خـوليـو.. الفنان التلقائى والصنايعى «محمد متولى»
قُل عنه ممسوس أو معجون بخلطة الفن والدراما، صنفه كوميديانًا من الطراز الرفيع إن أردت، تمالك دموعك فى مشاهده التراجيدية إن استطعت، قالوا «يا بخت اللى يقف قدامه بس يقدر يسد».. إنه الفنان التلقائى والصنايعى «محمد متولى» الذى غادر الحياة عام 2018 وما زالت أعماله تُذكر الناس بهذا الموهوب بالفطرة.
بالبدلة والكرافتة يندرج تحت مظلة أصحاب الياقات البيضاء، فهو المحامى البارع العالم بأسرار القانون والمانح لضميره غفوة طويلة من أجل مصالحه الشخصية فى دور «أبوطالب» أمام الكبيرة سناء جميل فى «الراية البيضاء»، قبل أن يُلقى على البدلة وابل الهموم ويلطخها بتراب الزمان؛ ليوقظ ضميره مُجسدًا شخصية المحامى العُقر أيضًا، ولكن هذه المرة الباحث عن حقوق المظلومين والساعى لإنصافهم فى مسلسل «أرابيسك» أمام الفنان الكبير صلاح السعدنى، قبل أن يخلع كل هذه البدل ويرتدى «صديرى» أكل عليه الدهر وشرب ليستلقى ظهره أعلى سيارة البطيخ ناصحًا صديقه الصدوق: «بطة مش ليك يا مرزوق» فى الفيلم الشهير «سلام يا صاحبى»، كيف لا وهو الصاحب والصديق الجدع، والصول شرابى الحالم بابن تُزين أكتافه النجوم الذهبية ضابطًا للشرطة فى المسلسل الأيقونى «المال والبنون».

محمد متولى مواليد برج الموهوبين، ابن البلد الذى يكفى أن تشاهده لوهلة لتشعر أنه من عنقود عائلتك، والد أو أخ، جار أو صديق، لا تشعر بأن هذا الوحش الذى يقف أمام الكاميرا يُمثل، هذا البارع يتلاعب بالسيناريو، «يباصى» الإفيه بلغة كرة القدم ليستقبله ببراعة يُسكنه فى شباك المشاهد.
من يتابع محمد متولى على الشاشة يتحول تلقائيًا إلى مُريد لا مشاهد، يتعلق ويرتبط وينصت ويتعلم وينتظر مفاجأة تجذبه وتجعله أسيرًا يسير خلف نداهة تُسمى «الموهبة التلقائية» التى يقدمها «خوليو».







