الخميس 03 أكتوبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

شادى مؤنس: موسيقى «جودر» تمزج بين الغربى والشرقى.. و«إحنا أولى بتراثنا»

الموسيقار شادى مؤنس
الموسيقار شادى مؤنس

وصف الموسيقار شادى مؤنس وضع الموسيقى التصويرية لمسلسل «جودر» بأنه تحدٍ كبير، لأن موسيقى «ألف ليلة وليلة» بصفة عامة لها وجود وخلفية فى أذهان المشاهدين.

وقال «مؤنس»، فى تصريحات خاصة لـ«حرف»، إن «ألف ليلة وليلة» لها خلفية لدى المشاهدين، وهذا أمر يحملك مسئولية أكبر، لأنه يعنى دخولك فى مقارنات، مضيفًا: «لكنى لا أشغل نفسى بذلك، وأرى أن لكل مؤلف موسيقى طعمه ورائحته الخاصة».

واصل: «بالطبع لن يتفق الجميع على شخص معين، مهما كانت عبقريته، لأن الأذواق تدخل فى تقبل الموسيقى، لذا كان من المهم أن أقدم موسيقى على أعلى مستوى من الجودة، وأضع فيها طاقتى وأفكارى».

وأكمل: «حين قرأت النص المكتوب استقريت على فكرة رئيسية، وهى إعداد صوت موسيقى يناسب الصورة، عن طريق الأوركسترا، مع تضمين رائحتنا الشرقية فى الموسيقى به، حتى لا ينفصل عن المسلسل، الذى يدور فى سياق ينتمى لبلاد الشرق».

وتابع: «بالتالى تعاملت فى التنفيذ من خلال الكتابة (الهارمونية)، واستعنت بالأوركسترا الروسى، إلى جانب الآلات الشرقية، ومع العازفين المصريين، لنقدم (ميكس) بين الآلات الشرقية والأوركسترا الغربى، حتى نُكبر الصوت ونجعله فخمًا وعريضًا، وفى نفس الوقت له طعمنا ورائحتنا».

وشدد على أن «ألف ليلة وليلة مِلكُنا، أخذها الغرب واستغلوها فى مسلسلات وأفلام عديدة، لذا نحن أولى بتراثنا، وعلينا أن نقدمه بجودة عالمية وعلى أعلى مستوى، وبطعمنا ورائحتنا الخاصة، حتى يصبح حقيقيًا ويصدقه المشاهد، وهذا ما حاولنا فعله فى (جودر)».

وعن كيفية مواكبته الكادرات البصرية البانورامية والخيالية موسيقيًا، قال «مؤنس»: «أنا مؤلف موسيقى مصرى، لدىّ خبرات وتجارب عشتها فى الحارة، حيث عشت وشاهدت الدراما المصرية التى أخرجت الحارة فى أبهى صورها، وعلى ضوء ذلك، عبرت عن الصورة بالموسيقى بشكل لم أنفصل فيه عن الواقع، ما يسهم فى وصولها إلى الناس بقوة وصدق.

وفيما يتعلق بتقديم «موشح عصرى» ضمن أحداث المسلسل، قال «مؤنس» إن المخرج إسلام خيرى وياسر جلال فكّرا فى الاستعانة بموشح قديم، لكنه قرر تقديم موشح جديد حداثى، مضيفًا: «كلمت صديقى الشاعر طارق الجناينى، الذى تعاملت معه فى أكثر من عمل، وطلبت منه الكتابة فى هذا السياق».

وواصل: «كان التحدى أن نقدم موشحًا يمنحك الإحساس بالرجوع لعصور قديمة، وفى نفس الوقت يبتعد عن القالب الإيقاعى الثابت لحكايات (ألف ليلة وليلة)، الذى ربما لم يعد مستساغًا، وبالفعل (طارق) كتب كلامًا عظيمًا، لحنته بشكل جيد ومعاصر، وغنته كارمن سليمان، وهى مطربة بمعنى الكلمة، وصوتها قادر على الأداء»، مشيدًا فى الوقت نفسه بـ«اللوحة الراقصة» التى قدمها إسلام خيرى ومصممى الرقصات. ووصف المؤلف الموسيقى «جودر» بأنه عمل متكامل، توافرت فيه كل عناصر النجاح، وعلى رأسها المخرج إسلام خيرى، واصفًا إياه بأنه مخرج كبير وموهوب، وكان يتابع كل تفصيلة دقيقة ويقف عندها كثيرًا، مضيفًا: «كان يدقق فى كل شىء ويتابع كل خطوة، من موسيقى ومونتاج وإعداد موسيقى وتصوير».

وأشاد بجهود الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى لم تتأخر فى تقديم كل الإمكانات اللازمة، ووفرت كل التسهيلات الممكنة، متابعًا: «مع كل هذا الاهتمام، حرصنا على تقديم البطل الشعبى البعيد عن فكرة التفخيم الصوتى والضرب».

وأضاف: «فى الحقيقة قدمنا عملًا محترمًا، والحمد لله ردود الأفعال تجاهه إيجابية للغاية. كنت أعرف أننا قدمنا عملًا كبيرًا ومهمًا، لكن النجاح أو عدم النجاح له عوامل كثيرة على رأسها توفيق الله بالطبع، كلنا تعبنا والحمد لله كان التوفيق حليفنا، والله أكرمنا كرمًا كبيرًا». ورأى أن «جودر» سيكون نواة لأعمال أخرى على نفس الشاكلة من الإبداع والقوة، قائلًا إنه «يمكننا ذلك بالطبع، إذا ما توافرت الإمكانات والعمل السليم، وحرصنا على تلافى الأخطاء، خاصة أننا لدينا من التقنيات ما يُمكِننا من تقديم أعمال عالمية».

ونبه إلى أهمية الكتابة فى مثل هذه الأعمال، واصفًا النص المقدم من الكاتب أنور عبدالمغيث بأنه «مهم جدًا»، لأن المسلسل كله يقوم على الحكاية، ومهما قدمت من صورة رائعة وموسيقى عظيمة، وكانت الحكاية غير جاذبة، فلن يشاهدها أحد.

وأضاف: «كل منا اجتهد فى منطقته، وأسندنا الأمر إلى أهله، وأثبتنا أن تقديم عمل جيد بإخلاص سيجذب الناس»، مشيرًا إلى أن «الدراما المصرية كانت بعيدة عن منطقة (ألف ليلة وليلة) لسنوات، لكن الحمد لله نجحنا فى إعادتها مرة أخرى». وتطرق إلى العوائق التى واجهها صناع «جودر»، قائلًا إنه «لا يوجد عمل بلا عوائق، وكان أكبر عائق أمامى هو عنصر الوقت، لأن الاتفاق على الموسيقى تأخر، لو كان لدىّ عنصر وقت أكبر، كان الأمر سيختلف، لكن الحمد لله فى الأخير أنتجنا عملًا جيدًا».