الإثنين 20 مايو 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

أنور عبدالمغيث: مغامرة «جودر» كانت كبيرة.. والإنتاج الضخم أبرز أسباب النجاح

أنور عبدالمغيث
أنور عبدالمغيث

أكد الكاتب أنور عبدالمغيث، مؤلف مسلسل «جودر»، أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وفرت «لبن العصفور» لإخراج العمل فى أفضل صورة ممكنة، مشددًا على أن الإنتاج الضخم يعتبر أبرز أسباب النجاح الكبير للمسلسل.

وكشف «عبدالمغيث»، فى حواره التالى مع «حرف»، أن النجاح الكبير الذى حققه «جودر» يشجعه على مواصلة العمل على نصوص أخرى مأخوذة عن حكايات «ألف ليلة وليلة» التراثية، لتقديمها خلال الفترة المقبلة. 

■ بداية.. كيف أعدت تدوير ومعالجة شخصية «جودر» فى «ألف ليلة وليلة»؟

- فى «جودر» نحن نتحاور مع تراثنا، ونحن فاعلون فى بناء هذا التراث، بقدر ما نحن مستقبلون له، لأن «ألف ليلة وليلة» نص شفاهى يصلح معه الأخذ والرد والتعاطى، ومن هنا كانت رحلة التفاعل مع حكاية «جودر»، والأخذ والرد معها، لكى نضيف ونواصل الرحلة ونسرد القصة بشكل مختلف.

■ «جودر» ليس أولى محطاتك فى التعامل مع التراث.. ما أبرز تجاربك فى هذا السياق؟

- أنا كاتب مسرح، ولدىّ نصوص عملت عليها من التراث، وآخر هذه النصوص «عشا العميان»، وهو نص كوميدى قُدم على مسرح السلام منذ ١٠ سنوات. وبخلاف هذا النص، كتبت سلسلة نصوص مسرحية خاصة، مثل «الدمية» و«الضل»، وغيرهما. المقصد أن لدىّ عناية خاصة بالتراث ومشكلاته، وأعمل مع تراثنا وأعتبره أحد مقدراتنا الحقيقية.

■ كتبت «جودر» قبل ٣ سنوات.. ما الذى أخر تنفيذه؟

- نعم، كتبت «جودر» منذ ٣ أعوام، لكن تنفيذه تأخر بسبب كثرة التحضيرات، لأن هناك الكثير مما يمكن أن يقدم من عناصر بصرية و«جرافيكس» وغيرهما، وبالطبع كان لا بد للكتابة أن تكتمل، لأن شركة الإنتاج ستبدأ العمل على نص جاهز تمامًا، ويصلح تحويله فى التو واللحظة، وليس مجرد فكرة فى الرأس.

■ هل كانت هناك مشاورات حول التفاصيل بينك وإسلام خيرى وياسر جلال؟

- لا بد أن نتفق، والتدخل فى النص يختلف عن التفاعل حول هذا النص، والمخرج له رؤية، ونحن لدينا مشروع كبير له حلمه ورهاناته، وهذا يسمح بأن يخضع العمل لنقاشات كثيرة.

■ هل نجاح «جودر» يحفزك على إعادة معالجة حكايات تراثية أخرى؟

- أنا قدمت «سيرة الزير سالم» قديمًا، وعلاقتى بالتراث متجذرة جدًا، وأؤمن أنه ملكنا الخاص كما سبق أن قلت، وبالتالى لدىّ الكثير من المشاريع المستقبلية فى هذا الصدد، وهى مشاريع تعتمد على رؤية وسرد قوى.

■ حظى «جودر» برؤية تكاملية من كتابة وإخراج وتمثيل وموسيقى.. كيف رأيت ذلك؟

- نعم، وأنا جزء من هذه العناصر والرؤية التكاملية، وكل جزء يؤدى دوره فى البناء الضخم، نحن كان لدينا وعينا وفهمنا الخاص، وحلمنا ورؤيتنا الخاصة بنا، والتى تكاملت حول العمل، بين إخراج إسلام خيرى، وموسيقى شادى مؤنس، وبطولة ياسر جلال.

■ كيف جعلت «جودر» مختلفًا عن غيره من الأعمال المنسوبة لـ«ألف ليلة وليلة»؟

- كل نص له طريقته، وأنا ابن المسرح وتربيت فيه، وليس لدىّ نص يشبه الآخر من حيث «التكنيك» ما أقوله وكيف سأقوله. ونص «جودر» شهد تجديدًا فى الشكل، وأشفقنا على صناعه، لأننا ندرك حجم المغامرة، والتى يجب أن يكون لها سقف لا تتجاوزه، ويجب أن تربى جمهورك ويعتاد على مساحات التجديد والمغامرة.

«التكنيك» أحد همومنا الأساسية، والأهم هو موضوعك وكيف ستقوله، خاصة أننا لسنا فى الغرب الذى لا يملك رقابة، لدينا طائفة من المحظورات، لذا تبذل جهدًا مضاعفًا للمرور من وسط أدغال الرقابة التى يتحرك فيها العمل.

■ حين شاهدت المسلسل.. هل شعرت بأن هذا ما كنت تبحث عنه؟

- بالطبع، ما فعلوه دخل قلبى مباشرة، لكن أنا أتبع المقولة التى تقول إن أفضل الأعمال لم يُقدم بعد، وأفضل الأحلام لم تتحقق. إسلام خيرى بذل جهدًا كبيرًا، وياسر جلال قدم مجهودًا مضاعفًا، لكن يظل أفضل أحلامى لم ينفذ.

سأظل أحلم بأن أسعد المشاهد بالأجمل والأفضل، من خلال حكاياتنا بعيدًا عن الاستسهال، وهذا ما فعلناه أنا وإسلام خيرى وياسر جلال والشركة المنتجة، فقد شعرنا بالمسئولية تجاه تراثنا وجمالياته الخاصة ورسوخه فى وجدان الناس.

■ إعادة تقديم «ألف ليلة وليلة» مخاطرة كبيرة خاصة مع صورة النسخ القديمة منها الراسخة فى وجدان الناس.. كيف تعاملت مع ذلك؟

- كل عمل لديه رهانات، وهناك عمل يشتغل على المضمون، والمضمون يربح، لكن كلما كانت المغامرة كبيرة، كانت المتعة أكبر فى الوصول للنتيجة التى تصورتها. العمل لديه رهانات وقدمها برؤيته، فمثلًا «مسرور السياف» ظهر كشخصية إنسانية، وليس مجرد آلة صماء للقتل بيد «شهريار»، بل أظهرنا روحه وإنسانيته.

■ احتفاء «السوشيال ميديا» بالعمل يعكس قدرته على المنافسة.. ما سر هذا النجاح؟

- الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وفرت لنا «لبن العصفور»، وفرت كل شىء ممكن، ولم نكن لنحلم بهذا الإنتاج قبلها، خاصة أن المسلسل مكلف بشكل ضخم، وبه مغامرات ضخمة، والمشاهد العربى لم يعتد على هذا، ولم يعتد على تلك الميزانيات، وذلك بالتعاون مع شركتى «ميديا هب» و«أروما»، والأخيرة أفضل مَن ينفذ «الجرافيك»، تحت إشراف تامر مرتضى، والجميع اعتبر المسلسل مشروعه الخاص.

وحين جمعتنا جلسة عمل، أذكر أن مسئول الشركة قال لى: «أريد لأطفالى أن يشاهدوا ألف ليلة وليلة»، وبالتالى عملت مع ناس يتملكها الحماس، ووضعت كل الإمكانات وغامرت، وأعينهم على السوق العالمية وليس المصرية أو العربية فقط، فهم أرادوا أن يقولوا «نحن نقدر أن نفعل هذا».

■ منحت لكل شخصية حيزها مثل «أم جودر» وإخوته و«مسرور» و«الشمعيين» وغيرهم.. كيف فعلت ذلك؟

- عرفت كيف أبنى الموضوع، وإلى أين أريد أن يصل خيالى، وما الذى سوف أقوله، وإحساسى نفسه بالموضوع، وكيفية ترجمة كل هذا، لأن الكاتب كلما كان واعيًا بما يملك من أدوات، يدرك الهدف العام الذى يربط الموضوع فى سياقه، والتحدى الكبير الذى يقابله، والرهان الذى يعمل عليه، ويصبح أكثر قدرة على توصيل رسالته بشكل جيد.

■ فى النهاية.. هل هناك مشاريع درامية جديدة تفكر فيها؟

طبعًا، أجهز أشياء مهمة مع ياسر جلال، ولدىّ تصورات لاستئناف «ألف ليلة وليلة»، لو وجدنا الإنتاج الذى يحمسنا على مواصلة الحلم.