برلمان المثقفين.. الضرب تحت الحزام من أحمد لطفى السيد إلى أحمد مراد

- ليس مطلوبًا من أحمد مراد أن يكتب مثلما يكتب إبراهيم أصلان أو يحيى الطاهر عبدالله أو بهاء طاهر
- لماذا أحمد مراد دائمًا يتعرّض لكل ذلك الغضب الذى يصدره له المثقفون؟
لا أعرف لماذا امتعض المثقفون عندما تم اختيار أو تعيين الكاتب والأديب والروائى أحمد مراد لكى يكون عضوًا فى مجلس الشيوخ، ولا أعرف- أو أعرف- لماذا أحمد مراد دائمًا يتعرّض لكل ذلك الغضب الذى يصدره له المثقفون، وسنختار ثلاث وقائع بارزة جاءت فى فترة وجيزة، وأثارت جدلًا واسعًا على السوشيال ميديا.

الأولى: عندما وضعت مجلة ثقافية صورته على غلافها، قامت الدنيا ولم تقعد، ولم يحاول أحد أن يناقش أحمد مراد فى نص من نصوصه لكى يكشف لنا ذلك العوار الذى تنطوى عليه كتاباته، الواقعة الثانية: عندما قال فى أحد حواراته جملة- لا أتذكر نصها بالضبط- واكتشف المثقفون خطأ أحمد مراد، وبالتالى اشتعلوا حربًا فى مواجهته، أما الواقعة الثالثة: فتلك التى تتعلق باختياره عضوًا فى مجلس الشيوخ، ولا أعرف بالضبط أين يكمن الخطأ؟
على سبيل المثال، سوف أتذكر عندما التقى وفد من المثقفين الرئيس حسنى مبارك فى شهر أكتوبر عام ٢٠١٠، أى منذ خمسة عشر عامًا تمامًا، وضمّ ذلك الوفد عددًا من الكتّاب والمبدعين مثل جمال الغيطانى ويوسف القعيد وأحمد عبدالمعطى حجازى وسامية الساعاتى وصلاح عيسى وغيرهم من الكتّاب، وخرج بعض هؤلاء الكتّاب لكى يصفوا اللقاء مع الرئيس بأهميته، ساعتها هاجت وماجت الدنيا ليست إدانة لهم، ولكن كان التهكم والهجوم حول لماذا ذلك التمييز؟ وهل هؤلاء هم الذين يمثلون الكتاب فى مصر، وراح كثير من الأدباء يلهجون بعدم عدالة الاختيار، وهناك من الكتّاب أفضل من هؤلاء الذين تم اختيارهم لكى يمثلوا كتاب مصر للالتقاء بالرئيس، وبعد أربعة أشهر تصير تلك الواقعة قرينة على إدانة هؤلاء الكتّاب، والكتاب الذين أدانوا، هم نفس الكتاب الذين هاجموا.

أعترف بأننى لست صديقّا لأحمد مراد، ولم ألتقِ به إلا مرات قليلة، أحد تلك اللقاءات كان فى بداياته عندما أهدانى روايته الأولى «فيرتيجو»، وكانت رواية مبشرة، ورغم أننى لم تكن بينى وبينه أى تقاطعات، ولكننى كنت أتابع نجاحاته فى الكتابة والسينما، وليس مطلوبًا منه أن يكتب مثلما يكتب إبراهيم أصلان أو يحيى الطاهر عبدالله أو بهاء طاهر حتى يرضى عنه المسلمون والنصارى، فهو يكتب ما يعرفه ويتقنه ويجيده، وتلقى تلك الكتابة هوى واسعًا عند شريحة أو فئة من القراء، تلك الشريحة أو الفئة أحدثت ذيوعًا وشهرة ورواجًا لكتاباته، إذن ما الخطأ هنا؟، وأين تكمن المشكلة فى تعيينه بمجلس الشيوخ، وهل المشكلة تقف عند أحمد مراد وياسر جلال فى مجلس الشيوخ، أم أن هناك أشخاصًا آخرين عليهم علامات سلبية من الممكن أن يتم توجيه اللوم على اختيارهم؟، ثم إن أحدًا لم يناقش أهمية مجلس الشيوخ، وما من أحد وجه رسالة إلى هذا أوذاك من المختارين للمجلس لكى يقوله له: ماذا سيقدم فى مجلس الشيوخ؟، فقط سخرية وتلسين وتهكم لا جدوى منها سوى ملء الفراغ بثرثرات لا فائدة منها.

لا أريد الإطالة والاستطراد فى ذلك، لكننى أريد أن أتناول علاقة المثقفين والكتاب والفنانين بالمجالس النيابية، ليس بالطبع بداية منذ أن رشح أحمد لطفى السيد نفسه فى بدايات القرن العشرين عن دائرته، وشاع فى تلك الفترة أنه ديمقراطى، فعزف عنه الناس وامتنعوا عن انتخابه، وذلك لأن الديمقراطية نوع من الكفر والإلحاد، وليس نهاية بالكاتب والأديب عبدالحكيم قاسم الذى رشح نفسه فى انتخابات مجلس الشعب عن دائرته فى محافظة الغربية على قوائم حزب التجمع عام ١٩٨٧، وكانت النتيجة أنه رسب بجدارة، وحصل على أقل الأصوات، فأصيب بنزيف فى المخ بعد ذلك مباشرة، ولم يخرج منه إلا مشلولًا، وظل هكذا حتى رحل فى نوفمبر عام ١٩٩٠، لكننى سأتناول أول انتخابات نيابية جاءت بعد ثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢، وظلّت البلاد دون برلمان حتى عام ١٩٥٧، وبعد إصدار دستور فى عام ١٩٥٦، تقرر إجراء أول انتخابات فى نوفمبر عام ١٩٥٦، وعندما بدأ العدوان الثلاثى الذى بدأ بالإنذار البريطانى فى ٢٩ أكتوبر ١٩٥٦، تأجلت الانتخابات إلى ٣ يوليو عام ١٩٥٧، وكانت انتخابات حاشدة وتم الاستعداد لها بأشكال كثيرة، وبالطبع تم استبعاد العناصر السياسية التى كانت تقف على الجانب الآخر من ثورة يوليو، بل كانت تلك العناصر من خصوم وأعداء الثورة.
اللافت للنظر أن كثيرًا من الكتاب والمبدعين والصحفيين والفنانين كانوا متفاعلين بشكل كبير جدًا مع تلك الانتخابات، فوجدنا عددًا كبيرًا منهم خاضوا تجربة الانتخابات، منهم الناقد محمود أمين العالم، والشاعر والروائى عبدالرحمن الشرقاوى، الناقد الدكتور لويس عوض، الكاتب الصحفى موسى صبرى، وكان رئيسًا لتحرير مجلة الجيل، والكاتب الصحفى حسين فهمى، وكان رئيسًا لتحرير جريدة القاهرة، والناقد الأدبى وأستاذ الرياضيات دكتور عبدالعظيم أنيس، والفنان محمد الكحلاوى، والدكتور راشد البراوى أستاذ الاقتصاد.

ومن السيدات رشحت السيدة ليلى دوس نفسها للانتخابات، وقالت إنها خاضت التجربة لكى تدعم موسى صبرى وقد كانت معركته ساخنة، أما الدكتورة سهير القلماوى فعندما عرضوا عليها الترشح، قالت بأن دورها الحقيقى فى مدرجات الجامعة بين الطلاب، وكذلك أم كلثوم اعتذرت عن عدم الترشح وقالت إنها تؤمن بالتخصص، إلا إذا أتوا لها بمسرح لكى تنشد فيه لمصر، وخاضت التجربة كل من السيدة منيرة ثابت، وسيزا نبراوى، وأمينة شكرى وراوية عطية، وغيرهن.
ومنذ مايو١٩٥٧، بدأت الصحف والمجلات تنشر الأخبار عن المرشحين، وعن الانتخابات بشكل عام، كما أن إدارة الانتخابات كانت تنشر بيانات عن الشروط الواجب اتباعها فى الانتخابات لضمان سلامة سيرها، كما أن فنانى الكاريكاتير أبدعوا فى متابعة الحدث التاريخى على اعتبار أنها انتخابات أولى منذ خمسة أعوام، وكان صلاح جاهين- كالعادة- هو الأبرع.
فى ٤ مايو نشرت جريدة المساء تنويهًا للشاعر والكاتب عبدالرحمن الخميسى يقول فيه: «يدفعنى اليوم إلى ترشيح نفسى لعضوية مجلس الأمة عن دائرتكم (دائرة ديوان مصلحة الكسوة محافظة القاهرة)، إيمانى الوطيد بحرصكم على أن تمنحوا شرف تمثيلكم فى المجلس برجل يخلص فى الدفاع عن مصالحكم ومصالح الشعب المصرى بأسره، الذى اختبر إخلاصى له فى عديد من المواقف التاريخية، ولقد اخترت ترشيح نفسى عن دائرتكم بالذات لأنى قضيت مطلع شبابى فيها، وتنفست أول أنفاس النضال من أجل حرية الوطن تحت سمائها».

وفى اليوم التالى نشر الكاتب الصحفى حسين فهمى بيانًا طويلًا عن ترشحه، نقتطف منه تلك الفقرة: «باسم الشعب المصرى وثورته المجيدة ضد الاستعمار والإقطاع وسيطرة رأس المال على الحكم، وباسم المواطنين من أبناء كوم حمادة، واستجابة لإرادتكم، وتجاوبًا مع جميل شعورهم ونبيل ثقتهم التى تفضلوا فغمرونى بها أثناء زيارتى لهم وجولتى الأخيرة فى ربوعهم..أرشح نفسى لعضوية مجلس الأمة عن كوم حمادة، وأعاهد الله على أن أمضى فى النضال المتصل من أجل رفع مستوى الفلاح اقتصاديًا واجتماعيًا.
ومن أجل إذكاء وتقوية الثورة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى أعلنها الرئيس جمال عبد الناصر، وفى ٧ مايو نشرت الجريدة أخبارًا عن بعض الكتّاب والمثقفين منهم عبدالرحمن الشرقاوى، ويقول الخبر: «اعتزم الأستاذ عبدالرحمن الشرقاوى، عضو مجلس السلام العالمى ترشيح نفسه عن دائرة الخليفة ١٥، ومقرها دار الإفتاء، وهى تشمل الحلمية الجديدة والقديمة ودرب الحصر والسيوفية والمحجر والمنشية»، كما نشرت الجريدة خبرًا عن ترشح الدكتور لويس عوض، يقول الخبر: «الدكتور لويس عوض الأستاذ السابق بجامعة القاهرة، قرر ترشيح نفسه عن الدائرة الحادية والعشرين بروض الفرج شياخة طوسون وجزيرة بدران»، كما نُشر خبر عن ترشيح الكاتب الصحفى والأديب عبدالمنعم الصاوى عن دائرة المطرية، وكذلك جاء خبر عن الكاتب الصحفى والمحامى يوسف حلمى عن الدائرة العشرين بشبرا، وفى يوم ٨ مايو نشر خبر عن الدكتور عبدالعظيم أنيس الناقد الأدبى المرموق، والمحرر السياسى بجريدة المساء عن دائرة الوايلى «مساهمة فى حماية الانتصارات الوطنية التى حققها الشعب المصرى فى ظل حكومته الوطنية بقيادة الرئيس جمال عبدالناصر، ودفاعًا عن سياسة الوحدة العربية والاستقلال الوطنى والديمقراطية والسلام»، كما أن الفنان حمدى غيث رشح نفسه عن دائرة الجمالية، وجاء عنوان بيانه الانتخابى «من أجل السلام وحياة أفضل أرشح نفسى لعضوية مجلس الأمة».

وكانت جريدة المساء تنشر بعض أخبار عن بيانات الانتخابات التى تخص الكتاب والصحفيين العاملين فيها، على غرار الصحف الأخرى، مثلما نشرت بأن الدكتور عبدالعظيم أنيس اتخذ مقر حملته فى ٩٦ شارع العباسية، وهو يرحب بأبناء دائرته الكرام فى المقر، ولكن قدم بعض المنافسين شكاوى بأن جريدة المساء الحكومية، وهى ملك للشعب، تخصص بعض صفحاتها لمرشحين بعينهم، مما جعل خالد محيى الدين رئيس تحريرها ومجلس إدارتها يصدر بيانًا ينفى فيه ذلك، ويقول بأن الجريدة مخصصة لنشر أخبار الجميع، وأعطى أمثلة كثيرة لذلك، وأشار إلى نشر بعض أخبار عن عبدالمنعم القيسونى، وكمال الحناوى، وكمال الدين رفعت، وغيرهم، وهم ليس لهم أى علاقة بالعمل فى جريدة المساء.

ويأتى بيان الناقد الأدبى محمود أمين العالم المرشح عن دائرة قصور الشام فى صيغة أدبية وسياسية، ولا تخلو من الشعارات التى كان يرددها أبناء اليسار فى ذلك الوقت، نقتبس من بيانه الفقرة التالية:
«باسمكم جميعًا.. رجالًا ونساءً، أقباطًا ومسلمين، عمالًا وتجارًا وطلبة وموظفين، أتقدم بترشيح نفسى عن دائرتكم ملتزمًا بهذه المبادئ أمامكم وأمام الشعب:
- صيانة الاستقلال الوطنى وحماية السلام العالمى.
- تدعيم جبهة الجيش والشعب والحكومة.
سحق مؤامرات الاستعمار وأحلافه ومشاريعه.
- حماية الحكم الوطنى برئاسة جمال عبدالناصر....».
وكان من الواضح بالفعل أن الصحف كانت مهتمة بشكل واضح بالانتخابات، وكانت كل جريدة تسعى للانتصار لذويها ومرشحيها ونشر بياناتهم التى تعد الداعم الأول لترويج ترشحهم بعيدًا عن بيان خالد محيى الدين، فضلًا عن حكايات الانتخابات اللطيفة، مثل الفنان الشعبى محمد الكحلاوى الذى كان يجتمع بالناخبين فى المقاهى، ويقول لهم بأن ترشحه هذا جاء كوحى من عند الله كأمر له، وهو لا يستطيع أن يعصى أمر الله، وكان الناخبون يستخدمون أغنياته فى الدعاية له بعد أن يغيروا بعض مفردات الأغانى لكى تناسب الانتخابات.
جدير بالذكر أن الشيخ أحمد حسن الباقورى منع منعًا باتًا أن تستخم منابر المساجد والزوايا فى أى داعية انتخابية أو أى عمل سياسى، وأى شخص سيفعل ذلك سيكون فى مواجهة القانون وسوف يعاقب ويقدم للمحاكمة، وبالطبع نشط تجار الانتخابات، فكتب موسى صبرى المرشح عن دائرة قصر النيل بأنه كان يجلس فى أحد المقاهى، وجاء أحد الأشخاص يرتدى الجلباب البلدى فى حى معروف، وسلم عليه بحرارة، ودار حوار بينهما حول الانتخابات، وأبدى مساعدة موسى صبرى بكل الطرق، فهو يعرف أبناء الدائرة فردًا فردًا، وسوف يجعلهم ينتخبونه بالإجماع، ولا أحد يعصى أمره، ولكن ذلك سيحتاج إلى بعض المال، وعلى «الأستاذ» أن يضع فى بطنه «بطيخة صيفى»، وطلب منه مبلغًا كبيرًا لإجراء تلك المساعدة، ففهم موسى صبرى أنه من تجار الانتخابات منذ أيام الملك فاروق، وأكد له ذلك أبناء الدائرة فيما بعد، ورفض رفضًا قاطعًا للتعامل معه، وشهدت حملة موسى صبرى سخونة كبيرة، فكما أسلفنا أن السيدة ليلى دوس وهى الرائدة فى العمل النسائى قالت بأنها رشحت نفسها عن دائرة قصر النيل لكى تدعم موسى صبرى بشكل أساسى، ونال ذلك التصريح منها انتقادات عديدة، واللافت للنظر أن جريدة الأخبار كانت تنشر أخبار موسى صبرى دائمًا، ونشرت أخبارًا بشكل دائم أن اللافتات التى كان يعلقها، كان منافسوه أو أعضاء حملات منافسيه، يمزقون تلك اللافتات بشكل دورى، مما دفع موسى صبرى أن يقدم بلاغات متتالية فى قسم الشرطة عن ذلك الفعل المتكرر، والجدير بالذكر أن الذين اشتكوا جريدة المساء بأنها تنشر أخبارًا عن محرريها مثل عبدالعظيم أنيس ومحمود أمين العالم وغيرهما، نجد جريدة الأخبار تنشر أخبارًا يومية فى صياغات مختلفة عن حملة موسى صبرى.
ومن اللافت للنظر أن موسى صبرى كان يكتب مقالًا أسبوعيًا فى جريدة الأخبار اليومية، وكان يستثمر مقاله فى الحديث عن الانتخابات، مما يعد دعاية له، وطريقة من طرق الترويج، أما الأكثر لفتًا للنظر، أن نشرت فى ٢٣ مايو خبرًا يحمل صورة الفنان عبدالحليم حافظ، يقول الخبر: «عبدالحليم حافظ يقدم ابتداءً من الثامنة مساء اليوم فى جميع مقاهى المنيرة نشيد انتخاب موسى صبرى باسمه الواضح الصريح عن دائرة قصر النيل»، وتكرر نشر الخبر بشكل شبه يومى فى جريدة الأخبار، ونشرت كذلك مجلة صباح الخير فى عددها رقم ٧٢، والصادر فى ٢٣ مايو ١٩٥٧ خبرًا تفصيليًا آخر يقول: «موسى صبرى رئيس تحرير مجلة (الجيل) والمرشح فى دائرة قصر النيل، سجل نشيدًا، غناه له الفنان والمطرب عبدالحليم حافظ، وقام بتلحينه الفنان بليغ حمدى، وقام بتأليفه الشاعر عبدالعزيز سلام، وتم تسجيل النشيد فى استديو مصر، وأذيع لأول مرة فى حى معروف»، ويبدو أن كثافة نشر الخبر أحرجت عبد الحليم، وانتهزها خصومه فرصة للهجوم عليه أو عتابه، ونال ذلك بعض الانتقادات، وقال المنتقدون إن عبدالحليم ليس ملكًا ولا حكرًا لمرشح معين، ودفعت تلك الانتقادات لكى يقول بأنه فعلًا ليس حكرًا على مرشح لأحد بعينه، وعبّر صلاح جاهين عن ذلك برسم كاريكاتير فى مجلة صباح الخير، لكى ينقذ صاحبه من القيل والقيل.
حكايات الانتخابات فى تلك المعركة الأولى لم تنتهِ، وكان الكتّاب والمثقفون والفنانون على قدم وساق معًا فى محاولة إنجاح أول تجربة برلمانية فى تاريخ ثورة يوليو، وبالطبع لم نجد أحدًا ينتقد هذا أو ذاك لأنه أديب أو فنان، ولكن كانت كل المناقشات، والمقالات، والبيانات التى تنشرها الصحف، تناقش كيف يكون عضو مجلس الأمة صالحًا لخدمة بلاده فى تلك الظروف التاريخية التى كانت تمر بها البلاد.