الأربعاء 03 ديسمبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

أحمد شاكرعبداللطيف: محمد متولى تصدر «ترند زمنه» بـ«فرحة الصول شرابى»

أحمد شاكر عبداللطيف
أحمد شاكر عبداللطيف

محمود ابن الصول شرابى فى مسلسل «المال والبنون» ومشهد فرحة شرابى بتخرج ابنه من كلية الشرطة كان إحدى أيقونات المسلسل الذى ألهم العديد لدخول كلية الشرطة.. ما سبق جاء على لسان محمود ابن الصول شرابى، أو الفنان أحمد شاكر عبداللطيف، الذى قُدّر له أن تكون أول أدواره فى حياته الفنية من خلال مسلسل «المال والبنون» وأمام الفنان محمد متولى صاحب شخصية الصول شرابى.

أحمد شاكر عبداللطيف استعاد، فى حواره مع «حرف»، ذكريات أول لقاء مع الفنان محمد متولى، الذى وصف غرفته فى الكواليس بالمدرسة الفنية لتعلم أصول التمثيل.

■ الضابط محمود ابن الصول شرابى فى «المال والبنون» أول أدوارك على الشاشة وقُدّر لك أن يكون الظهور الأول مع الفنان محمد متولى.. حدثنا عن كواليس تلك اللحظة؟

- بالفعل هذا كان أول عمل أشارك فيه على شاشة التليفزيون، وكنت فى بداية دراستى فى المعهد العالى للفنون المسرحية، وكان مسلسل «المال والبنون» يمثل بالنسبة لى محطة مهمة جدًا، خاصة بعد أن تابعت الجزء الأول وتأثرت به كثيرًا، وعندما علمت أننى سأشارك فى الجزء الثانى شعرت بحماس كبير وشغف شديد، لأننى كنت أتمنى أن تكون أولى خطواتى الفنية فى عمل ضخم بهذا القدر من النجاح والاهتمام الجماهيرى، وجاءت لحظة وقوفى أمام الفنان محمد متولى، فكانت لحظة فارقة فى حياتى، شعرت بمزيج من الرهبة والسعادة، لأنه كان ممثلًا كبيرًا لديه حضور قوى على الشاشة، لكنه احتوانى وشجعنى كثيرًا، وتعامل معى بروح الأب والمعلم، ما جعل التجربة أكثر دفئًا وسهولة بالنسبة لى.

■ وقوفك الأول أمام الكاميرا مع الفنان محمد متولى كيف أضاف إليك؟

- عندما تم ترشيحى لهذا الدور من قبل الأستاذ محمد جلال عبدالقوى، شعرت بسعادة كبيرة وفخر لا يوصف. كانت لحظة فارقة بالنسبة لى، لأننى كنت ما زلت فى بداياتى، ولم أكن أتوقع أن أحصل على فرصة بهذا الحجم فى عمل جماهيرى ناجح فى ذلك الوقت، وتسلمت الحلقات وبدأت أقرأ الشخصية بحماس شديد، وعلمت أن الأستاذ محمد متولى أيضًا قد تسلم الحلقات، فزاد حماسى أكثر، لأننى كنت أكنّ له إعجابًا كبيرًا من خلال أعماله السابقة ومسلسلاته وبرامجه التى كنت أتابعها باهتمام، حيث كنت أشعر بأن الوقوف أمامه سيكون تحديًا كبيرًا، لكنه أيضًا فرصة عظيمة للتعلّم من فنان حقيقى بكل معنى الكلمة.

■ هل كانت هناك لقاءات أولية أو مناقشات بينك وبين الأستاذ محمد متولى قبل التصوير؟

- بالفعل جلسنا معًا وتحدثنا كثيرًا قبل بدء التصوير، وأتذكر أنه حدثنى مازحًا: «أنا اللى همل دور الصول شرابى» فابتسمت وقلت له: ده يا فندم مفاجأة بالنسبة لى، حيث كان الأستاذ حسن حسنى، رحمه الله، وهو قيمة فنية كبيرة جدًا، صاحب الشخصية فى الجزء الأول، والأستاذ محمد متولى لا يقل عنه أبدًا فى الموهبة والحضور والإنسانية.

■ وما الذى تعلمته من العمل مع فنان بقيمة محمد متولى؟

- أثناء العمل معه شعرت بروح الأبوة منه، فقد كان يتعامل معى وكأنى ابنه أو تلميذه؛ يوجهنى ويحرص على أن أظهر بأفضل شكل ممكن أمام الكاميرا، وكان دائمًا يشجعنى ويمنحنى الثقة، لأن أول خطوة فى حياة أى ممثل تكون حاسمة جدًا، وهو كان مدركًا لذلك تمامًا، كما تعلمت منه الالتزام الشديد، حيث كان يحفظ مشاهده بالكامل قبل التصوير، ولم يكن يعتمد على الارتجال أبدًا.، وكان حريصًا على الحضور فى الموعد المحدد ولا يتأخر أبدًا.

■ بالتأكيد مسلسل بحجم «المال والبنون» استغرق وقتًا طويلًا للتصوير والإعداد وشهدت كواليسه مواقف إنسانية لا تنساها.. حدثنا عنها؟

- دائمًا كانت هناك مواقف إنسانية تحدث فى الكواليس، فالأستاذ محمد متولى، رحمه الله، كان مثالًا للفنان الخلوق والمتواضع، عندما كانت هناك مجاميع من الممثلين كان يتعامل معهم بصبر شديد، ويحرص على أن يخفف عنهم التوتر بابتسامته وكلماته الطيبة، وكان يمازحهم ويجعل الأجواء مليئة بالبهجة، وفى الوقت نفسه يوجه لهم الملاحظات بطريقة راقية ولطيفة جدًا، تجعل الجميع يتقبلها بمحبة واحترام، لم يكن يحتفظ بخبرته لنفسه، بل كان يسعى دائمًا إلى أن يعلّم من حوله ويشجعهم، وهذا ما جعله محبوبًا من كل من عمل معه، كبيرًا كان أو صغيرًا. 

وأتذكر أثناء التصوير فوجئت بأن الأستاذ محمد متولى قد أحضر ملابسه الخاصة من منزله ليرتديها فى بعض المشاهد، وكان يقيم فى الاستديو مع الفنانين سيد زيان ووحيد سيف، رحمهما الله، وكانت الغرفة التى يجتمعون فيها أشبه بمدرسة فنية حقيقية، مليئة بالضحك والنقاشات الجادة عن الفن والحياة، وكنت أجلس أستمع إليهم بانبهار، أتعلم من كل كلمة يقولونها، وأشعر بأننى محظوظ للغاية لأننى أعيش وسط هذه القامات الكبيرة التى كنت أراها فى طفولتى على الشاشة وأحلم بأن أكون مثلهم يومًا ما.

■ مشهد فرحة الصول شرابى بنجاح نجله وتخرجه فى كلية الشرطة من أيقونات الأحداث فى المسلسل.. حدثنا عنه؟

- بالفعل كان من أكثر المشاهد التى أثرت فىّ بعمق، لأنه كان مليئًا بالصدق والمشاعر الإنسانية الحقيقية، ولن أنسى هذا المشهد ما حييت، فقد جسد لحظة فخر الأب بابنه بطريقة مؤثرة جدًا. أتذكر أنه بعد عرض المسلسل كنت أقابل فى الشارع بعض الضباط الذين يقولون لى: أنا أصبحت ضابطًا بعد أن شاهدت مشهد الصول شرابى وهو يبارك لابنه عند دخوله كلية الشرطة» وكانت تلك الكلمات تسعدنى للغاية، لأننى أدركت حينها أن الفن يمكن أن يُلهم الناس ويغير فيهم شيئًا حقيقيًا. كما كان للمشهد أثر كبير فى نفوس المشاهدين، حيث تحدثوا عن صدق العلاقة بين الأب والابن فى المسلسل، وكيف أنها عكست القيم الأصيلة من حب ووفاء وانتماء. كما أن تلك المشاهد فتحت الباب أمام كثير من الشباب ليحبوا الكليات العسكرية ويطمحوا فى أن يصبحوا ضباطًا يخدمون وطنهم، هذا فى حد ذاته كان شرفًا لى، أن أكون جزءًا من عمل أثّر بهذا الشكل الإيجابى فى الناس.