محمد إبراهيم يسرى: «منشاوى الليل وآخره» و«محسن الإرهابى» الأقرب لشخصيته الحقيقية
«قدوة ومثل أعلى وملجأ أخير للمشورة».. كلمات عبّر بها الفنان محمد إبراهيم يسرى عن أهمية الجنتلمان الفنان الكبير فى حياته وحياة شقيقته هنا، حيث وصفه بأنه كان أصدق وأحن من رأى فى حياته.
الفنان الشاب محمد إبراهيم يسرى كشف فى حواره مع «حرف» عن أن والده كان يمانع وينأى بهما عن دخولهما مجال التمثيل نظرًا للصعوبات التى مرت عليه طوال عمله الفنى والتى كان لا يرغب أن يمر بها أبناؤه، وأضاف أن أقرب دور لشخصيته الحقيقية كان دور محسن فى فيلم «الإرهابى» مع الفنان الكبير عادل إمام، حيث كان يظهر طابع المرح والإنسانية فى وقت واحد، وكذلك شخصية المنشاوى فى مسلسل «الليل وآخره».
عن إبراهيم يسرى الأب والفنان والقدوة يتحدث نجله ويكشف العديد من الكواليس والأسرار فى حياته.

■ إبراهيم يسرى أو الجنتلمان كما كان يظهر على الشاشة لمتابعيه ومحبيه.. ولكن لو تحدث عنه الابن كيف يمكن وصفه وماذا تتذكر عنه؟
- الحقيقة أبى أتذكر عنه كل شىء حلو، بل إننى أرى أن من أكبر النعم التى منحنى إياها الله هى أننى كنت جزءًا من هذه العائلة، وأن أكون ابنًا لرجل مثل إبراهيم يسرى، أبى كان رجلًا محبًا جدًا وحنونًا جدًا وصادقًا جدًا بجد، لم أرَ منه فى حياتى غير كل شىء جميل وملىء بالحب والصدق.
■ طقوسه اليومية بصفته شخصًا هادئ الطباع كيف كانت فى حال عدم وجود تصوير مثلًا؟
- عاداته اليومية هادئة مثل شخصيته، حيث كان يستيقظ فى وقت متأخر قليلًا، مثل الساعة الثانية عشرة أو الواحدة ظهرًا، ثم يتناول فطوره، وبعد ذلك يخصص وقتًا للاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية، وخاصة موسيقى موزارت، لفترة قصيرة، أو أم كلثوم، وإذا كان لديه شىء يود قراءته أو العمل عليه، كان يقضى وقتًا فى ذلك، وكان أيضًا يحب أن نشاهد معًا بعض الأعمال الجديدة سواء كانت أفلامًا أو مسلسلات، وكان من عاداته أن نذهب معًا إلى السينما، أما القهوة، فكانت شيئًا أساسيًا بالنسبة له عند الاستيقاظ، وكانت «خطًا أحمر» لا يمكن التنازل عنه.
■ نصائحه لكم سواء لك أو لشقيقتك الوحيدة هنا.. فى أى فلك كانت تدور؟
- لم تكن هناك نصيحة واحدة ثابتة يكررها فى الحقيقة، حيث كنت دائمًا أعود إليه للحصول على رأيه فى أى شىء أريد القيام به، سواء كان ذلك فى عملى أو فى الحياة الشخصية، وكانت علاقتنا معه علاقة صداقة وتوجيه مستمر، دائمًا كنت ألجأ إليه للاستشارة فى كل شىء، أما بالنسبة لأختى، فقد كانت أيضًا تعود إليه فى الكثير من الأمور، هو كان دائمًا موجودًا ليقدم مشورته فى كل شىء، سواء فى حياتنا الشخصية أو العملية.، وكان يعرف أن الحياة مليئة بالتجارب والخبرات، وكانت نصائحه تركز على كيفية التعامل مع الحياة بصدق وحذر، وكنا نعتبره مثلًا أعلى فى حياتنا، لذلك كان دائمًا مرجعًا لكل شىء.
■ هل كانت لديه هوايات معينة بخلاف التمثيل؟
- فى حقيقة الأمر لم تكن لديه هوايات محددة بخلاف التمثيل، كان يحب متابعة الجديد فى السينما والتليفزيون، وكان دائمًا حريصًا على متابعة أحدث الأعمال الفنية، سواء فى مصر أو خارجها، ولكن كانت الأمور تتجه نحو العمل أكثر من أى شىء آخر، لأنه كان يدرك أهمية متابعة ما يحدث فى المجال الفنى.
■ أدوار الفنان الراحل إبراهيم يسرى كان يغلب عليها الشياكة.. كيف كان يستعد قبل تقديم الشخصية؟
- كان يحب قراءة النص أكثر من مرة، حيث عادة ما كان يتلقى السيناريوهات كاملة، ما يتيح له الوقت الكافى لقراءتها عدة مرات، وكان يولى النصوص اهتمامًا كبيرًا ويقرؤها بتركيز شديد، ثم كان يحرص على الفصل بين مرات القراءة، ليتمكن من النظر إليها من زوايا مختلفة فى كل مرة، ما يساعده على الاستعداد الجيد للدور وتقديمه بأفضل صورة ممكنة ليظهر على الشاشة بالشكل اللائق.
■ هل كان هناك دور معين شعر بأنه الأقرب إلى قلبه أو كان يعتبره الأفضل؟
- لم يكن هناك دور معين يمكن أن أقول عنه إنه «دور عمره»، لكن كانت هناك عدة أدوار أحبها كثيرًا وتركت فيه أثرًا كبيرًا، مثل دوره فى «الشهد والدموع» بدور هانى، و«هوانم جاردن سيتى»، حيث قدم شخصية صلاح نصر، ومع ذلك، لم يكن هناك دور واحد يمكن أن يطلق عليه «دور العمر».

■ فى هذا السيل من الأعمال بالتأكيد هناك الدور الذى كان يطمح أن يقدمه، وأيضًا الدور الذى ندم على تقديمه.. هل تتذكر أيًا منهما؟
- لا أستطيع أن أقول إن هناك دورًا ندم عليه، فأى ممثل يمر بأوقات قد يتوقع فيها أن يظهر العمل بشكل معين، ثم يكتشف لاحقًا أن الطريقة التى كان يتخيلها لم تظهر كما كان يتوقع، لكنه لم يبد أى ندم على دور معين، كذلك الأمر لم يكن يطمع فى دور معين كان يحلم به، حيث كان دائمًا يركز فى العمل الذى أمامه ويعطيه حقه بالكامل، ولكن ربما كان يفكر فى بعض الأدوار التى قد تكون مناسبة له، مثل دور طه حسين فى مسلسل «مشرفة رجل لهذا الزمان» وهو دور غير متوقع له، وكان يعتقد أنه لن يُعرض عليه، لكن هذا لم يكن يعنى أنه كان يحب هذا الدور ببساطة، لم يكن ينظر إلى الأمور بهذه الطريقة، بل كان يتعامل مع كل دور على حدة، ويعطيه من وقته وجهده ما يستحق.
■ أعماله المتنوعة تلك هل كان فيها ما يشبه شخصيته الحقيقية؟
- أعتقد أن أقرب دور لشخصيته الحقيقية كان دور محسن فى فيلم «الإرهابى» مع الفنان الكبير عادل إمام، حيث كان يظهر طابع المرح والإنسانية فى وقت واحد، وهذه جوانب كان يتمتع بها فى حياته الشخصية، لكن بالطبع، كانت هناك شخصيات أخرى قدمها، وقد يكون فيها بعض الصفات المشتركة مع شخصيته، مثل شخصية المستشار المنشاوى فى المسلسل الشهير «الليل وآخره» مع الفنان يحيى الفخرانى، ومع ذلك أعتقد أن محسن فى «الإرهابى» هو الأقرب له.
■ نعود للأسرة ولكن من زاوية الفن.. اقتحمت مع شقيقتك مجال التمثيل والعمل الفنى وبالتحديد بعد وفاة الوالد.. هل تعتقد أنه لو كان على قيد الحياة كان سيرحب بدخولكما الوسط الفنى؟
-على الإطلاق، هو كان لا يتمنى أن ندخل هذا المجال أبدًا، لأنه كان مدركًا صعوبة هذه المهنة وعدم استقرارها، وكان يشعر بالشفقة علينا من العناء الذى مر به فى حياته، ومع ذلك كان يدرك فى مرحلة معينة أننا أصبحنا مرتبطين بهذا المجال، وكان داعمًا لنا، حتى وإن كان لا يحبذ هذه الفكرة.، على الرغم من أنه لم يكن يفضل لنا دخول هذا المجال، فإنه كان دائمًا يكون داعمًا حال قررنا المضى فيه.

■ وما الذى كان يخيفه فى الوسط الفنى ليجعله ينأى بكما عن خوض تلك التجربة؟
- كان يرى أن هذا المجال غير ثابت، وأنه ملىء بالتقلبات، وكان يرى أن الممثل لا يستطيع أن يتنبأ بمستقبله، سواء فى العمل أو المال، و هذه كانت أكبر مخاوفه بالنسبة لنا، وكان دائمًا يقول إن الفن رهان، وقد ينجح الإنسان أو يتعثر.
■ فى النهاية.. إبراهيم يسرى هذا الجنتلمان كما وصفناه فى بداية الحوار.. من كان الأقرب له فى الوسط الفنى؟
- كان لديه العديد من الأصدقاء المقربين فى الوسط الفنى، مثل فاروق الفيشاوى، وأحمد خليل، وأحمد صيام، والمخرج أحمد صقر، وغيرهم من الفنانين الذين كانوا يشكلون دائرة أصدقائه المقربين.







