الجمعة 05 سبتمبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

البوكر2025 .. 13 مرشحًا يتحدثون عن عوالم الكتابة وكواليس رواياتهم

حرف

- سيطرة كتابات الذاكرة الشخصية والهويات الممزقة على ترشيحات «البوكر 2025»

- المرشحون حاولوا استدعاء التاريخ السياسى والاجتماعى وإعادة مساءلته عبر السرد الأدبى

- قائمة المرشحين تضم كُتابًا من اتجاهات أدبية متنوعة

منذ أسابيع أعلنت جائزة البوكر العالمية للرواية لعام 2025 عن قائمتها الطويلة، التى تضم ثلاثة عشر كاتبًا وكاتبة من اتجاهات أدبية متنوعة. غلب على الروايات هذا العام انشغالها بالذاكرة الشخصية والهويات الممزقة، إلى جانب استدعاء التاريخ السياسى والاجتماعى وإعادة مساءلته عبر السرد الأدبى.

وقد أُجريت حوارات خاصة مع جميع المرشحين، كشفوا خلالها عن مصادر الإلهام، والكتب التى شكّلت وعيهم الأدبى، وتجارب القراءة التى غيّرت نظرتهم إلى العالم وإلى فن الرواية نفسه. فى هذه السلسلة من الحوارات تتذكر كاتبة كيف اصطدمت بعمود إنارة؛ لأنها كانت غارقة فى القراءة، وأخرى تصف الكتاب الذى جعلها تفكر لأول مرة بالكتابة بوصفها حرفة، فيما يتحدث آخرون عن الروايات التى لا يملون من العودة إليها، أو التى هزّت قناعاتهم ورسّخت إيمانهم بقوة الأدب، ويوضح الجميع العوامل التى قادتهم نحو كتابة أعمالهم المرشحة لنيل الجائزة لهذا العام. هنا أبرز المقتطفات مما جاء فى تلك الحوارات، المنشورة على موقع جائزة «بوكر» الدولية.

أشكال الحب Love Forms .. كلير آدم: حاولت استكشاف الرابط بين الأمهات وأطفالهن

تحدثت الكاتبة كلير آدم عن دوافعها لكتابة روايتها «أشكال الحب»، المرشحة فى القائمة الطويلة لنيل جائزة بوكر، بقولها: أظن أننى أردت استكشاف الرابط بين الأمهات وأطفالهن. من ناحية، هو أكثر الأمور عاديةً وتكرارًا فى العالم، شىء يُؤخذ كأمر مُسلّم به، لكنه على الجانب الآخر، شديد الغموض. خذ مثلًا حالة أم وطفل انفصلا منذ الولادة؛ غالبًا ما يظل هناك انجذاب خفى بينهما يستمر طوال العمر. هؤلاء أشخاص لا يعرفون بعضهم، لم يلتقوا فعليًا أبدًا، ومع ذلك يتوقون إلى الاجتماع. لماذا يحدث ذلك؟ الأمر يبدو متجاوزًا للتفسير العقلانى.

وعن الكتاب الذى جعلها ترغب فى أن تصبح كاتبة قالت: واحد من نصوصنا فى شهادة الـ O-level فى ترينيداد كان مسرحية للشاعر ديريك والكوت بعنوان «تى جان وإخوته». تدور حول ثلاثة إخوة من عائلة فقيرة فى ريف ترينيداد يتحدون الشيطان. كانت تلك أول تجربة لى مع حكاية بدت وكأنها تخصنا نحن، الكاريبى، وتُروى بلغتنا نحن. كان الأمر مثيرًا جدًا، شعرت وكأننا نُستقبل على خشبة مسرح عظيمة، وندعى للانضمام إلى الاحتفال. 

وردًا على سؤال عن الكتاب الذى غيّر طريقتها فى التفكير بالعالم، أشارت إلى كتاب «الجين الأنانى» لـ ريتشارد دوكينز، قائلة: بالطبع كنت أعرف قليلًا عن الجينات من قبل، لكن الطريقة التى شرح بها كانت مباشرة وكئيبة. شىء على غرار: البشر مصنوعون من جينات، وهى سلاسل كيميائية لا هدف لها إلا نسخ نفسها؛ هذا كل ما فى الحياة؛ يمكنك أن تتخلى عن البحث عن معنى أعلى، لأنه غير موجود. ربما أعدت صياغة فكرته بشكل غير دقيق، لكن تلك هى الخلاصة. على أى حال، اضطررت إلى إغلاق الكتاب لأتوقف وأستوعب ضخامة ما قرأته، ولا أظن أننى تعافيت تمامًا من وقعه حتى الآن.

كلير آدم

أما الكتاب الذى غيّر طريقتها فى التفكير فى الرواية، فقد كان رواية «البيت» لـ مارلين روبنسون، والتى قالت عنها: أشعر أن الكاتبة سمحت للغة بأن تبتكر مسارها الخاص فى هذا الكتاب، كأن اللغة هى التى تقود، بينما يتبعها الكاتب.

ورأت «آدم» أن رواية «لا تدعنى أذهب أبدًا» لـ كازو إيشيجورو، الكاتب الحائز على نوبل، ينبغى أن يقرأها الجميع، موضحة: أشك فى أن إيشيجورو كان يقصد أن يحمل الكتاب رسالة سياسية أو أخلاقية، لكنه يمنحنا لمحة عمّا قد يبدو عليه نظام جديد ذو طبقتين للبشرية؛ طبقة من البشر العاديين أو التقليديين، وطبقة أخرى من البشر المهندَسين بيولوجيًا أو المخلوقين لخدمة غيرهم.

العالمية Universality.. ناتاشا براون: «أساطير» رولان بارت جعلتنى كاتبة

قالت ناتاشا براون: أنا مهتمة بعمق بالكيفية التى يتحدث بها الناس ويكتبون، وكيف يمكن أن تتلاشى الخطوط الفاصلة بين الحقيقة والخيال، أو بين الحياة الواقعية والترفيه. تستكشف «العالمية» هذه الأفكار عبر تسليط الضوء على أشخاص يتقنون استخدام الكلمات بشكل استثنائى؛ من أجل السلطة، أو الربح، أو تشكيل السرديات الثقافية.

وتابعت: فى السنوات الأخيرة، تغيّر شكل تمويل المؤسسات الثقافية التقليدية، مثل الصحافة، بشكل جذرى، بعد أن حلّت محلّه أنماط جديدة مرتبطة بالقطاع الرباعى من الاقتصاد، أى الصناعات المعتمدة على المعلومات والمعرفة، مثل التكنولوجيا الرقمية ومنصات التواصل. خلق هذا التحوّل حوافز مختلفة للعاملين فى المجال، فأصبح التركيز منصبًا على التفاعل والمشاهدات والانتشار، أكثر من التركيز على الدقة أو الحقيقة فى حد ذاتها. ونتيجة لذلك، صار مفهوم الحقيقة يُعاد تشكيله كأنه سلعة أو منتَج، يتغيّر وفق هذه الدوافع الجديدة.

ومن خلال شخصيتَى ريتشارد ولينى، كل منهما من زاوية مختلفة لهذا الواقع، تستكشف روايتى بعض العواقب المترتبة على هذا التحوّل.

ناتاشا براون

أوضحت براون أن رواية «مرتفعات وذرينج» جعلتها تعشق القراءة مذ قرأتها فى سن الثانية عشرة، إذ لم تستطع النوم فى تلك الليلة التى بدأت فيها قراءتها، وكان أول عمل لا يمكن تركه من اليد. أما الذى جعلها ترغب فى أن أصبح كاتبة فقد كان مقال رولان بارت «الأسطورة اليوم». فى هذا المقال يستكشف بارت كيف يمكن للأساطير، أى اللغة والصور المقتطعة من سياقها الأصلى والمستخدمة للدلالة على شىء جديد، أن تُستعمل لجعل التاريخ بوصفه بناءً بشريًا يبدو وكأنه طبيعة. ويبرهن على أن الروايات تمتلك القدرة على كشف آثار أساطيرنا الثقافية. 

وقالت براون إنها تعاود قراءة رواية «كبرياء وتحامل» لـ جين أوستن مرارًا وتكرارًا، أما رواية «كوننا المأساوى» لـ سكارليت توماس فقد كانت الرواية التى غيّرت طريقتها فى التفكير بالرواية، فيما ترى أن رواية «الملياردير ذو الخمس نجوم» لـ تاش أو هى العمل الذى ينبغى على الجميع قراءته لأحد الفائزين بجائزة «بوكر».

الجنوب The South.. تاش أو: بعض الكتب تحتاج إلى فترة طويلة لترى النور

تحدث الكاتب تاش أو عن مصادر الإلهام وراء روايته المدرجة فى القائمة الطويلة للبوكر بقوله: كنت أرغب فى كتابة هذه الرواية منذ سنوات طويلة، لكن بعض الكتب تحتاج إلى فترة طويلة قبل أن ترى النور. هى حكاية عائلة عادية جدًا تشبه عائلتى فى بعض الجوانب، وكنت بحاجة إلى وقت كى أكتشف أفضل طريقة لسردها. أشار «أو» إلى أن الكتاب الذى جعله يتعلق بالقراءة كان «عن الفئران والرجال» لـ جون ستاينبك، والذى قال عنه: كنت فى الثانية عشرة أو الثالثة عشرة حين قرأت هذه الرواية، التى أخذتنى من عالم القراءة الطفولية إلى ما أدركت أنه نوع القراءة الذى أود أن أمارسه طوال حياتى؛ الكتب التى تتناول صراعات التجربة الإنسانية المعقدة.

تاش أو

ولفت إلى أن الكتاب الذى جعله يرغب فى أن يصبح كاتبًا هو رواية «المحبوبة» لـ تونى موريسون، فقد حلم بمحاكاتها، وما زال يشعر بأنه غير قادر على مضاهاة عظمتها وعظمة كاتبتها. أما الكتاب الذى يعيد قراءته من آن لآخر، فقال: أعيد حاليًا قراءة «البحث عن الزمن المفقود» لـ بروست، وهو كتاب كُتب ليُقرأ مرارًا، ليُتذوّق ويُصارع، وليُلهم القارئ بالدهشة وأحيانًا بالملل، لكن فى الغالب بالدهشة، كلما مرّت السنوات. إنه عمل طويل جدًا، وأنا الآن فى قراءتى الثانية خلال عقدين، لكن ذاكرتى عن الشخصيات والمشاهد تتغير بطريقة سحرية، وهو أمر ليس بالمفاجئ، لأن الكتاب فى جوهره عن كيفية تذكّرنا للحياة. وأوضح «أو» أن الكتاب الذى غيّر طريقته فى التفكير بالعالم هو «ملاحظات ابن البلد» لـ جيمس بالدوين، قائلًا: قرأته فى أواخر مراهقتى، ولم يغيّر العالم بقدر ما غيّر طريقتى فى إدراك علاقتى بالعالم، وبالأخص ماليزيا، حيث عشت معظم حياتى حتى ذلك الحين. ورغم أن ظروفى كانت مختلفة تمامًا عن ظروف بالدوين، فقد وجدت ذاتى منعكسة فى الكثير مما وصفه.

قارب واحد One Boat.. جوناثان باكلى: لم يخطر ببالى قط أن أصبح روائيًا

تحدث الكاتب جوناثان باكلى عن مصادر الإلهام وراء روايته «قارب واحد»، المدرجة فى قائمة البوكر الطويلة، بقوله: تدور أحداث الرواية فى إحدى بلدات البيلوبونيز، التى زرتها آخر مرة منذ عدة سنوات. بعض ملامح الرواية جاءت أيضًا من كتب قرأتها خلال تلك الفترة، مثل كتب عن ثقافة اليونان القديمة. هناك كذلك صلات واضحة مع بعض رواياتى السابقة، كمسألة الهوية الذاتية، التى طالما شغلتنى. لكننى لا أعرف لماذا اجتمعت هذه العناصر بهذا الشكل، وفى هذا الوقت تحديدًا.

جوناثان باكلى

وعن الكتاب الذى جعله يعشق القراءة قال: لم أقرأ الكثير من الروايات قبل منتصف مراهقتى، قبل ذلك، كان عالم الآثار لويس ليكى هو شخصيتى الملهمة. أظن أن قصيدة إليوت «الأرض الخراب» كانت ما جعلنى أنعطف نحو الأدب. وكذلك شكسبير. كنت أجسّد شخصية ماكبث فى مسرحية نهاية العام المدرسية، وكان أدائى سيئًا جدًا بشكل لا يُنسى.

أوضح ياكلى أنه يعاود قراءة بعض الأعمال من آن لآخر، وعلى رأسها روايتا: «عوليس» و«يقظة فينيغان»، كما أنه على مدار العقد الماضى، اعتاد قراءة «الكوميديا الإلهية» لدانتى كل عام، مقطعًا واحدًا فى اليوم لمدّة ثلاثة أشهر. 

وردًا على سؤال حوال الكتاب الذى غيّر طريقته فى التفكير بالعالم، قال: كانت مواجهتى الأولى مع كتاب «بحوث فلسفية» لفيتجنشتاين بمثابة صدمة فكرية، أما ليشتنبرغ، وهو مفكّر أكثر ألفة من فيتجنشتاين، فهو أيضًا يعدّل نظرتى للعالم كلما عدت إليه. وكذلك مونتينى.

أما الكتاب الذى غيّر طريقته فى التفكير بالرواية فقال: أولًا «عوليس» ثم «رجل بلا صفات»، ثم بروست. ومن الروايات الأقدم «موبى ديك»، و«حياة السيد النبيل تريسترام شاندى وآراؤه». 

مصباح يدوى Flashlight.. سوزان تشوى: قراءة كتاب عظيم أشبه بالهبوط على كوكب غريب

تحدثت الكاتبة سوزان تشوى عن دوافع كتابتها لرواية «مصباح يدوى» بقولها: كان مزيجًا من ذكريات الطفولة التى لاحقتنى عن رحلة إلى اليابان، لم تكن كارثية، لكنها كانت مضطربة جدًا، ومن قصص عن حالات اختفاء غامضة، فى أواخر السبعينيات، لأناس يابانيين عاديين، من بينهم فتاة فى المدرسة لم تكن تكبرنى كثيرًا. أما عن سبب سرد القصة الآن، فالأمر ليس أننى اخترت هذه اللحظة، بل إننى أخيرًا تمكنت من إنهاء الكتاب، لكننى أشعر أننى محظوظة، إذ يبدو أن هذه اللحظة مناسبة جدًا لقصة عن أناس عاديين يواجهون قوى استثنائية، غالبًا ما تكون خبيثة.

سوزان تشوى

وعن الكتاب الذى تعود إليه مرارًا، قالت: لأننى أحب قراءة وتدريس الروايات القصيرة، أعود دومًا إلى «جاتسبى العظيم»، و«رفعة الآنسة جين برودى»، وفى كل مرة أندهش من كثافة ما ينسجه المؤلفون فيها، رغم قِصرها.

وردًا على سؤال حول الكتاب الذى غيّر طريقتها فى التفكير بالعالم قالت: هذا سؤال صعب جدًا، لأننى تقريبًا كلما قرأت كتابًا عظيمًا، وقد قرأت الكثير، أشعر بتجربة كهذه، كأننى أرى كل شىء بشكل مختلف، كأننى هبطت على كوكب غريب. أحيانًا يبدو العالم نفسه غريبًا. وأحيانًا تبدو لى طريقتى فى رؤية العالم غريبة. 

أوضحت تشوى أن رواية «زيارة» لجينى إربنبيك قد غيرت فكرتها عن الرواية، إذ جذبتها قدرتها على الإيجاز، مستطردة: كانت مصدر إلهام لى فى كتابة روايتى، التى تمنيت أن تكون مقتضبة مليئة بالمساحات البيضاء الدالة، لكنها انتهت كأطول رواية أنشرها على الإطلاق. ولهذا، فإن قدرة إربنبيك على الإيجاز أصبحت أكثر إدهاشًا وإلهامًا بالنسبة لى.

النهاية Endling.. ماريا ريفا: الغزو الروسى لأوكرانيا دفعنى لإدماج الانهيار الواقعى فى روايتى

فى عام ٢٠١٨، شرعت ماريا ريفا فى كتابة رواية «النهاية»، مستلهمة من عالم غريب يجمع بين فن تربية القواقع النادرة فى أوكرانيا وتعقيدات التعارف الحديث. جاءت مصادر إلهامها متنوعة؛ تعليق عابر لأمريكى لأختها الموسيقية عن رغبته فى الزواج من فتاة أوكرانية بسبب ما يراه من طموح وعدوانية لدى النساء الأمريكيات، وتقارير إد يونج المؤثرة عن العبء العاطفى الذى يتحمله علماء الأحياء لرعاية آخر الناجين من الأنواع المهددة بالانقراض.

قالت ريفا: ما جعلنى أستمر فى سرد هذه القصة هو بالضبط ما دفعنى للتوقف عنها لبعض الوقت؛ حين شنت روسيا غزوها على أوكرانيا. فى ليلة واحدة، انقلبت حياة أقاربى رأسًا على عقب. وكان مسرح روايتى يُدمَّر فى الزمن الحقيقى، ولم يكن أمامى سوى أن أدمج هذا الانهيار فى السرد نفسه.

وعن الكتاب الذى جعلها ترغب فى أن تصبح كاتبة قالت: «طائر فى البيت» للكاتبة الكندية مارغريت لورنس. كان مقررًا علينا فى الثانوية، وأذكر أننى انبهرت ببنيته القائمة على قصص مترابطة، شىء لم أره من قبل. لقد منح القارئ أفضل ما فى العالمين؛ قوة القصة القصيرة مع الامتداد الطويل للرواية. قرأت منذ ذلك الحين مجموعات مترابطة كثيرة، لكن عملها لا يزال يهزنى كما تهز ذكرى الحب الأول. 

أما الكتاب الذى تعود إليه مرارًا فقد أشارت إلى «ثلاثية كوبنهاجن» لتوفه ديتليفْسن، وهو مذكرات بثلاثة أجزاء كُتبت فى أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات. تتابع الثلاثية نضوجها الفنى تحت الاحتلال النازى، وصراعها مع الإدمان. أسلوب الكاتب مقتضب ومباشر، ويشبه دفتر اليوميات، مع أوصاف جافة وعابرة لأحداث صعبة، أحيانًا ذات أثر كوميدى. 

وحدة سونيا وصنى The Loneliness of Sonia and Sunny.. كيران ديساى: أكتب عن الحب والوحدة فى العالم الحديث

تحدثت الكاتبة الهندية كيران ديساى عن مصادر الإلهام لها فى كتابة روايتها المرشحة لهذا العام قائلة: أردت الكتابة عن الحب والوحدة فى العالم الحديث. كنت أبحث عن قصة حب معاصرة، لكنها تحمل جمالًا من الطراز القديم. فى زمن والدىّ، وبالطبع أجدادى، كانت قصة الحب الهندية تدور غالبًا فى إطار مجتمع واحد، طبقة واحدة، دين واحد، وغالبًا أيضًا مكان واحد. لكن فى عالم اليوم المعولم، ستتفرع قصة الحب فى اتجاهات متعددة. شخصياتى تسأل نفسها: لماذا هذا الشخص تحديدًا؟ ولماذا ليس شخصًا آخر؟ لماذا هنا؟ ولماذا ليس هناك؟ فى الماضى، كان الناس دائمًا حيث يُفترض أن يكونوا. لكن عُشّاقى المترددون، سونيا وصنى، يلتقيان ويفترقان بين أوروبا والهند وأمريكا، بينما تتحول صورتهما عن نفسيهما لتصبح أكثر سيولة.

وأثناء الكتابة، عبر الأجيال والحدود، أدركت أن بوسعى توسيع نطاق الرواية، لم أعد أكتب عن الوحدة العاطفية فقط، بل عن الوحدة بمعناها الأوسع؛ الفوارق الطبقية والعرقية، انعدام الثقة بين الأمم، التلاشى السريع لعالم ماضٍ، وكلها يمكن أن تُرى كأشكال من الوحدة.

كيران ديساى

وعن الكتاب الذى جعلها تقع فى حب القراءة قالت: «الريح فى أشجار الصفصاف» لـ كينيث جراهام. كنت أعيش طفولة هندية، لكن مكتبتى كانت مليئة بكتب الأطفال الإنجليزية، بعضها ورثته من زمن والدىّ. نسختى تعود إلى طبعة ١٩٥٤. أحببت هذا الكتاب الذى يجمع بين متع البيت البسيطة والرقيقة، وبين إغواء المغامرة وبريقها. ثم تدرجت إلى «مرتفعات وذرينج» لإميلى برونتى، وكتب «آر. ك. نارايان» فى بلدة مالغودى المتخيلة. لم أكن قد رأيت البرارى القاسية المتمردة، لكن روح الدعابة الرقيقة لدى نارايان كانت مألوفة وقريبة. 

أما الكتاب الذى تعود إليه مرارًا فقد ذكرت «بيدرو بارامو» لـ خوان رولفو، فقد قرأته حين علمت أن جابرييل جارسيا ماركيز كان يحفظه عن ظهر قلب. وكذلك فإن روايتى «الحب فى زمن الكوليرا» و«خريف البطريرك» كانا من الأعمال التى ألهمتها فى كتابة روايتها «وحدة سونيا وصنى».

وعن الكتاب الذى غيّر طريقتها فى التفكير بالرواية قالت: حين قرأت «المخبرون المتوحشون» لروبرتو بولانيو خطف أنفاسى. سحرنى هذا العمل عن شعراء مغمورين يعبرون الحدود، يلتقون ويجسدون طيفًا واسعًا من الشخصيات فى أوروبا وإفريقيا والأمريكتين. بولانيو يحقق ما يبدو مستحيلًا؛ رواية بلا مركز، تنفجر إلى جزيئات متحركة. بلا وطن، تجعل الرواية بلا مأوى. التفاصيل دقيقة تمامًا، التنقل سريع، الأصوات متعددة، لكن هناك وحدة خفية فى موضوع الزوال والحركة واللا اسم، فى عبثية الأعلام بالنسبة لأناس مثل هؤلاء. وهذا كله شديد الصلة بعالم اليوم. 

كذلك، «بلاد الثلوج» لياسونارى كاواباتا، كتاب ظل غامضًا وآسرًا بالنسبة لى. المدهش أن كاواباتا، رغم تأثره بالأدب الغربى، كتب رواية آسيوية بامتياز، مشبعة ببوذية الزن ومبادئ الهايكو، كما أشار فى خطابه عند نيله نوبل ١٩٦٨. إلى إنها رواية تُبقى بعض ألغازها بلا كشف، لكننا نفهمها عبر الاستعارة البصرية وانعكاسات الواقع لتكوين عالم رمزى، وعبر إيقاع داخلى يتناغم مع تغير الفصول.

لحم Flesh .. ديفيد سالاى: أكتب عن معنى أن تكون جسدًا حيًا فى العالم

قال ديفيد سالاى: قد يكون من الصعب تحديد نقطة انطلاق أى رواية، وروايتى «لحم» تشكلت تدريجيًا حتى وجدت طريقها إلى الوجود. كنت أرغب فى أن تكون لها نهاية مجرية وأخرى إنجليزية، تعكس حياتى بين البلدين آنذاك. كان من الطبيعى أن أكتب عن مهاجر هنغارى فى زمن انضمام المجر إلى الاتحاد الأوروبى، لتصبح الرواية، بدرجة ما، تأملًا فى أوروبا المعاصرة وانقساماتها الثقافية والاقتصادية. أردت أيضًا أن أكتب عن الحياة كخبرة جسدية، عن معنى أن تكون جسدًا حيًّا فى العالم؛ فمهما اختلفنا، فهذه الحقيقة المشتركة هى ما جمعت بيننا.

ديفيد سالاى

وعن الكتاب الذى جعله يرغب فى أن يصبح كاتبًا قال: أشك أن هناك كتابًا واحدًا بعينه كان السبب. لكن حب القراءة عمومًا هو بالتأكيد ما يجعل أى شخص، فى الطفولة على الأقل، يرغب فى أن يكون كاتبًا. أعتقد أن الرغبة فى أن تصبح كاتبًا هى فى جوهرها رغبة فى المحاكاة، فى إعادة خلق الأثر الذى تركه عليك أدب الآخرين. ومن هذه الزاوية، كل الأدب هو أدب معجبين. أشار ديفيد سالاى إلى أنه كان فى الحادية عشرة عندما قرأ «مزرعة الحيوان» لأول مرة، فقد تركته هذه الرواية غاضبًا ومصدومًا من النفاق والظلم، ومن الحقيقة القاسية أن الناس «أو الحيوانات» ليسوا دائمًا لطفاء مع بعضهم، ولا يحصلون دائمًا على ما يستحقونه.

أما عن الكتاب الذى غيّر الطريقة التى يفكر بها فى الرواية، فقال سالاى إنه حدث أكثر من مرة خلال المراهقة وأوائل العشرينيات، وأشار إلى «هروب أرنب» لـ جون أبدايك كمثال واضح. وأضاف أن هذا الكتاب أرشده إلى كيف يمكن للالتزام الكامل بالواقع المعاصر بكل تفاصيله أن يشكّل قاعدة لطرح أسئلة جوهرية عن طبيعة الوجود الإنسانى، بنتائج مدهشة.

الأرض فى الشتاء The Land in Winter .. أندرو ميلر: أردت كتابة رواية غنية بمتعة السرد

تحدث مؤلف رواية «الأرض فى الشتاء»؛ أندرو ميلر عن مصادر الإلهام وراء روايته بقوله: ظلت حكاية من والدتى تدور فى رأسى لسنوات طويلة، كما أردت العودة إلى فترة زمنية تقع عند أقصى حدود ما يمكننى ادعاء أننى أتذكره بأى شكل، بالإضافة إلى أننى رغبت فى كتابة نوع معين من الروايات مليئة بالتدفّق والحركة، وغنية بمتعة السرد.

وعن الكتاب الذى جعله يعشق القراءة قال: «نسر الفيلق التاسع» لـ روز مارى ساتكليف. كثير من الناس فى جيل معين سيتذكرون أعمال ساتكليف الموجهة للقراء اليافعين. لكنها، قبل كل شىء، كانت كاتبة بارعة. بأسلوب غنى وخيال تاريخى نابض بالحياة رائع. أكثر من أى شىء آخر، جعلتنى أعشق الروايات التى تدور فى أعماق الماضى. 

أندرو ميلر

أما الكتاب الذى جعله يرغب فى أن يصبح كاتبًا فقد كان «قوس قزح» لـ لورنس، والذى قال عنه: أظن أننى مستعد لأن أتشاجر جسديًا مع أى شخص يستخف بـ«د. ه. لورنس». لقد كتب عن العالم الطبيعى ببراعة لا تقل عن هاردى. كتب عن الأطفال بجمال شديد. كان كاتبًا شديد الرومانسية؛ فمشاهد الغزل مع المرأة البولندية فى «قوس قزح» شكّلت أفكارى عن الحب بقوة تعادل أى شىء آخر يمكننى ذكره بسهولة. كان جادًا فى الكتابة فى الحياة. اهتم بعمق بحاجة الأفراد والمجتمعات إلى البقاء على اتصال بما هو أكثر حياة فيهم وما هو أكثر حدسًا، وأطلق كثيرًا من التحذيرات عمّا قد يحدث إن أخفقنا فى ذلك.

ولفت إلى أن الكتاب الذى غيّر الطريقة التى يفكر بها فى العالم هو «فى ذاكرة الذاكرة» لـ ماريا ستبانوفا، فقد جعله راغبًا فى أن يولى مزيدًا من الانتباه؛ أن ينظر إلى كل شىء بذكاء ورعاية أكبر، وأن يقدّر ما هو هش وما يكاد يكون صامتًا.

Audition تجربة أداء.. كاتى كيتامورا: كل كتاب تقريبًا يغير طريقتى فى التفكير بالعالم

قالت الكاتبة كاتى كيتامورا، صاحبة «تجربة أداء»، إن الفكرة التى انطلقت منها فى روايتها هى الرغبة فى الكتابة عن الرحلة الطويلة التى يمرّ بها الأبناء حتى يكبروا ويصبحوا، بشكلٍ ما، غرباء عن آبائهم، موضحة: أردت أن أكتب عن الكيفية التى قد يبدو بها بعض التجارب الإنسانية الكبرى، كالحب والأمومة، كأنها أمران متعارضان لا يمكن أن يجتمعا. لكن بدلًا من وصف هذا التناقض بالكلمات فقط، رغبت أن أجسّده داخل بنية الرواية نفسها. ولهذا فإن قراءة الكتاب تقتضى أن يحتفظ القارئ فى ذهنه بنسختين مختلفتين من الأحداث فى الوقت ذاته. إنه إمّا هذا أو ذاك، وهو فى الآن نفسه هذا وذاك معًا. لقد أصبحنا عاجزين عن تقبّل التناقضات داخل عقولنا، ومع ذلك نعيش فى زمنٍ يزداد فيه التنافر الفكرى عمقًا وحدة.

وعن الكتب التى جعلتها تعشق القراءة قالت: حين كنت مراهقة، قرأت كثيرًا لكل من ستاينبك ودرايزر. قرأت وأعدت قراءة «عناقيد الغضب» و«شرق عدن» و«الأخت كارى» حتى انقسمت أغلفتها واضطررت أن ألصقها. ثيودور درايزر، على وجه الخصوص، أصبح غير رائج الآن، على الأقل فى الولايات المتحدة، لكنه كان كاتبًا يؤمن بصدق بالرواية بوصفها أداة للنقد الاجتماعى.

كاتى كيتامورا

وأضافت: الرواية، فى العموم، بارعة بشكل استثنائى فى سرد قصة اجتماعية كبرى من خلال عدسة حميمة لعدد محدود من الشخصيات؛ درايزر كان على الأرجح أول من علّمنى ذلك. 

أشارت كيتامورا إلى أن الكتب التى جعلتها ترغب فى أن تصبح كاتبة لم تكن تلك التى توحى لها بأنها قادرة على محاكاتها، بل على العكس؛ فالكتب التى أحبتها هى تلك التى أيقنت أنها لن تستطيع إنجاز مثلها. فما أثّر فيها لم يكن النصوص التى تثير المقارنة، بل تلك التى تذكّرها باتساع آفاق الرواية كجنس أدبى، وتعيد إيقاظها على إمكاناته المتجددة فى كل مرة.

وفيما يتعلق بالكتاب الذى غيّر طريقتها فى التفكير بالعالم قالت: كل كتاب تقريبًا يغير طريقتى فى التفكير بالعالم. فى كل مرة أقرأ فيها كتابًا، أنفتح حقًا على عقل شخص آخر. ربما يكون ذلك الجزء الأكثر تفاؤلًا فى شخصيتى.

طائر البحر Seascraper.. بن ماركوفيتز: أكتب عن نهاية الحياة العائلية

تحدث بنجامين وود عن دوافع كتابته لرواية «طائر البحر» قائلًا: فى ساوثبورت، البلدة الساحلية التى نشأت فيها فى شمال غرب إنجلترا، يبدو البحر متواريًا. فى معظم الأيام، يمكن للمرء أن يقسم أنه يستطيع السير عبر الشاطئ حتى بلاكبول فى الأفق. هذا الامتداد العريض والبعيد للشاطئ هو ما جعل المنطقة خصبة لمهنة صيد الروبيان. لقد ازدهرت هناك صناعة كاملة من الصيادين، وكنت أشعر دومًا أن ثمة حكاية علىّ أن أرويها عن ماضى المنطقة، مرتبطة بتجاربى فى الطفولة. بلدة «لونجفيرى» فى الرواية أصغر حجمًا من مسقط رأسى، لكن قصة «طائر البحر» بُنيت على ذكرياتى العالقة عن شاطئ ساوثبورت.

بنجامين وود

أشار وود إلى أن الكتاب الذى جعله يحب القراءة كان رواية «المهر الأحمر» لـ جون ستاينبيك، التى قرأها حين كان فى الثالثة عشرة. قال إنها أدهشته بعمق التعاطف مع الشخصيتين الرئيسيتين، بيلى باك وجودى، كما كان تصوير ستاينبيك مزرعتهما فى كاليفورنيا حيًّا فى ذهنه، ما جعل الإحساس بالانغماس فى المكان والموقف ملازمًا له منذ ذلك الوقت، ومنذ قرأها وهو يسعى للعثور على إحساس مشابه فى كل كتاب يقرأه.

أما عن الكتاب الذى جعله يرغب فى أن يصبح كاتبًا فقد قال: رواية «ثلاثية نيويورك» لبول أوستر هى أول كتاب ألهمنى لكتابة القصص. قرأته خلال بضعة أيام وأدركت أن الرواية تستطيع أن تفعل أشياء لم أكن أتصورها من قبل، مثل استحضار جو داكن وكئيب يدفعك للاستمرار فى القراءة مهما كانت وجهة الحبكة. لفت وود إلى أن الكتاب الذى يجب على الجميع قراءته من بين كتّاب البوكر هو «بقايا اليوم» لـ كازوو إيشيجورو، واصفًا إياه بأنه عمل متقن الصنع إلى درجة الكمال. وأضاف أنه يرغب أيضًا فى التوصية برواية أقل شهرة، وهى «الخياطة» لـ بيريل باينبريدج، موضحًا أنها رواية قصيرة وأنيقة ومؤثرة، بُنيت بذكاء لتكشف نهايتها اللاذعة بمهارة. 

The Rest of Our Lives بقية حياتنا.. بنجامين وود: «ثلاثية نيويورك» لبول أوستر جعلتنى كاتبًا

تحدث بن ماركوفيتز عن دوافعه لكتابة رواية «بقية حياتنا» بقوله: قبل بضع سنوات، خطرت لى فكرة للجملة الافتتاحية، فجلست وكتبت الصفحة الأولى تقريبًا، ثم تركتها جانبًا. لاحقًا، عدت إليها. كان أولادى يكبرون وأردت أن أكتب شيئًا عن فترة معينة من الحياة العائلية وهى تقترب من نهايتها.

وتابع: حين بدأت العمل على الرواية ظهرت عندى أعراض لم يتمكن أحد من تشخيصها، فأدخلتها فى الكتاب أيضًا، بدت لى رمزًا مفيدًا لما يحدث فى منتصف العمر، ذلك التدهور التدريجى الذى لا تفهمه تمامًا. وبحلول الوقت الذى أنهيت فيه المسودة الأولى، كان كل من توم، الراوى، وأنا، نعرف ما بين أيدينا، بينما كنت أخضع للعلاج الكيميائى.

بن ماركوفيتز

وعن الكتاب الذى جعله يرغب فى أن يصبح كاتبًا قال: عندما كنت فى السابعة عشرة، عاشت عائلتى عامًا فى برلين. كنا قد انتقلنا كثيرًا فى طفولتى، لكن لسبب ما بلغت الحد الذى لم أعد أرغب بعده فى أن أبدأ من جديد اجتماعيًا. فصرت أقرأ بدلًا من ذلك، أى كتاب باللغة الإنجليزية أتمكن من العثور عليه. كان أحدها «وداعًا لكل ذلك» لـ روبرت جريفز. شىء ما فى أسلوبه البسيط، فى وصفه لارتباك المراهقة، وفى اهتمامه بالعائلة والكتابة، أسرنى بقدر ما أسرتنى روايته عن الحرب العالمية الأولى. أعدت قراءته عدة مرات ذلك العام، فقط من أجل أسلوبه الحوارى. كان يؤنسنى. أما الكتاب الذى يعود لقراءته مرارًا فقد أشار إلى رواية «بنّين» لـ فلاديمير نابوكوف مفسرًا ذلك بقوله: جزئيًا لأننى أدرّسه، لكن أيضًا لأننى أحبه، أشعر دائمًا بالبهجة حين أعود إليه. إنه شديد الذكاء، لكنه دافئ جدًا أيضًا. ومن أعظم ما فيه أنه، رغم كونه على مستوى ما رواية عن الفجوة الثقافية بين الروس والأمريكيين وسوء التفاهم بينهم، وغالبًا ما يُقدَّم ذلك بروح كوميدية ولكن ليس دائمًا، فإن بنّين يحب أمريكا، ومعظم الأمريكيين يفهمونه ويفتنون به.

سوء تفسير Misinterpretation.. ليديا سوجا: اصطدمت بعمود إنارة بسبب رولد دال

تحدثت ليديا سوجا؛ مؤلفة رواية «سوء تفسير» عن مصادر الإلهام وراء روايتها قائلة: الشخصية الرئيسية فى سوء تفسير هى مترجمة ومفسّرة ألبانية بلا اسم تعمل مع المهاجرين. أنا لم أعمل مترجمة محترفة، لكننى تطوعت لفترة وجيزة فى منظمة بمدينة نيويورك طلبت منى الترجمة لرجل ألبانى من كوسوفو له خلفية مشابهة لشخصية «ألفريد». لم نلتقِ فى النهاية، لكن الموقف بقى عالقًا فى ذهنى وألهم المشهد الافتتاحى فى الرواية، حيث تلتقى المترجمة بـ «ألفريد» فى ساحة واشنطن فى مانهاتن. بعد ذلك تدفقت الرواية بسهولة. أخذت ذلك إشارة إلى أننى على الطريق الصحيح، وأن القصة كانت جاهزة لتُروى.

وعن الكتاب الذى جعلها تحب القراءة قالت: لدى ذكرى حيّة حين استعرتُ من المكتبة كتاب «العملاق اللطيف الكبير» لـ رولد دال، وبدأت أقرأه فى طريقى إلى المنزل، فاصطدمت رأسى فى عمود إنارة. تظاهرت بأن شيئًا لم يحدث وأخفيت الكتاب بسرعة، لكن صديقة لحقت بى بعد لحظة وكانت تضحك بشكل هيستيرى. كنت أستمتع بكتب الخيال والمغامرة، خصوصًا التى تتناول صراعًا أخلاقيًا أو مواجهة للظلم.

ليديا سوجا

أما الكتاب الذى جعلها ترغب فى أن تصبح كاتبة فقالت: كنت أستمتع بكتابة القصائد والنصوص القصيرة للمدرسة، لكننى لم أفكر فى الكتابة كمهنة. بعد زمن طويل جدًا، أتذكر أننى التقطت رواية «البحار» لسامانثا هانت، وبدأت أقدّر المهارة التى تتطلبها صياغة نثر متعمّد وأنيق بهذا الشكل. عندها بدأت أفكر بالكتابة كحرفة. للتوضيح لم أقل لنفسى: «نعم، أستطيع فعل ذلك». بل كنت أكثر ترددًا ورهبة. لكن ذلك جعلنى أفكر فى الإمكانية. وما زلت حتى اليوم أحب كتاباتها.