المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

كازانتزاكيس جامع التناقضات الحادة والمدهشة

كازانتزاكيس
كازانتزاكيس

يبدو لى أنه ما من كاتب جمع فى حياته وأعماله بين المتناقضات، بل وصنع منها الأساطير المدهشة، بمثل تلك الطريقة الحادة، مثلما فعل اليونانى الأشهر نيكوس كازانتزاكيس.. لم يحب أحدًا مثلما أحب زوجته الثانية إيلينى، أو هيلين، أو لينوتشكا، كما كان يحب أن يناديها، لكنهما لم يكونا يلتقيان سوى عشرة أيام فى السنة، ولم يتردد فى خيانتها، والدخول فى علاقات عابرة مع «حشد» من النساء خلال أسفاره التى كان يكتب إليها عنها وعنهن، ولم يأتمن أحدًا على سيرته غيرها.. حاول صبيًا الانخراط فى سلك الكنيسة، وكبيرًا منعت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية روايته «الإغواء الأخير للمسيح»، وسعت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية إلى حرمانه، بل إنها جهزت عقوبة الحرمان الكنسى، وكانت تستعد لإعلان الحكم، لولا تدخل سرى من الأميرة مارى بونابرت، ولكن البابا أدرج ذلك الكتاب ضمن لائحة الكتب الممنوعة فى الفاتيكان سنة 1954.. حتى روايته الأشهر عالميًا «زوربا اليونانى» اعتمد فى بنائها على الجمع بين رجلين ينتميان إلى شريحتين مختلفتين تمام الاختلاف، معيشيًا، وفكريًا، وثقافيًا.. اثنان على أقصى درجات التناقض والاختلاف، لكنهما يصنعان معًا أسطورة لتمام الاتفاق، والتعايش، والانسجام، وتكشف زوجته الثانية إيلينى أنه كتبها فى إثر صحبته زوربا كشخصية حقيقية، وأنه كان يلقبه إعجابًا بـ«الغول»، ويضعه فى مصاف نيتشه وبرجسون وبوذا، انبهارًا بفلسفته الحسية فى الحياة، وقالت إنها لم تجد رسائل كازانتزاكيس لزوربا، لكنها وجدت رسالة من زوربا يقول فيها: «لا بأس! هذا كله تدركه أفضل منى.. أنا الآن لا أخشى الإله، لا أخشاه مطلقًا، مطلقًا. ربما يعود ذلك إلى أننى نفذت تعاليمه، لا أخاف الموت، لأنه لا يساوى شيئًا. وكما أنى لا أساوى شيئًا بدورى، فأنا لا أخشى أخطر عناصر الطبيعة، مهما فعلت، وحتى إذا جاء مذنب ليضربنا ويحولنا إلى سلاطة طماطم، فأنا أضحك».. وهى الرواية التى شبهها كازانتزاكيس نفسه بأنها «حوار بين كاتب فاشل ورجل حقيقى من عامة الشعب، حوار بين الروح المحامية وروح الشعب العظيمة»

المحب الخائن وطالب الرهبنة المهدد بالحرمان الكنسى

ربما كان ذلك هو السر فى أنه يظل نيكوس كازانتزاكيس، المولود فى الثامن عشر من فبراير عام ١٨٨٣، الكاتب اليونانى الأكثر شعبية وشهرة حول العالم، وتظل رواياته وأعماله الأدبية على قوائم الكتب الأكثر مبيعًا فى الأدب اليونانى الحديث، وفى مقدمتها رائعته «زوربا اليونانى»، التى تباع منها آلاف النسخ كل عام، خصوصًا بعد تحويلها إلى واحد من أهم علامات السينما حول العالم فى الفيلم الذى يحمل نفس عنوان الرواية، وقام ببطولته النجم الاستثنائى أنتونى كوين، بالإضافة إلى ثلاثة أفلام أخرى مأخوذة عن رواياته «الهوى اليونانى»، و«الإغواء الأخير للمسيح» للمخرج مارتن سكورسيزى عام ١٩٨٨، وكتاب «الإسكندر الأكبر»، ومع ترجمة كتبه إلى أكثر من ٤٠ لغة، وهى الكتب التى تزيد عن الثلاثين أثرًا أدبيًا، وتتوزع ما بين الشعر والرواية والمسرحية والسيرة والنقد والترجمة.. وليظل هو وحده، الروائى الأكثر إثارة للجدل، فهو السياسى والصحفى الذى يكتب الشعر والرواية، وينشر مقالاته فى الفلسفة وأدب الرحلات، المحب الخائن والأكثر ثقة فى زوجته، وهو الذى يحكى فى سيرته «تقرير إلى جريكو» عن حياته الأولى فى اليونان، وفشل محاولاته، صبيًا، للانخراط فى سلك الكنيسة، ويقول: «وبما أننى لم أستطع أن أكون قديسًا، أو بطلًا، فقد حاولت عن طريق الكتابة، أن أجد بعض العزاء عن عجزى».

وربما كان ذلك ما دفع المترجم والكاتب التونسى محمد على اليوسفى إلى الذهاب فى مقدمته لترجمة كتاب السيرة الذاتية، الذى كتبته زوجته الثانية إيلينى كازانتزاكيس ونشر بعنوان «المنشق.. نيكوس كازانتزاكيس»، إلى أن «هذا العمل المختلف والرائع، هو حياته التى أرادها كما عاشها، وعاشها أيضًا كما أرادها، لأنه كان يرفض كل ما هو مختلف عما رسمه لنفسه من مبادئ ورغبات وسلوك، ورؤية للعالم قبل كل شىء»، وهو ما يوضحه الكاتب السورى محمد العباس بقوله إن كازانتزاكيس هو ذلك الرجل الذى اندفع مرتين ليصبح قديسًا، وهو ذاته الذى أغضب العالم المسيحى بكتابيه المثيرين «الإغواء الأخير»، و«المسيح يُصلب من جديد»، وهو ذاته الذى ذهب إلى موسكو شيوعيًّا، فلم يعثر فيها، بحسب قوله «على الجنة التى وصفها الشيوعيون التبسيطيون، ولا على الجحيم الذى أعلن عنه البرجوازيون الشرسون المتخوفون».

دارس الفلسفة المحارب.. والسياسى الغارق فى التأملات الروحية

ولد نيكوس كازانتزاكيس فى ١٨ فبراير عام ١٨٨٣ فى جزيرة كريت، أكبر الجزر اليونانية، وأمضى طفولته فى الجزيرة التى خاضت حربًا شرسة ضد الأتراك لنيل حريتها واستقلالها، وكان والده أحد وجوه هذه الحرب، وعلى الرغم من أن الوالد لم يكن متعلمًا أو مثقفًا، فقد أراد لابنه أن يكمل تعليمه، فأرسله لدراسة الحقوق فى مدرسة القانون فى أثينا، حيث حصل على شهادة الدكتوراه عام ١٩٠٦، ثم سافر لدراسة الفلسفة فى باريس، فتابع دروس هنرى برجسون حتى عام ١٩٠٩، وتأثر بفلسفة نيتشه، الذى قال إنه غيّر من نظرته إلى الدين والحياة والله، ودعاه إلى التمرد على أفكاره ومعتقداته القديمة كلها، حتى نظرته إلى الفن الذى أدرك أن دوره يجب ألا يقتصر على إضفاء صورة جميلة وخيالية على الواقع والحياة، بل إن مهمته الأساسية هى كشف الحقيقة، حتى لو كانت قاسية ومدمرة.

قضى كازانتزاكيس معظم فترة شبابه فى رحلات تأملية وروحية، فاعتكف زمنًا فى «جبل آثوس» فى شمال اليونان، وهو المعروف بالجبل المقدس، ويعتبر منطقة سكنية يقيم بها الرهبان من مختلف الكنائس الأرثوذكسية، ويحكى أنه حين كان طفلًا، ذهب إلى الميناء، وطلب من أحد القباطنة أن يأخذه إلى الجبل ليصبح قديسًا؛ لكن القبطان سخر منه وأعاده إلى بيته، وحين أصبح شابًّا، بدأ رحلته نحو الرهبنة، بدءًا من الحج إلى أديرة اليونان وكنائسها، مرورًا بفلسطين، وانتهاءً بصحراء سيناء.. وهناك، بعد تفكير طويل، اتخذ قراره بالعودة إلى العالم الحقيقى، ساعده على ذلك أحد الرهبان الذى نصحه قائلًا: «عد إلى العالم، ففى أيام كهذه، وفى سن كمثل سنك، فإن العالم هو الدير الحقيقى الذى ستصير فيه قديسًا».

ومما يحكيه أنه عندما كان صغيرًا سئل: «ما الذى تعتزم كتابته؟ وعندما أجاب: «حياة القديسين وحياة جدى»، سأله محدثه: «وهل كان جدك قديسًا؟ ألم تقل إنه كان يحارب الأتراك؟! فكان رده معبرًا بوضوح شديد: «أوليس الأمران سواء».

حاول الالتحاق بسلك الرهبنة صغيرًا.. وكبيرًا كتب رواية منعتها الكنيسة وجهزت قرارًا بحرمانه لولا تدخلات سرية

بعد مغادرته باريس، سافر إلى فيينا، وهناك بدأ مرحلة التعرف إلى بوذا، حيث عكف على دراسة المناسك والتعاليم البوذية، فأحب بوذا بوصفه معلمًا ومرشدًا روحيًا ومخلصًا، وكتب فيه: «من بين الناس الذين ولدتهم الأرض جميعًا، يقف بوذا متألقًا فى الذروة، روحًا نقية خالصة، دون خوف أو ألم، مليئًا بالرحمة والحكمة، كان يمد يده ويفتح الطريق إلى الخلاص وهو يبتسم بوقار، والكائنات كلها تتبعه وتخضع بحرية ودون تفكير.. إنه يشمل برحمته كل شىء، ويخلص كل شىء».

زار خلال تلك الفترة العديد من أديرة اليونان وكنائسها، وزار القدس وسيناء فى مصر، وذلك قبل أن يتطوع فى الجيش اليونانى فى حرب «البلقان» عام ١٩١٢، ويتم تعيينه كمدير عام فى وزارة الشئون الاجتماعية فى ١٩١٩، ليتولى مسئولية تأمين الغذاء للجنود، وإعادتهم من القوقاز، ورغم نجاحه فى تلك المهمة، لكنه استقال من ذلك المنصب، وسافر إلى العديد من دول العالم، وعمل خلال تلك فترة فى الصحافة والترجمة وكتابة المناهج المدرسية، وكتب الكثير من المقالات والمسرحيات وكتب الرحلات، التى سجل فيها انطباعاته عن البلدان التى زارها، ثم بعد عودته عمل فى السياسة لفترة قصيرة، إلى أن تم تعيينه وزيرًا فى الحكومة اليونانية عام ١٩٤٥، حيث أصبح زعيم حزب صغير يسارى غير شيوعى، ودخل الحكومة اليونانية وزيرًا دون حقيبة، لكنه استقال من هذا المنصب فى العام التالى، حيث تم اختياره كمدير فى «اليونسكو»، لكنه لم يلبث أن استقال من منصبه هذا، لأنه كان يرفض تسلم راتب دون عمل، تمامًا كما رفض عقد دار نشر باريسية؛ لأنها اشترطت عليه الكتابة بالفرنسية، وهو المتمسك بموقعه فى الأدب اليونانى، والمحب للغته حد الهوس بترجمة ملاحمها، والترجمة إليها، وفى تلك الفترة عمل على ترجمة العديد من كلاسيكيات الأدب العالمى إلى اليونانية، فترجم روايات وأعمال دستويفسكى الكاملة، كما ترجم «الكوميديا الإلهية» لدانتى، و«عطيل» لوليم شيكسبير، و«دون كيخوت ديلامانشا» لثربانتس، و«هكذا تكلم زرادشت» لنيتشه، إلى جانب أعمال الفيلسوف الألمانى هيجل، وبرغم مؤلفاته الغزيرة والمتنوعة؛ فى المسرح، والشعر، والأدب، والكتب المدرسية، وترجماته لأهم الأعمال العالمية والإغريقية. فقد كان فقيرًا معدمًا، وواجه صعوبات كثيرة فى نشر أعماله لأسباب متعددة، ولم يستطع نشر استكماله لملحمة «الأوديسة» إلا بعد ثلاثين عامًا من كتابتها، وهى الملحمة التى أتلف نسخها أربعة مرات حتى وصل إلى صورتها النهائية التى رضى عنها أخيرًا فى ٣٣٣٣٣ بيت، كانت العقبة الدائمة فى حياته هى الأموال، فربما يتعاقد مع ناشر على كتاب ويبخسه حقه، أو يؤلف مسرحية لتمثل على المسرح اليونانى، لكن يخذلونه، لكن هذا أبدًا لم يجعله يفقد الأمل أو يتوقف، وفى نهاية حياته حينما مرض فى زيارته للصين، قبل وفاته بأيام قليلة فى ١٩٥٧، عاد إلى المشفى، وأرسلت «لجنة السلام الدولية» مبلغًا كبيرًا من المال، كمحاولة للإسهام فى نفقات علاجه، لكنه أصر على زوجته أن تعيد إليهم المبلغ كاملًا، ولو أضافت إليه تكلفة التحويل، ليعود إليهم كاملًا، ومعه برقية يقول فيها «الصداقة عندى أهم، لن نأكل الرز الذى يعود إلى الشعب الصينى»، بل إنه قام بإهداء ترجمة رواياته إلى الصينية دون مقابل.

ميثاق الأيام العشرة فى كل عام

تزوج كازانتزاكيس مرتين، كانت الأولى من جالاتيا إليكسيو فى عام ١٩١١، ولكنهما انفصلا فى عام ١٩٢٦، ثم تزوج إيلينى ساميو ستميوس فى عام ١٩٤٥، وهى صحفية وكاتبة يونانية تعرف عليها وقابلها لأول مرة فى أثينا عام ١٩٢٤، وكانت لم تتجاوز عامها الحادى والعشرين، فيما يخطو هو إلى عامه الحادى والأربعين، فأحبها، وارتبط بها، ولكنهما لم يتزوجا إلا بعدها بأكثر من عشرين عامًا، عندما أصبح وزيرًا، وكانت علاقتهما مثالًا صارخًا على رحلة التنقاضات التى حكمت حياته كلها، إذ اتفقا بعد لقائهما الأول على أن يتقابلا لمدة عشرة أيام فقط فى كل عام، وأن يتبادلا الرسائل وهما فى علاقة حرة تمامًا، والملفت أنه كان يكتب لها فى رسائله عن اليهوديات اللائى أحبهن فى أسفاره، وكيف أنه حافظ على صداقتهن طيلة حياته، وقالت عن ذلك: «كل النساء اللائى أحبهن حثثنه على العمل، كلهن ما عدا واحدة، إلسا».. و«كانت كل واحدة منهن تحبه بطريقتها الخاصة، وتأمل أن تراه يغير من طباعه، كما لو كان فى الإمكان مطالبة شجرة موز بإعطاء البرتقال»، «لقد علمنى كيف أحب كل النسوة اللائى أثرينه وصقلنه مثلما تفعل الموجة بالحصاة، والأصابع البارعة بحبة العنبر».

وهى التى خاطبها فى إحدى رسائله قائلًا: «يا أرملة يحبها رجل حى»، وكتب لها فى رسالة أخرى: «عندما أسافر أندم على اضطهادى لك»، فى إشارة إلى كثرة رحلاته، ولقاءاتهما القصيرة، المتباعدة، والتى تضمنها «ميثاق الأيام العشرة».

وفى كتابها «المنشق.. نيكوس كازانتزاكيس»، الذى لم تجرؤ على كتابته إلا بعد رحيله بعشر سنوات، واعتمدت فيه على جمع رسائله ومذكراته وبعض نصوصه غير المنشورة، تحكى إيلينى عن إصراره على أن تكتب هى سيرته الذاتية بقوله «عندما أموت، اكتبى عنى كتابًا»، فردت عليه «لا.. لابد من كاتب موهوب»، لكنه أكد طلبه قائلًا: «سوف تضعين كتابًا عنى يا لينوتشكا، عليك أن تفعلى ذلك، لأن الآخرين سوف يقولون عنى أشياء كثيرة غير دقيقة.. أنت الوحيدة التى تعرفيننى جيدًا».

فى ذلك الكتاب تقول إنه «كان نقيًا وبريئًا وعذبًا بلا حدود مع الآخرين، أما مع نفسه فقد كان شديد القسوة، ربما لإحساسه بثقل المسئولية الملقاة على عاتقه، وحجم العمل المطلوب منه، ولأن ساعاته فى الحياة محدودة»، وبرغم الأسى والمرارة فى رسائله، إلا أنها كانت مليئة بالأمل والتصوف والحب، والنساء اللائى أحبهن فى أسفاره قبل أن يتحولن إلى صديقات، لتبقى قصة حبه الفريدة لإيلينى، وتعلقه بها، حتى إنه يقول عنها «لو كنت مع رفيق درب آخر للعنت يوم ميلادى»، ويقول فى إحدى رسائله إليها: «إذا كتب البقاء لرسائل الأشهر الأخيرة، فإن الذين سيتصفحونها، فى المستقبل، لإتمام سيرتى الذاتية، سوف يقولون بأننى لم أحب أحدًا باستثناء الفتاة التى يبدأ اسمها بحرفى «إ. س»، وهى يقينًا إيلينى ستميوس».

الملفت أن كازانتزاكيس لم يتمتع بشهرة واسعة فى حياته، ولم يكن يثق فى قدرته على كتابة الرواية، وأتلف أعمالًا كثيرة، ولولا دفع وتشجيع زوجته لما كتب تلك الأعمال التى أكسبته شهرته العالمية، أما عن صداقاته، ومحبة الآخرين له، فقد عاش يحصد الأصدقاء والأعداء، المحبين والكارهين، أفرادًا وجماعات، لتبقى إيلينى وحدها التى تترقق لغته كلما تحدث عنها «إن زوجتى هى التى مازالت تشدنى إلى مجتمع البشر وتمنعنى من التوحش»، ويخاطبها بكثير من الرقة والأمل «لحسن الحظ أنك ستأتين بعد ثلاثة أسابيع، وسوف تصالحيننى مع بنى البشر».

ويكفى على سبيل المثال، أن نعرف أنه فى عام ١٩٥٦، ترشح للفوز بجائزة نوبل، لكنه خسرها بفارق صوت واحد فى التصويت، فذهبت الجائزة إلى الفيلسوف العبثى والروائى والكاتب المسرحى الفرنسى ألبير كامو، فكتب إلى زوجته حين وفاته رسالة مؤثرة قال فيها: «لقد كنت أكن له الكثير من الإعجاب، وإذا أجزت لى نوعًا من المودة لآثار زوجك، فلا أنسى يومًا بعينه، كنت أسفت فيه على نيل جائزة كان كازانتزاكيس يستحقها أكثر بمئة مرة، فإذا بى أتلقى منه أكثر البرقيات كرمًا، وبغيابه يختفى واحد من أواخر الفنانين الكبار، وأنا من أولئك الذين يستشعرون وسيواصلون استشعار الفراغ الذى خلفه».