الجمعة 31 أكتوبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

فلوس كتير.. مجهود أقل.. نجوم «هوليوود» يتجهون لتسجيل الكتب الصوتية

حرف

- تسجيل كتاب واحد يمكن أن يدر على النجم 150 ألف دولار مع عمل لبضعة أيام فقط

- أكثر من 2000 ممثل سلسلة «هارى بوتر» بما يحولها إلى «فيلم يُسمع بالأذن»

قبل أيام قليلة، سجل السير جارى أولدمان، الحائز على جائزة «الأوسكار»، قراءة رواية الأطفال «العنزات الثلاث والوحش» بصوته، لينضم النجم الشهير إلى قائمة طويلة من نجوم الصف الأول فى هوليوود، الذين تعاونوا مع دور النشر الكبرى فى تسجيل الكتب الصوتية.

وأضاف تسجيل نجوم هوليوود الكبار الكتب الصوتية، بريقًا إلى هذه الوسيلة التى كانت باهتة فى السابق، وجذبوا من خلال أصواتهم جماهير لا تتفاعل عادةً مع الكتب عبر آذانها، ليساهموا فى رفع مكانة الكتب الصوتية ضمن صناعة النشر بأكملها، خاصة لما لهم من شهرة كبيرة على مستوى العالم كله، ومن بينهم ميريل ستريب ونيكول كيدمان وكيت وينسلت وداستن هوفمان وكولين فيرث وجوليان مور وأندرو جارفيلد، وغيرهم الكثير.

فى السطور التالية، تستعرض «حرف» أبرز هؤلاء النجوم، والأعمال التى سجلوها أو سيسجلونها بأصواتهم، بعد إلقاء الضوء على أسباب الإقبال المتزايد من هؤلاء النجوم لتلك الصناعة، وكيف تحول تسجيل كتاب واحد فقط إلى ما يشبه الفيلم.

توم هانكس.. البيت الهولندى

نظرًا لموهبته كممثل حائز على جائزة «الأوسكار»، ومؤلف عدد من أكثر الكتب مبيعًا، ليس من المستغرب أن يتفوق توم هانكس فى السرد الصوتى، مستخدمًا تنوعاته العاطفية المميزة، من دهشة الطفولة إلى استياء الكبار، فى رواية الكاتبة الأمريكية آن باتشيت المعقدة والحميمة والمؤثرة، وتتناول العائلة والتسامح: «البيت الهولندى».

تدور أحداث رواية «البيت الهولندى»، التى تمتد إلى ٥ عقود، حول «دانى» و«مايف كونروى»، الشقيقين اللذين حاصرهما الهجر والفقدان، ومهووسان بمنزل طفولتهما، وهو قصر فخم، اشتراه والدهما على عجل من مزادٍ عقارى.

القصر مؤثث بالكامل، ويعرف باسم «البيت الهولندى»، ويوجد تحديدًا فى «إلكينز بارك» بولاية بنسلفانيا، وتتخلى عنهما والدتهما، وتستحوذ عليه زوجة أبيهما. ويروى «دانى» الذى تحميه أخته القصة، وهو الشخصية التى يجسدها توم هانكس بصوته، بكل ما فيه من حيرةٍ ومرارةٍ وحنان، علمًا بأن الكتاب الصوتى موجود على منصتى «أوديبل» و«أمازون».

كورونا وجرامى

تتعدد أسباب توجه نجوم الصف الأول فى هوليوود نحو تسجيل الكتب الصوتية، وفق مجلة «تاون آند كانترى» الأمريكية، وعلى رأسها ما يشهده شباك تذاكر دور السينما من «أعوام كئيبة» فى الفترة الأخيرة، فعدد المشروعات التى تحصل على الضوء الأخضر تقل، والإنتاجات تغادر كاليفورنيا إلى كندا.

واتجه نجوم كبار فى هوليوود، مثل ميريل ستريب وجوليان مور وأندرو جارفيلد وألكسندر سكارسجارد وإيل فانينج، إلى تسجيل الكتب الصوتية لمؤلفين آخرين، بدلًا من الأفلام، ما أضاف بريقًا إلى هذه الوسيلة التى كانت باهتة فى السابق، وفق المجلة، مضيفة: «خلال الخريف الجارى، يُحضّر النجمان شون بن وبول جياماتى مشاريع كتب صوتية لإصدارها فى الفترة المقبلة».

فى حين أن العمل مع كبار النجوم فى هوليوود يجذب الناشرين الذين يطمعون فى شهرتهم، غالبًا ما يكون القرار من قبل المؤلف، وفق دان زت، المشرف على إنتاج المحتوى فى دار نشر «بينجوين راندوم هاوس أوديو»، والذى قال: «عندما نبدأ المحادثات، ونسأل المؤلف: من الذى تسمعه؟»، أحيانًا يكون الرد: «أود أن أقرأ هذا بنفسى»، وأحيانًا أخرى يكون: «أود أن يروى كتابى النجم إيان ماكيلين».

قالت ديانا دابيتو، المشرفة على برمجة المحتوى فى منصة «أوديبل»، وهى خدمة اشتراك رقمية تابعة لشركة «أمازون»، توفر أكبر مجموعة من الكتب الصوتية للمشتركين بها بمقابل مالى، إن «جذب نجومٍ بارزين، مثل إيان ماكيلين، يُمكن أن يجذب جماهير لا تتفاعل عادةً مع الكتب عبر آذانها».

ورغم أن منصة «أوديبل»، التى تأسست قبل ٣٠ عامًا، لطالما قدّمت رواةً مشهورين، بدأ المزيد من النجوم يُعربون عن اهتمامهم بالعمل معها، خاصة خلال جائحة فيروس «كورونا»، عندما توقّفت مشاريع الأفلام والتليفزيون، كما تُشير «دابيتو».

وأضافت المشرفة على برمجة المحتوى فى منصة «أوديبل»: «كان للنجوم وقتها المزيد من الوقت لتقديم هذه العروض الرائعة. يُمكنهم تحقيق ذلك الإنجاز الإبداعى وخوض ذلك التحدى المذهل بأكثر الطرق تشويقًا»، علمًا بأن نجوم هوليوود الكبار يمكنهم أن يربحوا ١٥٠ ألف دولار مقابل العمل على كتاب صوتى لبضعة أيام فقط.

لم تكن جائحة فيروس «كورونا» وحدها المسئولة عن تعريف مشاهير هوليوود بهذه الوسيلة، فقد تزامن الارتفاع فى عدد الأسماء اللامعة التى انتقلت من الشاشة الفضية إلى السماعات مع ازدياد شعبية مذكرات هوليوود. عام ٢٠٢٣، نُشر أكثر من ٤٠٠ كتاب مذكرات باللغة الإنجليزية، وهو ما يقارب ٤ أضعاف العدد المنشور عام ٢٠١٩، وفقًا لموقع «جود ريدز»، ليبدأ وكلاء النجوم فى الانتباه إلى ذلك.

وعلق «دان زت»: «أعتقد أن المذكرات جذبت المزيد من المشاهير إلى الأستوديو لتسجيل كتبهم، ما رفع من شأن الكتب الصوتية فى هذا المجال بأكمله».

ويرى كثيرون أن تسجيل الكتب الصوتية أكثر جاذبية وأقل خطورة من إطلاق هؤلاء النجوم علامة تجارية أخرى لمنتج معين أو «بودكاست» عادى، وهى أعمال شاقة تستغرق سنوات، وتستنزف مواردهم. وحسب «دابيتو» فإن «تسجيلات الكتب الصوتية يمكن إنجازها فى غضون بضعة أيام أو أسابيع».

وأضافت «دابيتو»: «صناعة الكتب الصوتية تتبع نمطًا مألوفًا للممثلين: نص، ومنتج، وجدول إنتاج، بالإضافة إلى شيك مضمون. ثم إن هناك إمكانية الفوز بجائزة (جرامى)، فقد رسّخت فيولا ديفيس مكانتها، بعد فوزها بجائزة (جرامى) عن قراءة مذكراتها بصوتها، فى ٢٠٢٣. كما حاز نجوم آخرون، مثل كارول بيرنت ومايكل جيه فوكس، على الجائزة بفضل كتبهم الصوتية».

مليار دولار

تشهد صناعة الكتب الصوتية، التى تبلغ استثماراتها مليار دولار، وتنمو مبيعاتها بمعدلات مضاعفة، ازدهارًا ملحوظًا. ووفق استطلاع حديث أجرته جمعية «ناشرى الكتب الصوتية» بين ١٧٠٠ شخص، استمع ٥١٪ من الأمريكيين تبلغ أعمارهم ١٨ عامًا فأكثر لكتاب صوتى.

وتمتلك دار نشر «بينجوين راندوم هاوس» ١٤ أستوديو فى لوس أنجلوس ونيويورك لتسجيل الكتب الصوتية. لكن من الشائع بشكل متزايد أن يسجل النجوم من منازلهم، وفق ديانا دبيتو، والتى قالت: «يفضل العديد من المؤلفين والمشاهير العمل من المنزل لانشغالهم بأعمال صوتية أخرى. لذا، يمكننا أحيانًا العمل مباشرةً فى منازلهم، مع وجود مخرج يتابع الجلسة عبر تطبيق (زووم)».

وبالنسبة للناشرين، يُمكن أن يكون الجمع بين أسماء نجوم هوليوود الشهيرة والمواد الأدبية، وسيلةً لإضفاء حيوية جديدة على الأعمال الكلاسيكية. وأحيانًا، يتضمن ذلك اختيار الشخصيات بدلًا من راوٍ واحد، مثلما حدث مع رواية «كبرياء وتحامل» الكلاسيكية للكاتبة جين أوستن، التى يبلغ عمرها أكثر من قرنين، فقد أصدرت منصة «أوديبل» مؤخرًا كتابًا صوتيًا لتلك التحفة الأدبية بأصوات النجمة جلين كلوز والنجم المخضرم بيل ناى والممثل الشاب هاريس، فى وسيلة لجذب مستمعين جدد لكلاسيكيات الأدب العالمى.

وهناك مثال آخر، فكتب «هارى بوتر» وإصداراتها الصوتية الكاملة، تضم أصوات عدد كبير من النجوم، مع أكثر من ٢٠٠٠ ساعة تسجيل، وطاقم تمثيل يضم أكثر من ٢٠٠ ممثل، ليصبح الكتاب بذلك أشبه بفيلم يُسمع بالأذن.

بدءًا من نوفمبر المقبل، تُصدر منصة «أوديبل» روايات «هارى بوتر» السبع شهريًا بأصوات نجوم هوليوود. ومن بين الأسماء البارزة التى تنضم إلى عالم السحرة فى الكتب الصوتية لهذه السلسلة: كيرا نايتلى وريز أحمد وكيت هارينجتون وهيو لورى وروث ويلسون وجيمس مكافوى.

وبشكل متزايد، أصبح رواة الكتب الصوتية من نجوم هوليوود المعروفين، أمثال ميريل ستريب، مصدر جذب للمعجبين، وفق سوزان جالفز، مديرة التحرير فى «سبوتيفاى»، والتى قالت: «لدينا بالفعل العديد من هؤلاء الرواة الذين يُعجب بهم الناس بشدة، ويرغبون فى الاستماع إليهم فور ظهورهم، لأنهم يعلمون أن طريقة سردهم للكتاب رائعة حقًا».

لكن، فى النهاية، يتطلب بيع الكتب الصوتية كتبًا جيدة بلا شك، وعندما يكون هناك تفاوت بين قوة النجوم وجودة القراءة، كما هو الحال فى صناعة السينما، فإن المشاهير ليسوا بمنأى عن الفشل. يقول «دان زت»: «مجرد إضافة صوت أحد المشاهير إلى كتاب ما لا يعنى بالضرورة أنه سيغير مسار المبيعات»، فى إشارة إلى أن جودة الكتاب تبقى هى الأهم.

سكارليت جوهانسون.. فى بلاد العجائب

تمتلئ رواية لويس كارول الكلاسيكية «أليس فى بلاد العجائب» بشخصياتها الغريبة، وأحداثها السريالية، وبطلتها الطفلة الفضولية، ولا تزال تحتفظ بمكانتها المحبوبة منذ ما يقرب من ١٦٠ عامًا على صدورها الأول. 

وألهمت هذه الرواية الخيالية عددًا لا يُحصى من أفلام الرسوم المتحركة والواقعية، والبرامج التليفزيونية، والقصص المصورة، وألعاب الفيديو، ولا تزال يعاد تفسيرها وتُناقش بجدية من قِبل القرّاء البالغين والنقّاد.

وتُضفى الممثلة الحائزة على جوائز متعددة، سكارليت جوهانسون، على كل شخصية من الشخصيات المتهورة صوتًا متفرّدًا وحضورًا مميزًا، مُجسّدةً شخصية «أليس» ببراعة لافتة. 

وأشادت «لورا»، إحدى المستمعات على منصة «أوديبل»، بأداء «جوهانسون» قائلةً: «تُضفى سكارليت جوهانسون عمقًا وروعة لا يُصدقان على هذه القصة الخالدة، لدرجة أنها قد تكون النسخة المفضلة الجديدة لدى».

نيكول كيدمان.. إلى المنارة

«إلى المنارة»، رواية من تأليف الكاتبة الحداثية الشهيرة فيرجينيا وولف، تدور قصتها حول عطلات عائلية إلى جزيرة «سكاى» فى أسكتلندا، وتمتد أحداثها إلى أكثر من ١٠ سنوات، وتُروى من منظور شخصيات متعددة، ما يجعل المزاج والنبرة متغيرين باستمرار، مع اعتماد الحبكة بشكل شبه كامل على الحوار بين الشخصيات، ما يجعل تركيز الرواية منصبًا على التأمل الذاتى بدلًا من الفعل.

فى عام ٢٠٠٣، فازت نيكول كيدمان بجائزة «الأوسكار»، عن دورها الرئيسى فى فيلم «الساعات» للمخرج ستيفن دالدرى، والذى جسدت فيه شخصية فرجينيا وولف. لذا يُعد سردها لرواية «إلى المنارة» دليلًا على فهمها لأسلوب «وولف» المتقن فى النثر، وفى عرض صراعات الشخصيات الداخلية.

إيما تومسون.. دورة اللولب

أثارت قصة هنرى جيمس الغامضة «دورة اللولب» تكهنات وجدلًا واسعًا منذ صدورها عام ١٨٩٨، إذ تدور أحداثها حول مربية شابة يعهد إليها برعاية طفلين فى ضيعة ريفية معزولة، وهى عمل كلاسيكى يجمع بين أدب الرعب والخيال فى العصور الوسطى، كما أنها رواية إثارة نفسية تمزج بين القوى الخارقة للطبيعة والأوهام.

وتُبرز النجمة إيما تومسون، الحائزة على جوائز الأوسكار والجولدن جلوب والإيمى، المشاعر الإنسانية والشغف فى استكشاف «جيمس» للحياة والموت والشر والجنون والمجهول، ووفقًا للقراء فسيُبقى أداؤها مشوقًا ويترك القارئ مسكونًا بالأرواح الشريرة.

ميريل ستريب.. حرقة قلب

ربما تُعرف نورا إيفرون بأنها كاتبة سيناريوهات لأفلام كوميدية رومانسية شهيرة مثل «عندما التقى هارى بسالى» و«الساهر فى سياتل»، لكنها أيضًا روائية موهوبة، ويتجلّى ذلك فى أول أعمالها المنشورة، رواية «حرقة قلب». 

فى هذه الرواية، تكتشف «رايتشل سامستات»، وهى حامل فى شهرها السابع، أن زوجها يحب امرأة أخرى، فتبدأ سلسلة من التعقيدات العاطفية والوجودية. وطوال القصة، تتأرجح «رايتشل» بين رغبتها فى استعادة زوجها، وتمنّى موته المبكر، لكن الشىء الثابت الوحيد هو حبها للطعام وإيمانها بأن الوصفة الجيدة قادرة على حل أى مشكلة. 

رواية «حرقة قلب» تحمل طابعًا فكاهيًا ساخرًا، وتزداد روعةً بفضل الأداء الصوتى لميريل ستريب، الأسطورة الحية التى تحمل الرقم القياسى لأكثر ممثلة ترشيحًا لجوائز الأوسكار. 

بصوتها، تجسّد «ستريب» شخصية «رايتشل» بمزيج مثالى من الحزن والألم والفكاهة، وهى نفسها من جسّدت الدور حين تحوّلت الرواية إلى فيلم سينمائى.

وحظى أداء «ستريب» فى النسخة الصوتية بإشادة واسعة، لما حمله من روح دعابة وذكاء، مُجسّدةً صوت بطلة الرواية وهى تواجه خيانة زوجها أثناء حملها، والكتاب الصوتى متوفر على منصات مثل «أوديبل» و«أمازون» و«آبل بوكس».

كيت وينسلت.. ماتيلدا

كيت وينسلت، الحائزة على جوائز «الأوسكار» و«إيمى»، ممثلة بريطانية بارعة تتميز ببراعة مذهلة، وتتجلى موهبتها فى تجسيد الشخصيات بروح الدعابة والعاطفة، فى روايتها للكتاب الصوتى لقصة «ماتيلدا».

وتُضفى «كيت وينسلت» مزيجًا مثاليًا من الخيال والحنان والغضب الصادق فى تجسيدها لرواية الكاتب رولد دال المحبوبة، والتى تحكى قصة فتاة صغيرة استثنائية، لكنها تُهمَل وتُساء معاملتها باستمرار، وتكتشف قدرتها على المقاومة وفى النهاية تجد الوعى الذى تتوق إليه والحب الذى تستحقه.

آن هاثاواى.. ساحر أوز العجيب

تُعتبر رواية «ساحر أوز العجيب» للكاتب ليمان فرانك باوم من الأعمال الكلاسيكية ذات القيمة الأدبية الفائقة، حتى إنها سُجّلت فى مكتبة «الكونجرس» بوصفها «أعظم وأكثر القصص الخيالية الأمريكية المحبوبة». 

وتدور أحداث الرواية حول «دوروثى»، الفتاة الصغيرة من بلدة هادئة فى كانساس، التى تجتاحها عاصفة عاتية فتجد نفسها عالقة فى عالم جديد وغريب وساحر، لتبدأ رحلة استكشاف مليئة بالمفاجآت والرموز.

وتُبرز الممثلة آن هاثاواى، الحائزة على جائزة «الأوسكار»، جمال هذه القصة من خلال سردها الصوتى الحالم، الذى يضفى على رحلة «دوروثى» بُعدًا إنسانيًا وعاطفيًا خاصًا. 

وأسرت «هاثاواى» قلوب المشاهدين فى أفلام مثل «الشيطان يرتدى برادا» و«البؤساء»، ويُظهر أداؤها فى النسخة الصوتية للرواية مهاراتها السردية الاستثنائية، حيث رُشّحت لجائزة «أودى» لأفضل أداء سردى منفرد نسائى عام ٢٠١٣، تقديرًا لتمكّنها من تجسيد روح القصة بصوتها الآسر.

روزاموند بايك.. العقل والعاطفة

تُعدّ رواية «العقل والعاطفة» أول عمل منشور للكاتبة البريطانية جين أوستن، وهى جوهرة أدبية مهدت الطريق لمسيرة روائية عريقة، ووضعت أسسًا لما أصبح لاحقًا من أبرز كلاسيكيات الأدب الإنجليزى. 

وتدور أحداث الرواية حول شقيقتين: «إلينور» و«ماريان»، تواجهان تحديات الأنوثة فى إنجلترا خلال العصر الجورجى، وتسعيان للعثور على الحب والزواج ضمن منظومة اجتماعية صارمة، لكن كما تقول إحداهما: «كلما ازدادت معرفتى بالعالم، ازداد اقتناعى بأننى لن أرى رجلًا يُمكننى أن أحبه حقًا».

وتعد النجمة البريطانية روزاموند بايك الراوية المثالية لهذا العمل الكلاسيكى، وهى ممثلة اشتهرت بدورها الرئيسى فى فيلم «فتاة مفقودة» من إخراج ديفيد فينشر. بايك، وتُعد من أشد المعجبين بأعمال جين أوستن.

وتنقل كلمات الرواية بنبرة عميقة ومتفهمة، مقدّمةً أداءً صوتيًا مؤثرًا وصادقًا فى النسخة الصوتية، يُبرز التوترات النفسية والوجدانية التى تعيشها البطلتان.

جيك جيلينهال.. جاتسبى العظيم

يجسّد الممثل جيك جيلينهال، المرشّح لجائزة «الأوسكار»، دور الراوى «نيك كارواى» فى رواية «جاتسبى العظيم» للمؤلف سكوت فيتزجيرالد، مجسدًا بصوته عالم الأثرياء وأصحاب النفوذ. 

ويُسلّط أداء «جيلينهال» الصوتى الدقيق والآسر الضوء على الجانب المشرق من حياة «جاتسبى»، وما يخفيه من ألم ويأس ومأساة فى نهاية المطاف، إذ يصوّر الكاتب الناس والأماكن والحفلات فى «ويست إيج» بصوتٍ يفيض بالرقىّ والأناقة، ليُقدّم أداءً يُعدّ مكمّلًا مثاليًا لعظمة القصة، مع الحفاظ على القيم والانتقادات التى طرحها «فيتزجيرالد» فى ثنايا الرواية

صامويل جاكسون.. غضب فى هارلم

يقدم النجم صامويل جاكسون تعريفًا لا يُضاهى بـ«المحقق كوفين إد جونسون»، قليل الحظ فى رواية «غضب فى هارلم» للمؤلف الأمريكى تشيستر هايمز. وبأسلوبه السلس والمميز فى إلقاء السطور، يُبدع «جاكسون» فى تجسيد شخصية «جونسون»، مُبرزًا سذاجته المتعثّرة، ورغبته الصادقة فى فعل الصواب، وفكاهته اللاذعة التى تمنح الشخصية طابعًا إنسانيًا محببًا.

ولا يقتصر إبداع «جاكسون» على صوت البطل، بل يمتد إلى تجسيد أصوات الشخصيات الجانبية المتنوعة، من «إيمابيل»، المرأة التى يحبها «جونسون» ويقع فى مشاكل كثيرة بسببها، إلى شقيقه التوأم «جولدى»، مرورًا بعصابة من رجال الشرطة الفاسدين والمحتالين على حدّ سواء. 

ريس ويذرسبون.. تذهب وتعين حارسً

الجميع يعرف النجمة ريس ويذرسبون من دورها الشهير بشخصية «إيل وودز» فى فيلم «شقراء قانونيًا»، لكنها أيضًا تمتلك أحد أشهر نوادى الكتب فى الولايات المتحدة، حيث تحظى ترشيحاتها بتفاعل واسع بين القرّاء، وغالبًا ما تتحوّل إلى كتب الأكثر مبيعًا. 

وسجّلت «ويذرسبون» عددًا من الكتب الصوتية، من بينها «اذهب وعيّن حارسًا»، وهو الجزء الثانى من رواية الكاتبة الأمريكية هاربر لى الشهيرة «أن تقتل طائرًا بريئًا»، ويستعيد العديد من الشخصيات ذاتها فى سياق جديد.

فى هذا الجزء، تعود «سكوت» إلى بلدة «مايكومب» قادمة من نيويورك لزيارة والدها «أتيكوس»، وهناك تجد نفسها فى مواجهة مع هويتها ومكان ميلادها، فى صراع داخلى يعكس تحولات المجتمع الأمريكى. وتُقدّم ريس ويذرسبون أداءً صوتيًا مميزًا، إذ تمتلك اللكنة الجنوبية المثالية لهذا النص، وتُجسّد بصوتها مشاعر البطلة وتعقيداتها النفسية.

توم هاردى.. الأخ الأكبر

يروى النجوم الكبار: أندرو جارفيلد وسينثيا إيريفو وأندرو سكوت وتوم هاردى رواية «١٩٨٤» للكاتب جورج أورويل، فى نسخة صوتية جديدة ومثيرة أصدرتها منصة «أوديبل».

ومع كل موجة من هذه الأخبار، يتجدّد الاهتمام بـ«١٩٨٤» بوصفها مرآة نقدية للواقع السياسى والاجتماعى. وفى هذا الإصدار، يُجسّد أندرو جارفيلد شخصية «وينستون سميث» بصوت يحمل التوتر والقلق. وتؤدى سينثيا إيريفو دور «جوليا» بنبرة تجمع بين التمرّد والالتحام العاطفى. ويُقدّم أندرو سكوت شخصية «أوبراين» بذكاء غامض، فيما يُضفى توم هاردى على «الأخ الأكبر» حضورًا صوتيًا مهيبًا ومخيفًا. 

وأشاد المستمعون على منصة «أوديبل» بالأداء الصوتى المعبر لهؤلاء النجوم، الذين نجحوا فى إحياء شخصيات الرواية الكلاسيكية بروح جديدة، تُبرز عمقها الرمزى وتُعيد طرح أسئلتها الكبرى حول الحرية والرقابة والهوية.

جارى أولدمان.. العنزات الثلاث

سجّل الممثل الحائز على جائزة «الأوسكار»، جارى أولدمان، بصوته رواية «العنزات الثلاث والوحش»، ضمن برنامج محو الأمية «ستورى لاين أونلاين» التابع لمؤسسة نقابة ممثلى الشاشة وفنون السينما والتليفزيون، احتفالًا بشهر الكتاب الوطنى، الذى حلّ أوائل الشهر الجارى فى الولايات المتحدة.

وتعاون جارى أولدمان مع البرنامج فى قراءة نسخة مُعاد كتابتها من الرواية، من تأليف ماك بارنيت، ورسوم جون كلاسين، مقدّمًا أداءً صوتيًا يجمع بين الحميمية والخيال، فى عمل يستهدف الأطفال ويشجّعهم على حب المطالعة.

وعن مشاركته، قال «أولدمان»: «الانضمام إلى برنامج (ستورى لاين أونلاين) هو طريقتى للمشاركة، بل وتشجيع حب القراءة مع الجيل المقبل، والأطفال على الاكتشاف والرؤية وتخيّل الإمكانيات الكامنة بين صفحات كل كتاب».