الجمعة 18 يوليو 2025
المحرر العام
محمد الباز

جمــال معتق.. حكايات من المجموعة القصصية الأولى لـ«ياسمين الخطيب»

حرف

- جارتنــا أكــدت لأمــى أن القطــط السـوداء أرواح شريـرة متنكـرة

- كان مضغ «اللبان» جريمة أعاقب دائمًا عليها

صدر حديثًا، عن دار تشكيل للنشر والتوزيع، المجموعة القصصية الأولى للإعلامية والكاتبة والتشكيلية ياسمين الخطيب، تحت عنوان «جمال مُعتَّق»، وبتقديم للكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد.

والمجموعة كلها مستوحاة من فترات طفولة الكاتبة فى عقدى الثمانينيات والتسعينيات، والأحداث أيضًا معظمها يدور في طفولتها، ومن ثم فهى «بمثابة الكثير من الحنين للطفولة ولهذه الحقبة تحديدا، وكلها قصص واقعية حدثت بالفعل».

«حرف» تنشر تقديم إبراهيم عبدالمجيد للجموعة، وبعضًا من قصصها وحكاياتها.

ياسمين الخطيب

تقديم.. إبراهيم عبدالمجيد

هذه قصص وحكايات تجمع بين الطرافة والمعانى الإنسانية التى تسرى معنا أو نفتقدها. رغم بساطتها كثيرًا ما تأخذ أشكالًا متعددة من الحكى، فيمكن أن ترى النهاية مفتوحة، أو سؤالًا معلقًا فى الفضاء. تغامر الكاتبة فى حكايات عن القطط والفئران فتدهشك المعرفة بأحوالها فى الشوارع أو البيوت حتى لو كانت متخيلة وكيف ومتى تحب البشر، فتقفز قصص حب أو مودة ضائعة وحسرة على الأحباء، ويرتفع نداء ليت من فعلوا ذلك كانوا حيوانات. ثم تدخل فى حكايات البشر بما فيها من فقد أو حنين أو أمل، ودائمًا تجد براءة الفتيات فى سن مبكرة غالبة على تصرفاتهن فى المدرسة أو البيت أو الشرفة، أفعالًا وحركات طائشة لا يتقبلها العقل حولهن ولا أهلهن، لكنها الحرية التى لا يجدن الزمان يفتح أبوابها لهن، والتى أغلق من حولهن عليهـن الطريـق إليهـا بأقفـاص الحديـد غيـر المرئيـة. حــركات طائشــة عفويــة فى براءتهــا لأرواح صافيــة لــم تنغمــس بعــد فى تــراب الأرض. كيــف تقمصــت الكاتبـة كل مـا ومـن كتبـت عنهـم أو كيـف اسـتحوذوا عليهـا لتكـون صوتهـم، هـو الإنجـاز الجميـل الـذى يعكـس خـبرة ومعرفـة كبـيرة بالحيـاة. سـتجد هنـا قليـلًا مـن القصـص القصـيرة مكتملـة البنـاء، وكثـيرا مـن الحكايـات المـسرودة حقًا، لكـن سـتأخذك بلغتهـا المشـبعة بالعواطـف بـين طوابـق جميلـة، فى العمـارة التـى تصعـد درجاتهـا.

قط أسود وحيد

لا أتذكـر سـوى تتابـع درجـات السـلم أمـام عينـى وصـوت أنفـاسى اللاهثـة وصرخـة أمـى:

«قولى لعمتك تجيب الدكتور بسرعة»

كانـت عمتـى تسـكن الـدور الخامـس، بينمـا نسـكن نحـن الـدور الثالـث، فى هـذه المرحلـة الكئيبـة مـن حيـاة العائلـة اشـتد السرطـان علـى أختـى الكبـرى ذات الـ١٣ عـامًا. وعقـد والـداى العـزم عـلى السـفر إلى فرنسـا للعـلاج، لكـن روحهـا سـبقت الجميع وسـافرت إلى حيـث لـم أعـرف أبـدًا.. فكلمـا سـألت عنهـا، قالـوا:

«راحـت الجنـة»

فى المدرسـة يسـألوننى عنهـا فأجيـب بالإجابـة ذاتهـا بفخـر مصطنـع وأنـا أقـاوم البـكاء.. «راحـت الجنـة».

فى الأسـابيع القليلـة التـى سـبقت ذهابهـا للجنـة كان أغلـب أفـراد العائلـة يزورونـا بشـكل شـبه يومـى، لتوديعهـا وليـس للاطمئنـان عليهـا، كانـت الزيـارات بمثابـة جنـازة مبكـرة، فقـد كان الجميـع عـلى علـم أن موعـد رحلتهـا آن.. باسـتثنائى.

عـلى بـاب شـقتنا ظهـر قـط أسـود وقـور، لا يلعـب مـع القطـط الأخـرى ولا يـأكل معهـا، دائمـًا يظهـر وحيـدًا، لكـن أغـرب فعالـه كانـت مصاحبـة الزائريـن مـن شـقتنا إلى الـدور الخامـس، حيـث شـقة عمتـى، ثم مصاحبتهـم حتـى بـاب البنايـة، بعدهـا يصعـد ليجلس أمـام بابنـا فى ثبـات وصمـت.. ينتظـر.. لا أعـرف مـا الـذى ينتظـر.. لكنـه ظـل هكـذا علـى مـدار أسـابيع..

طنــط سوســن جارتنــا أكــدت لأمــى أن القطــط السـوداء أرواح شريـرة متنكـرة، بيـد أن هـذا القـط يحمـل روحـًا طيبـة، وقـد صدقتهـا أّمـى بعدما فشـلت فى إغــرائه بعلــب التونــة واللانشــون المســتورد،

باتــت تفتــح نافــذة البــاب الصغيــرة «الشُراعــة» كلمـا اشـتد بهـا اليـأس، وتكلمـه:

«ادعيلى يا قط.. ادعيلنا..»

هكـذا كانـت تقـول لـه، بينمـا يجلـس القـط عـلى عتبــة البــاب بثبــات ووقــار يحــدق فيهــا بعينيــه الخضراويــن دون أن يحــرك ســاكنًا.

لا أتذكـر مـن أحـداث يـوم الوفـاة سـوى صعـودى الـدرج لإخبـار عمتـى أن تأتـى بالطبيـب، لا أتذكـر أى شىء بعـد ذلـك.. يقولـون إنـى كنـت أمـشى تائهـة بـن كـراسى المعزيـن، لكنـى لا أتذكـر شىء..

فى الليـل نُقلـت إلى بيـت خالتـى بالعباسـية، بينمـا نُقلـت أختـى الثانيـة إلى بيـت عمتـى؛ كانـت محاولـة مـن والـدى لوضعنـا فى قـارب نجـاة بينمـا سـفينته تغـرق، وقاربـى جرفـه الطوفـان إلى غـرق آخـر..

بعــد شــهور جــاء والــداى لاصطحابــى إلى بيتنــا فلـم أتذكرهـما.. لـم أعرفهـما.. رحبـت بهـما قائلـة:

«بونسوار يا طنط.. بونسوار يا أونكل»

انهـارت أمـى وبكـى أبـى، ففزعـت؛ لقـد أصبـت بفقــدان جزئى للذاكــرة، كأنمــا أخــذت أختــى كل ذكرياتــى معهــا إلى الجنــة.. كأنمــا خــشى عقــلى أن يُجـن مـن هـول مـا جـرى فتخلـص مـن كل مشـاهد الألـم.

أقنعتنـى خالتـى بالذهـاب معهمـا، فلملمـت الدمـى وركبـت معهمـا الأسانسيـر الخشـبى العتيـق، وبدأنـا جميعـًا حيـاة جديـدة.

أمـا قطنـا الأسـود فقـد شـهد الجيـران أنـه خـرج مـع الجنـازة يزاحـم الأرجـل التـى حملـت النعـش.. ولـم يعـد أبـدًا.

ليلة إمبارح

أحببـت «ليلـة الوقفـة» أكثـر مـن أيـام العيـد، فهـى بمثابـة الليلـة الختاميـة للمهرجـان المـصرى الأصيـل المسـمى بـ«تنفيضـة العيـد».

وتشــمل فعالياتهــا عــودة «صاجــات الكحــك» مـن الفـرن، بينمـا يُفـرد السـجاد، وتُسـدل السـتائر، وتُكـسى الـسُرر، وتفـوح مـن سـائر المفروشـات رائحـة مسـاحيق الغسـيل والمعطـرات.. وتعـم البهجـة أركان البيـت والبيـوت المجـاورة.

فى هـذه السـاعات المغمـورة بالهنـاءة، لا تتوقف دادة أم عزيـزة عـن رقـع الزغاريـد المجلجلـة، بينمـا تـردد «عزيـزة وسـعاد وناديـة»، بناتهـا، بعـض أغانـى الأفـراح الريفيـة، مثـل «أهـو جالـك يـا بـه.. ع الزراعيـة.. أيـوه يـا واد يـا ولعـة.. وأيضًـا الأغنيـة المُحرمـة «يالـى ع الترعـة حـود ع المالـح»، وتتضمـن فى كلماتهـا:

«وسـطى بيوجعنـى.. من إيـه؟! وسـطى بيوجعنى.. من إيـه؟! مـن ليلـة إمبارح»، وقـد حرمـت أمـى غناءهـا، بعـد إلحاحـى لمعرفـة مــا الــذى حــدث ليلــة امبــارح، فســبب للنســاء كل هـذه الأوجـاع؟!

الحقيقـة أننـى حاولـت أن اعـرف أسـباب تحريمهـا، لكـن ربمـا عقلـى الصغيـر لـم يصـل حينهـا لسـبب مقنــع، فأصابنــى الإحبــاط كثــيرًا.. ولكــن لأنــى طفلـة شـقية يملؤهـا العنـاد، كنـت كلمـا سـمعتها أصعــد للرقــص عــى مائدة الســفرة، وإمعانـًـا فى كـسر المحظـور، أتمايـل بزيـادة وأنـا أسـأل عزيـزة

وأخواتهــا: «من إيه؟!»

فيُجبن مع التصفيق العنيف: «من ليلة إمبااااارح».

جمال معتق

«البيت الذى تفوح منه رائحة الخبيز هو بيت ملىء بالدفء»

هكذا كانت تردد جدتى، ويوافق قولها شعورى،

أحب عبق الخبيز والطبيخ جميعه عندما يفوح من البيوت، بما فى ذلك النافذ منه كرائحة البصل المقلى وتسبيكة الصلصة وطشة الثوم؛ أشعر وكأن هذه الأبخرة تُعلن أن البيوت ما زالت حية ومعمورة مثلما يرمز دخان البخور بالكنائس إلى صعود صلوات المؤمنين. 

لكنى - ولسبب غامض- أشعر أن روائح الأمس ومذائقه كانت أطيب،

فى طفولتى كانت لكيكة البرتقال التى تصنعها أمى بالمنزل رائحة أشهى من مخبوزات حلوانى فرنسى فاخر،

كانت حلوى سد الحنك باللوز المحمر وقرع العسل بالباشميل، أطيب من كل منتجات معامل لاپوار.

لم تكن الكستناء المشوية ألذ من البطاطس المحمرة التى كنا ننقرشها أمام شاشة التليفزيون ونحن نشاهد المسلسلات، حتى المسلسلات رغم شُحها كانت أمتع، لم يكن متاحًا للمشاهدة سوى المعروض على شاشات التليفزيون المصرى، وفى ليالى الجمعة يأتينا عامل نادى الفيديو بما تشتهى المُهج من أفلام.

وفى رمضان كنت أنتظر بلهفة فوازير فطوطة وعمو فؤاد وبوجى وطمطم وأشهق لإطلالة نيللى وأحلم بفساتين شريهان..

كان والدى يشترى لى أسبوعيًا مجلة «ميكى»، ويكافئنى بآيس كريم من جروپى وتذاكر لإحدى المسرحيات، أو بكتاب شغُفت به، بينما كانت أمى تصطحبنى معها إلى الميريلاند لتناول وجبة السكالوب الشهية وإطعام البجع بفتات الخبز..

كانت رحلات المدرسة المقتصرة وقتها عى مدينة السندباد والفيوم والأقصر وأسوان، أمتع من الإقامة فى أحد أجنحة «ريتز باريس»، وكان اللعب بالعرائس ولعبة السمك الدوار وإيكس أوه وأتوبيس كومبليه، أمتع من كل ألعاب البلاى ستيشن.

كانت الزيارات العائلية كل جمعة فريضة ُمقدسة، ولمة الأسرة حول السفرة أهم من المعروض عليها..

كانت للأعياد بهجة، وللكبير احترام، وللأب هيبة، وللعائلة جلال..

فى طفولتى كانت الحياة أبسط، وسُبل السعادة أيسر، وكنت آمنة فى حضن أبى وأمى.. غير مبالية بما تحمله الأيام من غدرات..

فى طفولتى كان والدى يردد كلمات مشابهة، متحسرًا على طفولته.

ضحكة الراقصة

لم أعرف قط معايير محددة لـ«ضحكة الراقصة».. ففى مدرسة الراهبات التى التحقت بها، كانت كل ضحكة عالية هى ضحكة رقاصة، تستحق مطِلَقتها التقريع والطرد من الفصل، كما كان مضغ «اللبان» جريمة أعاقب دائمًا عليها بقلم مباغت على وجهى!.

على أى حال لم أك يومًا من المهمومات بالتزام الضوابط الأخلاقية الصارمة التى وضعتها المدرسة شرطًا لاعتمادى «بنتًا مؤدبة»، علمًا بأن شقيقتى الكبرى احتفظت لسنوات متعاقبة بلقب «الفتاة المثالية»، الأمر الذى ألزمها بالتبرؤ منى، خشية من خسارة اللقب الغالى، فى حالة إذا ما تأكد للراهبات أن مشروع «راسبوتين الصغيرة» التى هى أنا، شقيقتها!

أتذكر أنى تسللت ذات يوم إلى مسرح المدرسة، فوجدتها تعزف عى البيانو المقدمة الموسيقية لإحدى أغنيات السيدة أم كلثوم، وقد التفت حولها صديقاتها الأرستقراطيات اللاتى اختارتهن بعناية.

كانت شهرتى وقتذاك قد بلغت عنان السماء، فاسمى يُذكر فى الإذاعة المدرسية بشكل يومى تقريبًا، مصحوبًا بالمصيبة التى اقرفتها والعقوبة التى أقرتها إدارة المدرسة، لأكون عبرة لمن يعتبر.

كنت أول من نشر بالمدرسة العريقة ثقافة التزويغ، وأسست عصابة قوامها ٥ طالبات لرقة سندوتشات اللانشون، والسف والتنكيت عى المتفوقات، والرقص خلف الكانتين، وتدخين السجائر فى حمامات المدرسة، وترويع الواشيات بشد الضفائر وقرص «اللباليب».

وهى تعزف أمالت طرف عينها تجاهى، وفزعت بمجرد رؤيتى، وتأكد لى هلعها الشديد فى ارتباك اللحن الذى كانت تعزفه، الأمر الذى أثار شهوتى لإحراجها أمام صديقاتها، فقدمت متطوعة عرضًا استعراضيًا غنائيًا بأداء سحر حمدى:

«هما الحلوين علشان حلوين يعملوا كدهوه.. 

ولا الطعمين علشان طعمين يتقلوا كدهوه.. 

آه كدهوه..

كدهوه..»

كل ذلك وأنا أتمايل بشكل مبالغ فيه أثار حنقها وحنق أصدقائها، وهو ما دعا إحدى صديقاتها (أتذكر جيدًا اسمها.. نرڤانا) لسؤالها: «معقول البنت البلدى دى أختك؟!»

فنفت فورًا وقالت: «لأ طبعًا.. دى قريبتى.. قريبتى من بعيد».

فى ذلك الوقت فقط أدركت قيمة أن تعلن سخريتك بـ«ضحكة الرقاصة» ممطوطة وطويلة.

فوبيا

كانــت لعمتــى شــقة فى الإســكندرية، حســبتها فى طفولتـى جـزءًا مـن الجنـة. لا أذكـر موقعهـا بالتحديـد، كل مـا أذكـره أنهـا كانـت بجـوار شيـراتون المنتـزه، وأنـى كنـت أجلـس فى شرفتهـا الرحبـة المُطلـة مبـاشرة عــلى البحــر، وأنــا أتنــاول الكوكاكــولا وبســكوت «ســامبا المــوڤ». كان ذلــك أحــب إلى قلبــى مــن اللهـو أمـام والـدى بينمـا يطالـع جريدتـه فى كافيتريـا الشيراتون ذاتـه.

وقـد كانـت للبنايـة الفخمـة التـى تقـع بهـا الشـقة ميـزات، تعـد وقتـذاك مـن آليـات الخيـال العلمـى. مثل كاميـرا المراقبـة المثبتـة فى مدخـل البنايـة، والموصلـة بقنـاة تليفزيونيـة لـكل شـقة، تسـتطيع أن تختلـس مـن خلالهـا النظـر لرجـل يحـك مؤخرتـه.. سـيدة تضبـط حمالـة صدرهـا.. وأخـرى تطمـئن عـلى ثبـات أحمـر شـفاهها فى مـرآة المدخـل.. كنـت أشـعر بنشـوة غامضـة، وأنـا أراقـب مـن خـلال الشاشـة التصرفـات العفويـة للزائريـن الغافلـين عـن أمـر الكامـيرا، حتـى أضحـى قضـاء اليـوم بأكملـه أمـام الشاشـة، أمتـع مــن البلبطــة فى بحــر المنتــزه، ثــم تشــييد الممالــك الرمليـة عـلى الشـاطئ، وأنـا أسـتمتع بطعم الفرسيـكا المختلـط بـرذاذ البحـر.

كانـت للبنايـة أيضـًا ميـزة نـادرة، وهـو وجـود حديقــة مســاحتها لا بــأس بهــا، وســط الغابــات الأســمنتية التــى تحتــل مقدمــة الكورنيــش. وذات يـوم، قـرر سـاكنو الـدور الأرضى أن يطهـروا الحديقـة مــن الحـشـرات بمعونــة شركــة مبيــدات حشريــة متخصصــة..

ليلتهــا، هجمــت علينــا جيــوش مــن الصراصيــر الطائرة العملاقـة «الجامبـو». ولأنـى مصابـة بقائمـة طويلــة تضــم صنــوفًا مــن الفوبيــا، فى مقدمتهــا «رهـاب الحشـرات»، فقـد انتهـت الليلـة وأنـا فى نوبـة هســتيرية عنيفــة عـلـى ســلم العمــارة، رافضــة كل محـاولات التفـاوض مـن أجـل عودتـى إلى الشـقة، رغم أن المغريـات تضمنـت نزهـة إلى المعمـورة بسـيارة زوج عمتــى الفولفــو البيضــاء الجديــدة، أجلــس خلالهــا أمـام عجلـة القيـادة و(أزمـر) كمـا يحلـو لى، وشـملت أيضًـا آيـس كريـم مـن «جيلاتـى عـزة».