إيمان فؤاد فى أول ظهور: رفض «ويسكى» من وردة وقالها: «أنا بصلى»

«لم تمر علىّ لحظة منذ وفاته منذ ما يقرب من 15 عامًا لم أشعر بالحاجة لوجوده فى حياتى، فى أفراح أولادى كنت أتطلع إلى وجوده وفى أحزانى وفى كل لحظة».. بهذه الكلمات التى تغلبها الدموع بدأت السيدة «إيمان فؤاد أحمد»، ابنة الفنان فؤاد أحمد، الحديث عن والده الذى وصفته بأنه كان الأقرب إليها منذ طفولتها وحتى زواجها ومغادرة منزل الأسرة.
وكشفت «إيمان»، فى حوارها مع «حرف»، عن سر ابتعاد الفنان الكبير عن مساحة البطولة المطلقة والدور الأول فى أعماله وسبب ندرتها، حيث كان دائمًا ما يكره الاختلاط، كما أزاحت الستار عن حقيقة خلافه مع المطربة وردة الجزائرية بسبب كأس ويسكى.
وأضافت ابنة الفنان الكبير أنه كان دائمًا ما يردد: «لستُ مجبرًا على تقديم دور يخالف الدين أو الشرع، ولستُ مجبرًا على الاختلاط الزائد عن الحد مع النساء»، كما أنه لم يكن يسعى لفكرة التواجد دون أثر يترك ذكرى طيبة لدى المشاهد.
حكايات وأسرار وذكريات تكشف عنها «إيمان» فى أول حوار صحفى وظهور إعلامى خلال حديثها مع «حرف».
■ دائمًا ما يقال إن الابنة الأقرب لأبيها.. وبصفتك البنت الوحيدة للفنان «فؤاد أحمد» حدثينا عن هذه العلاقة الخاصة؟
- بالتأكيد تظل الابنة الأقرب لأبيها لاعتبارات عدة، وهذا ما حدث بطبيعة الحال مع والدى حيث كُنت الأقرب إليه رغم وجود شقيقى أيمن، إلا أننى كان لدىّ مكانة خاصة لديه، خاصة أنه كان يمتلك حنانًا لا نظير له، وأذكر أننى وبعد زواجى انتقلت للعيش فى السعودية، ولكن كانت زياراتى للقاهرة أقضيها دائمًا معه، حتى كنت حريصة على النوم بجانبه طوال فترة إقامتى فى مصر من شدة تعلقى به، وكنت حريصة على استشارته فى كل تفاصيل حياتى، وكذلك الحال بالنسبة له، حيث كان يحرص على استشارتى، وأذكر مثًلا أننى صاحبة تسريحة شعره فى مسرحية «علشان خاطر عيونك»، حيث كنت أقوم بعمل «السشوار» الخاص به قبل كل عرض مسرحى.
■ وهل انتقل ذلك الارتباط إلى الأحفاد؟
- بالفعل، فأنا لدىّ ثلاثة أبناء، أكبرهم محمد، وكذلك عُمر وأشرقت، ووالدى كان صاحب تسميتها بهذا الاسم من شدة تعلقه بأبنائى، كذلك الابن الكبير محمد أصيب بحالة نفسية سيئة للغاية بعد وفاة الجد لأنه كان مرتبطًا به ارتباطًا شديدًا جدًا ما أثر عليه، ونفس الحال بالنسبة لباقى الأحفاد، ولكن باختلاف نسب التأثر من حيث مراحلهم العمرية ممن عاصروه أثناء حياته.
■ أزمة فقدانه بصره بالتأكيد كانت أصعب فترات حياته وحياة الأسرة بالكامل.. حدثينى عن تلك الفترة؟
- من أسوأ فترات حياتى وحياة الوالد على الإطلاق، وأذكر حينها وفى عام ١٩٨٦ كان يشاهد حفلات عيد الطفولة على التليفزيون وفجأة قال مين أطفأ النور؟ وبدأ يتساءل: هل تم قطع الكهرباء؟! ما كان بمثابة الصدمة بالنسبة لنا، وذلك كان على إثر استعماله البنزين والجاز لإزالة آثار شخصية «هامان» من على جسده فى الواقعة الشهيرة، وحينها بدأنا رحلة علاج لم تكن موفقة، حيث عاش حوالى ٢٥ عامًا من عمره بنصف رؤية، بل إنه قام بتمثيل العديد من الأعمال أيضًا بنصف رؤية، ومنها مسرحية «علشان خاطر عيونك»، حيث قام بتقديمها وهو يعانى أزمة كبيرة فى البصر، وكان حينها فى عز مجده وتألقه ما سبب له أزمة نفسية كبيرة، خاصة أنه كان شخصًا نشيطًا للغاية لا يحب الجلوس طويًلا أو شعور الشفقة والمساندة.
■ من وجهة نظركِ هل حصل الوالد على حقه الفنى أم شهدت أعماله بعض الندرة؟
- بالتأكيد، ولكن حدث ذلك برغبته وليس رغمًا عنه، حيث كان دائمًا ما يردد «لستُ مجبرًا على تقديم دور يخالف الدين أو الشرع، ولستُ مجبرًا على الاختلاط الزائد عن الحد مع النساء»، كما أنه لم يكن يسعى لفكرة التواجد دون أثر يترك ذكرى طيبة لدى المشاهد، بدليل أن أدواره رغم قلتها ما زالت باقية حتى يومنا هذا ويحفظ الناس إفيهاته التى كان يرددها فى أعماله، فلا أحد ينسى جملته الشهيرة فى فيلم المشبوه للفنان عادل إمام «بقية حقى عينك»، أو دوره الكوميدى فى مسرحية «علشان خاطر عيونك» مع الفنان فؤاد المهندس حين قدم شخصية الناظر.
■ لماذا يظهر فى حديثكِ عن الوالد ندمه على العمل فى الفن؟
- لم يكن ندمًا ولكنه أقرب لعدم الارتياح، حيث كان طيلة الوقت يرفض الاقتراب من المناطق التى قد تدفع به فى الشبهات وارتكاب الذنوب. لم يكن يرتاد أماكن السهر أو الخمور على الإطلاق، وكان بعيدًا تمامًا عن حفلات الفنانين وسهراتهم، وكان دائمًا يقول إن كل شىء فيه الحلال والحرام وعلى الإنسان أن يختار بنفسه. وأذكر أنه بنفسه ذكر لى موقفًا لم ينسَه طيلة حياته حينما كان يصور مسرحية «مع خالص تحياتى» وجاءت أحدى النجمات لتحضر العرض ولم يتمكن من التعرف عليها بسبب كثرة مساحيق التجميل، حتى اكتشف أنها الفنانة وردة، ووجدها تطلب منه أن يأخذ منها كأسًا من الويسكى، ولكنه رفض على الإطلاق، لتسأله الفنانة الجزائرية: إنت رافض علشان بتصلى؟! ليرد عليها بالإيجاب، وهذا موقف من المواقف التى كان يتعرض لها دائمًا خلال عمله فى الوسط الفنى وتشعره بعدم الارتياح، وعلى سبيل المثال لا أذكر أننا استقبلنا فى منزلنا ذات مرة فنانًا أو فنانة بل كان متحفظًا للغاية، حتى إنه استجاب لدعوة الفنانة شيريهان له بحضورنا عيد ميلادها بصعوبة شديدة وبعد إصرار منها، خاصة أنها ألحّت عليه أنها تريد رؤية أبنائه.
■ الحالة التى كان يعيشها الفنان الراحل كانت تديّنًا أم أقرب للتشدد؟
- بالطبع كانت تدينًا وسماحة فى المعاملة، فهو رغم حياته فى وسط العديد من المحرمات، كما كان يعتبرها، كان لا يسمح بفعل ذلك داخل المنزل ولكن بالإقناع والتفاهم، فكان يرفض على الإطلاق ارتدائى الملابس القصيرة أو المكشوفة، وخلال رحلاته فى الخارج كان يهدينى العديد من الملابس ولكن فى نطاق الحشمة، مع الحفاظ على الصلوات والصيام، حتى إنه كان دائمًا ما يصطحب سجادة الصلاة معه فى المسرح حتى إذا جاء وقت الصلاة أثناء التصوير لا يفوته الفرض.
■ فى النهاية.. متى شعرتِ بحاجتك لوجوده فى حياتك منذ وفاته؟
- لم تمر علىّ لحظة منذ وفاته منذ ما يقرب من ١٥ عامًا لم أشعر بالحاجة لوجوده فى حياتى، فى أفراح أولادى كنت أتطلع إلى وجوده وفى أحزانى وفى كل لحظة، ولا أخفى سرًا حين أقول إن عرض فيلم مثل «المشبوه» أو مسرحية «علشان خاطر عيونك» من أسوأ أوقات حياتى بسبب نوبة البكاء التى أتعرض لها، كما أننى أحتفظ بصوره فى كل مكان بمنزلى وعلى هاتفى المحمول، فالعلاقة بيننا لم تُكن مجرد علاقة أب وابنته، بل كانت صداقة ومودة، يكفى أنه كان صاحب فكرة تسمية ابنتى «أشرقت»، لذلك هناك ارتباط كبير بين أحفاده وبينه أيضًا.