السبت 27 يوليه 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

محمد ناجى حبيشة يكتب: ليلةُ الإسراء

ليلةُ الإسراء
ليلةُ الإسراء

ذاك عيدٌ بليلةِ الإسراءِ

فى ضياءٍ من سيد الأنبياءِ

واحتفالٌ فيه البشائرُ تزهو

بأريج الملائكِ السُفراءِ

فوجوهٌ قد أشرقت فى بهاءٍ

وقلوبٌ قد نوَّرت بوفاءٍ

هو لمْحٌ من نور خير رسولٍ

وابتهاجٌ بليلة الإسراءِ

يا رسولا يطيبُ فيه ثنائي

أنت فوق الأشعار فى علياءِ

كيف أُثنى عليك يا أشرفَ الخلق

جميعًا.. ويا نزيل السماءِ

فاقتدارى أهدى إليك سلامًا

قُدسيًّا يا صفوةَ الأنبياءِ

بينما مكةُ العنيدةُ تطفو

فى ثبات بغلظةٍ وجفاءِ

وقلوبٌ للمؤمنين أضاءت

وقلوبُ الكفار فى الظلماءِ

وقريشُ تؤذى الرسولَ وصَحْبَهُ

وتغالوا فى شرعة الإيذاءِ

لا تقولوا بعقلكم كيف يحيا

أحمدٌ فى طباق هذى الجواءِ

وهو إنس من جنسنا كيف هذا؟

كيف يحيا بالجسم دون هواء

لا تراعوا فإن عيسى قديمًا

بعث الميت من تراب الفناءِ

إن موسى قد حول البحر طُرقًا

بعصاه وسار فى الدماء

إن إبراهيم الخليل رموه

فى جحيم فعاد جمَّ البهاءِ

عللوها لعقلنا إن قدَّرتُم

أنها المعجزات فوق الذكاء.

 وتغالوا فى شرعة الإيذاء

كلُّ حقٍ بين الضلال يُعادى

سوف يعلو كالكوكبِ الوضَّاءِ

إذ أتاه البشيرُ جبريل بُشرى

فى ركاب الملائك السفراء

ثم حَفّوا حول النبى كبدرٍ

يتهادى فى الليلة الغرَّاءِ

واتوا بالبراق هام اشتياقًا

فى حنانٍ ورقَّةٍ واستحياءِ

يشتهى قُربَ الحبيب إليه

يمتطيه.. يا عز ذا الامتطاء

وسرى لمحة فكان بأرضٍ

قدَّستها رسالةُ الأنبياءِ

وأتاه الأمينُ جبريل حُبًّا

بإناءٍ من اللبان وماء

فاحتسى المصطفى لبانَ خلودٍ

فى اختيار الملةِ السمحاء

قد جفاك الجُهَّالُ يا خيرَ هادٍ

ورعاك الإله فى العلياءِ.