الجمعة 18 يوليو 2025
المحرر العام
محمد الباز

ماذا يقرأ العالم؟.. الطيب والشيطان والحمقاء.. فى المكتبات وعلى الشاشة

حرف

- أمريكا أغرب فكرة فى العالم.. ومن صنعوها مجموعة من المجانين

- منى ماى بدأت تصميم الأزياء فى عام 1989 وعملت فى أكثر من 70 فيلمًا وبرنامجًا

- «الشيطان يرتدى برادا» حقق أكثر من 326 مليون دولار فى شباك التذاكر العالمى

فى إطار عملها الصحفى والثقافى، تحرص «حرف» على استكشاف ومطالعة كل ما هو جديد فى ساحة النشر الدولية والإقليمية، فى توجه تنحاز إليه لتعريف القارئ المصرى والعربى بكل ما ينتجه العالم من معارف وثقافات وكتابات.

ومن خلال زاوية «ماذا يقرأ العالم الآن؟»، تأخذ «حرف» قراءها فى جولة خاصة داخل أبرز المكتبات ودور النشر العالمية، لتعريفهم على المنتج الإبداعى الغربى، وأبرز الأعمال الجديدة الصادرة مؤخرًا، فى مجالات الرواية والسياسة والثقافة والسينما والمغامرة.

فى هذا العدد، نلقى الضوء على 3 كتب مفضلة لعشاق القراءة عن الفن السابع وصُناعه ومشاهيره، أولها «كلينت: الرجل والأفلام»، الصادر فى الأول من يوليو الجارى، عن النجم الأمريكى كلينت إيستوود، بطل الفيلم الشهير «الطيب والشرس والقبيح».

الكتاب الثانى هو «أزياء حمقاء» لمصممة الأزياء منى ماى، التى صممت ملابس الفيلم الشهير «حمقاء»، وتكشف فيه المؤلفة عن كواليس تفصيلها أبرز القطع التى ارتداها أبطال العمل.

أما الكتاب الثالث فهو رواية «الانتقام يرتدى برادا: الشيطان يعود»، المقرر أن يكون المصدر الرئيسى للجزء الثانى من الفيلم الأيقونى «الشيطان يرتدى برادا».

The Man and the Movies.. كلينت إيستوود: أنا مدمن علاقات نسائية.. وأغيرهن مثل السجائر

صدر كتاب «كلينت: الرجل والأفلام- سيرة ذاتية شاملة لأيقونة التمثيل والإخراج فى هوليوود»، «Clint: The Man and the Movies—A Comprehensive Biography of Hollywood›s Most Iconic Actor-Director»، عن دار النشر ذائعة الصيت «مارينر بوكس» فى أول يوليو الجارى، وأصبح الأكثر مبيعًا على موقع «أمازون» فى فئة السير الذاتية خلال يومين من صدوره.

الكتاب من تأليف شون ليفى، الناقد السينمائى الأمريكى الشهير، ويتناول مسيرةً مهنيةً امتدت لعقودٍ لنجمٍ أمريكى أصيلٍ هو كلينت إيستوود، وجسّد السلوك المُعقّد للأمريكان على الشاشة.

يتحدث «ليفى» فى مستهل كتابه عن «إيستوود»، قائلًا «هو وأفلامه شىء واحد»، مبينًا أنه لم تُجسّد أى شخصية هوليوودية المناخات الثقافية والسياسية لأمريكا المعاصرة بمثل هذا التعقيد كما فعل فى أفلام مثل «هارى القذر» و«الطيب والشرس والقبيح» و«رجل بلا اسم» وغيرها.

كلينت إيستوود، الذى بلغ الخامسة والتسعين من عمره فى مايو الماضى، يُمثل فئةً فريدةً بحد ذاتها، ولطالما كانت «هوليوود» مكانًا للممثلين الذين عملوا فى مجال الإخراج لكن لم يحقق أحدٌ مثل هذا النجاح الذى حققه أو بمثل هذا الثبات.

وأشاد النقاد بـ«إيستوود»، الذى أخرج ٤٠ فيلمًا حتى الآن، باعتباره آخر فرسان السينما الأمريكية الكلاسيكية، وفاز بجائزتى «أوسكار» للإخراج وأفضل فيلم مرتين، عن فيلمى «غير المُسامح» و«فتاة المليون دولار».

يُركّز الكتاب على الصفقات وإيرادات شباك التذاكر، وتاريخ «إيستوود» المعقد مع النساء الزوجات والحبيبات والأبناء، بما فى ذلك العواقب المريعة لعلاقته بالممثلة سوندرا لوك، التى رفعت عليه دعوى نفقة.

كما أنه يضم تفاصيل من حياته الشخصية المفعمة بالحيوية، بما فى ذلك الخيانات المتعددة وثمانية أبناء من ٨ نساء مختلفات كان يعرفهن، كما يكشف عن نظامه الغذائى وآرائه السياسية.

كما يُركّز «ليفى» على أفلام الرجل الذى يعد من أساطير «هوليوود»، وهو الممثل والمخرج الأكثر إنتاجًا وتنوعًا فى تاريخ السينما، ويعد رمزًا بارزًا للثقافة الأمريكية على مدى ٦ عقود.

ولطالما كان كلينت إيستوود رمزًا للرجولة والسلوك الأمريكى العنيف والخشن، على الشاشة وخارجها، لأكثر من ٦٠ عامًا، سواء كان يواجه رجال العصابات فى شوارع الغرب الأمريكى المتوحش، أو يحدق من خلال عدسة الكاميرا، أو يستلم إحدى جوائز «الأوسكار» عن أفلامه، فهو صريح ومقتضب وقوى مثل اسمه، ونجم من الطراز القديم وواحد من أنجح المخرجين فى عصره.

شون ليفى

قراءة كتاب «كلينت: الرجل والأفلام»، الذى يتكون من ٥٦٠ صفحة، تعنى فهم ما يقرب من قرن من الثقافة الأمريكية، فلم تعش أى شخصية هوليوودية داخل المناخات المتغيرة لأمريكا ما بعد الحرب العالمية الثانية مثل كلينت إيستوود الذى بلغ سن الخامسة والتسعين، فقد عاش قرنًا مضطربًا وجسد الكثير من عصره والعديد من تناقضاته.

الكتاب الجديد ليس المحاولة الأولى لكتابة سيرة ذاتية عن «إيستوود»، ومن غير المرجح أن تكون الأخيرة، ولكن بالمقارنة مع كتاب «ريتشارد شيكل» عنه، والذى صدر عام ١٩٩٦، وكتاب «باتريك ماكجيليجان» اللاذع عنه عام ٢٠٠٢، يحاول المؤلف شون ليفى تحقيق التوازن، مُقرًا بزلات «إيستوود» الإبداعية والشخصية، ومؤكدًا فى الوقت نفسه مكانته كـ«رمز أمريكى».

كلينت إيستوود، المولود فى فترة الكساد الاقتصادى عام ١٩٣٠ فى سان فرانسيسكو، هو من أبناء الطبقة المتوسطة، وكان مُشاغبًا فى طفولته، وكان يُمنع من الدراسة، لكن مُكتشف مواهب لاحظه عام ١٩٥٤، فحصل على دور فى المسلسل التليفزيونى «روهايد»، وظهر فى عدد قليل من الأفلام التى لا تُنسى، وجاء صعوده فى «هوليوود» من خلال السينما الإيطالية، وأفلام الغرب الأمريكى الثلاثة التى أخرجها فى منتصف الستينيات سيرجيو ليونى، والتى بدأت بـ«حفنة من الدولارات» عام ١٩٦٤، والذى صُوّر فى إسبانيا وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وأدى إلى إنتاج أفلام أخرى من نفس السلسلة مثل «من أجل مزيد من الدولارات» ١٩٦٥، و«الطيب، والشرس، والقبيح» ١٩٦٧.

هذه الأفلام اعتبرها معظم النقاد الأمريكيين أفلامًا رديئة، أما الأفلام الأمريكية التى تلتها، والتى أخرجها «دون سيجل»، والتى تضمنت الجزء الأول من «هارى القذر»، فلم تكن أفضل حالًا ولكن شعر الجمهور بشعور مختلف، ومع مرور الوقت، وجد المخرجان ليونى وسيجل طريقهما إلى عالم الشهرة، وضمن «إيستوود» مكانته الخاصة جزئيًا باستيعاب تأثيراتها، وإتقان أسلوب تعبيرى بسيط قادر على إيجاد دلالات نفسية وعمق موضوعى فى أفلامه.

ويُبدع «ليفى» فى كتابة المواضيع التى تتداخل فى أعمال «إيستوود» الناضجة، وكيف تزداد شخصيته على الشاشة تعقيدًا وتناقضًا مع مرور الوقت، ويرى أن فيلم «غير المُسامح» «Unforgiven»، الذى عُرض عام ١٩٩٢، تحفته الفنية بلا منازع، ويُشير إلى أنه فى سجلات أفلام الغرب الأمريكى، كان «إيستوود» صريحًا بشكلٍ فريدٍ بشأن الثمن الذى يدفعه الشخص الذى يقتل ويزهق الأرواح.

وتناول «ليفى»، فى كتابه، سياسات إيستوود حيث اعتبره المحافظون واحدًا منهم، وكثيرًا ما اعتبر «إيستوود» بأنه مؤيد للتحرر. ويكشف «ليفى»، عن أن النجم الهوليوودى كان رجلًا مُتشددًا فى التعامل مع الحكومة، وكان يطالبها دائمًا بأن «تترك الناس فى حالهم».

وتمسك «إيستوود» بهذه المواقف مع تحول الثقافة الأمريكية حوله فى الستينيات والسبعينيات، وعبّرت شخصية الشرطى «هارى كالاهان» فى فيلم «هارى القذر» عن إحباط الأمريكيين الذين شهدوا ضعف مجتمعاتهم بسبب تراخى إنفاذ القانون، كما صوّر النجم الكبير وسائل الإعلام على أنها سطحية وغير مسئولة.

ويتحدث «ليفى» عن «إيستوود» فى السبعينيات والثمانينيات، قائلًا: «كان لا يزال رجلًا يشعر بأنه يحق له تحديد وقته وحريته عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الجنسية والعمل العام»، وكان لا يزال ليبراليًا سياسيًا، يصوت للجمهوريين وفقًا لآرائه فى القضايا الاقتصادية والدفاعية، لكنه يتبنى مواقف متساهلة تجاه قضايا مثل «الإجهاض، وتقنين الماريجوانا»، بل وينادى مرارًا وتكرارًا بتشديد الرقابة على حيازة الأسلحة النارية، ولكن مع بزوغ فجر الثمانينيات، بدا وكأنه حامل لواء ما أصبح يُعرف بـ«القيم التقليدية»، حيث تحول مركز الثقافة الأمريكية نحو اليمين.

وفى فيلم «برونكو بيلى»، الذى أنتج فى ثمانينيات القرن الماضى وأخرجه «إيستوود» وأدى دور البطولة، قدّم فيلمًا يحتفى بالعمال العاديين وتناول قصة «برونكو» راعى البقر الذى يقود سيركًا متنقلًا، وكان فى الحقيقة فيلمًا عن الأحلام والرغبات.

ووصف «إيستوود» الأمر قائلًا: «أردت أن أقول شيئًا عن قدرة الجميع على المشاركة، أمريكا هى أغرب فكرة فى العالم، من صنع المجانين، أعتقد أن الآخرين يرون أمريكا كمجموعة من المجانين. حسنًا، ربما يصعب علينا استيعابها نوعًا ما».

وبالإضافة إلى بداياته، اهتم المؤلف أيضًا بتقييم السنوات الخمس والعشرين الأخيرة من مسيرته المهنية، فمنذ بلوغه السبعين أخرج ١٩ فيلمًا، وشارك فى بطولة ستة منها، ثلاثة منها كانت تحفة بكل معنى الكلمة، على حد قوله، وستة أخرى على الأقل قريبة من هذا المستوى، وبعضها بدت وكأنها صُنعت لتحدى التوقعات.

ويرى أن أفلام «إيستوود» اللاحقة- والتى تُشكّل ما يقرب من نصف مسيرته كمخرج- تُعمّق رؤيةً كانت موجودةً منذ البداية، ففى عالمه الأخلاقى الشر مطلق لكن اللياقة نسبية، فالأشرار أشرارٌ بلا لبس، بينما تخيم السخرية على الأخيار ويشوبهم سوء النية، وقد يكون العنف ضروريًا، لكن عواقبه موجودة، والبطل، خاصةً عندما يجسده «إيستوود»، لا يكون مثاليًا أبدًا، ونادرًا ما يكون محبوبًا.

وأفرد «ليفى» فى كتابه مساحة كبيرة لعلاقات نجم «جسور مقاطعة ماديسون» الغرامية خارج إطار الزواج، والتى وصفها بـ«الإدمانية»، حيث كانت صداقاته مع النساء أمرًا معتادًا، واعترف «إيستوود» نفسه بذلك قائلًا: «أصبحت لا أدرى، إنه إدمان، كأنك بحاجة إلى سيجارة أخرى».

كما سلط الضوء على زيجاته من ماجى جونسون ودينا رويز، وشراكات أخرى طويلة الأمد، بمن فى ذلك سوندرا لوك وفرانسيس فيشر، وكتب عن زواجه الأول من «ماجى جونسون»، الذى استمر من عام ١٩٥٣ إلى عام ١٩٨٤، قائلًا إنه كان يتصرف خلال ذلك الزواج تقريبًا كما لو كان أعزبًا، فخلال تلك الفترة أقام علاقات غرامية متعددة، وكانت الزوجة على علم بها.

وصرّح «إيستوود» نفسه بذلك عام ١٩٦٣ قائلًا: «كانت ماجى تعلم عنى أننى سأفعل ما يحلو لى. كان عليها أن تتقبل ذلك، لأنها لو لم تفعل لما كنا متزوجين حتى الآن»، مضيفًا: «أنا مستقل، متشرد، وماجى تتقبلنى كما أنا ولا تخنقنى برغبة الامتلاك الأنثوى».

وتراوحت علاقات «إيستوود» العاطفية بين العابرة والجادة، بما يكفى لإنجاب الأطفال، وكان يصطحب النساء فى دروس التمثيل، وفى الاستديوهات التى كان يعمل بها، وفى الحى، وحتى فى المجمع السكنى الذى كان يتشاركه مع زوجته الأولى.

The Devil Wears Prada.. عودة «الشيطان الذى يرتدى برادا» فى ربيع 2026

أعلنت «20The Century Studios»، التابعة لشركة «ديزنى»، عن بدء تصوير الجزء الثانى للفيلم الإيقونى «The Devil Wears Prada» أو «الشيطان يرتدى برادا». وعلى حسابها فى «إنستجرام»، نشرت الشركة إعلانًا تشويقيًا لحذاءين أحمرين أنيقين، وإعلانًا تشويقيًا يتضمن عبارات من الفيلم الأصلى، ما ترك المعجبين بجميع أنحاء العالم فى حالة حماس كبير، ودفعهم للبحث عن تفاصيل أكثر عن قصة الجزء الجديد.

المعلومات الأولية تؤكد أن الجزء الثانى من الفيلم سيُعرض فى ربيع العام المقبل، وسيكون مقتبسًا من الجزء الثانى من سلسلة الروايات الشهيرة للكاتبة لورين وايزبرجر، والتى بدأتها برواية «الشيطان يرتدى برادا» فى ٢٠٠٣، ثم بعدها بعقد كامل نشرت «الانتقام يرتدى برادا: الشيطان يعود» فى ٢٠١٣، والتى منها يُقتبس الفيلم.

رواية «الانتقام يرتدى برادا» تدور حول ميراندا بريستلى «التى جسدتها ميريل ستريب فى الفيلم»، وهى تشق طريقها المهنى وسط تراجع دور نشر المجلات التقليدية، فى حين تكون آندى ساكس «آن هاثاواى» قد بلغت الـ٣٠ مؤخرًا، وعلى وشك الزواج، وأصبحت الآن شريكة فى مجلة ناجحة، حيث تعمل مع «إميلى»، زميلتها السابقة فى مجلة الموضة «رانواى» التى كان تديرها «ميراندا»، قبل أن تعود «ميراندا» إلى حياتها مرة أخرى.

ويأتى الإعلان عن بدء تصوير الجزء الثانى من الفيلم المقتبس من سلسلة روايات «وايزبرجر»، بالتزامن مع إعلان آنا وينتور، الأسبوع الماضى، عن استقالتها من منصب رئيسة تحرير مجلة «فوج» الأمريكية ذائعة الصيت، بعد ٣٧ عامًا كاملة. «وايزبرجر» كانت مساعدةً شخصيةً سابقةً لـ«آنا»، التى يُعتقد على نطاقٍ واسع أنها كانت مصدر إلهامها لشخصية «ميراندا»، رغم أن «آنا» زعمت أنها لا تتذكر أن كاتبة الرواية عملت معها من الأساس!

ولا تزال تفاصيل الجزء الثانى من الفيلم طى الكتمان. لكن التقارير الأولية تشير إلى أنه سيكون مقتبسًا من الجزء الثانى من رواية «وايزبرجر»: «الانتقام يرتدى برادا: الشيطان يعود»، التى صدرت عن دار نشر «سيمون آند شوستر»، وتدور بعد عقد من أحداث الجزء الأول، حيث أصبحت «آندى» الآن فى الـ٣٠ من عمرها، محررة ناجحة فى مجلة أزياء زفاف، أطلقتها بالتعاون مع عدوتها السابقة وصديقتها المقربة الجديدة «إميلى تشارلتون».

وفى هذا الجزء من الرواية «الانتقام يرتدى برادا: الشيطان يعود»، التى تتكون من ٣٨١ صفحة، ولكى لا يكون هناك أى شك بأن شخصية «ميراندا» مستوحاة من «وينتور»، تصف المؤلفة «ميراندا» فى مباراة كرة تنس مع رافاييل نادال، فى إشارة غير مباشرة إلى صداقة «وينتور» مع روجر فيدرير. أما الدافع الرئيسى للأحداث فى هذا الجزء فهو رغبة «ميراندا» فى شراء مجلة الزفاف التى أنشأتها «آندى» وصديقتها «إميلى».

وتقع الأحداث بعد مرور ١٠ سنوات على استقالة «آندى» من العمل مع «ميراندا»، وهى مخطوبة الآن لرجل أحلام أى فتاة يدعى «ماكس هاريسون»، سليل عائلة إعلامية عريقة، واثق بنفسه وناجح ووسيم بشكل لا يُصدق، لكنه يجلب عدوًا جديدًا إلى حياة «آندى»، والدته «باربرا»، التى كادت أن تُفسد زفافهما عندما توسلت إلى ابنها للزواج بفتاة من عائلة مناسبة تفهم تقاليد وأسلوب حياتهم.

وتكون «آندى ساكس» فى قمة السعادة حين يُنشر خبر زفافها على «ماكس» فى جميع صفحات المجتمع، ويجتمع أصدقاؤهما وعائلتاهما للاحتفال بالزوجين المتألقين. لكن القدر له كلمته، ففى صباح يوم زفافها لا تستطيع «آندى» نسيان الماضى، وعندما تكتشف رسالة سرية ذات دلالات قوية، يتحول قلقها من يوم زفافها إلى خوف شديد، بعد أن تقودها جهودها لبناء حياة جديدة مُشرقة إلى الظلام الذى هربت منه بصعوبة قبل ١٠ سنوات، تقودها مباشرةً إلى طريق الشيطان نفسه!

و«الشيطان يرتدى برادا» فيلم كوميدى درامى أمريكى عرض عام ٢٠٠٦، من إخراج ديفيد فرانكل، وكتب السيناريو ألين بروش ماكينا، وبطولة ميريل ستريب وآن هاثاواى، حقق أكثر من ٣٢٦ مليون دولار فى شباك التذاكر العالمى، وحصلت «ستريب» من خلاله على ترشيح لجائزة أفضل ممثلة، وساهم فى الاحتفاء بصناعة الأزياء وإبرازها فى آنٍ واحد، واكتسب شعبية واسعة على مر السنين، وتم تحويله مؤخرًا إلى مسرحية موسيقية عُرضت لأول مرة فى مسرح «وست إند» عام ٢٠٢٤، لكنها حظيت بتقييمات متوسطة.

The Fashion of Clueless.. قصة الفيلم التسعيناتى الذى أشعل ثورة فى عالم الموضة

عند دراسة تاريخ الموضة فى السينما، يميل الجمهور إلى الانجذاب نحو أزياء «العصر الفيكتورى» المُتقنة فى السينما الكلاسيكية، أو الفساتين الأنيقة التى ارتداها «العصر الذهبى لهوليوود»، ويتغاضى عن تعقيد وصعوبة تصميم الأزياء المعاصرة. وبتقليل أهمية هذه الأزياء، يغفل المشاهد عن دورها فى تطوير الشخصيات، والتى إذا تم تصميمها بشكل صحيح، تصبح أكثر خلودًا وأهمية ثقافية من أى تصميم أزياء لعصور قديمة.

هذا الاهتمام بالتفاصيل والتفانى فى تصميم الأزياء المعاصرة ساهما فى إنتاج واحد من أكثر الأفلام أناقة فى التاريخ، فيلم لم يستخدم الموضة كقوة دافعة للأحداث فحسب، بل جعل المشاهدين يتوقون بشدة إلى تغيير خزانة ملابسهم. هذا الفيلم هو «Clueless» أو «حمقاء» للمخرجة إيمى هيكرلينج، المُقدم عام ١٩٩٥.

عندما ظهرت «شير» وصديقاتها من «بيفرلى هيلز» على الشاشة الكبيرة، متألقات بإطلالات مصممة الأزياء منى ماى، نجا العالم من الملابس التى سادت فى تلك الفترة، ليطلق الفيلم موجة جديدة من البساطة العصرية، ويصبح نموذجًا للأزياء الجريئة والمرحة والشبابية.

ويُعتبر طقم «شير» الأصفر المنقوش مع تنورة «بيلسيه» متناسقة، من أكثر الأطقم تأثيرًا فى تاريخ السينما، وهو إطلالة مميزة ليس فقط لموضة التسعينيات المتغيرة، بل لثقافة «البوب» أيضًا، وقدم لمسة خالدة على مشهد الموضة الأوروبية المتطور باستمرار، ممزوجة بإطلالة مدرسية مثالية. ولا تُكمل هذه الفكرة الرواية الأصلية التى استند إليها الفيلم، وهى رواية «إيما» لـ«جين أوستن» فحسب، بل تُضفى عليها لمسة عصرية.

وتزامنًا مع الاحتفال بالذكرى الـ٣٠ لعرض الفيلم، التى حلّت خلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت مصممة أزيائه منى ماى، المُلقبة بـ«ملكة أزياء أفلام التسعينيات»، عن إصدار كتاب يحمل اسم «The Fashion of Clueless» أو «أزياء حمقاء»، تقدم فيه للمعجبين نظرة من الداخل على صناعة العديد من الأزياء التى لا تُنسى من الفيلم الشهير، والتى ساهمت فى تحديد ملامح جيل كامل، ورسّخت دور الموضة كشخصية رئيسية فى القصة.

منى ماى بدأت تصميم الأزياء فى عام ١٩٨٩، وعملت فى أكثر من ٧٠ فيلمًا وبرنامجًا تليفزيونيًا، ابتكرت خلالها أزياءً سينمائية وتليفزيونية لا تُنسى، أصبحت ركائز أساسية فى تاريخ الثقافة الشعبية، وعلى رأسها «Enchanted» و«Never Been Kissed». وتعاونت «ماى» مع نخبة من نجوم هوليوود، منهم نيكول كيدمان وجينيفر أنيستون ودرو باريمور وآدم ساندلر وإيمى آدامز وبول رود وويل فيريل وإيدى ميرفى.

الكتاب الجديد يصدر عن دار نشر دار «إنسايتس إيديشنز» بالشراكة مع «باراماونت بيكتشرز»، فى خريف العام الجارى، وهو مكون من ١٦٨ صفحة، تضم صورًا لم تُنشر من قبل لأزياء الفيلم الشهير، ورسوماتها التخطيطية التى صممتها «ماى»، فضلًا عن مقابلات لم تُعرض من قبل مع نجمة الفيلم أليسيا سيلفرستون، والكاتبة والمخرجة إيمى هيكرلينج.

ويؤكد الكتاب أن التصاميم الخاصة بالفيلم أضفت مستوى جديدًا من التألق والتميز عليه، ووضعت معيارًا جديدًا للأزياء فى الأفلام، وسلطت الضوء على التأثير الثقافى والإرث الذى تركه الفيلم، الذى غالبًا ما يُنسب الفضل إلى أزيائه فى إعادة تشكيل اتجاهات التسعينيات وما بعدها، وإبداع أنماط أكثر حيوية وأنوثة، لدرجة أنه حتى الآن ما زال مصممو الأزياء والمشاهير يستلهمون أسلوبه فى الموضة الذى ابتكرته المصممة منى ماى.

وقالت منى ماى، التى ولدت فى الهند لأب بولندى وأم ألمانية، قبل استقرارهم فى الولايات المتحدة، إنها أرادت مشاركة مسيرتها الإبداعية فى الفيلم مع جميع المعجبين، وعشاق الموضة والسينما، مضيفة لمجلة «بيبول» الأمريكية: «عندما أعود بالذاكرة إلى ٣٠ عامًا، وأرى كيف يواصل الناس مشاهدة هذا الفيلم وحبه، أشعر بسعادة غامرة وفخر كبيرين». وأضافت عن تصميم أزياء الفيلم: «عندما قرأتُ سيناريو إيمى هيكرلينج الرائع لأول مرة، انطلقت فى خيالى تصميمات خاصة لشخصيات الفيلم: شير وديون وتاى وأمبر»، قبل أن تعقب: «حقيقة أن هذه الشخصيات ومظهرها لا يزالان يترددان فى أذهان الكثيرين أمر مذهل ومثير للتواضع».

منى ماى

وواصلت: «كتبتُ كتاب (أزياء حمقاء) من أجل معجبى الفيلم فى كل مكان. عندما كنتُ أعمل فى الفيلم كانت جميع إبداعاتى نابعة من قلبى، كانت عملية مُقدسة للغاية بالنسبة لى كمصممة أزياء. والآن مع كتابى، يُمكننى مشاركة إبداعى مع الجميع، وتقديم لمحة من وراء الكواليس، بالإضافة إلى عرض صور لم تُعرض من قبل. أنا متحمسة للغاية لهذا، وآمل أن يستمتع القراء بالكتاب. وربما يجذب حتى بعض الأجيال الشابة التى لم تشاهد فيلم (حمقاء) خلال التسعينيات، ويستمر فى إلهام المزيد».

أما بطلة الفيلم أليسيا سيلفرستون فقالت فى بيان: «أحببتُ أن منى ألّفت هذا الكتاب الرائع ليساعد فى سرد قصة مساهماتها فى فيلم (حمقاء)، الذى لم يكن ليصبح هذا العمل الكلاسيكى لولا مشاركتها. كان عملها ساحرًا. إنه مُلهم ومثير حقًا، ويزخر بروح قوية. لقد عملت مع منى مرات عديدة منذ ذلك الحين. إنها مرحة ونشيطة، وتعرف كيف تُلبّى احتياجات المرأة».

والعناصر البصرية ليست الشىء الوحيد الذى يقدمه كتاب «أزياء حمقاء» ، فهو يحتوى أيضًا على حكايات شخصية من منى ماى حول ابتكار إطلالات وشخصيات الفيلم الخالدة والأيقونية، بالإضافة إلى مقابلات أجرتها مع طاقم عمل الفيلم، والذى منذ عرضه على الشاشة عام ١٩٩٥، تربع على عرش أفلام الموضة الأكثر إلهامًا على مر العصور، كاشفة فى الوقت ذاته كيف اختارت ووفرت قطعًا فاخرة وبسيطة لجميع الشخصيات.

ويتضمن الكتاب، أيضًا، نصائح لابتكار إطلالات خاصة تعبر عن شخصية كل منا، وهو مكتوب لعشاق الثقافة الشعبية والأزياء والتصميم والفن، ويسجل الأثر الثقافى الدائم للفيلم، الذى رفع من شأن الموضة فى السينما، وأحدث ثورةً فى عالم الموضة، وقدّم للعالم مصممة أزياء جديدة وجريئة، بالإضافة إلى مرجعٍ للأزياء لا يزال يلهم أجيالًا جديدة من المشاهدين حول العالم.

وفيلم «حمقاء» مقتبس من رواية «إيما» للكاتبة جين أوستن، الصادرة عام ١٨١٥، وهو من إخراج وتأليف إيمى هيكرلينج، وبطولة بول رود وأليسيا سيلفرستون. تدور أحداث الفيلم حول طالبة ثانوية جميلة ومحبوبة وثرية، ترغب فى القيام بأعمال خيرية، وتُصادق طالبة جديدة، وتقرر تغيير مظهرها، بينما تلعب دور الوسيطة بين معلميها، وتستكشف حياتها الخاصة.

صُوّر الفيلم فى جنوب كاليفورنيا، وعلى مدار ٤٠ يومًا درست مؤلفة ومخرجة الفيلم إيمى هيكرلينج طلاب مدرسة «بيفرلى هيلز» الثانوية لفهم طريقة حديث المراهقين فى التسعينيات، وتعلمت منهم بعض المصطلحات العامية التى كانوا يستخدمونها فى ذلك الوقت.

حقق الفيلم إيرادات بلغت ٨٨ مليون دولار عالميًا، وحظى بمراجعات إيجابية من النقاد، ويُعتبر من أفضل أفلام المراهقين على الإطلاق، واكتسب قاعدة جماهيرية واسعة، وله إرث باقى ومستمر، وتبعه مسلسل كوميدى تليفزيونى مشتق منه، وسلسلة كتب.