الخميس 04 ديسمبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

وتد الدراما.. احتفاء خاص بـ«ثلاثى أضواء الشاشة» (ملف)

حرف

للموهبة دائمًا وجوه كثيرة، تعبر عنها وترسم ملامحها وتنسج خيوطها حتى تجعلها أشبه بقطعة الحلوى التى لا ينقصها إلا مقادير تجعلها متكاملة، تصنع لنفسها الذواق، والمُريد الذى يسأل عنها دومًا، بل وتتحول الموهبة، وبالتحديد لو كانت فطرية إلى الوزن الذى يرُجح كفة الميزان، ويزيد العمل الدرامى قيمة وقامة، ويجعله أشبه بالبضاعة المُبيعة قبل أن تنصع.

شهدت مصر فى نهايات القرن الماضى وبدايات الحالى بزوغ نجم العديد من الفنانين الذين كانوا بمثابة حجر الزاوية وأساس نجاح الأعمال التى يشاركون فيها، منهم من صُنف كنجم شباك، وحاز دور البطولة المطلقة لسنوات وسنوات، ومنهم من أدرك كيف تؤكل الكتف واختار لنفسه الدور الثانوى، تجده دائمًا كالملح لا تخلو وجبة منه، بل ويزيد بعض الأعمال رواجًا بوجوده، يعرف أن فى كل مهنة هُناك المعلم وصديق المعلم وليس الصبى، كما سعى البعض لتشويه شخصية الدور الثانى للتقليل منها وزرع بذور الفتنة، ما دفع العديد ممن نجحوا وأبدعوا فى هذه المساحة- الدور الثانوى- أن ينجرفوا ويندفعوا وراء البطولة المطلقة، ولكن ما لبث نجمهم أن خفق، ناسين أو مُتناسين نجاحهم الذى حققوه غير عابئين بالمغامرة التى خاضوها.

أبطال كُثر نجحوا وأصبحوا من ملوك الدراما، بل وأساطيرها، بداية من الفنانين محمود المليجى وزكى رستم وعبدالسلام النابلسى وعبدالفتاح القصرى وغيرهم الكثير ممن منحهم الجمهور ثقته، وتحول بمرور الوقت لمُريد لأعمالهم، بل إنهم تفوقوا فى كثير من الأعمال على النجم الرئيسى للعمل، وبالمعنى الفنى الدارج «كلوا منه الجو»، فى سلسلة فنية إبداعية لم ولن تتوقف حتى نهايات القرن الماضى، فمن يستطيع أن يحدد بطل مسرحية العيال كبرت أو مدرسة المشاغبين، حيث كانت الحبكة الدرامية والموهبة صاحبة دور البطولة وفقط.

ولأن الفن والدراما المصرية لا ينضبان استمر بزوغ النجوم من أصحاب الدور الثانى، ومنهم من تفوق فى موهبته على نجوم الصف الأول، وتحولوا لأوتاد تنشأ على أكتافهم الأعمال الفنية، ما كان لذامًا علينا أن نحتفى بهؤلاء النجوم ونسلط عليهم ضوءًا لم يخفت يومًا، فكيف تخفت نجومية محمد متولى، أو تتلاشى موهبة شوقى شامخ، ومن يتناسى وقار إبراهيم يسرى؟.

و«حرف» إذ تحتفى بالعدد مئة من إصدارها تقدم للقارئ احتفالية ووثيقة تستحق أن تكون مرجعًا يحفظ لهؤلاء النجوم جزءًا من حقهم الفنى والدرامى، تكريمًا لهم على سنوات من العطاء، كانوا ومازالوا بها «وتدًا للدراما».

خـوليـو

أبو الشوق

الجنتلمان