«نظرية دعهم».. اكتشف مدى قوتك الحقيقية

- الكتاب رقم 1 عالميًا: مفتاح السعادة والنجاح والحب فى كلمتين بسيطتين
- توقف عن إهدار طاقتك على ما لا يمكنك التحكم به وتبدأ بالتركيز على ما يهم حقًا: أنت. سعادتك. أهدافك. حياتك
- الكتاب يقدم استكشافًا لرحلة قبول الذات والتحرر من قيود المجتمع
- عندما تتوقف عن إدارة الجميع.. ستدرك أن لديك سلطة أكبر بكثير مما كنت تعتقد
- استخدم الغيرة كإشارة لفهم ما ترغب به وما تطمح إليه
- كتاب يحررك من محاولة إدارة كل شىء وكل شخص من حولك
ماذا لو كان مفتاح السعادة والنجاح والحب فى كلمتين بسيطتين؟
إذا شعرت يومًا بالجمود أو الإرهاق أو الإحباط من وضعك الحالى، فالمشكلة ليست فيك. المشكلة تكمن فى القوة التى تمنحها للآخرين، كلمتين بسيطتين- «دعهم» و«دعنى»- ستحررك.
ستتحرر من آراء الآخرين ومشاكلهم وأحكامهم. ستتحرر من الدوامة المرهقة لإدارة كل شىء وكل شخص من حولك. ستعرف كيف يمكنك تطبيق نظرية «دعهم» فى ثمانية مجالات رئيسية من حياتك لإحداث أكبر تأثير.
ستدرك مقدار الطاقة والوقت الذى أهدرته فى محاولة التحكم فى الأمور الخاطئة، فى العمل، فى العلاقات، وفى السعى لتحقيق أهدافك، وكيف يمنعك هذا من السعادة والنجاح اللذين تستحقهما.
ستغير هذه النظرية للأبد طريقة تفكيرك فى العلاقات، والتحكم، والقوة الشخصية. هذا ما أوضحته المدربة ميل روبنز فى أحدث كتبها، «نظرية دعهم»: «أداة تغير الحياة، يتحدث عنها الملايين بشغف»، بمشاركة ابنتها سوير روبنز.

الكتاب صدر فى نهاية ديسمبر ٢٠٢٤، عن دار نشر «هاى هاوس» الأمريكية، أكبر ناشر لكتب المساعدة الذاتية والفعاليات والدورات التدريبية، فى ٣٣٦ صفحة، ويأتى فى المرتبة الأولى للكتب الأكثر مبيعًا فى الإدارة التحفيزية والقيادة وتطوير الذات والمساعدة على النجاح.
وتعتبر الفكرة الرئيسية الكبيرة فى الكتاب، أنه يعلمك ببساطة كيف تتوقف عن إهدار طاقتك على ما لا يمكنك التحكم به، وتبدأ بالتركيز على ما يهم حقًا: أنت. سعادتك. أهدافك. حياتك.
وهو ما يحررك من الإحباط غير الضرورى، ويخلق مساحة لعلاقات أكثر صحة، وتقديرًا أقوى للذات، وشعورًا أعمق بالسلام.
ميل روبنز هى منشئة ومقدمة بودكاست «ميل روبنز» الحائز على جوائز، والذى يعد من أنجح البودكاست فى العالم، ومؤلفة تصدرت قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا. وهى من أكثر الخبراء احترامًا فى مجال التفكير، وتحسين الحياة، وتغيير السلوك.
ترجمت كتبها إلى ٥٠ لغة، ويعد كتاب «نظرية دعهم»، من أنجح إصدارات الكتب غير الروائية فى التاريخ، حيث بيع منه ما يقرب من ٤ ملايين نسخة فى غضون أربعة أشهر من إصداره، وهى أيضًا مؤلفة كتابى «قاعدة الخمس ثوان» و«العادات الخمس العليا» اللذين حققا مبيعات بملايين النسخ، بالإضافة إلى سبعة إصدارات من الكتب الصوتية التى تصدرت قائمة أوديبل.

نقطة التجلى
لم تبتكر روبنز نظرية «دعهم يفعلون ما يحلو لهم» بشكل أساسى- بل ابنتها هى من ابتكرتها. تروى روبنز قصة تحكمها فى الآخرين، خلال الفترة التى سبقت حفل تخرج ابنها، حيث تطلب منها ابنتها أن تتركهم وشأنهم مرارًا وتكرارًا. وهذا يمثل نقطة التجلى لها.
تروى المؤلفة ما حدث فى الفصل الأول من كتابها فتقول: لا أعرف ما سر حفلات التخرج، لكنها مرهقة للغاية. لقد حضرت أربع حفلات منها مع ابنتى، فظننت أن حفل ابننا «أوكلى» سيكون سهلًا. لكننى كنت مخطئة.
اهتمت ابنتى بكل التفاصيل لشهور: الفساتين، المواعيد، تسريحات الشعر، البشرة، المكياج، باقات الزهور، تأجير الحافلات، حفلات ما بعد التخرج. لم يكن الأمر ينتهى، وكنت سعيدة للغاية عندما انتهت حفلات التخرج أخيرًا.
أما ابننا، فلم يكن متأكدًا من ذهابه وأصدقائه. ورغم إلحاحى عليه، لم يخبرنا بأى تفاصيل أو خطط.
وبعد ذلك، بالطبع، فى أسبوع حفل التخرج، قرر أوكلى الذهاب، كان كل شىء مرتبًا فى اللحظات الأخيرة، بدلة السهرة، والحذاء الرياضى المحدد الذى أراد ارتداءه، والترتيبات اللوجستية.
وعندما وصل حفل التخرج أخيرًا، ولحسن الحظ، كنا قد حددنا بدلة السهرة، وحذاء التنس، والموعد، ومكان التقاط الصور قبل الحفل. بطريقة ما، أقنعنا أيضًا باستضافة حفل ما بعد الحفل.
وقفت هناك مستوعبة اللحظة. يا له من شاب وسيم كبر! لم أصدق كيف مرت الأعوام الثمانى عشر بسرعة. كما لم أصدق أن «كيندال» شارفت على إنهاء دراستها الجامعية، وأن ابنتنا «سوير» قد تخرجت بالفعل وتعمل الآن فى شركة تكنولوجيا كبيرة فى بوسطن.
بينما كنت واقفة هناك فى المطبخ، غمرتنى هذه الحقيقة: الوقت يمر، وتمنيت لو يتباطأ. هذه هى الحقيقة القاسية عن الوقت. سيستمر فى المرور، سواء تباطأت أم لا. الوقت الذى تقضيه مع من تحب كقطعة ثلج تذوب.
وهذه هى الحقيقة المحزنة: أنا وأنت، لا نستطيع منع ذوبان مكعب الثلج. كل ما يمكننا فعله هو استغلال الوقت الذى نقضيه مع من نحبهم على أكمل وجه ما دام موجودًا. فى لحظات كهذه، عندما أتوقف وأتوقف للحظة، أشعر دائمًا ببعض الحزن.
لا أعرف عنك، لكننى أشعر وكأننى أسابق الزمن فى حياتى ولا أسمح لنفسى بالاستمتاع بها حقًا. وأُصاب بانفعال شديد تجاه أشياء تافهة، لدرجة أننى أُفسد اللحظات العابرة التى أقضيها مع من أحب.
هل كان علىّ حقًا أن أصاب بهذا القدر من التوتر بسبب صراع اللحظات الأخيرة وأُفرغ غضبى على «أوكلى»؟ لا.
أنا متأكدة من أنكم ستتفهمون ذلك، حتى لو لم يكن لديكم طفل سيحضر حفل التخرج. ربما سمحتم لتعليقات عائلتكم أن تفسد عطلة كاملة معكم، أو انشغلتم بالعمل أو الدراسة، لدرجة أنكم ألغيتم خطة أخرى مع أصدقائكم. قد تضيعون سنوات من حياتكم مشتتين بأمور تافهة أو سهر فى العمل. من السهل أن ترهقوا أنفسكم فى الحياة لدرجة أنكم تنسون أن الهدف هو أن تعيشوها.
التقطنا بعض الصور، ثم فجأة، بدأت تمطر مطرًا غزيرًا. لم تكن التوقعات تشير إلى هطول المطر، لذلك لم يكن لدى أى من الأطفال العشرين الذين يرتدون ربطات العنق السوداء، أو آبائهم، سترة مطر أو مظلة.
فكرت أن هؤلاء الأطفال سيتبللون. لكن يبدو أن الأمر لم يزعجهم إطلاقًا. استمروا فى الحديث فى مجموعة، وعندها سمعتهم يقولون: «إذن، ماذا تريدون أن تفعلوا على العشاء؟»
انحنيت نحو «أوكلى» وهمست: «أوك، أليس لديكم حجز للعشاء قبل حفل التخرج؟»
ظل أوكلى وأصدقاؤه يتناقشون فى خياراتهم كمجموعة. نظرت إليهم وقلت: «ماذا ستفعلون يا رفاق على العشاء؟»
التفت «أوكلى» نحوى وقال، بتلك الطريقة التى لا يفعلها إلا المراهق، «أعتقد أننا سنخرج ونذهب إلى أميجوس».
لا شىء.. لم يكن هناك شىء. شعرت بكيندال تراقبنى. وقفت هناك بينما صرخت على الآباء الآخرين: «لا أجد حجزًا فى أى مكان. سأبحث عن مطعم بيتزا يوصل هنا».
وعندها مدت يدها وأمسكت بذراعى، وجذبتنى نحوها، ونظرت فى عينى.
«أمى، إذا أراد (أوكلى) وأصدقاؤه الذهاب إلى مطعم تاكو قبل حفل التخرج، فدعيهم».
قلت: «لكنه صغير جدًا على الجميع، سيتبللون».
«أمى، دعيهم يتبللون».
«لكن حذاءه الرياضى الجديد سيتلف».
«دعيهم يفسدون».
«كيندال، إنهم جدد تمامًا!»
«أمى! أنت مزعجة. دعيهم يحضرون حفل التخرج ببدلاتهم وفساتينهم المبللة. دعيهم يأكلون حيثما شاءوا. إنه حفل تخرجهم، وليس حفل تخرجك. فقط انس الأمر».
دعيهم.
كان التأثير فوريًا. شىء ما بداخلى خف. شعرت بزوال التوتر، وتوقف عقلى عن التفكير، وتبخر ضغط محاولة السيطرة على ما يحدث. لماذا على التدخل؟ لماذا على إدارة هذا الموقف؟ لماذا لا أقلق بشأن ما سأفعله على العشاء الليلة، بدلًا مما سيفعلونه؟ لماذا كنت متوترة بشأنهم أصلًا؟
اقتربت من «أوكلى» وابتسمت. قال: «ماذا الآن؟» قلت له: «أربعون دولارًا للأصدقاء. أتمنى لك حفل تخرج رائعًا».
ابتسم ابتسامة عريضة، وعانقنى بحرارة، وقال: «شكرًا لك يا أمى. سنفعل».
ثم شاهدت أوكلى ورفيقته يخرجان من الباب، تحت المطر الغزير. شاهدتهما يركضان عبر العاصفة ويخربان حذاءه الرياضى الجديد. ولم أهتم. فى الواقع، كان الأمر لطيفًا نوعًا ما.
لم أكن أعلم أن تلك اللحظة ستغير نظرتى للحياة جذريًا.
تعلق الكاتبة أن نصيحة قضاء وقت أقل فى القلق بشأن ما يفعله الآخرون أو يفكرون فيه مألوفة بعض الشىء، لأنها كذلك. وتشير إلى أن مفهوم «التخلى عن السيطرة»، له جذور فى البوذية والرواقية وصلاة السكينة والقبول الجذرى.

أداة عقلية
توضح أن نظرية «دعهم»، هى أداة عقلية بسيطة تتكون من شقين. الشق الأول هو أن تقول لنفسك: «دعهم يفعلون ما يحلو لهم»، فى أى لحظة من حياتك تشعر فيها بالانزعاج أو الإحباط أو التوتر أو القلق بشأن موقف أو شخص آخر. بمجرد أن تقول هاتين الكلمتين، فإنك تتحرر من السيطرة على ما يفكر فيه الآخرون، ويقولونه، ويفعلونه، ويؤمنون به، ويشعرون به.
سيخبرك أى عالم نفس أنه كلما حاولت التحكم فى شىء، لا تستطيع التحكم فيه، فإن ذلك يزيد من التوتر والإحباط والقلق لديك. تقول روبنز: لم أكن أعرف هذا طوال أول ٥٤ عامًا من حياتى. أعنى، أنا شخص ذكى جدًا، لكننى لم أكن أعلم أن محاولتى للتحكم فى الآخرين والأشياء الصغيرة التى كانت تحدث من حولى- «طوابير طويلة أو حركة مرور أو شخص وقح»- كانت تستنزف طاقتى.
الجزء الأهم
تستكمل المؤلفة شرح نظرية كتابها فتقول: إن الشق الثانى الأهم من النظرية هى أن تقول «دعنى»، مذكرًا نفسك بالأمور التى فى نطاق سيطرتك: ما تفكر به تجاه شخص أو موقف آخر، وما تفعله أو لا تفعله استجابة لشخص أو موقف آخر، وما تفعله استجابة لمشاعرك.
فى كل مرة تقول فيها «دعهم»، يكون ذلك الحد الفاصل بينك وبين بقية العالم. إنه فعل حب وحماية الذات. تدرك أن وقتك وطاقتك يستحقان الحماية. ثم تقول «دعنى»، فتعيد وقتك وطاقتك إلى الوراء، وتتاح لك حرية اختيار ما ستفعله بهما.
عندما تقول «دعنى أفعل»، تذكر نفسك بأنه فى أى موقف، وهذا حرفيًا ما يعلمه كتاب «بحث الإنسان عن المعنى» لفيكتور فرانكل «ناجى من الهولوكوست»- فإن الشىء الوحيد الذى يمكنك التحكم فيه هو استجابتك لما يحدث. يمكنك التحكم فى رأيك فيما يحدث. يمكنك اختيار ما تفعله أو لا تفعله ردًا على ذلك. ويمكنك أيضًا اختيار كيفية معالجة مشاعرك. هذا ما يمكنك التحكم فيه، وهنا تكمن قوتك.
وتضرب الكاتبة مثالًا على ذلك، فإذا كنت واقفًا فى طابور طويل للدفع، وأمامك خمسة أشخاص، فقد تشعر بغضب شديد. وهذا الغضب يعنى أنك منحت هذا الموقف سلطة. لكن، لديك سلطة أكبر بكثير عندما تقول: دعهم يديرون المتجر كما يشاءون. دعهم يأخذون بعض الوقت. ثم تأتى مرحلة «دعنى أرحل»: دعنى أذكر نفسى أننى أستطيع المغادرة. دعنى أذكر نفسى أننى أستطيع الاستماع إلى شىء ما أثناء انتظارى، دعنى أذكر نفسى أننى أستطيع الاتصال بجدتى الآن، دعنى أذكر نفسى أننى أستطيع الوقوف هنا، وأغمض عينى، وأتأمل لدقيقة. أنت من يتحكم فى ذلك.

الحقيقة المحزنة
ترى روبنز أن هذه النظرية لا تساعد على تقليل اهتمامك بآراء الآخرين، حيث تعتقد أنك ستهتم دائمًا بآراء الآخرين. إنها علامة على سلامتك النفسية، ورغبتك فى الانتماء، ورغبتك فى أن يحبك الناس. هذا أمر جيد. تكمن المشكلة فى إعطاء وزن أكبر لآراء الآخرين من رأيك فى نفسك.
إليكم الحقيقة المحزنة. لا يمكنك التحكم فيما سيفكر فيه أو يفعله الآخرون. قد يلغى الناس متابعتك، وقد يقلبون أعينهم، وقد يبتسمون فى وجهك ثم يثرثرون من خلف ظهرك. لذا، بدلًا من محاولة تضليل نفسك والقول: «حسنًا، لا أُبالى بما يفكر فيه الناس»، قل لنفسك: «دعهم يفكرون فى شىء سلبى». الشىء الوحيد الذى يمكننى التحكم فيه هو رأيى فى نفسى.
تضيف المؤلفة: ما وجدته هو أنه كلما سمحت لنفسى بالظهور بطريقة تتوافق مع قيمى وأهدافى، زاد فخرى بنفسى وقل اهتمامى بما يفكر به الآخرون. والسبب هو أننى أعرف حقيقتى. أعرف قيمتى. أعرف نواياى. ولذلك، حتى لو فعلت شيئًا فى العالم يؤذى مشاعر أحدهم أو يسىء فهمه، أتركه يفعل ذلك، ثم أترك نفسى أُصححه، لأن هذا ليس ما كنت أقصده. لكننى لا أسمح لرأى شخص آخر أو خيبة أمله، أن تؤثر على شعورى تجاه نفسى.
أفكار رئيسية
تناقش الكاتبة عدة موضوعات رئيسية فى كتابها، أهمها: القبول، قبول الذات وقبول الآخرين. تجادل بأن السعى الدءوب نحو الكمال وقبول المجتمع يشكل عائقًا أمام السعادة الحقيقية، مشددة على أهمية قبول عيوبنا، وكذلك عيوب من حولنا.
ومن الموضوعات البارزة الأخرى: قوة الضعف، حيث تشجع القارئ على إدراك أن الضعف ليس ضعفًا، بل قوة تعزز التواصل والأصالة. فبالسماح لأنفسنا بأن نكون ضعفاء، نفتح الباب لعلاقات أعمق وتجارب أغنى.
بالإضافة إلى ذلك، تتطرق إلى موضوع التمكين الشخصى وأهمية التحكم فى سردية الفرد. وتحث على التوقف عن طلب الإذن من الآخرين، وقبول شخصيتك الفردية. ويكتسب هذا الموضوع أهمية خاصة فى مجتمع يجبر الأفراد غالبًا على الالتزام بمعايير محددة، سواء فى حياتهم المهنية أو علاقاتهم الشخصية أو طموحاتهم الشخصية.
سلوك الآخرين
تشير روبنز إلى أن تطبيق نظرية «دعهم» على الغرباء والمعارف، أسهل من تطبيقها على العائلة، فهى أكثر تعقيدًا، نظرًا للروابط الدائمة والتوقعات الراسخة والنظام المشترك. غالبًا ما يعبر أفراد العائلة عن آراء قوية، وأحيانًا قاسية، لشعورهم بأنهم مهتمون بسعادتك ونجاحك، وغالبًا ما يخلطون بين السيطرة والاهتمام.
وتنصح بأن تحاول فهم الإطار المرجعى للآخرين. يركز الإطار المرجعى على رؤية المواقف من منظور شخص آخر.
وتحكى المؤلفة أنها كانت سعيدة جدًا بزواجها من كريس، لكن والدتها لم تكن كذلك، هذا ما أثار غضب الكاتبة وتوترها. بعد سنوات، أدركت، من خلال الإطار المرجعى، أن هذا الرفض، نابع من خوف والدتها من انتقال ابنتها بعيدًا وتكرار تجربة الأم نفسها فى ترك المنزل وعائلتها.
وتشدد روبنز على ضرورة عدم تجنب الحقائق أو المحادثات الصعبة لحماية نفسك والآخرين من الألم العاطفى المؤقت، فهذا يؤجل الألم المستقبلى ويزيده سوءًا، فعليك أن تتقبل أن الحياة بطبيعتها غير عادلة. لكل شخص أوراقه الخاصة. ولذا ركز على الاستفادة القصوى من أوراقك الفريدة.
تلفت المؤلفة إلى أن صداقات البالغين تتطلب جهدًا مدروسًا، على عكس صداقات الطفولة التى تتشكل تلقائيًا من خلال البيئات المشتركة. يحدث الانتقال إلى مرحلة البلوغ «التشتت الكبير» حيث يتفرق الناس جغرافيًا ويتبعون مسارات حياة مختلفة، مما يؤدى غالبًا إلى الشعور بالوحدة.
ولذلك توصى الكاتبة باحتضان تطور الصداقة من خلال فهم ثلاث ركائز أساسية: القرب «يسهل التفاعل»، والتوقيت «مراحل الحياة المتشابهة تنشئ تجارب مشتركة»، والطاقة «التوافق الطبيعى بين الناس». يساعد إدراك هذه العوامل فى تفسير سبب تلاشى بعض الصداقات، ويشجع على اتباع نهج استباقى فى صداقات البالغين من خلال تقبل التغيير والتركيز على العلاقات المتوافقة.
وتحكى روبنز أنها شعرت بالغيرة والإقصاء، عندما أصبحت مجموعة أصدقائها أصدقاء أقرب لجيرانهم الجدد. فى النهاية، فهمت دور القرب وتوقفت عن التمسك بالمشاعر السلبية غير المفيدة.
بعد انتقالها إلى مدينة جديدة وشعورها بالوحدة، أدركت المؤلفة أن صداقات الكبار تتطلب المبادرة، لا التوقع السلبى. فى البداية، كانت بائسة ومعزولة، لكنها فى النهاية أخذت بنصيحتها لابنتها: «انتظرى عامًا» و«اكشفى عن نفسك». كانت نقطة تحولها هى طرق باب جارتها بشجاعة.
بالنسبة للعلاقات العاطفية، ترى الكاتبة أن المواعدة فى عالمنا اليوم صعبة، وغالبًا ما تبدو أشبه بمنافسة بسبب التطبيقات والنصائح المضللة.
وتنصح بأن تكون على سجيتك، وأن تضع معايير عالية، وتركز على مراقبة سلوك الآخرين، حيث إن أفعال الناس تكشف عن مشاعرهم الحقيقية، وهنا يجب أن تتوقف عن ملاحقة من يرسلون إشارات متضاربة أو لا يعطونك الأولوية.
وتوضح روبنز أننا يمكننا تطبيق نظرية «دعهم» على مشاعرنا بالسماح لأنفسنا بالشعور بها دون رد فعل فورى. يجب أن ندرك أن المشاعر تفاعلات كيميائية مؤقتة.
وتعتقد أن المواعدة لا تقتصر على إيجاد «الشريك المثالى»، بل تشمل أيضًا معرفة المزيد عن نفسك وما تريده فى شريكك.
وتقول: لبدء محادثة التزام فى علاقة، كن صريحًا وركز على احتياجاتك الشخصية وقيمة وقتك، بدلًا من الضغط على الطرف الآخر. كن مستعدًا للانسحاب إذا لم تلب احتياجاتك.
«لقد استمتعت كثيرًا بقضاء الوقت معك. أعرف نفسى جيدًا، وأبحث عن التزام حقيقى. أردت التحدث إليك لأننى أريد أن أرى إن كنا نتفق فى الرؤية حول مستقبل العلاقة. أقدر وقتى وطاقتى، ولا أريد أن أضيع وقتى وطاقتى فى قضاء الوقت مع شخص لن يحسن العلاقة.. وإن لم تر نفس الشىء، فهذا رائع. لكننى أعرف نفسى جيدًا، ويجب أن أختار استثمار وقتى مع أشخاص يريدون نفس ما أريده».
وترى المؤلفة أن العلاقات الناجحة طويلة الأمد تتطلب رغبة كلا الشريكين فى نجاحها وقبول قيم كل منهما الجوهرية، بدلًا من محاولة تغيير شريكك، عليك تقبله كما هو والتركيز على استجابتك.
٦٩٪ من مشاكل العلاقات لا يمكن حلها بسبب اختلافات الشخصية أو الأحلام غير المحققة. لذلك، من الضرورى أن تقرر ما إذا كان بإمكانك التعايش مع هذه المشكلات الثابتة، وما إذا كانت تتطلب منك التنازل عن قيمك أو أحلامك الجوهرية.
وتشير الكاتبة إلى أن الانفصالات شكل من أشكال الحزن، يؤثر بشدة على جهازك العصبى. يتطلب الشفاء وقتًا وانقطاعًا عن التواصل. وتنصح بأن تنخرط بنشاط فى رعاية نفسك، وأن تتوقف عن ملاحقة الحب، وتبدأ باختياره بقبول سلوك الآخرين، والتركيز على خياراتك الخاصة، وإدراك قيمتك.

تكتيكات النظرية
حسب روبنز، تستند نظرية «دعهم» على أكثر من ١٠ أساليب، منها قاعدة الخمس ثوان، عندما تشعر برغبة فى اتخاذ إجراء، عد تنازليًا من ٥ إلى ١، ثم بادر فورًا، قبل أن تتاح لك فرصة التفكير المفرط وإقناع نفسك بالتراجع.
هذا يساعدك على التغلب على التردد والتسويف والمماطلة اللذين يعوقانك، ويؤديان إلى اجترار الأفكار والتراخى. بالعد التنازلى واتخاذ قرار واع بالتخلص من الأفكار السلبية، يمكنك تحويل تركيزك نحو نتائج إيجابية.
ثانيًا أن تركز على الفعل، فلن تنجح إذا واصلت إقناع نفسك بالانتظار، فكلما اخترت الشجاعة، زادت فرص نجاحك.
ثالثًا: ابحث عن «شغفك»، فيجب أن تحدد ما يثير حماسك حقًا، وتكرس وقتك وطاقتك لاستكشافه والسعى وراءه.
رابعًا: لا تدع الصباحات السيئة تحدد مسار يومك، فإذا كان صباحك سيئًا، فلا تدعه يفسد بقية يومك. ابحث عن شىء واحد لتحسينه، وضع خطة عمل مسبقة لضمان إنجازه.
خامسًا: اعتن بنفسك، وضع صحتك فى المقام الأول وتعلم أن تحب نفسك، فأنت الشخص الوحيد الذى يستطيع أن يحبك بصدق.
سادسًا: لا تخجل من الغيرة، فبدلًا من كبت الغيرة، استخدمها كإشارة لفهم ما ترغب به حقًا وما تطمح إليه.
وتروى المؤلفة قصة لشرح هذا الأسلوب فتقول: شعرت مولى، مصممة ديكور داخلى، بالغيرة بعد أن حظى جارها، الذى يفتقر إلى الخبرة فى التصميم، باهتمام كبير على مواقع التواصل الاجتماعى. فى النهاية، استخدمت مولى هذه المقارنة مع جارها، وأدركت أن غيرتها تعكس حاجتها لتحسين موقعها الإلكترونى وتعزيز حضورها على الإنترنت.
سابعًا: توقف، تنفس، كن، عندما تشعر بالإرهاق أو القلق، توقف للحظة، وتنفس بعمق، وكن حاضرًا فى اللحظة.
ثامنًا: أدرك قوة التعزيز الإيجابى، وذلك من خلال إضافة أنشطة إيجابية إلى حياتك، لمقاومة السلبية وتعزيز طاقتك.
تاسعًا: لا تندم على قراراتك، فمهما كان قرارك، تقبله، وتكيف معه.
عاشرًا: حافظ على طاقتك، ولا تدع العالم يسلبك سعادتك، أو وقتك، أو طاقتك، أو انتباهك.
وأخيرًا: ابحث عن معنى لحياتك، وتأكد من أنك تفعل ما يهمك، وليس فقط ما يريده الآخرون منك.