيد وتزغيط البط فى الريف، وكذلك الأمثال الشعبية والكلمات المتوارثة».
وشددت على أن «الكمايتة» واجهوا حملات تشويه وصلت إلى حد اتهامهم بـ«الإلحاد»، فقط لأنهم دافعوا عن هوية أجدادهم، مضيفة: «أنا مسلمة محجبة أفتخر بأجدادى وتاريخ بلدى، وأنقل فنها وثقافتها، فهل يعنى هذا أننى مُلحدة؟».
واختتمت بقولها: «تاريخ مصر متأصل فى العالم قبل أن يكون فينا، ولن تفلح محاولات تسفيهه أو طمسه.. نحن أبناء كيميت، واعون تمامًا لما يُحاك لهذا الوطن، فكونوا على قدر المكر المدبّر، فمصر لها حرّاس معبد يحمونها».

يرقاء رضا: أتصدى لسرقة الجلابية والعمة والمَلس بـ«البسوا مصرى»

اختارت يرقاء رضا، طالبة فى مجال «الأمن السيبرانى»، أن تكون صوتًا مستقلًا يدافع عن الهوية المصرية، دون انتماء لأى تيار أو جهة سياسية، وإنما من منطلق وعى قومى خالص.
قالت «يرقاء»، المؤثرة على منصات «السوشيال ميديا»، إنها تدير عدة صفحات ومجموعات على «فيسبوك» لتحقيق هذا الهدف، مثل «Egyptian Community»، و«الهوية المصرية»، و«Egyptian Culture»، مع تخصصها فى نشر التراث المصرى، ومحاولة إعادة إحياء عناصره التى اندثرت أو تم نسبها لدول أخرى. وأضافت: «أنا صاحبة حملة #البسوا_مصرى، وهى محاولة بسيطة لربط الناس من جديد بثقافتهم وهويتهم، التى بدأت تذوب وسط سيل من التغريب والانبهار بثقافات أخرى على حساب أصلنا».
وواصلت: «التراث المصرى ثروة عظيمة، مادية وغير مادية، موجود فى كل المحافظات، وكان جزءًا أصيلًا من حياة المصريين، لدرجة أن كل مواطن زمان كان يعرف تراثه ويفتخر به، لكن الآن، بسبب قلة المعرفة، بدأنا نرى تراثنا يُنسب لغيرنا، والناس للأسف تصدق». وأكملت: «القفطان المصرى- مثلًا- نُسب للمغرب، رغم أصوله المصرية القديمة، والعقود التقليدية، مثل عقد شمس آتون والعقد الفرعونى، أصبحت تُنسب للهند ودول الخليج، كما أن أزياء مثل الجلابية الفلاحى والعمة الأسوانى والملس الصعيدى، نُسبت لثقافات أخرى».
وتابعت: «أضف إلى ذلك العديد من الأكلات المصرية، مثل الكحك والكشرى والجبن الرومى والحلبسة وصوابع زينب، التى أصبحت تُطلق عليها أسماء شرقية وغربية بعيدة عن أصلها المصرى الآن، فضلًا عن الآلات الموسيقية مثل السمسميّة، وفنون المعمار مثل المشربية، أصبحت تُسجل كتراث مشترك، رغم أصولها المصرية البحتة». وشددت على أن «الحفاظ على الهوية المصرية يبدأ من التعليم، ما يتطلب تدريس التراث المصرى فى المدارس، وتسجيله عالميًا، وإعادته إلى أصله المصرى، باعتباره حقًا لا يمكن التنازل عنه».

«ابنة أنوبيس»: شربت حب بلدى من جدودى الصعايدة
ملاك القصبى تسمى نفسها «ابنة أنوبيس»، وهى مؤسسة مجموعة «مصر للمصريين»، ومشرفة فى صفحة «القومية المصرية»، تعمل فى مجال العقارات، ومؤسسة براند «إياح حتب»، فضلًا عن كونها مؤلفة الرواية الإلكترونية «كاهنة الأقصر».
تروى «ملاك» قصتها مع «القومية المصرية» فتقول: «أقضى الإجازة عند جدى فى أسوان منذ صغرى، وأتنقل ما بين الأقصر وقنا وأسوان، إلى جانب سوهاج والمنيا، وطوال الوقت كنت أرى فخر واعتزاز أهلنا فى الصعيد بالآثار وحبهم لها».
وتضيف: «جدى كان دائمًا ما يحكى لى عن عظمة حضارة أجدادنا القدماء، ومع ظهور (التيار القومى) بدأنا فى تنظيم رحلات لمعرفة آثار أجدادنا، والعودة للهوية المصرية وجذور حضارتنا العظيمة».
وتضيف: «أكتب حاليًا مقالات تعريفية بعصر ما قبل الأسرات، وحضارة نقادة، إلى جانب التعريف بالتراث الشعبى المصرى من زى وطعام ومشروبات وحلويات، وكل ما يخص التراث والهوية المصرية»، قبل أن تختتم بقولها: «أنا قبطية كيميتية مصرية وأفتخر».
أحمد شفيق: أواجه «الأفروسنتريك» من خلال الإرشاد السياحى

«ليست مجرد حكايات ومعابد وآثار عظيمة فقط، بل موجودة فى ملامحنا، فى طريقتنا فى الحياة، فى لهجتنا وملابسنا، فى كل شىء تقريبًا».. بهذه الكلمات بدأ أحمد شفيق، ويعمل مرشدًا سياحيًا، حديثه عن «الهوية المصرية».
وينبه «شفيق» إلى إيمانه بأن الحفاظ على الهوية ليس معناه أن نعيش فى الماضى، لكن نعيش الحاضر ونحن نعلم بأننا متفردون بامتداد حضارى مستمر، لا انقطع ولا سينقطع، مثلما قال الملك العظيم رمسيس الثانى: «مصر أرض لا تموت، وشعب لا يندثر، ونور قد يخفت، لكنه لا يظلم أبدًا».
وعن جهوده فى دعم «الهوية المصرية»، قال «شفيق» إنه يسهم من خلال الإرشاد السياحى، وبطرق أخرى، فى التعريف بخطر الـ«أفروسنتريك»، إلى جانب نشر الوعى الأثرى والمعرفى عن التاريخ المصرى.
آسر أحمد: أعمل على 3 روايات عن المؤامرات ضد مصر

أكد آسر أحمد، المهندس المتخصص فى «الجرافيك»، والمعنى كذلك بالتأليف الروائى والتدوين العسكرى، أن مشروعه فى الحياة قائم على نشر الوعى بالهوية المصرية، وتعزيز الشعور القومى، من خلال أدوات متعددة، تبدأ من التصميم وتنتهى بالكلمة والصورة والدراما.
وقال «آسر»: «مشيت فى أكتر من سكة بحبها، وكلها بتخدم هدفى الأساسى، وهى إن المصرى يفخر بهويته وتاريخه وحضارته، ويفهم كويس التحديات التى تواجه بلده، سواء كانت ظاهرة أو خفية».
وأضاف: «أعمل على ٣ روايات درامية تحمل الطابع القومى، وتتناول المؤامرات والمخططات التى تعرضت لها مصر، وتأثيرها على الوعى والهوية، فى محاولة لخلق سرد قصصى جذاب يجمع بين التاريخ والواقع والدراما».
وواصل: «أنا كمان بكتب باستمرار عن الجيش المصرى، وعن آخر أخباره وصفقاته العسكرية من مصادر موثقة، وده لإبراز قوته وإنجازاته فى مواجهة التحديات، لأن الجيش جزء لا يتجزأ من صورة مصر وهويتها». وأكمل: «بدأت مشوارى منذ الطفولة، وسط كتب التاريخ والميثولوجيا المصرية، ومع الوقت اتجهت للتصميم الجرافيكى، وبدأت فى تصميم لوجوهات وإعلانات تحمل الطابع المصرى والبراند القومى، وشاركت فى إدارة صفحات ومجموعات متخصصة فى تاريخ وآثار مصر».

عبدالله يوسف: أحارب الأكاذيب بـ«كتيبة خوفو»

عبدالله يوسف، هو مؤسس مجموعة «كتيبة خوفو» على مواقع التواصل الاجتماعى، وهى جبهة إلكترونية تواجه اللجان التى تنشر الشائعات، والمعلومات المضللة عن الحضارة المصرية.
وقال «يوسف»: «أنا مؤمن بأن الحضارة المصرية القديمة ليست مجرد تاريخ، بل هوية وقوة ناعمة لا بد أن نحافظ عليها ونفخر بها، ومن هنا بدأت رحلتى فى تقديم محتوى توعوى يجمع بين تحليل الواقع، والرد على الحملات الممنهجة، وفضح الأكاذيب التى يتم ترويجها».
وأضاف مؤسس مجموعة «كتيبة خوفو»: «من خلال هذه المجموعة، أعمل على دعم الصفحات الوطنية، ومساندة أى مؤثر أو صانع محتوى يقدم رسالة هادفة، وأؤمن بالأهمية الكبرى لهذا الدعم».

أميرة جمال: نعرض تاريخنا ولا نعادى الدين

اتخذت أميرة جمال، مهندسة مدنية، من المثل الشعبى: «من فات قديمه تاه»، دليلًا لترسيخ الهوية المصرية، وفق ما قالته لـ«حرف».
وأضافت «أميرة»: «بتكلم عن تاريخنا وتراثنا على قد ما أقدر، وبنشر كتير باللغة القبطية لأنى بدرسها، وهى آخر تطور للغة المصرية القديمة، وأتمنى أنها واللغة الهيروغليفية يتم تدريسهما فى مناهج التعليم».
وواصلت: «من خلال نشاط على (السوشيال ميديا)، أعمل على محاربة الفتنة الطائفية، بالنسبة لى ماتفرقش إنت مسلم أو مسيحى أو يهودى، أو من أى معتقد آخر، طالما إنت مصرى فأنت أخويا».
ونفت ما يتردد عن الارتباط بين «القومية المصرية» والهجوم على الدين أو العداء له، قائلة: «هذا غير صحيح، فالدين معتقد، لكن القومية المصرية تربط بيننا وبين هويتنا وامتدادنا الجينى بالمصريين القدماء أصحاب الحضارة والتاريخ».
حبيبة بدير: مهمتى تعريف المصريين بأنهم ليسوا عربًا

لم تكتفِ حبيبة بدير بعملها فى الهندسة الزراعية، وأسست صفحة «Egyptian community»، وأطلقت من خلالها حملات للتوعية بـخطورة حركة «المركزية الإفريقية» أو الـ«أفروسنتريك»، إلى جانب التوعية بـ«مخاطر اللاجئين وتأثيرهم على التغيير الديموغرافى للدولة». تقول «حبيبة»: «أنا ضمن جيش وطنى يحرس بلده على السوشيال الميديا، وأسعى دائمًا لدعم الوطن فى كل ظروفه، ونشر الأخبار الصادقة، التى تنشر الأمل فى قلب محبى مصر، مع التوعية بأهمية الانتماء إلى مصر فقط، وتأكيد أننا مصريون ولسنا عربًا».

مينا فوزى: أهتم بالتاريخ من قلب الإعلام الدينى

رأى مينا فوزى، مخرج برامج تليفزيونية، أن القنوات الفضائية لها دور كبير جدًا فى تشكيل ونشر الهويّة، لأنها تصل إلى كل بيت تقريبًا، ما يتطلب من القائمين عليها عرض ما يعبّر عنّا كمصريين.
ورغم أن «مينا» يعمل فى قناة مسيحية دينية متخصصة، لكنه يعمل على دعم الهوية المصرية من موقعه هذا، وشارك فى تغطية حدث نقل «المومياوات الملكية»، وافتتاح متحف الحضارات، وغيرها من الفعاليات الوطنية.
«وعى مصر»: نحارب الدونية والتطرف الدينى واللا دينى

قال زياد محمد، أحد مؤسسى صفحة «وعى مصر»، إن الهدف الأساسى من إنشاء هذه المنصة الإلكترونية هو مواجهة الأكاذيب التاريخية، وحملات التشويه المتعمد التى تُبث من أبواق مأجورة ضد كل ما هو مصرى، مشيرًا إلى أن انطلاقتهم كانت من خلال حسابات وصفحات بسيطة على مواقع التواصل، وبجهود ذاتية ومواهب فردية.
وأضاف «محمد»: «حاولنا أن نعالج اضطراب الهوية والتشتت الناتج عن تأثر الوعى الجمعى بخطابات الجماعات التكفيرية والأفكار المعادية، التى نظرت إلى مصر كمجرد محطة أو بقرة حلوب لتحقيق أهدافها الخبيثة، ومن خلال محتوى (وعى مصر) عبرنا عن رفضنا الكامل للدونية والتطرف، سواء الدينى أو اللا دينى».
وواصل: «وعى مصر» كانت من أوائل الصفحات التى تصدت لأكاذيب حركة الـ«أفروسنتريك» ومطامعها، ونجحت فى توصيل صوتها الرافض لتحركات هذه المجموعة، مثل مؤتمر أسوان، وحفلة كيفن هارت، وزيارة كابا، ما أسفر عن تدخل الدولة ضد هذه التحركات، استجابة لصوت الشباب الغيور على تراث وطنه.
وأضاف عبدالرحمن المرشدى، أحد مؤسسى «وعى مصر»: «كان لنا دور بارز فى تسليط الضوء على ملفات تاريخية كثيرة، ونجحنا فى الوصول إلى ملايين المصريين من مختلف الأعمار، فى مواجهة الفكر الراديكالى المعادى للدولة، الذى يسعى لسلب الأرض وتزوير التاريخ».
وواصل: «الصفحة تهتم أيضًا بكتابة مقالات تاريخية واجتماعية وثقافية، تعتمد على مصادر مصرية موثوقة، للرد على الأكاذيب المنتشرة بحق شخصيات بارزة فى التاريخ المصرى، والدولة ومؤسساتها».
وأوضح أن جهود الصفحة شملت نوعين خطيرين من المواجهة، أولهما الرد على الأكاذيب المعاصرة التى تستهدف الدولة المصرية، وقيادتها وسياساتها ومؤسساتها الوطنية، والثانى تفنيد الأكاذيب الشهيرة التى تطال التاريخ المصرى، ومنها محاولات نفى نسب المصرى الحديث لأجداده القدماء، واختلاق فجوة هوية زائفة، وتشويه صورة ملوك عظام ومؤسسين حضاريين مثل رمسيس الثانى وتحتمس الثالث، بجانب ترويج أساطير مشوهة مثل «عروس النيل» لأغراض خبيثة، والتشكيك فى قدرة المصرى القديم على بناء الأهرامات والمعابد، ونَسب إنجازاته لحضارات أو حتى «كائنات» أخرى.
واختتم حديثه بتأكيد أن معركة الوعى مستمرة، وأن الدفاع عن الهوية والتاريخ واجب وطنى لا يمكن التهاون فيه، انطلاقًا من فكرة أساسية هى «مصر للمصريين» و«مصر أولًا وأخيرًا».