عودة أجاثا كريستى.. أعمال «ملكة الغموض» كارتون للأطفال دون جرائم قتل
- تحويل 4 من أشهر أعمال الكاتبة البريطانية إلى كتب كارتونية مصورة للصغار
- صدور قصتين منهما «الموت على ضفاف النيل».. والعملان المتبقيان فى فبراير
فى امتداد معتاد لإرث الروائية البريطانية، أجاثا كريستى، تستعد المكتبات العالمية لاستقبال 4 من أشهر قصص الجريمة البوليسية التى نبغت فيها الكاتبة الشهيرة، لكن هذه المرة ككتب مُصورة مُوجهة للأطفال فى سن ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية.
وصدرت أول قصتين من القصص الأربع المقرر تحويلها إلى كُتب أطفال مُصورة، الخميس الماضى، تحت عنوان: «الآنسة ماربل الصغيرة: فوضى فى بيت الكاهن» و«السيد بوارو: شقاوة على ضفاف النيل»، على أن تتبعهما القصتان المتبقيتان فى فبراير المقبل.
القصتان المنشورتان مستوحتان بشكل طفولى مرح من روايتى «كريستى» الشهيرتين: «جريمة قتل فى بيت الكاهن»، التى ظهرت فيها «الآنسة ماربل» لأول مرة فى روايات الكاتبة البريطانية الشهيرة، و«الموت على ضفاف النيل»، التى يكشف «المحقق هيركيول بوارو» فيها لغز جريمة قتل تحدث على متن باخرة فى نيل مصر.
وتأتى هذه الخطوة إحياءً للذكرى الـ٥٠ لوفاة الكاتبة البريطانية، التى توافق ١٢ يناير ٢٠٢٦، وأيضًا بمناسبة مرور ١٠٠ عام على نشر رواية «مقتل روجر أكرويد»، و٥٠ عامًا على إصدار رواية «الجريمة النائمة»، ضمن شراكة مع سلسلة الكتب البريطانية الشهيرة المخصصة للأطفال «مستر مين وميس ليتل»، التى أبدعها روجر هارجريفز.

فوضى فى بيت الكاهن
صدرت قصة «الآنسة ماربل الصغيرة: فوضى فى بيت الكاهن»، الخميس الماضى، عن دار «فارشور» المتخصصة فى كتب الأطفال، التابعة لدار النشر الكبرى «هاربر كولينز»، وهى اقتباس من رواية أجاثا كريستى الشهيرة «جريمة قتل فى بيت الكاهن»، ومكونة من ٣٢ صفحة، وتناسب الأطفال من ٥ إلى ٧ سنوات.
القصة أصبحت الأكثر مبيعًا على موقع «أمازون» لفئة «روايات الغموض والقصص البوليسية للأطفال»، فور صدورها، وتدور أحداثها عندما تلتقى «الآنسة ماربل» «مستر مين وليتل ميس»، مع رسوم آدم هارجريفز، الذى أضاف للرواية الأصلية لمسة ساحرة ومرحة للصغار، على قصة غامضة لا يستطيع حلها إلا مُحققة لطيفة.
وخلال القصة، يعرف الأطفال الصغار أن «الآنسة ماربل الصغيرة» تعيش فى قرية «سانت مارى ميد»، وهى قرية خيالية من تأليف الكاتبة أجاثا كريستى، وظهرت فى العديد من رواياتها، وتُعد موطنًا لشخصية المحققة «الآنسة ماربل»، التى يظهر العديد من شخصيات عالم «مستر مين وميس ليتل» كأصدقائها فى هذه القصة، مثل «مستر نوزى/ السيد فضولى»، و«الآنسة تشاتربوكس/ ميس ثرثارة».
وتُبدى «الآنسة ماربل» اهتمامًا بالغًا بما يجرى فى القرية، لذا، عندما يشتبه «القس مادل» فى وقوع سرقة فى بيت الكاهن، وتزداد الأمور تعقيدًا، تُدرك «الآنسة ماربل الصغيرة» أنها تستطيع مساعدة «المفتش هراء» و«الشرطى سخيف» فى كشف الحقيقة.

شقاوة على ضفاف النيل
صدرت أيضًا قصة «السيد بوارو: شقاوة على ضفاف النيل»، الخميس الماضى، وهى مستوحاة بشكل غير مباشر من رواية أجاثا كريستى «الموت على ضفاف النيل»، لكن بطريقة طفولية ولطيفة، دون التطرق لجرائم قتل، بنفس التعديل فى قصة «الآنسة ماربل الصغيرة»
وخلال القصة المكونة من ٣٢ صفحة، يهرب «المحقق هيركيول بوارو» من عتمة الشتاء إلى رحلة بحرية مشمسة على ضفاف نهر النيل فى مصر، حيث يلتقى بصديقه «الكولونيل راش»، الذى يجوب العالم باحثًا عن المجرمين، وسرعان ما تتضمن عطلته المريحة الكثير من الشقاوة والأضرار والألغاز التى يجب عليه حلها، مع العديد من المشتبه بهم من عالم «مستر مين وميس ليتل»، بمن فيهم «مستر تيكل» بذراعيه الطويلتين بشكل غير عادى.

غموض دون قتل
وفقًا لوسائل إعلام بريطانية كبرى، من بينها «بى بى سى» و«ديلى تليجراف» و«إندبندنت» و«ذا جارديان»، تظهر «الآنسة ماربل»، المحققة العجوز الشهيرة من روايات أجاثا كريستى، فى القصة الجديدة الموجهة للأطفال «فوضى فى بيت الكاهن»، بنفسجية اللون، وترتدى قبعة. أما المحقق البلجيكى «هيركيول بوارو» فيظهر فى القصة الثانية «شقاوة على ضفاف النيل» بشاربه المميز وقبعته وعصاه. ويعملان جنبًا إلى جنب مع شخصيات عالم «مستر مين وميس ليتل» المحببة للأطفال.
وتظهر كل من «الآنسة ماربل» و«المحقق بوارو»، فى القصتين الجديدتين الموجهتين للأطفال، كرسوم كرتونية، مع تعديلات تتميز برسوم توضيحية جديدة، تهدف إلى تعريف الجمهور الأصغر سنًا بقصص أجاثا كريستى الغامضة، لكن دون جرائم قتل. كما تضمان مشتبهًا جديدًا غير متوقع، وهو «مستر تيكل»، إحدى أشهر الشخصيات داخل سلسلة «مستر مين وميس ليتل».
من جهته، قال جيمس بريتشارد، حفيد أجاثا كريستى: «التعاون مع مسئولى (مستر مين وميس ليتل) كان رائعًا، أنا من أشد المعجبين بهذه السلسلة، ولطالما رغبت فى أن أضع محققينا المحبوبين: (هيركيول بوارو) و(الآنسة ماربل) فى هذا العالم».
وأضاف «بريتشارد»، الذى يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذى لدار أجاثا كريستى: «هذه الروايات الذكية والمضحكة للغاية، التى تُعيد صياغة قصص جدتى الكبرى، وتتضمن بعضًا من شخصياتى المفضلة، فى ظروف غامضة نوعًا ما، ستُسعد بالتأكيد مُحبى كلتا المجموعتين (روايات جدته البوليسية وروايات هارجريفز للأطفال) إنه تعاونٌ أسطوريٌّ بكل تأكيد».

أما آدم هارجريفز، الذى ابتكر والده «روجر» سلسلة «مستر مين» عام ١٩٧١، وواصل هو بنفسه ذلك الابداع، وتولى إدارة أعمال العائلة فى سن الـ٢٥، بعد وفاة الوالد- فقال: «لقد حظيت بشرف مواصلة الرسم والكتابة لهذه السلسلة منذ عام ١٩٨٨، والآن، كان من دواعى سرورى، وفى تحدٍّ مثير، أن أجمع بين ألغاز أجاثا كريستى الخالدة، وعالم (مستر مين وميس ليتل) المرح»، مضيفًا: «قصص أجاثا كريستى الشهيرة الآن تحمل منعطفًا جديدًا لم تكن لتتخيله هى ولا والدى».
وقالت سيلفيا فيجينى، المديرة التنفيذية فى «سانريو»، الشركة التى تقف وراء سلسلة الأطفال «مستر مين وميس ليتل»: «بالنسبة للكثيرين منا، القراءة عادة تبدأ فى الطفولة، وغالبًا ما تغذيها الكتب التى يتشاركها معنا الآباء والأجداد. لهذا السبب، من دواعى سرورنا أن نرى شخصيتى (مستر مين) و(ميس ليتل) تلعبان دورًا فى تعريف الجيل الجديد بألغاز أجاثا كريستى الشهيرة. يجمع هذا التعاون بين عالمين محبوبين من عالم السرد القصصى بأسلوب مرح وجذاب».
وعلّق ديفيد براون، ناشر أعمال أجاثا كريستى فى دار نشر «هاربر كولينز» ذائعة الصيت بقوله: «أعمل على أعمال أجاثا كريستى فى دار (هاربر كولينز) منذ ٣٠ عامًا، وأبحث دائمًا عن سبل الابتكار وتوسيع نطاق شعبية الكاتبة التى لا تُضاهى من الأساس».
وأضاف «براون»: «طوال هذه الفترة، لم يُضاهِ أى شىء متعة رؤية هذه الشخصيات العزيزة، وقد حوّلها آدم هارجريفز بجهدٍ كبير إلى قصصٍ تأسر قلوب وعقول الأطفال فى كل مكان، وسيُعجب بها مُحبو أجاثا كريستى البالغون أيضًا. إنه عبقرى بحق».
وواصل: «سيتضمن الإطلاق أيضًا بحثًا مجانيًا فى جميع أنحاء المدينة عن الكتب، حيث تتوافر مئات النسخ من القصص الجديدة المخبأة فى شوارع لندن ومانشستر للعائلات وعشاق الكتب». وبدأ فعليًا البحث عن الكتب الغامضة فى شوارع بريطانيا، منذ الإثنين الماضى.

الموت الأخير فى العام
إلى جانب قصص الأطفال المستوحاة من أعمال أجاثا كريستى، وصل إلى المكتبات العالمية إصدار جديد عن أشهر محققى روايات أجاثا كريستى «هيركول بوارو»، أمس الثلاثاء، يحمل عنوان «الموت الأخير فى العام»، عن دار «ويليام مورو» التابعة لدار النشر الكبرى «هاربر كولينز» الناشر الرسمى المعتمد لأعمال «كريستى».
ولا يضاهى «هيركول بوارو»، المحقق البلجيكى فى قصص أجاثا كريستى، سوى شخصية «شيرلوك هولمز» الشهيرة للسير آرثر كونان دويل. وخلال حياة أجاثا كريستى، التى كانت تبلغ من العمر ٨٥ عامًا عند وفاتها عام ١٩٧٦، ظهر «بوارو» فى ٥١ قصة قصيرة و٣٣ رواية، كان آخرها رواية «الستارة: قضية بوارو الأخيرة» عام ١٩٧٥.
لكن هذا لم يكن نهاية عبقرية هذه الشخصية فى حل الجرائم، فقد استحوذت الكاتبة البريطانية صوفى هانا، البالغة من العمر ٥٤ عامًا، على موافقة من ورثة «كريستى» لكتابة روايات جريمة وإثارة بطلها «هيركيول بوارو».
و«الموت الأخير فى العام» هو الكتاب السادس للكاتبة صوفى هانا من سلسلة روايات المحقق البلجيكى. وفى السابق، لطالما كان «بوارو» موجودًا فى لندن، أو فى قرية بريطانية، لكن «هانا» فى روايتها الجديدة تأخذ القراء إلى جزيرة يونانية ساحرة، فى ليلة رأس السنة عام ١٩٣٢. ولا تبدأ القصة بجثة كما هو معتاد، بل بتهديد غامض يكاد يتحدى «بوارو» للتدخل، قبل أن تدق الساعة الـ١٢ منتصف الليل.

وبأسلوب أجاثا كريستى الكلاسيكى، تبدأ «هانا» قصتها المكونة من ٢٨٨ صفحة، بالشمبانيا والحرير والثراء الفاحش، وطقوس رأس السنة، وهى مشاهد تُبرز الدوافع وتُخفى النوايا، وتمنح جريمة القتل، عندما تقع، حتمية القدر المُرضية.
يبدو الفصل الأول من الرواية غامضًا عمدًا وغير متسق، وهو نوع من الترتيب البطىء، الذى يعرفه متابعو أعمال أجاثا كريستى، كبيت من ورق مُرصّع بدقة متناهية. لكن مع الفصل الأوسط، تُحكم الرواية إيقاعها، وتزداد الخدع النفسية، ويجد القارئ نفسه يقرأ أسرع مما تريد عيناه، باحثًا عن الحقيقة قبل أن يصل إليها «بوارو» أولًا. أما الكشوفات النهائية، فهى ليست ذكية فحسب، بل ذلك النوع من المكافآت التى تجعل القارئ يعجب- بأثر رجعى- بالتضليل الذى لم يلاحظه.
ويرى النقاد أن الرواية إضافة أنيقة وفية وجذابة إلى سلسلة روايات «بوارو»، إضافة تُثبت أن «هانا» لا تفهم منطق أجاثا كريستى فحسب، بل تفهم أيضًا توقيتها وذكاءها، ومتعتها فى ترك اللغز يتنفس قبل أن يُؤلم القارئ!
وتعد الكاتبة البريطانية صوفى هانا هى مؤلفة روايات الإثارة النفسية الأكثر مبيعًا فى «نيويورك تايمز»، التى نُشرت فى ٥١ دولة، وتم تحويلها إلى مسلسلات تليفزيونية، بالإضافة إلى رواية «جرائم المونوجرام» أو «جرائم الأحرف المزخرفة»، وهى أول رواية لشخصية «هيركيول بوارو» يوافق ورثة أجاثا كريستى على تقديمها، فى عام ٢٠١٤.







