مصر عادت شمسُكِ الأدبُ.. أدباء مصريون وعرب يتحدثون عن «جائزة نجيب محفوظ»
فى مفاجأة كبرى، أطلقت وزارة الثقافة جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية فى دورتها الأولى، بالتزامن مع اختيار الأديب العالمى شخصية الدورة الـ57 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، المقرر تنظيمها فى يناير المقبل، لتشكل لحظة فارقة أثلجت صدور المئات من الكتّاب والمثقفين المصريين والعرب.
وأثارت الجائزة ارتياحًا واسعًا، خاصة بعد ما شاب إحدى الجوائز التى تحمل اسم «صاحب نوبل» من جدل، ليأتى هذا الإعلان من مصر قاطرة الثقافة العربية ورائدتها، تأكيدًا على مكانة نجيب محفوظ كعرّاب الرواية العربية ومعلمها الأكبر.
وتكتسب الجائزة قيمة مضاعفة بما تحمله من رمزية أدبية ومكانة مادية، إذ تبلغ قيمتها نصف مليون جنيه إضافة إلى ميدالية ذهبية أسوة بجائزة النيل، فيما حفز إطلاقها حماسة المثقفين الذين طرحوا مقترحات لتطويرها فى دوراتها المقبلة، تقرأونها فى السطور التالية.
حسين حمودة: نقلة مهمة لـ«معرض الكتاب»

إطلاق جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية، وربطها بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، يمثل بادرة ثقافية مهمة جدًا، فهذه الجائزة بشروطها التى تم الإعلان عنها، وبقيمتها المادية والمعنوية، وربطها باسم نجيب محفوظ، وفتحها على الأعمال الروائية المصرية والعربية، وبتجددها مع كل دورة من دورات معرض القاهرة الدولى للكتاب.
هذه كلها، وغيرها، أسباب تجعل هذه الجائرة تمثل نقلة كبيرة ومهمة، تتخطى جوائز عدة كان اسم نجيب محفوظ شارة ووسامًا عليها. وأتصور أن هذه الجائزة سوف تلقى إقبالًا مشهودًا من الروائيين والروائيات من مصر والبلدان العربية ابتداء من دورتها الأولى القريبة.
وعندى أمل فى نشر الأخبار عن هذه الجائزة وكيفية التقديم لها على نطاق واسع.. ثم فى الدورات المقبلة، أتمنى أن يتم فتح باب التقديم للجائزة فى تاريخ مبكر قبل إقامة المعرض، حتى يتسنى التقدم للجائزة بأعمال وبأسماء من كل البلدان العربية.
سمير الأمير: نحتاج لجنة تحكيم جادة ومهنية

حدث ثقافى بالغ الأهمية، وخطوة ربما تكون قد تأخرت كثيرًا، إذ كان علينا كدولة رائدة وقائدة فى العالم العربى، أن نستثمر الزخم الذى سببه فوز أديبنا الكبير بجائزة «نوبل» كأول كاتب عربى ومصرى يفوز بها. كان علينا استثمار هذا الحدث فى التركيز على الدور المركزى للثقافة المصرية وألا نترك الأمر لجهات أخرى. لعل اللغط الذى دار حول الجائزة التى ترعاها الجامعة الأمريكية يثبت أن الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة هى أولى بتنظيم جائزة كبرى باسم هذا الأديب العظيم. أثلج صدرى هذا الخبر بشكل شخصى، إذ لا يعقل أبدا أن تستحوذ جوائز أخرى تنظمها دول شقيقة على مجمل الاهتمام الإعلامى والثقافى فى مصر. شهدنا فى الماضى القريب منح إحدى الجوائز لعمل روائى به شبهة الانتقاص من تاريخ النضال الوطنى المصرى بل والسخرية منه. أتمنى أن يشكل مجلس أمناء الجائزة من شخصيات ثقافية وفكرية مشهود لها بالكفاءة حتى نضمن اختيار لجان تحكيم تتسم بالجدية والمهنية العالية.
سيد ضيف الله: أقترح الدمج مع جائزة «الأعلى للثقافة»

خطوة ممتازة، خاصة أنها تربط الجائزة بمعرض الكتاب بوصفه من أهم معارض الكتب والملتقيات الثقافية فى العالم العربى. لكن السؤال هل من الممكن ضم جائزة نجيب محفوظ التى يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، ورفع القيمة المادية إلى مليون جنيه؟ أقترح ذلك على الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، لتوحيد نقاط القوة التى تملكها الثقافة المصرية. أتفهم وجود أكثر من جائزة باسم «محفوظ» تمنحها جهات مختلفة. لكنى لا أفهم ضرورة وجود أكثر من جائزة باسمه تمنحها أو تديرها وزارة واحدة. كما يمكن كذلك تشكيل مجلس أمناء للجائزة من أسماء مبدعين وأكاديميين عرب ثقات مشهود لهم بالنزاهة والكفاءة.
اقترح أيضًا أن تنضم مكتبة الإسكندرية لتمويل الجائزة والإضافة لها بما لها من رأسمال رمزى عالمى، لتكون من مكتبة الإسكندرية ووزارة الثقافة، وتُمنَح فى احتفالية كبرى بمعرض القاهرة، ويضيف لها الرئيس قيمة فوق قيمتها بقبوله رعاية الجائزة، وتشريف الفائز بها بمقابلته بصحبة عدد من رموز الثقافة.
سمير الفيل: القيمة المادية «محل تقدير واهتمام»

فى وقتها تمامًا لتعيد دور مصر الثقافى الرائد. هى جائزة احتفاء بالرجل وإنجازه ودوره المهم فى تحديث الرواية العربية، وانتقاله من مدار إلى آخر فى سلسلة تحولاته المدهشة. والمهم أن الجائزة انفتحت على كُتَّاب الرواية فى العالم العربى كله، ولم تحصر نفسها فى مصر، ما يعيد بقوة دورها المحورى كرافعة ثقافية فى وسط عالم مشحون بالحروب والقلاقل وسياسة القوة الغاشمة. مصر التى افتتحت متحفها الكبير منذ أسابيع قليلة فجذبت أنظار العالم، قادرة دائمًا على منح الدنيا مساحات للزهو والفرح الإنسانى والمعانى النبيلة. ما أجمل أن يكون تصميم الشهادة والتمثال مُعبرًا عن مصر القديمة التى تتجدد باستمرار. كما أن القيمة المادية البالغة نصف مليون جنيه وميداليتها الذهبية ستكون محل تقدير دائم فى دوائر الثقافة بالعواصم العربية. خطوة موفقة ونترقب من الفائز فى الدورة الأولى: هل يحصد الجائزة كاتب ثقيل الوزن يكتب منذ عشرات السنين، أم شاب موهوب لديه الحدس والقدرة على زلزلة المقاعد التقليدية القديمة؟! سنرى ونترقب المفاجآت.
سارة حواس: أطالب بواحدة للقصة باسم يوسف إدريس

هذه الجائزة الثالثة باسم نجيب محفوظ فى مصر، الأولى بدأتها الجامعة الأمريكية، والثانية ينظمها المجلس الأعلى للثقافة، والثالثة الجديدة التى اقترحها وزير الثقافة وتُعدُّ الأكبر ماليًّا. لمكانته الأدبية والتاريخية يستحق نجيب محفوظ أن تكون الجائزة التى تحمل اسمه هى الأعلى. لا أعرف هل ستكون الجائزة الجديدة عن عملٍ روائى واحد أم عن مُجمل الأعمال لأحد الروائيين، وهل ستشكل اللجنة من أكاديميين وأدباء من مصر فقط، أم ستفعل وزارة الثقافة مثلما فعلت الجامعة الأمريكية، وتستعين بمستعربين أجانب ونقَّاد وكُتَّاب من البلدان العربية؟. وفى المجمل، هذا قرارٌ مهم ويأتى فى وقته، بعد اختيار نجيب محفوظ شخصية معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته المقبلة يناير ٢٠٢٦. ومثلما هناك اهتمامٌ بالرواية، أقترح على وزير الثقافة أن تكون هناك جائزة مُماثلة باسم يوسف إدريس فى القصة القصيرة، وأخرى فى الشعر، وثالثة فى الترجمة. فمصر فيها كبارٌ بكل هذه المجالات، والجوائز عمومًا تُشكِّل حراكًا ثقافيًا وإبداعيًا وتُعطى للمبدعين مساحةً للتنافس الشريف والكتابة الجادة.
سعاد سليمان: تنهى زمن جوائز «الشروط المُسبقة»

مبهج جدًا خبر إطلاق جائزة جديدة باسم نجيب محفوظ، ليس فقط لجلال اسمه على الجائزة، ولا للقيمة المادية الضخمة البالغة نصف مليون جنيه، ولكن أيضًا لما تتيحه هذه الجائزة من فرصة ذهبية للكُتَّاب المصريين، بعدما تدنت قيمة الجوائز المصرية فى قيمتها المادية أمام الجوائز الغربية السخية.
هذه الجوائز السخية فرضت شروطها على الكاتب ودار النشر فى تحديد الموضوعات التى يفضلون الكتابة عنها، إلى جانب شرط بعض هذه المسابقات فى الكتابة باللغة الفصحى والابتعاد عن العامية، أو التخصص مثلًا فى الكتابة التاريخية. لذا ربما تكون الجائزة الجديدة بشرة خير كى يستعيد الكاتب المصرى كامل لياقته وقدراته فى الحرية بأن يكتب كما يشاء فى كل الأفكار والموضوعات التى يرغب، وباللغة التى يحب دون أن يكون مسلطًا على قلمه شروط معينة.
الجزائرى محمد جعفر: هل يمكن تخصيصها لكل الكتابة السردية؟

أعتقد أن نجيب محفوظ ككاتب ومبدع وفنان سيظل مدينًا لنا بالكثير، وإنشاء جائزة جديدة تحمل اسمه حدث يبهج العرب والمصريين كافة، كما أتصور أن الجائزة بالشكل الذى أعلنت به ومع قيمة مادية معقولة ووسام رفيع الشأن ستشكل حافزًا يدفع الجميع للمشاركة وياحبذا لو ينظر إليها لاحقًا فى أن تكون جائزة تخص الكتابة السردية على العموم، فلا تكون لجنس الرواية فحسب حتى لا يكون هناك إجحاف فى حق الفنون الأخرى، وكما هو معروف لا يمكن اختزال نجيب محفوظ المبدع فى شكل فنى واحد، وكما هو معروف فإن جزءًا مهمًا من كتاباته كان فى فن القصة مثلًا، القصة التى تظل مغمورة وتفتقر إلى الإشادة بها والتحفيز على كتابتها وتحتاج إلى مزيد من الدعم والتنويه.
أحمد السعيد: خطوة تعيد الثقافة إلى مشروع الدولة

إطلاق جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية، ومن خلال مبادرة مصرية رسمية تتبناها وزارة الثقافة ويقدمها معرض القاهرة الدولى للكتاب، خطوة تعيد وضع الثقافة فى مكانها الطبيعى كجزء من مشروع الدولة، وليس مجرد نشاط جانبى يُترك لجهود فردية أو مؤسسات غير مصرية.
إطلاق الدولة جائزة بهذا الحجم، وأن تتحمل بنفسها مسئولية رعايتها وتقديم نصف مليون جنيه وميدالية ذهبية على غرار «جائزة النيل»، يعنى أن هناك وعيًا جديدًا يتشكل فى القاهرة، وعى بأن الأدب ليس رفاهية، وأن الاستثمار فى الكاتب هو استثمار فى صورة البلد ومكانته ودوره.
عندما تختار وزارة الثقافة اسم نجيب محفوظ تحديدًا لتتبناه رسميًا، فهى تقول بوضوح إننا لا نحتفى بالماضى فقط، بل نُعيد وصل هذا الماضى بالحاضر، ونُعطى للأجيال الجديدة إحساسًا بأن الطريق ما زال مفتوحًا، وأن الرواية العربية لا تزال قادرة على أن تندهش العالم.
كما أن فتح باب التقديم للعرب جميعًا يرسخ دور القاهرة بوصفها مدينة تقود المشهد الثقافى العربى، لا تشاهده من بعيد دون تفاعل. طوال عقود كان معرض القاهرة الدولى للكتاب مساحة يتجمع فيها العرب حول الكتاب، وها هو يتحول اليوم إلى منصة تمنح بيتًا جديدًا للرواية، وصوتًا إضافيًا للمبدعين، وفرصة لمن يحتاج إلى دفعة تُشجعه وتُعيد إليه يقينه بأن ما يكتبه يستحق أن يُسمع.
هذه الجائزة، إذا استمرت بهذا المنطق وهذه الإرادة السياسية والثقافية، يمكن أن تُعيد الثقة للكاتب، وللرواية حضورها الحقيقى، وأن تجعل من القاهرة فضاءً حيًّا يلتقى فيه العرب حول كلمة تنتصر للحياة والتفكير والتخيل.
التونسى نزار شقرون: مشاركة العرب تأخذها للعالمية

إطلاق معرض القاهرة الدّولى لجائزة نجيب محفوظ للرواية العربيّة يحمل رمزيّة كبيرة فى هذه المرحلة الحضاريّة التى يعيشها الإبداع العربى مثقلًا بأسئلة الوعى بتحدياتها وبتداعياتها فى علاقته بهويّته وبالآخر. إذ يتجاوز حمل الجائزة لاسم نجيب محفوظ مجرد الاحتفاء برمز إبداعى كبير، ليعيد الاعتبار لفكرة أنّ الأدب العربى جزء أصيل من مسيرة الحضارة الإنسانية.
لقد ذكّر محفوظ فى كلمته أثناء تسلّمه جائزة نوبل بأنّ العرب أبناء حضارة ضاربة الجذور، أسهموا فى بناء المعرفة وإضاءة العقول، واستظلوا بقيم العدل والرّحمة والتّعايش. هذه الرُّؤية المُلهمة تجعل من الجائزة امتدادًا طبيعيًا لرسالة محفوظ، فهى لا تُعنى بالتكريم فقط، بل تشدّد على أنّ الرّواية العربيّة قادرة على أن تحمل صوت الإنسان العربى إلى العالم، وأن تكشف عن نبضه، وهواجسه، وحلمه فى غدٍ أوسع وأفضل. وبانفتاح الجائزة على الرّوائيين العرب، فإنها تعزّز ما آمن به محفوظ نفسه: أنّ الإبداع لا يعرف حدودًا محلية وإن كانت المحلية بابًا للعالميّة، فالثقافة العربية مقوّم مشترك فى هذا الإبداع، ويمكن أن تكون جسرًا للسلام والتفاهم.
فاطمة وهيدى: يحكمها معيار الإبداع فقط لا المجاملات

ما يمنح هذه الجائزة قيمتها الحقيقية، بجانب أنها تحمل اسم الأديب العالمى نجيب محفوظ، ليست قيمتها المادية، بل قدرتها على أن تكون جائزة عادلة، يحكمها معيار الإبداع وحده، لا العلاقات ولا الأسماء ولا المجاملات. النزاهة هى التحدى الأكبر لأى جائزة، وأتمنى أن تكون هذه الجائزة نموذجًا يُحتذى فى الشفافية والاستقلالية.
الجوائز حين تُدار بضمير ثقافى حى يمكن أن تغيّر حياة كاتب، وأن تفتح باب أمل لجيل كامل من المبدعين الذين يعملون فى صمت. أما إذا تحوّلت إلى «مجاملة ثقافية»، فإنها تفقد معناها مهما بلغت قيمتها. لذا، أتمنى أن تظل هذه الجائزة صوتًا للكتابة الجادة، لا صدى للأسماء، وأن تكون مساحة لإنصاف الموهوبين أينما كانوا، لا حفلًا بروتوكوليًا عابرًا، فنحن بحاجة إلى جائزة تُشبه الأدب فى نزاهته وعمقه، لا فى صخبه فقط.
الجزائرى الصديق الزيوانى: تقدير من الدولة

تعتبر جائزة نجيب محفوظ بمناسبة معرض القاهرة اعترافًا مصريًا بكاتبها العظيم، وإن كانت جائزة نجيب محفوظ موجودة برعاية الجامعة الإمريكية، فإن إطلاق جائزة معتبرة باسمه فى معرض القاهرة، الذى ترعاه وزارة الثقافة كمؤسسة دولة، له دلالة ورمزية كبيرة فى اعتقادى، نظير ما قدمه نجيب محفوظ للثقافة المصرية والعربية.
الأردنى مهند عميرة: استثمار واع فى مستقبل الأدب

استحداث جائزة تحمل اسم الأديب العالمى نجيب محفوظ هو خطوة بالغة الأهمية فى مسار دعم الإبداع العربى وترسيخ مكانة الثقافة المصرية على المستوى الإقليمى والدولى. فاسم محفوظ- بما يمثّله من قيمة أدبية وفكرية وإنسانية- يتجاوز حدود التكريم الرمزى إلى كونه مرجعًا راسخًا لقدرٍ رفيع من الوعى ومسئولية الكلمة. لقد قدّم نجيب محفوظ نموذجًا فريدًا للمبدع الذى استطاع، عبر رؤيته الثاقبة وكتابته العميقة، أن يرصد تحوّلات المجتمع المصرى والعربى بدقة وشفافية نادرتين، وأن يمنح الأدب قدرة استثنائية على التعبير عن الإنسان فى لحظاته الأكثر هشاشة وتعقيدًا. ومن هذا المنطلق، فإن إطلاق جائزة باسمه يشكّل تأكيدًا على أن مشروعه الإبداعى ما زال حاضرًا ومؤثرًا، وقادرًا على إلهام أجيال جديدة من الكتّاب والقرّاء، على حدّ سواء. إن هذه الجائزة، فى تقديرى، ليست مجرد احتفاء بماضٍ أدبى رفيع، بل استعادة واعية لروح ثقافية نحتاجها اليوم أكثر من أى وقت مضى. كما أرى الجائزة استثمارًا واعيًا فى مستقبل الأدب العربى، ومنصة تُتيح للطاقات الجديدة أن تعبّر عن رؤاها وتجاربها بحرية ومسئولية.
أحمد فضل شبلول: ننتظر ترجمة العمل الفائز وتسويقه فى الخارج

الإعلان عن جائزة جديدة باسم صاحب «نوبل» ١٩٨٨، تماشيًا مع اختياره كشخصية الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولى للكتاب يناير ٢٠٢٦، يأتى لتصحيح وضع كان لا بد أن يكون موجودًا من عشرات السنين، وذلك بقيمة تصل إلى نصف مليون جنيه وميدالية ذهبية على غرار «جائزة النيل»، مع إتاحة مشاركة الكُتَّاب المصريين والعرب.
كان الظن أن الجائزة مرتبطة بالدورة الجديدة لمعرض الكتاب فقط، لكن الإعلان يؤكد أنها جائزة سنوية. ونظرًا للإقبال المتوقع من الروائيين المصريين والعرب، أرى أن فترة تحكيم الأعمال التى ستُقدم قليلة جدًا، إذ يبدأ فحص الأعمال عقب إغلاق باب التقدم فى ٤ يناير المقبل، والمعرض يبدأ-عادة - فى الأسبوع الأخير من يناير، أى أن فترة التحكيم لن تزيد على ٣ أو ٤ أسابيع على الأكثر.
أعتقد أن هذه فترة غير كافية لقراءة كل الأعمال المتقدمة للجائزة، والتى أتوقع أن تكون بالمئات، خاصة أننا نعيش الآن زمن الإنتاج الروائى الوفير، وتحديدًا بين الكاتبات والكتَّاب الشباب. لذا كنت أرى أن يُعلن التقدم للجائزة منذ أول يوليو مثلًا، ولمدة شهر، يعقبها من أول أغسطس توزيع الأعمال على لجنة التحكيم. أعتقد أن هذا الاقتراح من الممكن أن يطبق فى العام المقبل.
واقترح أن تكون هناك جوائز مماثلة: فى القصة القصيرة باسم يوسف إدريس أو يحيى حقى، وفى المسرح باسم نعمان عاشور أو سعد الدين وهبة، وفى المسرح الشعرى باسم أحمد شوقى أو صلاح عبدالصبور، وفى النقد الأدبى باسم عبدالقادر القط أو محمد مندور. كما أقترح ترجمة العمل الأدبى الفائز إلى أكثر من لغة عن طريق المركز القومى للترجمة، والأهم تسويقه خارجيًا بعد الترجمة.
ميسرة صلاح الدين: تحتاج لوسام يليق بـ«أديب نوبل»

إنجاز كبير للثقافة والهوية المصرية يؤكد ريادتها وتفرّدها، ويصحّح المسار على عدة مستويات، إذ كان من الواجب إطلاق جائزة مصرية عالمية للرواية تحمل اسم نجيب محفوظ، وترتبط بالحدث الثقافى الأهم فى المنطقة: معرض القاهرة الدولى للكتاب، حتى تضع الجائزة نفسها، منذ لحظة ميلادها الأولى، على خارطة الجوائز العربية للرواية، وفى المكانة التى يستحقها اسم نجيب محفوظ.
هذه الخطوة تكرّم اسم نجيب محفوظ تكريمًا وطنيًا كبيرًا، بعدما ثار من جدل حول الجوائز التى تقدّمها بعض المؤسسات الأجنبية، ولم تنجُ من الأسئلة والشبهات. الجائزة الجديدة رسالة واضحة بأن مصر والثقافة المصرية ما زالتا قادرتين على التجدد وصناعة الرموز، والدفاع عن ثوابتهما وقيمهما التاريخية.
أما بخصوص الوسام أو الميدالية المصاحبة للجائزة، فكنت أتمنى أن تكون ذات صفة مؤسسية مصرية خالصة، وأن تتحول إلى وسام أدبى رفيع يليق باسم نجيب محفوظ وبمكانته الدولية الفريدة. وربما لم يفت الآوان بعد لدراسة إمكانية تحقيق هذه الأمنية.
أسعد سليم: تمنع احتكار اسمه من جهات خارجية

خطوة موفقة تمامًا، وتأخرت كثيرًا. يبدو الجانب الظاهر فيها واضحًا: تكريم عملاق من عمالقة الأدب المصرى والعربى، وتخليد اسمه داخل وطنه بجائزة رسمية مرموقة تحمل بصمته. أما الجانب الذى قد لا ينتبه إليه الكثيرون فهو منع احتكار اسمه من قِبل جهات خارجية تُسيِّس الجوائز التى تحمل اسمه، وتُحيطها أحيانًا بشبهات التحيز أو التدخل السياسى والإيديولوجى، كأن يشارك فى لجان التحكيم شخص يهودى فى ظروف سياسية مشحونة، ما يُفرغ الجائزة من بعدها القومى والثقافى المصرى الأصيل. لسنوات طوال، وأنا من بين كثيرين، كنا نطالب بجائزة مصرية كبيرة باسم نجيب محفوظ، ليس حبًّا فى الاحتكار، ولكن حفاظًا على رموزنا وتاريخنا الثقافى من أن يُستخدم كأداة فى أجندات لا علاقة لها لا بالأدب ولا بمصر. الأهم ألا نسمح بأن تُترك الساحة فارغة فيُسرق اسم عملاقنا ويُحوَّل إلى مجرد لافتة تُرفع لأغراض «فى نفس يعقوب». أتمنى أن تُشكَّل لهذه الجائزة الجديدة هيئة أمناء ذات مصداقية عالية، ولجان تحكيم مستقلة تمامًا، لا مصالح لها ولا ضغوط عليها، تعمل بمنتهى الشفافية والنزاهة، فتذهب الجائزة فعلًا إلى من يستحقها أدبيًا، بعيدا عن المحسوبية والسياسة والمجاملات.
الأردنى جهاد الرنتيسى: نتمنى ترجمة الأعمال الفائزة

بداية لدى قناعة مبنية على اعتبارات عديدة، وأتحدث عنها باستمرار، مفادها أن تعافى المشهد الثقافى العربى مشروط باستعادة مصر لدورها كمركز ورافعة للثقافة العربية. تأتى جائزة نجيب محفوظ للرواية فى هذا السياق خاصة وأنها تعد مساهمة مهمة فى تكريس حضور مصر على خارطة الجوائز الثقافية العربية. لهذه الجائزة ميزات عن غيرها من الجوائز العربية، وتتجاوز هذه الميزات الجانب المادى إلى جوانب أخرى متعددة، أبرزها أنها تمثل بالنسبة للروائيين العرب حضور مصر الحضارى والثقافى، ما يعنى تعديل اتجاه البوصلة بعد ما يزيد على نصف قرن من اختلال مؤشراتها. من ناحية أخرى تحمل الجائزة اسم الأديب الذى وضع مداميك الرواية العربية، وخرج من معطفه معظم الروائيين العرب. يتوفر لهذه الجائزة ما لا يتوفر لغيرها، ولذلك أعتقد أنها ستحقق حضورًا مختلفًا على الصعيدين العربى والدولى، خصوصًا إذا تم تعزيزها بترجمة الأعمال الفائزة إلى لغات أخرى، ولدى مصر القدرة أكثر من غيرها على ذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار وجود الخبرات والكفاءات فى المركز القومى للترجمة، والقبول العالمى للقيمة الثقافية والحضارية التى تمثلها مصر.
الإماراتى محمد بشارى: تُعيد إلى السرد العربى مركزه الجمالى

يأتى إطلاق «جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية» بوصفه لحظة فارقة تستعيد للثقافة العربية إحدى أهم وظائفها: أن تكون أفقًا مُلهِمًا لا مجرد محفل احتفائى. هذه الجائزة، وهى تُنسب إلى قامة أدبية استثنائية فى التاريخ العربى الحديث، لا تُقدَّم كوسام رمزى، بل كإعلان عن رغبة مؤسسات الثقافة فى إعادة الاعتبار لفعل الإبداع، وفى تحرير الرواية من ضجيج الاستسهال ومن ضغط السوق لصالح كتابة تُنصت إلى الإنسان وتفكّك أسئلته وتبتكر صيغته الوجودية.
الخطوة فى جوهرها ليست إضافة جائزة جديدة إلى المشهد، بل استدعاءٌ لروح نجيب محفوظ نفسها؛ تلك الروح التى شيّدت للغة العربية مدنًا من التأمل وطرقات من الأسئلة وامتدادات من المعنى. ومن ثم، فالجائزة تُعيد إلى السرد العربى مركزه الأخلاقى والجمالى، وتمنح الكُتّاب الشباب تحديدًا إشارة واضحة بأن الرواية العربية ما تزال قادرة على إنتاج الدهشة، وقادرة على توسيع خرائط الوعى، وقادرة على أن تكون جسرًا بين القارئ وذاته، وبين المجتمع وصورته المتحوّلة.
حسنًا فعلت وزارة الثقافة حين تذكرت نجيب محفوظ، وأعلنت عن جائزة كبرى تحمل اسمه لأفضل عمل روائى مصرى أو عربى، وتحمل اسم الدولة المصرية مثل «التقديرية» و«النيل».
أحمد يوسف على: أول الغيث فى الجوائز المصرية الكبرى

ومع أن التفكير فى شأن هذه الجائزة قد تأخر كثيرًا، بعد أن سبقت إليه الجامعة الأمريكية فى القاهرة، يأتى هذه المرة مواكبًا لفاعليات ثقافية وترفيهية تحيط بمصر من كل جانب، هدفها هو منازعة الدور الثقافى والفنى الرائد، ذلك الدور الذى أصابه الوهن حينًا، لكنه مازال قابلًا للنهوض والتنافس كنار كامنة تحت الرماد لن تنافس مصر ويكون لها دورها الفاعل والمؤثر إلا بالاعتماد على رموزها الثقافية والفكرية والفنية فى الماضى القريب والبعيد وفى حاضرها الراهن. ونجيب محفوظ من سلالة النبهاء، أمثال طه حسين وأحمد لطفى السيد والعقاد وتوفيق الحكيم، وهو مجايل ليوسف إدريس وعبدالرحمن الشرقاوى. وغير هؤلاء كثيرون فى كل مجال، ومنهم أم كلثوم وعبدالوهاب والسنباطى.
ولعل هذه الجائزة تكون أول الغيث فى تيار الجوائز المصرية الكبرى، التى تحمل أسماء الرموز فى كل مجال. ولعل مجلس جامعة القاهرة، التى تخرج فيها نجيب محفو، يفكر فعليًا فى إنشاء «كرسى نجيب محفوظ للرواية» و«كرسى أحمد شوقى للشعر العربى».
الأردنية زليخة أبوريشة: هل نرى جائزةً قيمةً أخرى للشعر؟

روعة.. كل ما فيه تكريم لكبارنا، يعنى للأجيال الجديدة تذكيرًا بإبداعهم ومنجزاتهم. فأدب الحارة التى تلخص بلدًا كاملًا بثقافته وأشخاصه وعمارته وعاداته وأفكاره، هذا الأدب الذى اخترعه الكبير نجيب محفوظ، سيظل، بهذه الجائزة وغيرها من ألوان التكريم، ماثلًا أمام أجيال من كتّاب الرواية، كإلهام يذكر بالتجديد، كما يذكّر بالأرض التى نبت فيها هذا الأدب، دون أن ينبتّ عما سبقه، مع أنه منعطف بزاوية قائمة أخذ الرواية العربية إلى مكان آخر فى مسيرتها.
فالشكر لمن فكّر بعد عقود من «نوبل محفوظ»، بهذه الجائزة الثمينة التى تمثل مصر وفخارَها الأدبى. وإلى ذلك فإنى أتساءل: هل من الممكن أن نرى جائزةً قيمةً أخرى للشعر باسم «أحمد شوقى» أشهر شاعر مصرى فى كل العصور؟ وتكون لكل ألوان الشعر إطلاقًا بما فيها قصيدة النثر، وأى شكل مختَرَع جديد. دعونا نأمل.
اللبنانى محمد طرزى: أتمنى أن تصبح منصة للأصوات الجديدة

إطلاق جائزة جديدة تحمل اسم نجيب محفوظ للرواية العربية خطوة مُلهمة تُكرّس حضور محفوظ فى دائرة الضوء بوصفه رمزًا أدبيًا عابرًا للأجيال. إن تخصيص جائزة سنوية يمنحها معرض القاهرة للكتاب يؤكّد أن الرواية العربية لا تزال فى صميم الاهتمام الثقافى لوزارة الثقافة، وأن الدولة تسعى إلى تشجيع المبدعين ومنحهم مساحات أوسع للانتشار.
إن أى مبادرة تُكرّم الأدب العربى وتفتح الأبواب أمام الكُتّاب من مختلف البلدان تُعدّ إضافة حقيقية للمشهد الأدبى. أتمنى للجائزة انطلاقة ناجحة، وأن تتحوّل إلى منصة تحتفى بالأصوات الجديدة وتُبرز التجارب القادرة على تطوير الرواية العربية وتجديدها.
الفلسطينى على أبوخطاب: أن تأتى متأخرة أفضل من ألا تأتى أبدًا

هذا خبر عظيم تأخر جدًا، ولكن أن يأتى متأخرًا أفضل من أن لا يأتى أبدًا، فنجيب محفوظ كاتب مصرى عالمى يستحق أن تكون جائزة من الدولة باسمه، ولكن أشير لجانبين إيجابيين فى هذا الجائزة، أولًا ارتباطها بمعرض القاهرة الدولى للكتاب وهو المعرض الأهم فى العالم والأكثر زوارًا وقبلة الناشرين فى الدول العربية بل والأوروبية.
وثانيا أن الجائزة جاءت بعد الجدل حول لجنة جائزة محفوظ التابعة للجامعة الأمريكية، والأولى أن تكون الدولة لا جامعة أجنبية هى من تعطى جائزة باسم المبدع العظيم الخالد.
وأخيرًا أتمنى أن تصبح أعمال نجيب محفوظ وترجماتها ملك فكرى للدولة ووزارة الثقافة تحديدا وليس لورثته أو للجامعة الأمريكية أو غيرها، لأن إبداع نجيب محفوظ هو إرث لمصر وكل المصريين.
اليمنى الغربى عمران: تعبر عن مكانة مصر أدبًا وحضارة وفنًا

جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية مفاجأة وخبر سار جدًا، وفى تصورى هى فاتحة ضوء يعبر عن مكانة مصر أدبًا وحضارة وفنًا.
الجوائز فى مصر صوتها خافت ولا تعبر عن مكانة مصر التى هى ذات مكانة عالية لا تضاهيها المشاهد الأخرى. سعيد كأديب أن يعلن عن مثل هذه الجائزة الكبيرة.. بوركت «أم الدنيا».
التونسى محمد عيسى المؤدب: استقبلت خبر إطلاق الجائزة بكل سعادة

تلقيّت خبر إطلاق معرض القاهرة الدّولى للكتاب «جائزة نجيب محفوظ للرّواية العربيّة» سنويّا بداية من هذا العام بسعادة كبيرة، خاصّة أنّ العالم العربى، يشهد احتفالًا بذكرى مرور عشرين سنة على وفاة نجيب محفوظ. شخصيّة نجيب محفوظ نادرة، فقد جاء إلى الرّواية من عوالم الفلسفة ففجّر ينابيع إبداع كانت بطلتها القاهرة، وأسطورتها هُويّة مصر.







