صانع فتن هذا الزمان.. أوراق من الملف الأسود لـ«محمد سليم العوا»

-لا تلوموا على سليم العوا فيما قاله فهذه عادته وطبيعته التى لن يتخلى عنها أبدًا
-غادر سليم العوا جماعة الإخوان تنظيميًا لكنه ظل يركن إليها فكرًا وعاطفة
كل الجمل المفيدة التى عبرت بمحمد سليم العوا من أمامى لم تكن كذلك.
لم يكن فيها شىء مفيد، جعلته لغزًا محيرًا، عصيًا على الفهم، مستعصيًا على التفسير، عسيرًا على الهضم، ثقيلًا على القلب، عبئًا على الروح.
حياة محمد سليم العوا الممتدة منذ العام ١٩٤٢- يحمل على كتفيه ٨٣ عامًا- حولته من شخصية كان يمكن أن تكون مستقيمة، إلى كيان ملتبس، يحمل كمًا هائلًا من التناقضات المذهلة التى تحيله فى النهاية إلى كائن شائه مشوه، لا تكاد تتعرف عليه أو تحسم موقفك منه، أو تعرف حقيقته أو حقيقة ما يمثله فى حياتنا السياسية والفكرية.
هذا الالتباس الكبير يبدأ من العائلة التى ينتمى إليها.
فقد ولد محمد سليم العوا لأسرة سورية.

جاء جده عبدالله سليم العوا من دمشق ليعيش فى الإسكندرية فى حدود العام ١٨٨١، وتزوج من سيدة مصرية تعود أصولها إلى محافظة سوهاج، وقد شمل جده ووالده القانون الذى صدر فى العام ١٩١٤، والذى نص على أنه يعد مصريًا كل مقيم على أرض مصر، ودخلا فى مظلة هذا القانون لأنهما كانا من رعايا الدولة العثمانية التى لم تكن فيها جنسيات على أساس بلد الميلاد أو الإقامة.
محمد نفسه الذى ولد بعد هذا القانون بـ٢٨ عامًا أصبح مصريًا خالصًا حتى لو كان والده من أصول شامية، إلا أنه وطوال عمره لم يهنأ بإحساسه بأنه مصرى خالص، بل كان بعض مناوئيه يلوحون له بهذه الورقة التى ضاق بها كثيرًا، ويبدو أن هذه الملاحقة ضغطت على أعصابه كثيرًا، وهو الضغط الذى دفعه إلى أن يتصرف فى أوقات كثيرة بمنطق من يريد أن ينتقم ممن يجردونه من مصريته.
عندما ولد محمد فى العام ١٩٤٢ كان والده من رفاق حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، وبحكم انتماء والده أصبح إخوانيًا، وعندما حاصر عبدالناصر جماعة الإخوان فى العام ١٩٦٥ على خلفية قضية تنظيم سيد قطب الشهيرة، الذى استهدف اغتيال الشخصيات العامة وعلى رأسهم رئيس الدولة وتخريب المنشآت العامة تمهيدًا للاستيلاء على الحكم بالقوة، تم القبض على محمد سليم العوا، وكان ذلك بعد تخرجه فى كلية الحقوق بعامين فقط، وعمله كوكيل للنائب العام.

لم يمكث محمد سليم العوا كثيرًا فى السجن، خرج منه ليسافر إلى لندن، وهناك حصل على الدكتوراه، وكان موضوعها «القانون المقارن بين التشريع الإنجليزى والتشريع الإسلامى»، من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن فى العام ١٩٧٢.
غادر سليم العوا جماعة الإخوان تنظيميًا، لكنه ظل يركن إليها فكرًا وعاطفة، ولذلك كنت تراه يقف فى صفها فى مواقفها المختلفة والمتباينة، وكان ختام وقوفه إلى جوارها عندما تولى مهمة الدفاع عن الرئيس الإخوانى محمد مرسى، فقد اختاره مرسى لهذه المهمة ولم يتأخر عنه، سانده ونصره وناصره، ولم يدخر جهدًا للتدليس على الرأى العام فيما يخص مرسى ولا ما يتعلق بالاتهامات الموجهة إليه.
كان دفاع العوا عن مرسى نهاية سلسلة من دفاعات سابقة عن أعضاء الجماعة الإرهابية فى قضايا مختلفة، كان يعرف جيدًا أنهم مدانون بما فعلوه، لكنه تطوع لأن يكون محاميًا للشيطان دون أن يرجف ضميره أو يهتز قلبه، فهو لم يكن يرى أنهم أهل باطل، لسبب بسيط أنه كان من بين أبناء هذا الباطل.
أول مرة استمعت فيها لاسم محمد سليم العوا كنت فى الجامعة، فى منتصف التسعينيات تحديدًا، عبر أمامى خلال مناقشات كانت تجمعنى بعدد من الزملاء الذين ينتمون إلى جماعة الإخوان، حيث يترددون عليه ليستمعوا إلى محاضراته التى كان يلقيها فى الجمعية التى أسسسها، وكان اسمها «جمعية مصر للثقافة والحوار».

كان من يترددون على محاضراته مأخوذين به تمامًا، يروجون بيننا له على أنه مفكر مصرى وسطى ومعتدل، ويسعى إلى ترسيخ ثقافة الحوار، ولم يكن يعرف هؤلاء- أو كانوا يعرفون- أن العوا كان يأخذ من هذه الجمعية ومن الخطاب الذى تبناه محاولة لكف يد الدولة عن الجماعات المتطرفة، وليس لمواجهة التطرف والركون إلى الاعتدال.
أعلن العوا عندما اشتدت المواجهة بين الدولة والجماعات المتطرفة عن ملامح مشروعه الذى يقوم- كما ادّعى- على الحوار بديلًا عن المواجهة بالرصاص والقنابل، وينسب إليه أنه ساعد فى إخراج مبادرات وقف العنف التى تبنتها الجماعات الإسلامية، لكن كان الأهم بالنسبة له أنه أسهم بدور كبير فى الإفراج عن عدد كبير من هذه القيادات، وهو الدور الذى ظهر بواره بعد أن ارتد عدد من هذه القيادات على أعقابهم وعادوا إلى العنف مرة أخرى بعد أحداث يناير ٢٠١١.
المرة الثانية التى وجدت فيها محمد سليم العوا أمامى كانت عندما كنت أتصفح أوراق قضية المهنيين، وهى القضية التى حوكم فيها عدد من قيادات الإخوان الذين قُبض عليهم فى صيف العام ١٩٩٩، وكان من بينهم محمد بديع ومختار نوح ومحمد على بشر وخالد بدوى ومدحت الحداد وغيرهم، وتمت إحالتهم إلى المحكمة العسكرية.

كان محمد سليم العوا محامى المتهمين، ووقتها كان مصطفى مشهور يكتب مقالًا فى جريدة «الشعب»، وبعد مناقشة طويلة دارت بين العوا والمتهمين، توصلوا إلى أن يكتب مشهور مقالًا يغازل فيه الرئيس مبارك ويلاطفه ويثنى عليه، وهو ما يمكن أن يكون سببًا فى حسن معاملتهم أو التخفيف عنهم، تحمس العوا للفكرة ونقلها لمشهور الذى استجاب للفكرة ونفذها.
خلال محاكمات الإخوان لجأ العوا إلى حيلة خبيثة، وهى محاولة عقد صلح بين جماعة الإخوان والنظام، ومن بين ما جرى أنه زار اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات العامة، وطلب منه الوساطة فى الصلح، لكن سليمان اشترط أن تتوقف الجماعة عن المشاركة فى انتخابات النقابات المهنية لمدة عشر سنوات، ثم يؤسسون بعدها حزبًا سياسيًا، ويقومون بتفكيكك الجماعة، وهو ما رفضته الجماعة عبر مسئول الملف السياسى بها مأمون الهضيبى، وهو ما كان سببًا فى توقف هذه المفاوضات.
وقبل أن تسألنى عن العلاقة التى ربطت بين العوا وعمر سليمان، سأقول لك إنه كان يتمتع بعلاقات قوية مع أجهزة الدولة الأمنية، بل كان صديقًا مقربًا من اللواء حسن عبدالرحمن، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الدولة خلال سنوات ما قبل أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١.
بدأت العلاقة بين العوا والمسئول عن أمن الدولة عندما فكر حسن عبدالرحمن فى الاستعانة به لمناقشة بعض الأمور الخاصة بالتيارات الإسلامية، باعتباره خبيرًا فى شئون هذه الجماعات، ولم يكن يخفى على عبدالرحمن بالطبع علاقة العوا الوثيقة بهذه الجماعات أو تأثيره فيها.
المفاجأة أن العوا استجاب بسرعة خاطفة لهذه الدعوة، ولم يكن غريبًا ما وجدته فى ملفه فى أمن الدولة، فهم يشيرون إليه بأنه يحب التقرب من السلطة ويهوى صداقة الكبار والمسئولين والوزراء فى المواقع المهمة.
بدأ العوا يتقرب من حسن عبدالرحمن ويتردد عليه فى مكتبه منذ العام ٢٠٠٦، وكان للقاءاتهما معًا طقوس خاصة، فعندما كان يستقبله عبدالرحمن كان يرفض استقبال أى قيادات أمنية من داخل الجهاز أو خارجه، حتى لو كانت الأمور عاجلة وملحة، بل كان يضىء اللمبة الحمراء زيادة فى التأكيد على أهمية اللقاء وخصوصيته، ورغبته فى ألا يقاطعهما أحد مهما كان شأنه.

لم يكن حسن عبدالرحمن يثق فى أحد، اعتبره كل من عملوا معه أكبر شكاك على وجه الأرض، لكنه مع ذلك كان يثق فى سليم العوا الذى أصبح وسيطًا بين أمن الدولة والعديد من التيارات الإسلامية، ولم يتوقف الأمر على مصر، بل تعداه إلى خارجها، حيث تمت الاستعانة بالعوا أكثر من مرة فى تبليغ رسائل إلى حسن نصرالله، زعيم حزب الله، وكان الرجل يقوم بالمهام الموكلة إليه بمنتهى الكفاءة.
وأثناء معركة الانتخابات الرئاسية فى ٢٠١٢، كانت هناك رغبة لدى قيادات فى الأمن الوطنى، ممن لديهم ملف سليم العوا الكامل فى أمن الدولة «به بعض التقارير بخط يده»، فى تسريبه إلى الصحف، معتقدين بذلك أنهم يمكن أن يساعدوا فى حرقه أمام الرأى العام، لكن قيادات سيادية حالت دون تسريب الملف، وكانت وجهة نظرهم فى ذلك أنهم لا يريدون حرق العوا، لأنه فى النهاية يمكن أن يسهم فى تفتيت أصوات التيار الإسلامى، فيكون الفوز من نصيب مرشح مدنى، وتم حجب الملف بالفعل، لكن لم يفز مرشح مدنى.
ظهر العوا أمامى بعد ذلك على هامش فتن طائفية كبرى صنعها هو بتصريحاته المنفلتة غير المحسوبة.
فى ديسمبر ٢٠٠٤، وعلى هامش إسلام وفاء قسطنطين زوجة كاهن بالبحيرة، صرّح العوا، الذى كان وقتها أمينًا عامًا للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، بأن من يأتى إلى الجهات الرسمية مسلمًا فلا يجوز تسليمه إلى أهل دينه السابق، قبطًا كانوا أو غيرهم.

وفى مقال نشرته وقتها جريدة «الأسبوع» قال العوا عن مدى جواز تسليم وفاء قسطنطين إلى الكنيسة بعد أن أعلنت إسلامها، إن القرآن الكريم يقول «يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا».
وأضاف العوا أنه لا يجوز رد المرأة التى أتت إلى المسلمين مسلمة إلى أهل دينها الأول مهما يكن السبب، ولا يقال هنا إن الكنيسة المصرية قد أقرت منذ زمن عمر بن الخطاب بمقتضى كتاب عمرو بن العاص على أن لأساقفتها السلطة الدينية على الأقباط، لأن هذه الشروط وهى صحيحة ثابتة تجرى على من كان مسيحيًا، أما الذين يدخلون فى الإسلام فإن الولاية التى للكنيسة عليهم تسقط بمجرد إسلامهم، ويصبح الحاكم المسلم أو من يقوم مقامه هو صاحب الولاية عليهم، وإن كانوا من أهل الولاية الواجبة، أو تصبح ولايتهم لأنفسهم إن كانوا من أهل الرشد، كالسيدة وفاء قسطنطين البالغة من العمر ثمانية وأربعين عامًا.
كان سليم العوا يعرف الظرف المرتبك الذى تمر به الدولة، وبدلًا من أن يدخل للتهدئة، أشعل النار فى الجميع، وكانت هذه عادته التى لم يفارقها طوال حياته.
فى سبتمبر ٢٠١٠ كان العوا يطل من شاشة قناة الجزيرة، وكان من بين ما قاله إن الأقباط يقومون بتخزين الأسلحة فى الأديرة والكنائس، وإن أحد أبناء الكهنة فى بورسعيد، واسمه جوزيف، ابن القمص بطرس الجبلاوى، استقدم سفينة بها متفجرات من إسرائيل لتخزينها بالأديرة.

قال العوا ذلك دون أن يقدم عليه دليلًا واحدًا.
قاله وهو يعى جيدًا أنه يصنع أكبر فتنة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، ولا يمكن لنا أن نصف ما قاله بأنه كان عفو الخاطر، بل كان مقصودًا ومتعمدًا.
وقتها تصدى عدد من قيادات الكنيسة للرد على العوا، فقال الأنبا مرقص، أسقف شبرا الخيمة، إن تصريحات العوا تثير الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، خاصة أن ما قاله لا أساس له من الصحة، وإذا كان لديه دليل على ما يقوله فلا بد أن يقدمه إلى الجهات المختصة.
وأضاف الأنبا مرقص أن موانئ مصر مراقبة من خلال أجهزة أمنية يمكنها أن تعرف بسهولة ماذا دخل وماذا خرج من البلاد.
الأنبا مرقص قال كذلك: نحن لا نحتاج إلى سلاح نخزنه فى الأديرة والكنائس.. لأن سلاحنا هو ربنا وحده.

تم التحقيق فيما قاله العوا بالفعل، وتبين للأجهزة الأمنية أن السفينة التى يتحدث عنها كانت قادمة من الصين وليس من إسرائيل، ولم تكن بها متفجرات، ولكنها كانت تحمل لعب وصواريخ أطفال، وهى خاصة بمستوردين مسلمين، ولا يوجد بينهم أى مسيحى، ثم إن ابن القمص البورسعيدى لم يرد اسمه على الإطلاق فيما يخص هذه السفينة.
لم يكن الرد على العوا نظريًا، وقتها أصدر الدكتور كميل صديق، سكرتير المجلس الملى بالإسكندرية، بيانًا طالب فيه الرئيس مبارك وشيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، باتخاذ الإجراءات القانونية ضد محمد سليم العوا، واتهمه صراحة بمحاولة استعداء الدولة والشارع المصرى على القيادة الدينية الكنسية وشعبها بإعلانه أن إسرائيل هى المصدر الرئيسى الذى يقوم بدعم الكنائس بالسلاح.
دخل البابا شنودة على الخط، وعلّق على كلام العوا فى عظته نصف الشهرية التى كان يلقيها فى كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية، قال: أرفض الرد على مثل هذا الكلام، لأنه كلام مش كويس، لكن إحنا بنطلب من ربنا أن يسامح هؤلاء الناس اللى بيسيئوا إلى الكنيسة، وأتمنى من الله أن يغفر لهم ويصلح حالهم ويهديهم.
وأضاف البابا: هذه تهمة تتردد بلا دليل، والدولة تعرف علاقتنا بالخارج وترصدها، وأنا أستقوى بالله وحده، لأنه مصدر القوة لجميع الناس ولمن يؤمن بالله وقوته.
يعتقد كثيرون ممن يحملون تقديرًا لمحمد سليم العوا أنه مفكر صاحب تأثير، وهو ما تبدد تمامًا عندما رشح نفسه فى الانتخابات الرئاسية ٢٠١٢.
فى هذه الانتخابات لم يحصل العوا إلا على ٢٣٥ ألف صوت فقط من إجمالى ما يقرب من ٢٣ مليون مواطن، وهو ما يعكس هشاشة شعبيته وضآلة أهميته.

فى حقيقته يبدو العوا أمامى صانع فتن، كل ما أنتجه من كتب وطرحه من أفكار وروّج له على أنه مشروع فكرى يعلى من قيمة الحوار والتواصل والتفاهم والتعايش بسلام بين المختلفين، لا وزن له أمام سلوكه السياسى والفكرى، فهو على عكس كل ما رسمه لنفسه وحاول أن يرسخه دراويشه الذين فيما يبدو يفصلون بين ما يقوله وما يفعله.
ولذلك لم يكن غريبًا أبدًا بالنسبة لى ما قاله عن الدكتور سعد الدين الهلالى، عندما سُئل عما ردده الهلالى عن مسألة المواريث.
العوا أخرج الهلالى من الملة، بكلمات قليلة حكم عليه بالكفر، وهو ما يعنى أنه يحل دمه، ويقدمه لقمة سائغة وسهلة لأبناء التيارات المتطرفة الذين يعرفهم جيدًا ليقتلوه ويسفكوا دمه.

لم يفكر العوا، لم يزن كلماته بميزان العقل، كفّر الهلالى على الفور، طعنه فى دينه، لم ينظر إليه باعتباره عالمًا مجتهدًا، قدم فكرة، أو رأيًا، يمكن أن يخضع للنقد والتفكيك أو حتى الرفض، لكن ولأن هذه عادته وقناعته، حكم عليه بالكفر واستعدى عليه مؤسسته الأزهرية، ليكتب اسمه بنفسه فى سجل أعداء الحرية والاجتهاد، وخصوم الفكر والتفكير.
لا تلوموا على سليم العوا فيما قاله، فهذه عادته وطبيعته التى لن يتخلى عنها أبدًا.
افعلوا كما نفعل نحن، نفضح تطرفه ودمويته وعداءه للحرية.
فمثله لا بد أن يعرف الناس حقيقته.
حقيقة من يرتدى ثوب الحملان.. وهو ليس إلا من أبناء الذئاب.
