الثلاثاء 23 سبتمبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

سكوت.. هنكتب... 4 إصدارات جديدة بتوقيع نجوم «هوليوود»

حرف

الممثلون رواة قصص فى المقام الأول، وظيفتهم تجسيد شخصية ما على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة، والمساعدة فى سرد قصتها. وفى ظل أن الكتابة منفذ إبداعى بقدر التمثيل، ليس من المستغرب رؤية العديد من مشاهير «هوليوود» هذه الأيام ينتقلون من سرد القصص على الشاشة إلى كتابتها.

يكتب ممثلو «هوليوود» لأسباب متعددة، من بينها أن الكتابة وسيلة إبداعية وامتداد طبيعى لسرد القصص على الشاشة، تتيح لهم التعبير عن إبداعهم ومشاركة سرديات جديدة على الورق، وهى مهارة اكتسبوها بالفعل من أعمالهم السينمائية أو الدرامية، إلى جانب تمكينهم من مشاركة تجاربهم الشخصية، وكثيرًا ما يكتب الممثلون مذكراتهم أو أعمالًا شخصية أخرى ليُقدّموا للمعجبين لمحةً أعمق عن حياتهم أو دوائرهم المقربة، ما يجعلهم أكثر ارتباطًا بهم.

كما تُتيح الكتابة للممثلين التفاعل مع الجماهير خارج نطاق أفلامهم، والوصول إلى فئات مختلفة أو أشخاص قد لا يكونون من رواد السينما الدائمين، فضلًا عن دورها فى تعزيز «علامتهم التجارية» وصورهم العامة، وتحقيق دخل كبير من خلال شهرة أسمائهم، فغالبًا ما تُترجم شعبية المشاهير مباشرةً إلى مبيعات الكتب، ما يجعل النشر مصدر دخل مُربِحًا لهم.

وينشر العديد من ممثلى «هوليوود» إصدارات جديدة خلال الخريف الجارى، تتراوح بين المذكرات والسير الذاتية والروايات الخيالية، وحتى مجموعات الشعر والقصص القصيرة وكتب الأطفال، وهو ما تسلط «حرف» الضوء على بعض منها فى السطور التالية.

أنتونى هوبكنز.. مذكرات النجم الكبير: «لقد أحسنّا صنعًا يا فتى»

يصدر السير أنتونى هوبكنز مذكراته بعنوان «We Did OK. Kid» أو «لقد أحسنّا صنعًا يا فتى»، فى خريف العام الجارى ٢٠٢٥، عن دار نشر «ساميت بوكس» التابعة لـ«سيمون أند شوستر» الشهيرة. 

ويتولى «هوبكنز» أيضًا رواية الكتاب الصوتى بصوته، المقرر صدوره بالتزامن مع الكتاب الورقى، ويتناول فيه نجم «صمت الحملان» بالتفصيل مسيرته السينمائية والمسرحية المرموقة، وطفولته الصعبة، وطريقه نحو التعافى من إدمان الكحول.

ويستعرض النجم الحائز على «الأوسكار»، فى مذكراته التى طال انتظارها، تفاصيل بداياته، منذ أن ولد ونشأ وسط الحرب والكساد فى «بورت تالبوت»، وهى بلدة صغيرة فى ويلز تعمل فى مصانع الصلب، وكيف كان طالبًا متعثرًا فى المدرسة، حتى اعتبره أقرانه ووالداه وغيرهما من البالغين فاشلًا لا مستقبل له. لكن فى ليلة سبت ساحرة، شاهد الفتى الويلزى المُهمَل فيلم «هاملت» عام ١٩٤٨، ما أثار شغفه بالتمثيل، الذى قاده إلى مسار لم يكن أحد يتوقعه.

ويروى الممثل الأسطورى البالغ ٨٧ عامًا، فى حوالى ٣٦٨ صفحة، محطاتٍ بارزةً فى مسيرته المهنية، مُقدمًا نظرةً فريدةً على عبقرية بعضٍ من أشهر أدواره، ومن بينها شخصية «ياجو» من مسرحية «عطيل» للكاتب ويليام شكسبير، التى جسدها قبل أن يبلغ ١٥ عامًا، وأهلته للالتحاق بالأكاديمية الملكية المرموقة للفنون المسرحية، ووضعته تحت رعاية النجم البريطانى الكبير لورانس أوليفييه.

ويسرد السير أنتونى أيام دراسته داخل الكلية الملكية الويلزية للموسيقى والدراما فى العاصمة كارديف، قبل أن يعمل بديلًا لمعلمه لورانس أوليفييه فى المسرح الوطنى الملكى بلندن، حيث شغل مكانه فى مسرحية «رقصة الموت» للكاتب أوجست ستريندبرج، عندما أصيب بالتهاب الزائدة الدودية، ليصفه الجميع حينها بأنه «خليفة أوليفييه على المسرح».

ويحكى النجم الذى ألهم الجماهير بأدائه الرائع لأكثر من ٦٠ عامًا، فى الكتاب المنتظر، لحظات لا تُنسى من مسيرته التمثيلية من بينها كيف استعد لأدائه الشهير لشخصية «هانيبال ليكتر» فى فيلم «صمت الحملان» عام ١٩٩١، وكيف استلهم ذلك من بيلا لوجوسى المُرعب فى «دراكولا».

ويروى كذلك كيف استخلص مشاعره الصريحة من ثبات والده وجده ليُقدم أداءً لا يُنسى فى «الملك لير»، إلى جانب لقاءاته مع نجوم كبار، وعلى رأسهم الممثل ريتشارد بيرتون، الذى قابله صدفةً -فى صغره- داخل شقة مُعلمه لورانس أوليفييه، قبل أن يلتقيه كممثلٍ مُخضرمٍ يلتقى بطله، فى عرضٍ لفيلم «إيكوس».

ويُلقى السير أنتونى نظرةً صادقةً وعميقةً على اللحظات الصعبة فى حياته الشخصية، ويكشف أسرارًا مظلمة وصراعات خفية، من بينها إدمانه الذى كلفه زواجه الأول من الممثلة بترونيلا باركر، وعلاقته بابنه الوحيد، الذى كاد أن يُودى بحياته، قبل أن يدفعه هذا الابن فى النهاية نحو التعافى، وهو ما التزم به لقرابة نصف قرن.

ويكشف الممثل المخضرم كيف يُكافح باستمرار لخوض غمار الحياة وحيدًا، وتجنب التواصل خوفًا من التعرض للأذى، تمامًا مثل رجال عائلته. ومع مرور السنين، يُواجه أسئلة تتعلق بالفناء، مُستعدًا لاكتشاف ما أسماه والده «السر الكبير».

وتضم المذكرات مجموعة خاصة من الصور الشخصية، واستوحى عنوانها من صورة فى طفولته، قال عنها فى أحد اللقاءات: «هناك صورة أحتفظ بها على هاتفى لى ولوالدى على الشاطئ عندما كنت طفلًا. كثيرًا ما أقول لذلك الصبى: (لقد أبلينا بلاءً حسنًا يا فتى)، وأتساءل كيف وصل صبى من ويلز، ابن خباز، إلى هنا. حياتى بأكملها لغزٌ كبير. وهذا الكتاب هو قصتى».

ظل السير أنتونى هوبكنز على خشبة المسرح وأمام الكاميرا لأكثر من ٧ عقود، وتضمنت مسيرته المهنية أفلامًا حائزة على جوائز، مثل «صمت الحملان» و«الأب»، رغم أن بدايته فى هوليوود لم تكن مبهرة على الإطلاق، ففى عام ١٩٧٤، لعب دورًا مساعدًا فى الفيلم الكوميدى الرومانسى «الفتاة من بتروفكا»، والذى وصفه فيما بعد بأنه «أسوأ فيلم على الإطلاق»، فى تقييم يتفق عليه العديد من النقاد.

لكن هذا الفيلم كان نقطة تحول بالنسبة للممثل القدير، ليظهر منذ ذلك الحين فى عشرات الأفلام التى نالت استحسان النقاد، بما فى ذلك «بقايا اليوم» و«نيكسون» و«أميستاد»، ويحصل على العديد من الجوائز عن أعماله على المسرح والشاشة.

ويُعدّ أنتونى هوبكنز اليوم أحد أكثر الممثلين تأثيرًا وشهرة حول العالم، وبرع بشكل خاص فى تجسيد الشخصيات الصعبة والمركبة، ومن بينها شخصية «هانيبال ليكتر» فى فيلم «صمت الحملان»، التى حصل من خلالها على جائزة «الأوسكار» لعام ١٩٩٢، بمدة ظهور على الشاشة لا تتجاوز ١٧ دقيقة فقط. وفى عام ٢٠٢١، أصبح أكبر ممثل سنًا يفوز بجائزة «الأوسكار» لأفضل ممثل، عن دوره فى فيلم «الأب»، الذى يتناول مرض «الخرف».

أحدث ظهور للممثل الكبير كان فى المسلسل الدرامى «أولئك على وشك الموت»، وفيلم «مارى» على «نتفليكس». كما أنه من المقرر أن يظهر فى فيلم سيرة ذاتية قادم عن عائلة «مازيراتى»، من إخراج الحائز على جائزة «الأوسكار» بوبى موريسكو.

ويعيش «هوبكنز» الآن فى لوس أنجلوس، مع زوجته الثالثة ستيلا أروييف، التى تعمل على فيلم وثائقى عنه.

جينيفر أنيستون.. الطبخ للأطفال مع الكلب «كلايديو»

جينيفر أنيستون صدر كتاب «Cook with Clydeo: A Cookbook for Kids» أو «اطبخ مع كلايديو: كتاب طبخ للأطفال»، فى ٩ سبتمبر الجارى، عن دار النشر «هاربر كولينز»، من تأليف النجمة العالمية جينيفر أنيستون.

تقدم «أنيستون» فى الكتاب مجموعة من الوصفات الشهية والمبسّطة للأطفال، مستوحاة من مغامراتها فى المطبخ برفقة كلبها «كلايديو» المعروف بشغفه الكبير بالطعام. 

جينيفر أنيستون

يجمع الكتاب بين الطابع التعليمى والمرح، ويهدف إلى تشجيع الصغار على دخول عالم الطهى بخطوات سهلة ومسلية، تحت إشراف شخصية «كلايديو» التى ظهرت سابقًا فى أعمال «أنيستون» الموجهة للأطفال.

وتقدم نجمة مسلسل «فريندز» ٣٥ وصفة شهية ومناسبة للأطفال، لكل وجبة من وجبات اليوم، من الإفطار إلى الحلويات، لتعليمهم كيفية إعداد أطباق شهية وممتعة، بالإضافة إلى قصص عن حوادث ونجاحات من داخل مطبخها الخاص.

تشارك النجمة الحائزة على جائزة «إيمى»، فى كتابها المكون من ١٢٨ صفحة، القراء وصفات سهلة لوجباتها الخفيفة، معظمها من منظور «كلايديو»، وهو جرو كرتونى ظهر لأول مرة على حساب «أنيستون» على «إنستجرام» عام ٢٠٢١، ومستوحى من كلبها الحقيقى «كلايد» الذى أنقذته.

يتميز الكتاب بأن الوصفات مُرتبة وواضحة مع أوصاف جذابة، وتعليمات خطوة بخطوة، وصور طعام رائعة، ومعلومات حول حجم الحصة، وطريقة التحضير، ووقت الطهى لكل طبق. وعبر مُحبو الكلب «كلايديو» عن تقديرهم لظهوره فى كل صفحة تقريبًا، غالبًا فى صور رائعة مع أطباق جاهزة.

وتُقدّم النجمة أيضًا تعديلات الوصفات والاقتراحات فى ملاحظات هامشية. ورغم أنها لا تُقدّم مستويات الخبرة أو الإشراف الكافى من الكبار لكل وصفة، يغطى الكتاب مجموعة واسعة من المهارات التقنية، ويتضمن تعليمات سهلة وبسيطة، ونصائح مفيدة للسلامة فى المطبخ، ومقاطع جانبية طريفة من الكلب «كلايديو» حول كيفية إضافة لمسة مميزة إلى الوجبات، وقصص نجاح ومغامرات من مطبخ صاحبته.

مجموعة الوصفات بالكتاب مخصصة للبشر، على الرغم من أنها مقدمة من كلب خيالى يُدعى «كلايديو». كما أن الوصفات المقدمة بعيدة كل البعد عن كونها مناسبة للحمية الغذائية «الدايت» لأنها مليئة بالسعرات الحرارية، إذ تغطى وصفات البيتزا واللازانيا والأطباق المكسيكية.

وأبرمت نجمة مسلسل «فريندز» اتفاقيةً مع دار نشر «هاربر كولينز» واستوديو الرسوم المتحركة «إنفيزبل ستوديو» لإصدار ٤ كتب جديدة، تتضمن كلب الرسوم المتحركة «كلايديو»، المستوحى من كلبها الحقيقى «كلايد»، وبالفعل تم إصدار الكتاب الأول، «كلايديو يقتنص لقمة من الحياة»، برسومات برونو جاكوب فى أكتوبر ٢٠٢٤.

الكتاب الأول كان عن اكتشاف الذات والثقة بالنفس، بطولة كلبها «كلايديو»، وتقول فيه إن جميع أفراد عائلة «كلايديو» يعرفون ما يُحبونه، باستثناء «كلايديو»، فهو لا يُحب ركوب الأمواج كعمه، ولا يُحب الرسم وهو معصوب العينين أيضًا. كما أن البحث عن عظام الديناصورات كعمته ليس من اهتماماته، وهو يُجرب كل ما يُمكنه تخيله، لكن لا شىء يبدو أنه يُضفى بريقًا على عالمه.

الكتاب الثانى، هو الصادر الخريف الجارى تحت عنوان «اطبخ مع كلايديو: كتاب طبخ للأطفال»، الذى تحدثنا عنه فى السطور السابقة. أما الثالث فسيحمل عنوان «كلايديو ضد زبدة الفول السودانى»، المقرر نشره فى ٣٠ ديسمبر المقبل، وتجمع فيه النجمة جينيفر أنيستون بين وصفات الطعام وتعلم القراءة، وتقول فى مقدمته: «كان كلايديو يُحضّر كعكات زبدة الفول السودانى عندما علقت زبدة الفول فى فمه، طلب المساعدة من عائلته، لكن لا أحد يفهمه. ما الذى سيفعله كلايديو ليتخلص من هذا العائق؟».

الكتاب المقبل سيكون مثاليًا للأطفال الذين يتعلمون نطق الكلمات والجمل، سواءً تمت مشاركتهم فى المنزل أو فى الفصل الدراسى. وتدعم الجمل القصيرة والكلمات المألوفة والمفاهيم البسيطة نجاح الأطفال المتحمسين لبدء القراءة بأنفسهم.

أما الكتاب الرابع الذى تعاقدت على نشره مع «هاربر كولينز» فسيحمل عنوان «كلايديو يصنع صديقًا»، ومن المقرر صدوره فى مارس ٢٠٢٦. وتعد كتب «كلايديو» بالفعل من أكثر الكتب رواجًا على منصات التواصل الاجتماعى، حيث حصد أكثر من ١٠٠ مليون مشاهدة منذ أن نشرت «أنيستون» عنه لأول مرة على «إنستجرام» عام ٢٠٢١.

ماثيو ماكونهى.. «قصائد وصلوات» الممثل الذى أرد أن يكون راهبًا

وصل كتاب «Poems & Prayers» أو «قصائد وصلوات» إلى أرفف المكتبات، أمس الثلاثاء الموافق ١٦ سبتمبر الجارى، والذى صدر عن دار نشر «كراون» التابعة لـ«بنجوين راندوم هاوس» ذائعة الصيت، من تأليف نجم هوليوود الوسيم ماثيو ماكونهى، الحائز على «الأوسكار».

الكتاب الجديد مُكون من ٢٠٨ صفحات، وهو عبارة عن مجموعة مُلهمة مليئة بالمشاعر الإنسانية من القصائد والأشعار والصلوات والأدعية الشخصية، التى تتمحور حول تعامل «ماكونهى» مع تقلبات الحياة، والسعى وراء حلمه الأصلى، داعيًا إلى التعمق فى دروس حياته كما فعل هو، وإدراك أن الهدف لم يكن الفوز أبدًا، بل الفهم.

ويشير عنوان الكتاب إلى التقاطع العام بين الشعر والصلاة، كما يظهر فى النصوص الدينية مثل «المزامير»، حيث تُستخدم الأغانى والقصائد للتعبير عن التفانى، أو فى الكتابة المعاصرة حين يُستخدم الشعر كشكل من أشكال الصلاة الدنيوية، أو وسيلة للتواصل مع الله.

ويتضمن الكتاب مزيجًا من الخواطر والأدعية، بعضها كُتب من تجارب صعبة عاشها النجم الهوليوودى، والبعض الآخر من لحظات نجاح، من بينها مثوله أمام المحكمة فى قضية رفعها على «مُطارِد»، بالإضافة إلى رغبته فى أن يكون أفضل صديق وزوج وأب ورجل بقدر ما يستطيع. كما يحتوى على كتابات مستوحاة من الأمثال و«العهد القديم»، وتتناول فصوله مواضيع مثل: «كن رجلًا- قصص حب- الإيمان والشك- الرحمة والتسامح وأمطار النعمة- نوايا شروق الشمس وتقديرات طوال اليوم».

ويمكن للقارئ أن يلاحظ صدقًا جميلًا فى طريقة سرد «ماكونهى»، فهو لا يُلقى عظات، بل يدعو القراء إلى الانغماس فى شكوكهم وأحلامهم. والكتاب ملئ بروح الدعابة فى إيقاعه، والابتسامة الخفيفة خلف الكلمات، حتى عندما يُصارع حقائق ثقيلة. ويعكس رحلة روحية أحيانًا بطريقة غنائية شعرية، وأحيانًا بطريقة جريئة، وغالبًا ما تكون مُفاجئة، ليكشف كم هو صعب الاستمرار فى الإيمان، وكم قد يكون الأمل هشًا، وكيف أن اختيار الإيمان عملٌ شجاع فى هذه الأوقات العصيبة.

ويُلقى «ماكونهى» بسيل من الأمثال الشعبية، والتأملات فى «قوانين الإله»، والأناشيد المُقفّاة، لتسليط الضوء على مواضيع راسخة مثل الحب والنجاح. ويعرض على القارئ قصيدة كتبها بخط يده فى الثامنة عشرة من عمره، وهو جالس فى حوض استحمام فى أستراليا «يفكر جديًا فى أن يصبح راهبًا».

وفى قصيدة أخرى داخل الكتاب، يتأمل «ماكونهى» فى الفرق بين الصبر والسلبية. ومثل العديد من المعلمين الروحيين، يحث القارئ على إدانة الفعل، لا الفاعل، مع أنه، على عكس العديد من الأصوات، قد وصل إلى صحوة شبه صوفية.

ومن المثير للإعجاب فى كتاب «ماكونهى» الجديد «قصائد وصلوات»، أن شخصية مشهورة وناجحة كهذه لا تتوقف عن التشكيك فى طموحها وكبريائها. ومن الصعب ألا تصاب بالذهول عندما يكتب «ماكونهى»: «حاجتى إلى اليقين والغرور والاستقلالية تغذى شكوكى»، ناصحًا القارئ بالعمل الجاد مع الحفاظ على الهدوء، وعدم نسيان أن النعمة ممكنة حتى فى أوقات الضياع، علاوة على عدم استخدام مصطلح «الفشل» عند تغيير المسار. 

ويقول ماثيو ماكونهى فى مقدمة الكتاب:

فى عصرنا هذا، عصر السياسة، و«الذكاء الاصطناعى»، وجراحة التجميل، وخدع «التزييف العميق» التى تُعالج غالبًا، أجد نفسى أبتعد عن كل المعرفة والواقع، أكثر ارتباكًا وإحباطًا وأقل حكمة مما كنت عليه قبل أن أقرأها. بصفتى متفائلًا ومؤمنًا، فأنا رجل ذو روح قوية وإيمان عظيم. لكن إذا كان ما نسعى إليه هو الإيمان، فلنعترف بذلك: لن نجده بالبحث عن الأدلة. دعك من المنطق، واليقين، وامتلاك شىء ما، أو حتى تأسيس شركة ناشئة، فلنتجاوز ما يمكننا تخيله، ونؤمن به، فى شاعرية الحياة.

دعونا نقلب موازين ما كان تاريخيًا وسيلتنا لفهم الأمور، ونفتح آفاقنا للسحر، وننظر إلى الإيمان والمعتقدات والأحلام لنجد واقعنا. دعونا نغنى أكثر مما قد نفهم، ونؤمن بأكثر مما يستنتجه العالم، وننبهر بالدهشة بدلًا من الكيفية، وندع الإلهام يقطع ترتيبنا، ونحلم بطريقنا إلى الواقع، ونقدم بعضًا من غذاء الروح لعقولنا المتعطشة، ونضع الدليل على الرف لموسم واحد، ونستخدم القافية للوصول إلى المنطق.

سيلفستر ستالون: عشت حياتى لأتسلق وأقطع المسافات

«The Steps» أو «الخطوات» هو عنوان المذكرات المرتقبة للنجم العالمى سيلفستر ستالون، المقرر صدورها فى خريف العام الجارى، ويسرد فيها قصة حياته ومسيرته المهنية الحافلة، مُقدّمًا دروسًا مستخلصة من رحلته فى مواجهة تحديات الحياة. 

يرمز عنوان الكتاب إلى الدرج المكون من ٧٢ درجة سلم، المؤدى إلى المدخل الشرقى لمتحف «فيلادلفيا» للفنون، حيث ظهر «ستالون» وهو يصعدها مرارًا خلال تدريباته كملاكم فى أول أفلام سلسلة «روكى» الصادر عام ١٩٧٦، والتى تحولت إلى أيقونة سينمائية، وأصبحت اليوم ترمز لمراحل الصعود والتغلب على العقبات.

بداية من ٢٣ أكتوبر المقبل، يُنشر «ستالون» كتاب «الخطوات» عالميًا، بعدما حصلت دار نشر «سى بيرتلسمان»، التابعة لدار «بينجوين راندوم هاوس» على حقوق النشر باللغة الألمانية، ودار «هورفرلاج» التابعة لها على حقوق الكتاب الصوتى بنفس اللغة.

وفى أمريكا الشمالية، يُنشر كتاب «الخطوات» بواسطة دار «ويليام مورو/هاربر كولينز». بينما حصلت دار «سيفين ديالز/أوريون» على حقوق نشره فى المملكة المتحدة ودول «الكومنولث»، علاوة على بيع الحقوق بالفعل إلى ١٧ دولة ومنطقة أخرى.

ويُعد سيلفستر ستالون أحد أبرز رموز السينما العالمية فى العقود الأخيرة، ليس فقط بفضل أدواره الأيقونية، بل لما تحمله حياته الشخصية من دراما مذهلة لا تقل إلهامًا عن مشاهده على الشاشة. فى مذكراته المرتقبة «The Steps»، التى تقع فى ٣٢٠ صفحة، يكشف «ستالون» عن تفاصيل مؤلمة من طفولته، حين واجه التنمر والإيذاء الجسدى، وتعرض إلى إطلاق نار، بل وسُجن فى مراحل مبكرة من حياته، فى رحلة مضنية لاكتشاف الذات وتحديد الهوية.

لكن ما يجعل هذه القصة استثنائية هو الروح القتالية التى لم تخفت رغم الضربات المتتالية، فبالنسبة لـ«ستالون»، لم تكن الأوقات الصعبة نهاية المطاف، بل نقطة انطلاق نحو مسيرة من التحدى والنجاح. 

فى الكتاب، يروى كيف تحوّلت كل درجة من درجات السلم الشهير فى متحف «فيلادلفيا» للفنون إلى رمز لخطوة جديدة نحو التغلب على العقبات، واحتضان الحياة بكل ما فيها من ألم وأمل، حتى الوصول إلى القوة الداخلية التى لا تُقهر.

يقول «ستالون» عن الكتاب: «لقد أثبتُّ جدارتى كممثل وكاتب ومخرج، لكن هذا الكتاب هو شهادتى، إنه تعبير عما أريد أن يكون إرثى، وسأنفض الغبار عن تلك القبعة الزرقاء البالية، وأسكب كل ما أعرفه عن الحياة على الورق مرة أخرى. لقد عشت سنوات طويلة جدًا الآن. فماذا تعلمت عن الحياة؟ عن القتال؟ عن خطوات الحياة ودرجاتها؟ ببساطة. متعة التسلق، وقطع المسافة، والوقوف عند رنين الجرس. لهذا السبب كتبت هذا الكتاب».

وخلال الـ٥٠ عامًا التى انقضت منذ صعوده درجات متحف «فيلادلفيا» للفنون، أصبح سيلفستر ستالون ودرجاته رمزًا للصمود والعزيمة، وألهموا الملايين من جميع أنحاء العالم للسعى وراء أحلامهم.

يروى فى كتابه كيف سعى وراء أحلامه، تتويجًا لعقود من التأمل، ويشارك أصوله وبداياته، من ولادة صعبة، وطفولة أشد صعوبة، وسنوات من الكفاح فى المدرسة مع سوء الفهم، ويشرح كيف تُبنى القصة الحقيقية للحياة الناجحة من خلال مواجهة التحديات واحتضانها والتغلب عليها فى نهاية المطاف. تعد المذكرات شهادة على حياته الاستثنائية، وتأملًا عميقًا فى أهمية الرؤية وقوة الإرادة والعمل الجاد، وسردًا لرحلته من شخص يتعرض للتنمر إلى أيقونة. وتكمن هذه القصة، كما يقول، فى المسافات التى يرغب المرء فى قطعها، والخطوات التى يجب أن يتخذها للوصول من حيث يقف إلى حيث يريد أن يذهب.

تدور أحداث المذكرات بين وصوله إلى مدينة نيويورك عام ١٩٦٩، وتتويج فيلم «روكى» بـ٣ من جوائز «الأوسكار» عام ١٩٧٧، منها أفضل فيلم وإخراج ومونتاج. وينسج «ستالون» صورة حية ونابضة بالحياة للنضال والعيش الكريم، وفى نهاية المطاف النجاح، كاتبًا عن أيامه الأولى وسنواته الأخيرة، عن مثابرته وإبداعه وصموده الذى قاده ليس فقط إلى إنتاج فيلم «روكى»، بل إلى مسيرة مهنية حافلة بأدوار أيقونية مميزة.

ويُقدم الكتاب للقراء حكاياتٍ آسرة من أحد أكبر نجوم هوليوود، بالإضافة إلى رؤىً قيّمة وحكمةً عمليةً ستُلهم الأجيال القادمة وستبقى أثرها فى نفوسهم، ويأخذهم معه فى كواليس رحلة حياته لأول مرة.