قبس من نورها.. من المتحف الكبير إلى العالم: «هنا مصر»
- افتتاح المتحف الكبير تدشينٌ هو الأقوى لقصة هوية مصر التى أعاد بعثها من جديد الرئيس السيسى
- الذى وقف منذ سنوات فى جلال ليستقبل جثامين أجداده رسميًا بعد انتقالهم من التحرير إلى مراقدهم الجديدة
- ما سوف يحدث فى غرة شهر نوفمبر أمرٌ جلل يصلح لأن يكون نقطة مفصلية فاصلة فى حسم مسألة الهوية
- مصر صنعت حضارة زراعة الأرض مصر روضت أقسى أنواع الحجارة مصر صنعت السفن ودشنت لحضارة التجارة الدولية
«حين كنتم تصنعون المجد لم نكن موجودين.. قطعًا أنتَ فخورٌ بهذه البلاد وحضارتها.. مصر يجب أن تكون فى المقدمة».. هذه العبارات وغيرها الكثير مما سمعته على مدار ثلاثة عقود من ممارسة مهنة الحديث عن مصر وباسم مصر. عباراتٌ تطرب لها الروح قبل الأذن.. نعم أنا فخورٌ بشرف الانتماء لها، وقامتى تطال عنان السماء ولسانى يلهج بذكر فضائلها وسرد عظيم حضارتها التى لو أدرك حقيقتها كل المصريين لغدت مصر اليوم متربعة على عرش حضارة الكون المعاصرة.
لا تقل إن مصر تفتتح متحفًا أثريًا، بل قُلْ إنها تجود على العالم مجددًا ببعض نورها وشرفها وحضارتها.
العالم على موعدٍ فى الأول من نوفمبر مع حدث حضارى استثنائى تحتضنه أم العلوم والفنون والحضارة.. تحتضنه مصر. لم يبالغ مَن وصفها بأم الدنيا، فهى الأم الشرعية لكل ما يمكن وصفه بعلمٍ أو فن أو قيم أخلاقية وإنسانية. هى «ماعت» التى تجمع كل قيم الحق والخير والعدل والجمال والسلام. هى من بحثتْ عن الله فعرفته حين كان العالم غارقًا فى ضلال العقل وظلام الروح. هى من فعل أول كل شىء لإنارة ظلام العقول والأرواح ومنح البهجة والفرح للكون.
تتحلّق أنظار العالم فى الأول من نوفمبر صوب مصر كما فعل منذ آلاف السنوات. الأمر يتخطى كثيرًا فكرة إنشاء مبنى عملاق يضم بين جنباته أعظم ما أنتجه العقل البشرى المصرى المبدع. ما سوف يحدث هو أن مصر سوف تعود لممارسة صنعتها وهوايتها فى منح الكون قبسًا من نورها وروحها. حرفيًا سوف تتحقق شطرة البيت الشعرى الأعظم وسيقف العالم على أطراف أصابعه لينظر مشدوهًا فاغرًا الفم لينظر كيف بنت مصر قواعد المجد وكيف خلقت العلوم والفنون وحدها.

فى أقل من شهر سوف تقصد كوكبة من قادة ورؤساء الدول ورؤساء الحكومات أبوابَ مصر مرة أخرى، بعد أنْ قصدتها فى المرة السابقة بحثًا عن السلام الممهور بختمٍ مصرى خالص من الشرف والقوة. هذه المرة سوف يصطف القادة بجوار نخب العالم من شتى أطياف العلوم والفنون، لا ليشهدوا لمصر بما تستحق، لكن لكى ينالوا شرف الوجود فى هذا المشهد المهيب. أتوا ليقفوا فى إجلال أمام أجدادنا العظام الذين صاغوا لهذا الكون منظومة أخلاقه وقيمه وجادوا عليه بأول دولة مدنية فى التاريخ الإنسانى. سوف ينال من سيحضرون المشهد شرف أن يكون فى استقبالهم ملوك مصر العظام، وعلى رأسهم الملك الأعظم رمسيس الثانى ليعلن انتصاره مجددًا على كل حملات التشويه التى فشلت فى النيل من سيرته.
منذ حوالى خمسة آلاف عامٍ دشنت مصر أول مدارس طبية فى العالم فى منف وأبيدوس وصان الحجر والأقصر. أتى إليها طلاب علوم الطب والصيدلة من جزر البحر المتوسط فى أول بعثات علمية عرفها التاريخ. استمر النهل من علوم مصر الطبية حتى القرن التاسع قبل الميلاد وما تلاه من قرون حين أتى الآلاف من اليونانيين لنقل كتب مصر الطبية إلى بلادهم ولينشئوا مدارس ومستشفيات ملحقة بمعابد دينية تمامًا كما رأوا فى مصر، ولكى ينسب العالمُ فى العصور الوسطى إليهم علومَ مصر كذبًا. حتى تحدث ثورة فك طلاسم لغة مصر ويتم ترجمة بردياتها الطبية، فتتم إعادة الاعتبار لمصر وتصدر عشرات الكتب التى تكشف ما كان غائبًا فى كهوف النسيان.
مصر هى مبدعة علوم الطب والصيدلة. أول طبيب فى العالم مصرى، وأول طبيبة فى التاريخ الإنسانى مصرية. أول عمليات جراحية هى ابتكار مصرى خالص. بعد الغزو اليونانى يتم استبعاد المصريين من جامعاتهم خوفًا من نبوغهم، ويستمر الإبعاد فى العصور التالية، فينقل المصريون مراكز علومهم للمعابد ثم الأديرة، وتبقى علوم مصر الطبية عصية على النسيان.

المصريون هم من أجروا أول عمليات جراحية فى العيون والأسنان والأطراف والعظام، وخلقوا فكرة الأطراف الصناعية. أول من احترفوا الطب فخرجوا رسميًا يعالجون المرضى من ملوك الدول المجاورة وشعوبها. المصريون أول من خلق علوم الطب البيطرية وعالجوا حيواناتهم.
المصريون هم من صنعوا علوم ما يسمى بالحضارة الإسلامية الطبية حين نزح علماؤها إلى أنطاكية والرها ثم بغداد، وحين اصطفى عمر بن عبدالعزيز لنفسه طبيبًا مصريًا بعد أن أخذ الباقى لعاصمة الخلافة. أحد الخلفاء كان يمنح الذهب لمن يقوم بترجمة كتاب طبى مصرى بما يوازى وزن الكتاب!
الحقيقة ساطعة.. لقد قامت على عاتق المصريين علوم الطب والصيدلة. مجدى يعقوب وأسامة شوقى ومحمد غنيم وغيرهم آلاف هم من هذا السلسال المصرى العظيم.
لم يشيد حضارة مصر العبيد بالسُخرة ولا بغيرها، إنما شيدها آلاف المصريين العباقرة الذين بدا الأمر وكأنهم يستشرفون المستقبل، فحموا إرثهم من السطو بأن سجلوا ووثّقوا على جدران مقابرهم سيرهم الذاتية. فى كل مقبرة من مقابر هؤلاء لا يملك أحدنا سوى أن يقف إجلالًا لهذه العبقرية فى الحرص على توثيق الحق المبين.. أنا من أبدعت ومن شيدت ومن عملت.. هذا هو اسمى وهذه عائلتى... شجرة عائلة تسجل أجيالًا من الأسماء المتعاقبة من الآباء والأمهات والأجداد. يترك أحدهم سجلًا مصورًا لكل ما قام به من مهام وتكليفات ومشروعات حتى لا يسطو على إرث الشرف لقيطٌ أو لص!

يوميات كتبها العمال والفنانون تم العثور على عشرات الآلاف منها. تركوا لنا مفاتيح الأسرار وفك الشفرات. هكذا صنعنا الطوب اللبن. هكذا صهرنا الذهب وشكلناه. هكذا عمل النجارون والبناءون. هكذا زرع المصريون أرضهم، وهكذا حرثوها وبذروها وجنوا محاصيلها.
وهكذا روضوا الفيضان، وهكذا خلقوا أول إدارة حكم محلى فى التاريخ تسجل حدود الأرض الزراعية قبل أن يطأها الفيضان الهادر. هكذا ابتكروا هندسة الرى ومقياس النيل وشق الترع والمصارف. وهكذا دشنوا لفكرة العدل الضريبى حسب المحصول. وهكذا لم يتركوا جائعًا أو امرأة ضعيفة تواجه بمفردها حياة قاسية. هكذا صنعوا أطعمتهم وحفظوها.
مصر صنعت حضارة زراعة الأرض. مصر روضت أقسى أنواع الحجارة. مصر صنعت السفن ودشنت لحضارة التجارة الدولية برًا وبحرًا مع جيرانها بمبدأ التبادل العادل الجانح للسلام النافر من اغتصاب الحقوق أو السلب والنهب.
مصر هى مبدعة حضارة الحياة والبهجة. صنع المصريون أول أدوات موسيقية فى التاريخ، عشرات الأشكال من القيثارة والعود، الدف المربع ثم الدائرى، آلات النفخ العسكرى والاحتفالى للطرب المجرد. دشنت مصر لفكرة الفرق الموسيقية المحترفة، وقدمت أول مايسترو يقود فرقته، وأصبحت كلمة موسيقى فى اللغة المصرية تعنى حركة يد المايسترو لقيادة فرقته.
غنى المصريون لكل شىء، غنوا لحيواناتهم فى الحقول وتركوا «مونولوج» غنائيًا للفلاح وهو يداعب حيواناته وهى تعمل معه فى حرث الأرض.

غنوا لمصر أو «كِمت» عشقًا لها.
غنوا وهم يقطعون الأحجار وكأن نغماتهم تلين قسوة الحجر.
غنوا بالصوت وبالصلاصل الموسيقية للمولود وهو قادم للحياة.
غنوا فى جلالٍ وهم يزفون أحدهم لدار الحق أو دار السلام الأبدى. هذه المسميات هى ما أطلقه المصريون حرفيًا على الدار الآخرة. أسموها نصًا «دار الحق ودار السلام والدار الآخرة».
وحين أطلقوا العنان لخيالهم لشكل هذه الدار لم يروها سوى مصر. كان الخلود غايتهم التى عملوا بصدق فعلى على بلوغها بالعمل الصالح فى الحياة. لم يذهب خيالهم لفكرة الجحيم، إنما الخلود أو لا شىء. لا شىء كان هو سوء المصير الذى حاولوا جاهدين تجنبه بالصدق والعمل الدءوب. اعتقدوا أن مشهد الجنازة لعالم الحق جديرٌ بالغناء حتى لو كان غناءً جنائزيًا. كانت النائحات يرتدين أثوابًا بيضاء لا سوداء قاتمة.
غنى المصريون للعشق والعشاق، وغزلوا قصائد الشعر وكتبوا القصة الطويلة والأقصوصة الصغيرة. تغزلوا فى الحبيبة كما تغزلوا فى الوطن والأرض. المصريون أول من خلق فن التمثيل على كوكب الأرض. مثلوا مسرحيات جنائزية وسياسية ودينية بمصاحبة الموسيقى.

أعترف بأننى وقعتُ فى عشق هذه اللوحة التى تحدت الزمن وبقيت براقة مبهجة.. وليمة لفتياتٍ يقمن على خدمتهن فتياتٌ جميلات بينما تعزف أخرياتٌ لهن على آلات العود والقيثارة. كلما وقفتُ فى مقبرة رئيس وزراء مصر «رخميرع»، بغرب الأقصر، أمام هذه اللوحة أشعر وكأنى أتنسم شذى هذه العطور بين خصلات الفتيات، وكأنى أسمع وأطرب لهذه النغمات الصادرة عن هذه الآلات. أقف مشدوهًا وأتمنى لو أستطيع الغوص عبر أكثر من خمسة وثلاثين قرنًا لكى أتحدث إليهن وأسألهن سؤالًا واحدًا: كيف كنتن هكذا وكيف أصبحنا نحن الآن؟! نعم كان أجدادنا محبين للحياة، محبين للفنون، خالقين لها، وكانت الفنون جزءًا أصيلًا من شخصيتهم ومكوناتهم. ونعم أنا أعشق هذه البلاد وحضارتها وشخصيتها الحقيقية وأرى أن بعضنا قد سقط فى تيه جهل بها وقاده جهله إلى فقد الثقة فى نفسه. نحن صناع الحضارة الإنسانية بشكل حقيقى وحصرى!
لقد أبدع المصريون فكرة المدرسة التى يذهب إليها الصغار، بناتًا وأولادًا. يتعلمون القراءة والكتابة وبعض المعارف الأساسية قبل أن يتم تقسيمهم بين شتى أفرع العلوم من طب أو هندسة أو نحت أو موسيقى. لقد أطللق المصريون على المدرسة مسمى بيت الحياة! العلم نورٌ.. لم نأتِ بجديد فلقد سبقنا إلى المعنى أجدادُنا!
لقد علّمونا أن العلم نورٌ وحياة. علموا أولادهم كل شىء، وأول ما علموهم كان عشق الأرض، سواء عشق الفلاح لأرضه وزراعته أو عشق الجندى لأرض كمت واعتبار الدفاع عنها من المقدسات. أبدعوا الكتابة فعشقوها وكتبوا كل شىء، فمنحوا- بما دونوه- أحفادهم أحدَ أهم أسلحتهم فى مواجهة حملات السطو على الإرث والتاريخ.
قادة عسكريون عظماء تركوا لنا ما يشبه الأرشيف العسكرى المعاصر. كيف خاضوا حروب تحرير مصر من غزو الهكسوس، وكيف صدوا غزوات شعوب البحر، وكيف حموا حدود بلادهم طوال عشرات القرون.

كتبوا فحموا هوية مصر من محاولات مناطحة غير المصريين لها. كتبوا فنقلوا لأبنائهم، جيلًا بعد جيل، قيمهم الأخلاقية. وبقى السلام القوى هو أهم ما كتبوه من كلمات. الفارق بينهم وبين غيرهم ممن كتبوا بعدهم بقرون طويلة أن المصريين كتبوا ونقلوا كلماتهم من مجرد كلمات إلى أفعال على الأرض. لم يكن شعبًا أجوف أو مجرد ظاهرة صوتية زاعقة. آثروا الكلمة الهادئة التى تترك للفعل على الأرض تحقيق معنى القوة. هؤلاء هم أصلنا وأسلافنا ونحن منهم. هؤلاء لم يكونوا كفارًا أو عباد أوثان. هؤلاء أول من عبد الله وأول من خلق فكرة الضمير.
ماذا بقى؟ الرياضة؟ حتى هذه قدموها للعالم! مئات المناظر فى مقابر بنى حسن وسقارة تخلّد سجلًا مصورًا من ممارسة الملاكمة والمصارعة والسباحة وحتى لعب الكرة، فتيات وفتيانًا. منافسات دولية بحكام من جنسيات مختلفة تم توثيقها فى عصر رمسيس الثالث أو القرن الثانى عشر قبل الميلاد، أى قبل فعاليات الأوليمبياد بقرون طويلة!
لم يعرف المصريون العجلات الحربية بالخيول حتى غزو الهكسوس. لكن المصريين طوروا هذا السلاح واستخدموا الخيل لأول مرة كرياضة منفصلة. وهذا ينسف تمامًا أسطورة نسبة رياضة الخيل لشعوب أخرى غير مصر! علّموا أولادكم السباحة وركوب الخيل! بالوثائق نحن أول من فعلناها! حتى ألعاب الأطفال كانوا أول من ابتكرها! ألعاب الذكاء وُجدت مرسومة على الجدران ووُجدت بشكل حقيقى يشهد لهم بالتفرد.
علم الكيمياء -على غير ما يعتقد البعض- كان للمصريين السبق فيه، بتحضير أصباغ الألوان من مواد طبيعية معدنية بطريقة بسيطة عبقرية، وبتحضير مركبات الصيدلة!
لا أنسى وجه أحدهم منذ أكثر من خمسة عشر عامًا وهو يقول: كفى كفى، ماذا أبقيتّ للآخرين؟.. أعلم أنك ذكرت كل وثيقة تثبت ما تقول لكن عقلى لا يستوعب.. لقد علمونا فى المدارس أن أصل هذه العلوم هى الحضارة اليونانية.. أنت تهدم ما تعلمناه!
فكان ردى: هى التى لم تُبقِ للآخرين شيئًا!
الذين احترفوا مهنتى يعرفون الحقيقة. نحن الذين قرأنا آلاف الوجوه ولمحنا تلك اللمعة فى العيون والتى ندرك مغزاها جيدًا. رأينا الرهبة وشعرنا بها فى تلك العيون. ونحن الذين نشعر ببعض الأسى حين لا نرى تلك اللمعة فى أعين بعض المصريين. ونشعر بالشفقة والرثاء حين نرى بعض المصريين الذين يجهلون عظيم نسبهم أو ينكرون أو يتنكرون لعظيم إرثهم. نحن الذين كنا نطالع فى ذهول سخرية مصريين من كلمة «كِمت» والمنتسبين لها وكأنهم عبّاد أوثان. هل هناك من يستحق الرثاء أكثر من وارث علم وفن يصر على أنه بلا أصل ولا إرث؟! من نحمل له الحقيقة ونخبره بأنه من سلالة عظيمة علمًا وخلقًا وإرثًا فيصر على أنه جلفٌ فظ؟ بعضهم أصر على ذلك حتى فوجئ بكل لقطاء ولصوص الأرض وهم يتهيأون للانقضاض على الإرث الذى أنكره والهوية التى تبرأ من شرف الانتماء لها!

إن ما سوف يحدث فى غرة شهر نوفمبر أمرٌ جلل يصلح لأن يكون نقطة مفصلية فاصلة فى حسم مسألة الهوية. سوف يشهد العالم لمصر بما تستحقه من فضل. فعلى المصريين أن يحسموا أمرهم. هويتهم هى ما سوف يتم كشف الستار عنه. هذا الإرث إرثنا وهذه الهوية هويتنا وهؤلاء العظام أجدادنا وسلفنا الصالح. من سوف ينكر أو يتنكر أو يسخر أو يحاول إلقاء شباك الشك والريبة بأى شكل أو ذريعة ليس منا، وهو خنجر مغروس فى قلب هذا الوطن. يجب أن نقرأ وجوه الحاضرين جيدًا حتى نعرف مَن منّا ومَن ليس منّا!
ما سوف يحدث تدشينٌ هو الأقوى لقصة هوية مصر التى أعاد بعثها من جديد الرئيس المصرى الذى وقف منذ سنوات فى جلال ليستقبل جثامين أجداده رسميًا بعد انتقالهم من التحرير إلى مراقدهم الجديدة.. أنا فخور بهذا الرجل مصرى الهوى والهوية.
وهنيئًا للعالم هذه المنحة الكبرى والنفحة الحضارية العظمى من مصر! وهنيئًا لنا شرف انتمائنا لدرة الحضارة البشرية وسيدة الكون.. مصر.


