الثلاثاء 13 مايو 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

المتحفظ والدلوعة.. القصة الحقيقية لحب وزواج وطلاق صباح وأحمد فراج

صباح وأحمد فراج
صباح وأحمد فراج

- محمد عشوب: صباح أقنعت زوجها الإعلامى أحمد فراج بأن يمثل أمامها فى أحد أفلامها فصدمت الناس به وكل ذلك لتقول للناس: هذا من هاجمنى وكان يوجه لى نقدًا لاذعًا

- أحمد فراج: علاقتى بالسيدة صباح بنيت على الاحترام

- تزوجت صباح وأحمد فراج فى 10 أبريل وتم الطلاق بينهما فى 30 مارس 1963 أى أن زواجهما دام لما يقترب من ثلاث سنوات

- اشترط أحمد فراج على صباح عدم ارتداء ملابس مثيرة وعدم القبلات على الشاشة وممنوع الخمور فى البيت

- لم يكن فراج يهتم بما يقوله الناس عن علاقته بصباح ولا عن رأيهم فيما تقدمه

- صباح دخلت الإسلام بعد الزواج وقالت: إننى أؤدى فروض الصلاة فى مواعيدها مع أحمد فراج

قبل سنوات من وفاته فى العام 2006، قابلت الإعلامى أحمد فراج فى منزله بالقرب من ميدان الجيزة. 

كان وقتها قد عاد إلى تقديم برنامجه الشهير «نور على نور»، وأسهم بدور كبير فى تسويق زغلول النجار والترويج لبضاعته فى الإعجاز العلمى للقرآن، وبفضله تحول زغلول من مجرد باحث مغمور فى تخصصه الجيولوجيا إلى نجم تليفزيونى، تتهافت الصحف على إجراء حوارات معه، وتتسابق دور النشر على نشر كتبه، وتحجزه الصالونات الثقافية والأندية العامة لاستضافته فى ندوات عامة. 

كان أحمد فراج هو نفسه الذى قام بتسويق الشيخ الشعراوى وتقديمه للمرة الأولى عبر برنامجه «نور على نور» فى نهاية السبعينيات، فتحول من مجرد شيخ أزهرى يعمل فى السعودية إلى واحد من أهم نجوم التليفزيون فى مجال الدعوة، وبفضل فراج انطلق الشعراوى إلى عالم الشهرة الخارقة والنجومية المطلقة. 

استقرت الفكرة فى رأسى، فأفرغتها على الورق، كتبت تعليقًا على هذه المفارقة فى جريدة «صوت الأمة»، وكان عنوانى هو «أحمد فراج.. صانع الأساطير». 

وجدته يتواصل معى ويدعونى إلى فنجان شاى فى منزله، كان وقتها رجلًا عجوزًا وقورًا يتحدث بحساب، يزن كلماته بميزان دقيق، لكنه خرج عن وقاره عندما سألته عن زغلول النجار. 

قال لى: هذا رجل عمره قصير.. تصور أنه يتحدث الآن عن أنه لم يكن فى حاجة إلىّ، وأنه كان كفيلًا بأن يعرفه الناس بدونى، لقد منحته فرصة عمره، لكنه يتنكر لى الآن، تواصل معه أحد الأندية لاستضافته فى ندوة، وعندما أخبروه بأننى سأقدم الندوة اعترض، ورفض تمامًا، ووضع شرطًا لحضوره ألا أكون موجودًا إلى جواره. 

قرأ الدهشة تعلو ملامحى، ففسر لى ما جرى، قال: هو معذور طبعًا، هو يريد أن يكون النجم الوحيد الموجود فى الندوة، هو يعرف أننى عندما أكون موجودًا سيؤثر ذلك عليه، ولذلك اختار أن يبعدنى ليكون وحده. 

نحيت قصته مع الشيخ الشعراوى وزغلول النجار جانبًا، وقلت له: أريد أن تحدثنى عن أسطورة أخرى فى حياتك. 

بابتسامة مَن فهم مقصدى قال بعفوية طفولية: أى أسطورة تقصد؟ 

قلت له: حبك وزواجك من المطربة صباح.. كيف فعلتها.. كيف توافقتما.. ما الذى جمع بينكما رغم الاختلاف الشديد.. وضحكت وأنا أقول له: كيف اختلط الزيت بالماء؟ 

علت ضحكته حتى استولت على كل وجهه، وعاد بظهره إلى مقعده، وقال لى: يا راجل قلبك طيب.. هذا تاريخ ومضى.. هذه قصة لا أريد أن أتحدث عنها أو فيها الآن.. ثم سرح قليلًا وهو يقول: كانت أيام. 

قلت له: لن أنشر شيئًا، لكن على الأقل أريد أنا أن أعرف.. الحكايات كثيرة.. ودائمًا تتوه الحقيقة بين سطور الحكايات. 

تقول الحكاية إن المذيع اللامع أحمد فراج، الذى عرف فى الأوساط الإعلامية، انتقد المطربة صباح فى إحدى جلساته الخاصة، تحدث عن أغنياتها التى تحمل إيحاءات جنسية لا تليق بمجتمعنا، وانتقد ملابسها العارية، كما تناول سلوكها بما يشينها ويسىء إليها، وهناك من أضاف من عنده أن حديثه هذا ورد فى برنامجه الشهير «نور على نور». 

وصل ما قاله فراج إلى صباح، فتراهنت مع أصدقائها وصديقاتها، أنها قادرة على الإيقاع بالإعلامى الشيخ فى حبها، وأنها ستتزوج منه، لتؤكد أنه لن يقدر على مقاومة إغرائها، ثم بعد ذلك ستطلب منه الطلاق، ليكون ذلك درسًا مهمًا له، حتى لا يتحدث عنها بما لا يعرف. 

وهو ما حدث، فقد أوقعته فى حبها، وتزوجته، ثم انفصلت عنه. 

ظلت هذه الحكاية تروى فى الجلسات المغلقة، تتناقلها أجيال الفنانين والصحفيين المتعاقبة، حتى أصبحت وثيقة حية بالصوت والصورة. 

فى العام ٢٠١٧ قدمت قناة الحياة برنامج «ممنوع من العرض». 

وفى إحدى الحلقات تحدث الماكيير الشهير محمد عشوب عن الفنانة صباح، وكان من بين ما قاله: ترسخت شخصية صباح عبر أغنياتها وأفلامها كدلوعة تتمايل وتتراقص، وفوجئت بأن مقدم برنامج دينى يسمى «نور على نور» يهاجمها بشدة، وبذكائها طلبت أن تتعرف عليه، وبالفعل قابلته، وما تم فى تلك المقابلة أنهما اتفقا على الزواج، وتم بالفعل وبجبروت صباح أنها أقنعت زوجها الإعلامى أحمد فراج بأن يمثل أمامها فى أحد أفلامها فصدمت الناس به، وكل ذلك لتقول للناس: هذا من هاجمنى وكان يوجه لى نقدًا لاذعًا، وبعدها على الفور ولأن العصمة كانت بيدها انفصلت عنه. 

ما لا يعرفه كثيرون أن جذر هذه الشائعة كان عند الصحفى الكبير جليل البندارى، لا أتحدث عن شائعة هجوم فراج على صباح ومحاولتها الانتقام منه، ولكن شائعة أن صباح هى من صنعت فراج، وأنها هى من قدمته للسينما، بل فرضته على المخرجين والمنتجين.

أصل الحكاية يعود إلى تقرير كتبه جليل البندارى فى جريدة أخبار اليوم ونشر فى ٢٦ ديسمبر ١٩٥٩، أى قبل الزواج بأربعة أشهر، بل يمكننا أن نخمن أنه نشر مع الأيام الأولى لتصوير فيلم «ثلاثة رجال وامرأة». 

يقول التقرير: استيقظ عازف الكمان أنور منسى من النوم على جرس التليفون، وهو يدق باستمرار، وظل أنور منسى يرد على محدثه قائلًا: مش معقول.. مش معقول. 

ثم نهض من فراشه وخلع بيجامته بسرعة وارتدى البذلة واستقل سيارته إلى محاميه بأقصى سرعة، فقد قيل له فى التليفون إن صباح تزوجت من أحمد فراج، وأقسم له محدثه أن شاهدى الزواج هما عبدالحليم حافظ وعبدالسلام النابلسى. 

والحقيقة أن شيئًا من هذا لم يحدث، كل ما حدث أن صباح التقت أحمد فراج فى أحد حفلات أضواء المدينة، فرأت أن تقدمه للسينما كوجه جديد، وبذلت مجهودًا عنيفًا لكى تجعله يتسلق كل المواسير ليدخل من النافذة، ويلعب أمامها دور البطولة. 

وقد أصبح أحمد فراج نجمًا سينمائيًا ينافس عمر الشريف، إنه يلعب الآن دور البطولة أمام صباح فى فيلم «ثلاثة رجال وامرأة» من إخراج حلمى رفلة «اسم المخرج فى التقرير خطأ فمخرجه هو حلمى حليم». 

وقبل ذلك قدمته صباح للمخرج حسن الإمام فى فيلم «صائدة الرجال» ولم يقتنع به حسن الإمام ورفض أن يسند إليه دور البطولة، كان من رأيه أن يلتحق أولًا بمعهد السينما أو معهد التمثيل، أو على الأقل يدخل من الباب وليس من النافذة.

سألت صباح حسن الإمام: ماذا تقصد؟ 

فأجاب: أقصد أن يبدأ فراج بتمثيل الأدوار الثانوية حتى تتبلور شخصيته درجة درجة حتى يصل إلى الأدوار الأولى. 

وقالت صباح: أنتم تغلقون الأبواب فى وجوه أصحاب المواهب، وبهذه الطريقة لن تتقدم السينما على أيديكم. 

وحاولت عبثًا أن تقنع المخرج بوجهة نظرها، وركب حسن الإمام رأسه ورفض أن يسند الدور الأول لأحمد فراج، فغضبت صباح وقالت: إنها لن تمثل دورها، إلا أمام أحمد فراج، وأصر حسن الإمام على رأيه، ورفضت صباح أن تسحب كلمتها، ثم انسحبت من الفيلم نهائيًا، وقامت هدى سلطان بدور «صائدة الرجال». 

وحسن الإمام ليس أول مخرج يعترض على إسناد البطولة لأحمد فراج، فهناك فيلم آخر لصباح كان يستعد لإخراجه عاطف سالم، هو فيلم «ثلاثة رجال وامرأة»، واقترحت صباح على عاطف سالم أن يقوم أحمد فراج بدور نجم الفيلم، قال لها عاطف سالم إنه سيوزع أدوار الرجال الثلاثة على أحمد مظهر وعبدالسلام النابلسى وأحمد فراج، ولكن صباح صممت على أن يلعب أحمد فراج دور أحمد مظهر. 

ورفض عاطف سالم هذا الرأى، وقال إنه لا يستطيع أن يغامر بمستقبله وسمعته كمخرج من أجل سواد عيون أحمد فراج، واعتذر عاطف عن عدم إخراج الفيلم، وعرض الفيلم على صلاح أبوسيف فاعتذر بأنه مشغول حتى نهاية سنة ١٩٦٢. 

وطلب عز الدين ذوالفقار مبلغ خمسة آلاف جنيه لكى يخرج الفيلم، فاعتذر له المنتج بأنه لا يستطيع أن يغامر بهذا الأجر الخيالى، وبعد مفاوضات قبل محمود ذوالفقار إخراج الفيلم وبطولة أحمد فراج، ولكن صباح اعترضت على محمود، وقالت إن محمود مخرج كفء، ولكن هذا الفيلم ليس من لونه. 

فى هذه الأثناء كان اسم حلمى حليم كمخرج قد بدأ يلمع ويشق طريقه بين الصف الأول من المخرجين، وقد حدث هذا بعد إخراج فيلم «حكاية حب» لعبدالحليم حافظ، فاتجهت إليه الأنظار. 

وقبل حلمى حليم إخراج الفيلم، كما أنه لم يعترض على توزيع أدوار الرجال الثلاثة، فاتفق مع صباح فى هذا الرأى وأسند دور أحمد مظهر لأحمد فراج، ودور أحمد فراج لكمال الشناوى، وقام عبدالسلام النابلسى بنفس الدور المرسوم له. 

تطرق تقرير البندارى إلى أحمد فراج، فقال عنه: شاب خجول وذكى، يؤدى فروض الصلاة فى مواعيدها كحسين صدقى وعباس فارس، ولكنه يمتاز عنهما فى العبادة، حيث يصوم يوم الإثنين من كل أسبوع، وأحمد فراج أدى فريضة الحج، ولم يرتبك فى التمثيل إلا مرة واحدة عندما أمره المخرج بأن يقبل نجمة الفيلم صباح. 

قال المخرج حلمى حليم إن أحمد فراج كممثل يستطيع أن يقدم للمخرج كل الانفعالات التى يطلبها وأكثر، ووصفه حلمى بأنه ممثل حاضر الذهن، يستوعب الدور الذى يمثله ويعيش فيه، كما يحفظ الحوار جيدًا ويؤديه بأمانة، وعندما سئل: بماذا يتنبأ له؟ أجاب بأن نجاحه مسألة متروكة للجمهور. 

وقال حلمى حليم: ليس كل ممثل قدير يستطيع أن ينفذ بقدرته إلى قلوب الجماهير، إن العلاقة بين الجمهور والنجم السينمائى يجب أن تكون كالعلاقة الغرامية تمامًا يجب أن تقوم على التفاهم والجاذبية والحب من أول نظرة، ومعنى هذا أن أحمد فراج ممثل موهوب، يؤدى ماله وما عليه أمام الكاميرا، ولكنه كمخرج لا يستطيع أن يقدم له أو لصباح ضمانًا بتصفيق الجماهير. 

وقال الذين شاهدوا أحمد فراج يلعب المواقف الغرامية أمام صباح فى هذا الفيلم، أنه كلما طلب إليه المخرج أن يعانق صباح أو يقبلها، كان يرتعد من الخوف ويصاب برعشة تشبه رعشة الملاريا. 

ويقول الذين اشتركوا فى الفيلم إن حلمى حليم التقط له قبلة واحدة مع صباح ١٥ مرة، وإنه كان فى كل مرة يصاب بنوبة خجل ويرتعش، ولم تسجل له القبلة الأولى إلا بعد أن هدأت أعصابه. 

إن آخر أخبار صباح وأحمد فراج فى الوسط السينمائى أنهما تزوجا سرًا، وأن شاهدى الزواج كانا عبدالحليم حافظ وعبدالسلام النابلسى، ولكن هذا النبأ لم يكن سوى شائعة انطلقت من استديو الأهرام فى أول يوم دخلت فيه صباح وأحمد فراج الاستديو. 

اعتادت صباح أن توزع المارون جلاسيه والحلوى والملبس على زملائها وزميلاتها والعمال فى أول يوم تقف فيه أمام الكاميرا، فظن بعض زملائها أنها توزع هذا الملبس بمناسبة عقد قرانها على أحمد فراج، وانطلقت الشائعة بسرعة. 

وفى نفس اليوم استيقظ زوجها السابق أنور منسى من النوم، وذهب إلى محاميه وطلب منه أن يرفع دعوى باسمه ضد صباح يطالبها فيها بضم ابنته هويدا إليه، وكما انطلقت الشائعة بسرعة، اختفت بسرعة، وعاد أنور منسى إلى فراشه وهو يتثاءب. 

لدينا هنا حكاياتان، الأولى صاحبها محمد عشوب، وقصته لا تخرج عن كونها قصة لواحد من الأفلام السينمائية الخيالية، الواقع فيها ينقصه المنطق. 

والثانية لجليل البندارى، وأعتقد أنها قصة كتبت بمقاييس أخبار اليوم، ومن باب الدعاية للفيلم، فكثير من المعلومات التى نشرها جليل لم تكن دقيقة، وهو ما يمكننا أن نعرفه بعد ذلك وعلى لسان جليل البندارى نفسه الذى كان أول صحفى يدخل بيت صباح وأحمد فراج بعد الزواج مباشرة. 

أعتقد أن الحكاية لا بد أن تروى كما حدثت، ولو تصورت أنها ليست حكاية مهمة، سأقول لك إن الحكى فى حد ذاته مهم حتى لو كان لمجرد التسلية، لكن أهمية ترميم الحكاية تعود إلى أنها تقول لنا إنه ليس كل ما نسمعه حقيقيًا، وليس كل ما يروى لنا صحيحًا. 

تزوجت صباح وأحمد فراج فى ١٠ أبريل وتم الطلاق بينهما فى ٣٠ مارس ١٩٦٣، أى أن زواجهما دام لما يقترب من ثلاث سنوات إلا أيامًا قليلة، وهى المدة التى تؤكد أنه لم يكن زواجًا بهدف الانتقام، فلو كان كذلك لما دام كل هذه الفترة، كانت صباح ستكتفى لتنفيذ انتقامها بشهر أو شهرين، وهناك زيجات كثيرة لم تستمر سوى أيام أو أسابيع فى الوسط الفنى. 

كما أن صباح قدمت مع أحمد فراج فيلمهما «ثلاثة رجال وامرأة»، وهو الفيلم الذى عرض فى دور العرض السينمائية فى ٣ أكتوبر ١٩٦٠، أى بعد زواجهما بما يقترب من خمسة أشهر، وهو ما يشير إلى أنهما عملا فى الفيلم معًا قبل زواجهما، ولم يُصنع الفيلم لهما وهما زوجان. 

الفيلم نفسه له قصة مختلفة. 

كان المخرج الأول للفيلم هو عاطف سالم، الذى اختار أحمد فراج المذيع فى الإذاعة لتقديم أحد الأدوار، لكن سالم اعتذر عن عدم إخراج الفيلم، وحل مكانه المخرج حلمى حليم، الذى تمسك بأحمد فراج كأحد أبطال الفيلم، وبدأ فى تصويره بالفعل أواخر العام ١٩٥٩، أى قبل الزواج بعدة أشهر. 

الأرشيف الصحفى يمكن أن يفيدنا هنا أكثر من غيره. 

فى ٥ يناير ١٩٦٠، أى قبل عرض الفيلم بما يقترب من عشرة أشهر، نشرت مجلة الكواكب تقريرًا موسعًا عن كواليس تصوير «ثلاثة رجال وامرأة». 

ومن بين ما جاء فيه أن المخرج حلمى حليم أيد ترشيح المخرج السابق عاطف سالم لأحمد فراج، وذلك لأنه كان يعرف فراج من الإذاعة، ومن اللحظة الأولى التى رآه فيها أيقن أنه يمكن أن يتحول إلى نجم سينمائى، واستقر فى نيته أن يقدمه فى عمل من أعماله، وأكد حليم أن فراج سيكون مفاجأة فنية كبرى. 

أحمد فراج نفسه تحدث فى التقرير وقال إن المخرج عاطف سالم كان قد رشحه للعمل فى السينما منذ عامين أى فى العام ١٩٥٧، وقد رشحه المنتج سعيد صادق قبل فيلم «ثلاثة رجال وامرأة» ليشارك فى فيلم «صائدة الرجال»، وأنه وافق على المشاركة فى الفيلم الذى تأجل إنتاجه لأسباب خاصة بالمنتج. 

أثناء تصوير الفيلم ولم يكن الزواج قد تم، سئل أحمد فراج عن علاقته بصباح بطلة الفيلم. 

وفى تقرير الكواكب قال: علاقتى بالسيدة صباح بنيت على الاحترام، وتقديرى لها كفنانة منذ رأيتها فى الإذاعة، وازداد احترامى وتقديرى لها بعد عملنا فى هذا الفيلم، هى مطربة ممتازة، وكنت دائمًا أحب الاستماع إلى أغانيها، وقد التقيت بها فى الإذاعة عدة مرات بحكم ترددها على الإذاعة لتسجيل الأغانى. 

سأله معد التقرير: لماذا تسميها دائمًا السيدة صباح؟ 

فأجابه: لأننى أحترمها ولأننى تعودت احترام الناس جميعًا. 

بعد ما يقرب من أسبوعين من تقرير الكواكب، أجرى الصحفى الشهير جليل البندارى حوارًا مع أحمد فراج، نشره فى مجلة «آخر ساعة» فى ٢٠ يناير ١٩٦٠، وكان عنوانه «رأى أحمد فراج فى السياسة والكرة وصباح».

سأل البندارى: من هى ملكة الجاذبية على الشاشة؟ 

أجاب فراج: لم أشاهد أفلامًا عربية كثيرة حتى أستطيع الحكم، شاهدت فقط خمسة أفلام هى «فاطمة» لأم كلثوم، و«ليلى بنت الفقراء» لليلى مراد، و«رصاصة فى القلب» لمحمد عبدالوهاب، و«شارع الحب» و«الرجل الثانى» لصباح. 

سأله البندارى: ما الفرق بين صباح وسامية جمال فى الحلاوة؟

قال: لو سمحت بلاش السؤال ده. 

تعجب البندارى: ليه؟ 

أجاب فراج: أنا راجل باصلى. 

قال البندارى: يعيب عليك البعض أنك عملت بالتمثيل، وقالوا حتى المذيع الجاد أحمد فراج اختطفته السينما؟ 

رد فراج: قرأت هذا المعنى فعلًا، وفى رأيى أن التمثيل لا يتعارض مع الجدية، ولو صح ذلك لكان التمثيل هزلًا، وهذا يتعارض بدوره مع رسالة الدولة التى تحترم الفن وتقدر الفنانين. 

أما عن حكاية هجوم أحمد فراج على صباح فى برنامجه «نور على نور» فهو لم يكن صحيحًا أيضًا، لأن فراج بدأ فى تسجيل حلقات برنامجه بعد الزواج وليس قبله، لقد بدأ التليفزيون بثه فى ٢٣ يوليو ١٩٦٠، أى بعد الزواج بحوالى شهرين، وبدأ بث البرنامج بعدها بفترة، فكيف يهاجم فراج صباح فى برنامج لم يكن موجودًا من الأساس؟ 

هذا عن تفكيك الأسطورة.

لكن ماذا عن الحكاية الحقيقية؟ 

كيف تعرف أحمد فراج على صباح؟ 

الوقائع تشير إلى أنه كان يراها فى الإذاعة، حيث يعمل، وحيث تتردد هى لتسجيل أغنياتها، يتبادلان التحية ويمضى كل منهما إلى طريقه، لكن جرى ما فتح الطريق الخاص بينهما. 

كان الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس يدعو أصدقاءه من الكتاب والفنانين إلى لقاءات فى بيته، وفى واحد من هذه اللقاءات تعرف فراج على صباح، وكانت كلمة السر بينهما هى «بونسوار يا صباح هانم». 

بعد الطلاق عاد جليل البندارى ليكتب قصة البداية. 

وفى «أخبار اليوم» كتب فى ٣٠ مارس ١٩٦٣: استطاع أحمد فراج فى أول لقاء بينه وبين صباح منذ أكثر من ثلاث سنوات أن يفتح قلبها بكلمة السر وهى «بونسوار صباح هانم، ولعله كان أول رجل فى حياتها يحييها بهذه الكلمة الساحرة، فصباح لم تتعود أن يناديها الناس بكلمة «هانم»، وقد أخبرتنى صباح ذات يوم أن صديقتها الحميمة «مسز نهرو» حرم سفير الهند السابق تناديها دائمًا بالبرنسيسة، ولكنّ الرجال المهذبين لا ينادونها إلا بكلمة «مدام» فقط. 

يضيف البندارى: كانت كلمة «هانم» جديدة عليها ولها نغمة موسيقية هى التى سخرت أذن صباح وجعلتها تصغى إلى أحاديثه باهتمام كلما قال يا «هانم»، وأعجبت صباح فى تلك الليلة بشخصية أحمد فراج وبأدبه الجم وبلباقته وباحترامه لها. 

قالت صباح عن هذا اللقاء: منذ الليلة التى التقيت به فى منزل الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس حدث إعجاب متبادل، ثم تطورت الصداقة بيننا، ووجدته إنسانًا عاقلًا ورزينًا وشخصية محترمة جدًا، هو رجل ممتاز وعلى خلق وأدب جم، لا يشرب ولا يلعب، وكان رزينًا وجادًا بشكل كبير، وكل اهتماماته محصورة فى القراءة وكرة القدم التى يعشقها. 

المفارقة أنه رغم هذه الوقائع التى روتها صباح ونقلتها عنها مديرة صفحتها على الفيسبوك كارول الخورى، فإن هناك رواية أخرى أعتقد أننا لا بد أن نضعها فى الاعتبار، وقد كتبتها ردًا على إعادة الترويج لقصة انتقام صباح من أحمد فراج لهجومه عليها. 

لم يكن أحمد فراج هو الزوج الأول فى حياة صباح. 

تزوجت قبله مرتين. 

المرة الأولى كانت من رجل الأعمال اللبنانى نجيب شماس وأنجبت منه ابنها صباح، وانفصلت عنه فى العام ١٩٤٨. 

والمرة الثانية كانت من الأمير الثرى خالد بن سعود الذى تزوجته سرًا، وعندما طالبها بالاعتزال رفضت، وزادت الخلافات بينهما عندما رفضت أسرة سعود الاعتراف بالزواج، وكانت النهاية الطبيعية بينهما هى الطلاق. 

المرة الثالثة لم تكن تقليدية، فقد كان فيها الزوج مختلفًا تمامًا حتى لو خالط الفنانين واشترك فى التمثيل فى فيلم سينمائى. 

بدأت قصة الحب بين صباح وأحمد فراج فى كواليس تصوير فيلم «ثلاثة رجال وامرأة»، واتفقا على الزواج، لكن حدث بعد تصوير الفيلم أن أصيبت صباح بالتهاب الزائدة الدودية، وأجرت عملية جراحية، وقررا الزواج بعد الشفاء من العملية بشكل كامل. 

كانت لدى أحمد فراج شروط لإتمام الزواج. 

اشترط عليها عدم ارتداء ملابس مثيرة، وعدم القبلات على الشاشة، وممنوع الخمور فى البيت، ورغم صعوبة الشروط على فنانة فى اسم وحجم صباح، فإنها وافقت بإلحاح حبها له، ورغبتها فى إتمام الزواج منه. 

بعد عشرة أيام من الزواج التقى جليل البندارى بصباح وأحمد فراج فى منزلهما، وكشف فى حواره معهما عن تفاصيل ما جرى فى قصة الحب بينهما، وما الذى جمعهما رغم الخلاف الكبير. 

بدأ الحوار بملاحظة جليل ما كانت تقوم به صباح، فقد ملأت ثلاثة أطباق، الأول بالمارون جلاسيه والثانى بالملبس والثالث باللوز المقشر، وعندما انتهت من تفريغ الحلوى فى الأطباق، بدأت تعد أقداح البيرة، ووضعت أمام كل ضيف قدح بيرة، وصحنًا مليئًا باللوز المقشر. 

قال لها: لقد قدمت لنا جميعًا البيرة، ونسيت زوجك وحبيبك الروح بالروح أحمد فراج، فردت صباح: زوجى لا يشرب البيرة أو الويسكى، يشرب فقط فنجان قهوة فى اليوم، وعشر سجاير فى النهار. 

وجد البندارى بارًا أمريكانى فى شقة صباح، سأل: أمال البار الأمريكانى ده عاملاه ليه؟ 

قالت: للزينة. 

قال لها: لكن أنا شايف فيه قزايز ويسكى وكونياك ونبيذ. 

فردت: دول لاستعمال الضيوف. 

طلب جليل أن يدخل غرفة نوم الزوجين، فأذنت له صباح، ولما دخل وجد غرفة أنيقة، ووجد جاكتة المذيع ملقاة على إهمال على السرير، ورأى شبشب المطربة ملقى على السجادة فى غير نظام، ورأى نسختين من مجلة «تايم» وبجوار السرير مجموعة من الكتب، ورأى عودًا على دولاب الملابس، وهو العود الذى تعلم عليه فراج العزف منذ تعلق قلبه بصباح. 

سألها جليل: هل صحيح أن حمادة– اسم دلعها لفراج– منعك من ارتداء الفساتين المكشوفة كما يقال فى الصحف؟ 

ردت صباح: لا تصدق كل ما تقوله الصحف، أنا نجمة سينما وحمادة يعلم ذلك، فكيف يمنعنى من ارتداء الكوكتيل؟ 

سأل جليل البندارى فراج: لماذا تزوجت صباح وهى ممثلة إغراء؟ 

أجابه: أنا أفضل التى تمثل أدوار الإغراء على الشاشة، على تلك التى تمثل الفضيلة فى الحياة. 

حاول أحمد فراج أن يجذب صباح إلى عالمه، وهو ما يكشفه المحرر الفنى المرموق حسين عثمان الذى كان واحدًا من ألمع صحفيى الفن فى مجلة الكواكب. 

كان حسين عثمان حاضرًا فى قصة صباح وأحمد فراج من البداية، لكنه كتب ما لديه فى مجلة الكواكب بعد أيام من طلاقهما، وفيه نعرف بعض التفاصيل مما جرى فى بداية القصة بينهما. 

فى تقرير صحفى مطول كتبه المحرر الفنى حسين عثمان أحد نجوم الكواكب، جاء على القصة كلها. 

فرغم ترحيب صباح بزواجها من أحمد فراج ورغبتها الشديدة فيه فإن أسرتها لم تكن موافقة، يقول عثمان: الزواج تم منذ ثلاث سنوات بلا ضجة، فقد سبق الزواج كلام وشائعات، وكان الزواج متوقعًا على الرغم من أن أسرة صباح كانت تعارض هذا الزواج بشدة. 

ويضيف: يوم تم الزواج جاءت الشقيقة الكبرى لصباح من لبنان على الفور، وكان شيئًا غريبًا، فصباح تعتز بأختها الكبرى، وتعتز برأيها فى كل شىء، وترضيها فى كل ما تشير به عليها، ويومها ثارت الدهشة على وجوه أصدقاء صباح وصديقاتها، ولكن صباح يومها تركت شقيقتها الكبرى تعود إلى لبنان دون أن تسعى لإرضائها، وقالت: أنا سعيدة بزواجى من أحمد.. سعيدة جدًا، وكانت تتلقى باقات الورد، وترد على التليفون فى سعادة، ومضت الأيام بالزوجين السعيدين، مضت وسعادتهما تزداد يومًا بعد يوم، حتى كانت أكبر المفاجآت. 

جرى اقتراب صباح من عالم أحمد فراج بمظاهر محددة. 

أول هذه المظاهر كان اعتناق صباح الإسلام، أعلنت ذلك بوضوح وقالت: إننى أؤدى فروض الصلاة فى مواعيدها مع أحمد فراج، وعندما سألها أحد الصحفيين: ما هى أسعد اللحظات التى تمر بحياتك اليومية؟ قالت فى سعادة واضحة: إنها اللحظات التى أستيقظ فيها قبل صلاة الفجر، لأؤدى الصلاة مع أحمد، هو يؤمنى، ثم أستمع إليه بعد الصلاة وهو يقرأ قرآن الفجر. 

المظهر الثانى تم رصده فى الحفلات العامة. 

يقول حسين عثمان: كانت المفاجأة عندما ظهرت صباح فى الحفلات العامة، وقد تخلصت من الطابع القديم، ظهرت بملابس لا تكشف إلا عن يديها ورأسها فقط، وقالت يومها: إننى أرتدى هذه الملابس الحشمة، نزولًا على رغبة أحمد فراج. 

لم تكتف صباح بهذا فقط، ولكنها كانت تحضر تسجيل حلقات «نور على نور»، وهناك صور كثيرة توثق هذه اللحظة، وأقبلت صباح على ذلك للتأكيد على اقتناعها التام بما يقدمه زوجها، واعتبرت أنها بذلك تقدم له دعمًا يحتاجه. 

كانت صباح تعرف أن فراج يعشق كرة القدم، حرصت على أن تشاركه هوايته، بل حضرت معه بعض المباريات فى الاستاد، وبدا أنها تبالغ فى التشجيع من أجله. 

وكعادة الأيام لم يستمر طيبها كثيرًا، بدأت تلوح فى الأفق بوادر ما يعكر الصفو. 

وهنا سنظل مع حسين عثمان قليلًا، يقول: مضى العام الأول والزوجان يتمعتان بأحلى ألوان السعادة الزوجية، وقد لوحظ أن صباح وأحمد فراج قد اختفيا عن سهرات الوسط الفنى، وأن صباح قد بدأت تعرف سهرات من نوع جديد، سهرات تضم مجموعة من رجال الدين والثقافة، وتثور فيها الموضوعات التى يطرقها أحمد فراج فى برنامجه «نور على نور»، كانت صباح سعيدة جدًا، كانت تتحدث عن سعادتها مع كل من تلقاه من زميلاتها وزملائها. 

حدث فى حياة الزوجين السعيدين ما كان فارقًا. 

جاء يوم سهر فيه الزوجان حتى الصباح فى خناقة حامية، فى تلك الليلة عاد أحمد فراج مبكرًا إلى المنزل كعادته، وكان وجهه مكفهرًا، وغاضبًا أشد الغضب، وسألته صباح: مالك؟ 

قال لها: أنا لا أرضى أن أتعرض لنقد الأصدقاء من تمثيلك أدوارًا لا تتناسب مع مركزك كزوجة. 

قالت له صباح: أنا لا أفهم مقصدك. 

وراح أحمد يروى لها القصة، فقد كان يعرض وقتها فيلم لصباح، تظهر فيه بملابس فاتنة، وتغنى فيه أغانى تدور معانيها حول الحب والشكوى من الحبيب الذى هجرها، وقال لها أحمد: لقد التقيت صديقًا لى فى باريس ووجدته يقول لى: كيف تشرف على إدارة مناقشات «نور على نور»، وزوجتك تغنى للحب والكلام الفاضى. 

ظل الاثنان يتناقشان حتى الصباح، وأخيرًا قرر أحمد فراج أن يراجع سيناريو كل فيلم تشترك فيه صباح قبل أن توافق عليه، ويجرى التعديلات التى يراها هو قبل أن تتعاقد على الفيلم، ووافقت صباح على رأى أحمد، وكان غرضها وقتها أن تخفف من غضبه، لكنها شعرت فى تلك الليلة أن شيئًا كبيرًا تغير فى قناعات أحمد. 

لم يكن فراج يهتم بما يقوله الناس عن علاقته بصباح، ولا عن رأيهم فيما تقدمه، لكنه بدأ يلتفت إلى ذلك، ويضع له وزنًا، بل يكلمها فيه بصراحة واعتراض واضح. 

هذا الإحساس الذى سيطر على صباح جعلها لا تستجيب لأى شىء يعترض عليه أحمد فى أعمالها الفنية وأغنياتها بعد الاتفاق بينهما.

وذات يوم سهرت فيه صباح فى حفلة عامة، وعادت متأخرة، وبعد أن نامت بساعة، فوجئت بأحمد يصلى، ويدعو بعد الصلاة بقوله: اللهم اهد زوجتى.. اللهم اهد زوجتى. 

وغضبت صباح، قامت من نومها تسأله: لماذا تردد هذا الدعاء، كيف تطلب لى الهداية بهذا الأسلوب الذى يجرح كرامتى؟ 

وبدأت الخلافات تشتد، فقد كان فراج يستيقظ كل صباح ويدعو هذا الدعاء على مسمعها، ويطلب لها الهداية، وسافرت صباح إلى لندن للعلاج، وصحبها أحمد فراج، ونجح علاجها، ونصحها الأطباء هناك بتناول دواء لمنع الحمل، لأن صحتها لا تحتمل الحمل لعدة سنوات، وعارضها أحمد فراج. 

وكان يلح عليها برغبته فى إنجاب ذرية تحمل اسمه، ثم فاجأها ذات يوم باقتراح، قال لها: إننى أريدك أن تسافرى معى إلى الأراضى المقدسة لنؤدى فريضة الحج. 

قالت له صباح: لا أستطيع.. إننى سأفعل هذا إذا قررت اعتزال الفن، فمن غير المعقول أن أذهب لأحج، ثم أعود لأغنى هذه الأغانى التى يحبها الجمهور مثل «أكلك منين يا بطة»؟ 

ودبت الخلافات.. اشتدت. 

كان أحمد فراج يترك منزل الزوجية، ليعيش مع أسرته فترة من الوقت، ولكن صباح كانت لا تزال تقدر وتحترم أحمد فراج. 

من بين ما يظهر تقديرها له أنها كانت قد أهدته سيارة فى أول عيد لزواجهما، ولكنها لاحظت أنه يترك السيارة، ليركب سيارتها هى، قالت له: إن ركوبك لسيارتى يعرضك للقيل والقال. 

الغريب أن فراج عندما سئل عن هذه السيارة أنكر أن تكون صباح قد اشترتها له. 

كان صاحب السؤال هو جليل البندارى، فبدا الغضب على وجه فراج وقال له: هذه شائعة. 

قال له جليل: ولكنك شوهدت وأنت تقود سيارة جديدة فعلًا؟ 

فقال له: كانت سيارة صديقى سيد مرسى، إننى أستطيع أن أشترى سيارة من دخلى من الأفلام– لم يكن قدم إلا فيلمًا واحدًا– دون أن أحصل على سيارة من صباح. 

قبل شهرين من الطلاق كان فراج وصباح فى حفلة دعيا إليها عند إحدى الفنانات، كانت الخمر تشرب على كل الموائد، وقال أحمد لصباح: تعالى نجلس بعيدًا عن الخمر، وظل ينتقل بها من مائدة لأخرى حتى ضاق فقال لها: هيا بنا، قامت معه صباح، وغادرا الحفلة مبكرين. 

بعدها بأسبوع فوجئ فراج بشقيقة صباح الكبرى تأتى من لبنان، فوجئ بها فى البيت، وقال له بعض أصدقائه: إن وجود شقيقة صباح الكبرى، معناه أن النهاية قد اقتربت، لأن صباح لا تستدعى شقيقتها إلا لطلب الرأى، ورأى شقيقتها معروف من الأول.

وبدأت الخلافات تأخذ طريقها الواضح، وتدخل فريد الأطرش، وتدخل صبحى فرحات، وتدخل أكثر من صديق، وصديقة، ورأى أحمد أن يذهب إلى بيت والدته كما يحدث فى كل مرة تثور فيها الأزمة، ورأت صباح أن تحسم الأمر هذه المرة، اتصلت بإحدى الصحف اليومية وأبلغتها الخبر. 

ونشرت الصحف الخبر ولم يكن الطلاق قد تم بعد، واتصل فراج بصباح فى منزلها، ففوجئ بها وقد سافرت إلى الإسكندرية، واتصل سعاة الخير بصباح، وسافر بعضهم إليها فى الإسكندرية، فريد الإطرش، وبرلنتى العشرى وطاهر أبوزيد، وكل الأصدقاء حاولوا حل المشكلة، ولكن المشكلة لم تحل، وتم الطلاق فى يوم الاثنين ١ أبريل، وشهد على الطلاق سيد مرسى مدير الإعلانات المصرية وصديق أحمد فراج، وشهد معه مكتب محامى صباح.