المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

الكبير أوى.. مكى يكسب ولو كرهت اللجان!

الكبير أوى
الكبير أوى

للعام الثامن أنتظر الكبير أوى لأتخلص من ضحك كثير مكتوم لا يجد سبيلًا للخروج، للعام الثامن لا يخطئ الكبير أوى فى إرشادى لكل هذا العالم المخبوء من البهجة، وللعام الثامن أصفق وأقول يا الله ما كل هذا الجمال الذى صنعه كل المشاركين فى هذا العمل الجميل.

بعيدًا عن تجسيد أحمد مكى ثلاثة أدوار بشكل متقن وجميل، ولكن إضافة شخصية بعد شخصية كانت تمنح العمل تجديدًا، وأصبحت بعض الشخصيات تيمات أساسية سيتم استخدامها فى أعمال أخرى مثل شخصية نفادى وطبازة، وغيرهما.

ومن الطبيعى لكل هذه الأمور أن يتم استخدام الشخصيات من قبل الجمهور على مواقع السوشيال ميديا، وأن تكون هناك حركات بعينها تؤدى بالمشاهد للكبير أوى، مثل غناء طبازة «بتلومونى ليو» أو غمزة عين نفادى، أو حركة يد جونى «جامدى دى» أو عبارات الكبير «كنه هيبقى مرار طافح» أو «جزرة وقطمها جحش»، أو «ما بوراحة» الخاصة بحزلقوم، وغيرها.

كل هذا يعرفه المشاهد العادى، ولكننا فى الجنوب نتابع المسلسل بشكل آخر، وننتظر مفرداتنا القديمة التى لا يعرفها أحد، والتى قام أحمد مكى فى الكبير أوى بتوظيفها قديمًا منذ أول حلقات المسلسل ومرورًا بالأجزاء الأخرى حتى الجزء الثامن.

اعتدنا مثلًا أن تقول هدية للبنت «يا بظواية»، وهى كلمة دارجة كثيرًا فى بلادنا، وتعنى أقل القليل، وأن تقول مربوحة «اتكنفلت» ومعناها تعثرت فى شىء ما فكدت أقع، والكثير من الكلمات، الجو مطهبج، نفسى طامة، والكثير والكثير من تلك المفردات التى يتعامل بها أهل الجنوب فى سياقهم اليومى، ولكن أن تظهر فى مسلسل فكان هذا هو الاختلاف.

وبرغم اعتماد الكبير أوى على شخصيات كنّ لها المشاهدون محبة كبيرة مثل الدكتور ربيع أو جونى أو هجرس أو أشرف، لكن التجديد فى الشخصيات موسمًا بعد آخر كان لصالح العمل وبقوة إضافة للشخصيات القديمة التى جعلت المسلسل فى المصاف عامًا بعد عام.

ربما تمر أعوام كثيرة لنجد فكرة رائعة مثل فكرة الكبير أوى لتجسيدها على الشاشة بكل هذا الإتقان، فكرة تسمح بدخول عناصر كثيرة جدًا لمناقشتها فى العمل، ويتم من خلالها تصويب الأصابع لمواطن العطب، مثلما ناقش الكبير الكثير من هذه المشكلات، ومنها مشكلات «المستريحين»، والمشكلة الأكبر وهو تلاقى الثقافات واختلافها بين جونى الذى تربى فى أمريكا بقواعد بعينها، والكبير الصعيدى الشهم الذى تربى على أخلاقنا وشهامتنا، وكل هذه المواقف التى تنشأ بينهما لاختلاف هذه الثقافات، وغيرها.

منذ أن بدأ المسلسل قديمًا وأصبح تيمة من تيمات شهر رمضان المعظم، مثله مثل الفوازير وألف ليلة وليلة وآذان الشيخ محمد رفعت، وفانوس رمضان وغيرها من دلالات رمضان لدى المصريين، ثمانى سنوات لم يتأخر فيها الضحك، وفى كل مرة يتم تجديده، وكما تمت الاستعانة بمصحح لهجة قوى أضاف كثيرًا للمسلسل وهو العبقرى حسن القناوى، والذى ظهر فى عدد من مشاهد الكبير، فكنت أتمنى أن تتم الاستعانة بكتّاب من الجنوب لا تنقصهم الطرفة ولا القدرة ولا معرفة أساطير الصعيد التى يمكن توظيفها بكوميديا عظيمة.

وبعيدًا عن كل هذه الأمور فإن الكبير أوى أصبح تيمة عظيمة يمكن العمل عليها، لأن القماشة التى بدأ عليها المسلسل يمكن أن تفرد ويتم عمل أجزاء كبيرة منها وهى تحتمل أكثر من ٢٠ جزءًا.

الكبير أوى عالم كبير من المتعة والدراما الكوميدية الشيقة التى نحتاجها لتفريغ شحنات من الضحك وللتعامل مع الحياة بشكل أيسر وأرحب، لأن مثل هذه المشاهدات قادرة على أن ترجعنا مرة أخرى لنحتمل أكثر ونضحك أكثر وأكثر.