المشروع المفقود.. لماذا تحول المثقف المصرى إلى عبء؟

- يتوافق المثقف مع السلطة إذا رأى من وجهة نظره أنها تفعل ما يجب عليها أن تفعل
- يكتفى المثقف المصرى الآن بدور الناقد الناقم الذى لا يعجبه شىء ولا يرضى عن شىء
هل تكره السلطة المثقفين؟
يعتقد كثيرون أن الإجابة التى لا تقبل تأويلًا أو تحويرًا على هذا السؤال هى: نعم.. تكره السلطة المثقفين؟.
وهناك مَن يزيد على هذه الإجابة، أن السلطة تحلم بأن تغمض عينيها وعندما تفتحهما لا تجد مثقفًا واحدًا على وجه الأرض.
يرتاح كثيرون لهذه الفكرة التى أعتقد أن بها الكثير من المغالطات.
أما لماذا يرتاح لها الكثيرون؟، فلأن المثقف يحب أن يجعل من نفسه ندًا للسلطة، يناطحها فيما تقوم به، ينصّب نفسه ناقدًا لها وناقمًا عليها، بل هناك من لا يعتبر نفسه مثقفًا إلا إذا كان يقف فى مواجهة السلطة، وكأنه لو اتفق أو توافق معها، فإنه بذلك لا يكون مثقفًا.
والمثير للسخرية، أن هناك مَن يعتبرون أن المثقف إذا توافق مع السلطة وتبنى ما تطرحه ودافع عنها أنه بذلك يخون نفسه ومبادئه.. ووطنه أيضًا!
ويعتبر هؤلاء أن من يتوافق من المثقفين مع السلطة مجرد منافقين ومنتفعين، يتقربون من السلطة لتحقيق مكاسب ومنافع، وأغلبهم يفعل ذلك وهم غير مقتنعين بما يقولون أو يكتبون، وفى السنوات الأخيرة بدأت حملة وصفت المثقفين المتوافقين مع السلطة بأنهم «مطبلاتية»، وهو وصف مبتذل، يليق بمن يطلقونه تمامًا.
أما لماذا أقول إن هذه الفكرة فيها كثير من المغالطات؟
فلأن التاريخ القريب منا يمكن أن يمدنا بأفكار كثيرة نصحح بها هذا المعنى الشائه والمشوه لاعتبار أن المثقف لا يكون كذلك إلا إذا كان معارضًا للسلطة وناقدًا لها وخارجًا عليها.
لن نذهب بعيدًا.
يمكننا أن نستقرئ بعض ما جرى فى مصر فى عصر الجمهورية الذى يبدأ مع ثورة يوليو ١٩٥٢.
لن نتوقف طويلًا عند تجربة محمد نجيب التى انتهت فى العام ١٩٥٤، فقد كانت قصيرة وعابرة، ولا يمكن القياس عليها، رغم أن الأرشيف الصحفى يمكن أن يضع أيدينا على حالة من التوافق حوله من الصحفيين والكتاب والمفكرين.
فى مذكراته «ماذا علمتنى الحياة؟»، يقول جلال أمين: فى عام ١٩٥٤ لفت نظرنا أهمية جمال عبدالناصر لأول مرة، ولكن بشكل سلبى لا إيجابى، وذلك عندما عرفنا خلافه مع محمد نجيب، حيث انضممت شعوريًا، وأغلبية جيلى بلا تردد إليه، ليس فقط لأننا كنا نعتبر أن محمد نجيب وليس عبدالناصر هو زعيم الثورة، وليس بسبب خوفنا على هذه الثورة من الضياع، ولكن لأن قضية الخلاف كما فهمناها وقتها كانت حول الديمقراطية، واعتصمنا فى قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة رافضين الخروج حتى يعود نجيب إلى الحكم، وخرجنا فى مظاهرات لتأييده، الأمر الذى انتهى بعودة نجيب بالفعل إلى الحكم وسحب استقالته.
وينتقل جلال من محمد نجيب إلى جمال عبدالناصر، يقول: لا أستطيع أن أصف شعورى نحو عبدالناصر وقتها بالحب، بل كانت الحقيقة هى العكس بالضبط، بدأ شعورى نحو عبدالناصر يتغير فى ١٩٥٥، مع ظهور بوادر شىء جديد جاد كان يسمى الحياد الإيجابى، الذى اقترن بذهاب عبدالناصر إلى مؤتمر باندوج، وعقد صفقة الأسلحة التشيكية- كما كانت تسمى وقتها- وبلغ حماسى وحماس جيلى لعبدالناصر منتهاه، بسماعنا تأميم قناة السويس فى ١٩٥٦، حيث لم تعادل فرحتنا بهذا التأميم إلا فرحتنا بقيام الثورة قبل أربع سنوات.

هذه المقابلة التى عقدها جلال بين نجيب وعبدالناصر كانت تعكس شكل العلاقة بين المثقف والسلطة.
فهو ببساطة شديدة ينسج علاقته مع السلطة وفقًا لما تقوم به وتقدمه بين يدى الشعب.
يتوافق المثقف مع السلطة إذا رأى من وجهة نظره أنها تفعل ما يجب عليها أن تفعل.
ويختلف معها إذا رأى من وجهة نظره أنها لا تأتى بما يجب عليها.
لكن أن يكون هناك مثقف رافض على طول الخط، ناقم طول الوقت، معادٍ آناء الليل وأطراف النهار، فهو نموذج شاذ، إلا إذا كان يعتبر أن المعارضة مهنة يمتهنها ويتكسب منها عيشه وينفق من خلال ما يربحه منها على حياته، وهنا لا يمكن أن نتعامل معه على أنه معارض، بل يكون مجرد موظف معارضة، وفى هذه الحالة يسهل استئجاره وتوجيهه من أصحاب المصالح ليقول ما يريدون.. لا ما يريد هو أو يقتنع به.
هو هنا مثقف أجير.. وكم قابلنا خلال صفحات تاريخنا من مثقفين أجراء.
لكن فى مقابل هؤلاء كان لدينا مثقفون يدركون أهميتهم ودورهم.
كنت أحاور الكاتب والفيلسوف الكبير محمود أمين العالم فى مكتبه قبل سنوات من وفاته، وسألته عن فترة سجنه.
رأيت الدموع تقفز من عينيه، وهو يحكى أنه كان يتعرض أحيانًا للإيذاء البدنى.
قال لى: لا أنسى عندما قام أحدهم بمدى على قدمى.
اعتذرت له لأننى أستدعى معه هذه الذكريات التى كانت سببًا فى دموعه.
لكنه قاطعنى، قال: لم أبك وقتها ولا أبكى الآن بسبب الضرب الذى تعرضت له، لكننى كنت حزينًا لأننى كنت مسجونًا، ولست إلى جوار الرئيس جمال عبدالناصر وهو يحقق كل الأفكار التى طرحناها، ويفسر على الأرض كل الأحلام التى حلمنا بها.

استنكرت منطق محمود أمين العالم.. لا يمكننى أن أنكر ذلك.
لكننى بعد سنوات أدركت قيمة المثقف الحقيقى، الذى إذا عارض السلطة فإنه لا يدخل فى خصومة مع الوطن، كان العالم قادرًا على الهجوم على عبدالناصر وتسفيه تجربته، لكنه أدرك أن هناك فارقًا بين ما يتعرض له وما ينجزه عبدالناصر، فلم يمنعه ذلك من تأييده ومدح ما يفعله، وكان من السهل عليه أن يسقط معاناته وما رآه منه على رأيه، فيرفض كل ما قام به لا لشىء إلا لأنه تعرض لما لا يرضاه لنفسه ولا يرضاه له أحد.. لكنه لم يفعل ذلك.
لقد حل عبدالناصر الأحزاب، ودخل فى صدامات كثيرة مع القوى السياسية على الأرض، لكنه أحاط نفسه بالمثقفين، جلس إليهم واستمع منهم، وكان يتابع أخبارهم، بل كان يدعم كثيرًا مما يقومون به.
فى زيارته التاريخية لجريدة الأهرام، سأل نجيب محفوظ: لماذا لم نقرأ لك شيئًا جديدًا؟
وكان نجيب يستعد لنشر روايته أولاد حارتنا.
وطلب أكثر من مرة أن يجلس إلى توفيق الحكيم، لكن الحكيم تحجج ولم يجلس إليه.
ودافع عن حرية أحمد بهاء الدين فيما يكتبه، وقال عنه إن يتحدث من دماغه، اتركوه يكتب ما يشاء.
وبعد مرور السنوات اكتشفنا أن كل من تحدثوا عن منعهم بأمر عبدالناصر، لم يفعلوا ذلك إلا من أجل صناعة أسطورة زائفة، وهكذا فعل أنيس منصور ومصطفى محمود ومفيد فوزى.

أحاط عبدالناصر نفسه بالمثقفين، ونفذ كثيرًا مما قالوه، ولم يمانع فى نقد تجربته، سواء بالتلميح من خلال الرمز أو بالتصريح من خلال مقالات لم تكن عنيفة ولكن عاقلة.
عندما تعطل عرض فيلم «شىء من الخوف»، شاهده عبدالناصر بنفسه، وسمح بعرضه، وقال كلمته المشهورة عنه: لو كنت أنا عتريس وأنتم رجاله، فمن حق الشعب أن يحرقنا جميعًا.
ولما جاء السادات حدثت فجوة هائلة بينه وبين المثقفين، وأعتقد أنه لم يكن صاحب المبادرة فى صناعتها، فهو لم يطلق عليهم «الأفندية» إلا بعد أن أظهروا له عدم الاحترام والتقدير، وأمعنوا فى التعالى عليه شخصيًا.
تجرأ المثقفون على السادات، وهى الجرأة التى كانت بنت الغفلة.
فقد كان المثقفون غافلين تمامًا عن التحديات التى يقابلها السادات، طالبوه بالحرب الآن وأصدروا بيانات ساخنة وحادة ضده، وهم لا يعرفون أن قرار الحرب ليس مجرد كلمة يطلقها الرئيس، ولكنها تخضع لحسابات معقدة.
ورغم ذلك، فإننا لا يمكن أن نقول إن السادات كان يعادى المثقفين أو يبعدهم، ولكنه كان منفتحًا عليهم، يقربهم، ويجلس إليهم، لكنه كان يرى أنهم متأخرون عنه كثيرًا، لا يواكبون بأفكارهم وكتاباتهم ما يريده.
وعندما وصلنا إلى مبارك كان الوضع مختلفًا بعض الشىء.
لم يكن مبارك مثقفًا كما كان عبدالناصر والسادات، وهو ما جعله يضيق بهم ولا يحتفى بوجودهم إلى جواره.
حكى لى الدكتور مصطفى الفقى أن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب طلب منه أن يلتقى الرئيس مبارك، ولما أخبر الفقى الرئيس، سأله: ماذا يريد؟

قال الفقى لمبارك: إنه موسيقار الأجيال ولقاءه بك طبيعى، فقد قابل حكام مصر جميعًا، ووجوده إلى جوارك يعنى أنك تدعم الفن والفنانين.
وافق مبارك بشرط ألا يتحدث معه عبدالوهاب لا عن الفن ولا عن الموسيقى، لأنه لا ثقل له على هذا الكلام.
قابل مبارك عبدالوهاب والتقط معه صورة.
طلب عبدالوهاب أن تنشر الصورة فى الأهرام، وتعجب مبارك من حرص الموسيقار الكبير على نشر الصورة وخبر اللقاء فى الصحف، هكذا أخبر الفقى، الذى قال له: هذا طبيعى، فكل الفنانين والمثقفين يحرصون على أن تكون لهم علاقة برأس الدولة.
دعم نظام مبارك المثقفين، ومنح الوزير المتألق الدائم فاروق حسنى لأن يقوم بتحديث البنية التحتية الثقافية، وينفتح على المثقفين من كل الأطياف والألوان الفكرية.
كانت فكرة فاروق حسنى تقوم على أن المثقفين يجب أن يكونوا فى الصورة، ولن يتحقق ذلك إلا إذا كانت هناك درجة من القرب تتيح له الاطلاع على ما يحدث، وأن يكونوا فى مواقع المسئولية بدلًا من أن يكونوا مجرد متفرجين، وبدلًا من أن يتم تقدير ما فعله فاروق، بدأ الهجوم عليه بأنه يريد تدجين المثقفين وإدخالهم الحظيرة.
ورغم أن هذا كان رأى المثقفين وموقفهم، فإنهم كانوا يسارعون إلى الدخول إلى هذه الحظيرة، بل يتقاتلون على القرب، وهناك الكثير الذى يمكن أن يقال عن ذلك، فالتاريخ لا ينسى.
بعد ثورة ٢٥ يناير، وخلال الفترة الانتقالية التى فصلت بينها وبين وصول الرئيس السيسى إلى السلطة، اختلت معادلات المثقفين، وأصبح لدينا المثقف الذى لا يعتبر نفسه كذلك إلا إذا كان ثوريًا ومتمردًا ورافضًا كل وأى شىء.
تباهى أحدهم بأنه عرضت عليه وزارة الثقافة ومن بعدها وزارة الشباب، لكنه رفض بإصرار، وأعلن عن أن دور المثقف ليس تنفيذيًا، ولكن مهمته أن يكتب وينبه ويحذر.
وهذه فيما أعتقد أكبر مغالطة وقع فيها هذا المثقف، ومن بعده مثقفون آخرون سلكوا نفس مسلكه.
بعد أن وصل الرئيس السيسى إلى السلطة، كانت لديه فكرة أن يجمع ممثلين للشعب المصرى فى لقاءات أطلق عليها «لقاءات الأسرة المصرية»، وكان من بين المدعوين إلى هذه اللقاءات عدد كبير من المثقفين.
جرى فى أول لقاء أن تواصل مسئول من مكتب الرئيس بأحد المثقفين يدعوه إلى حضور هذا اللقاء، لكنه رفض وقال له: لن أشارك، وأنهى المكالمة.
اعتقد المسئول الرئاسى أن هناك مشكلة فى الاتصال، وأن المثقف الكبير موجود فى مكان ليست فيه شبكة، فأعاد الاتصال مرة أخرى، واعتذر عن انقطاع المكالمة، فقال له المثقف الكبير بتبجح واضح: أنا الذى أنهيت المكالمة ولا أريد أن أتواجد معكم ولا أشارك فى شىء تقومون به.. هل هذا مفهوم.

تعجب المسئول الرئاسى من رد المثقف، ووصفه بالجنون، فلا يوجد ما يبرر موقفه ولا يفسر ما قاله.
كان هذا فى الأيام الأولى للرئيس، وهو ما يشير إلى أن هذا المثقف لم يبن موقفه على ما قام به الرئيس، فهو لم يكن قد قام بشىء بعد، وهو ما يشير بوضوح إلى أن هذا المثقف قرر أن يكون معارضًا أبديًا، يعارض والسلام، حتى لو لم يكن هناك شىء يستحق المعارضة.
عل عكس ما حدث فى عصور سابقة من شد وجذب بين المثقفين المصريين والسلطة، حاول الرئيس السيسى أن يقرب منه المثقفين، وجلس معهم بالفعل فى جلسة حاشدة، حضرها عدد كبير منهم، ونسق اللقاء وزير الثقافة وقتها الكاتب الصحفى حلمى النمنم.
استمعت من النمنم إلى جانب مما حدث وأنا أسجل شهادته الكاملة فى برنامجى الشاهد.
قال النمنم: كان لقاء الرئيس السيسى مجموعة من المثقفين بدعوة ومبادرة من الرئاسة، وكانت رغبة من الرئيس شخصيًا أن يلتقى المثقفين، وكنت اقترحت أن يتم اللقاء فى افتتاح معرض الكتاب، وتم تأجيل اللقاء، وتم إبلاغنا بأن هناك لقاء سيعقده الرئيس فى الاتحادية، ودعا إليه مختلف الأجيال ومختلف التيارات السياسية والفكرية.
ويضيف النمنم: كان الرئيس مقبلًا على سماع الجميع، ولم يقاطع أحدًا، وكان يدون ملاحظات طوال الوقت، تكلم كل من تمت دعوته للقاء، وتحدثوا جميعهم بمنتهى الأريحية، لدرجة أن الدكتور جلال أمين عندما تحدث سأل: هل هناك محاذير فى الحديث؟، فرد عليه الرئيس بأنه لا يوجد ما يدعو إلى أى محاذير.
سألت النمنم عن انطباعه عن اللقاء.
فقال: للأسف خلال اللقاء قام بعض المثقفين بتحريض الرئيس على الإعلام والإعلاميين، وقالوا إن الإعلام يرتكب أخطاء، وإن هناك من يقوم بعمل بلبلة، وذكروا بعض الإعلاميين بالاسم، فكان رد الرئيس واضحًا وصارمًا بأنه لن يتم التدخل فى شئون الإعلام.

سألت النمنم عما جرى بعد ذلك؟
قال: بعد أن استمع الرئيس لكل الحاضرين، طلب منا أن نقوم بتشكيل لجنة تتلقى المقترحات من المثقفين التى يرون أنها يمكن أن تكون حلًا للمشكلات التى يتحدثون عنها، وبالفعل كونت اللجنة، لكننى لم أتلق أى اقتراح من أى مثقف، وكان تفسيرى لذلك أن المثقفين لا يريدون أن يعملوا، كل هدفهم أن يجلسوا إلى الرئيس يتحدثون إليه ويستمع منهم، وينتهى الأمر على ذلك.
هذا الموقف تحديدًا هو ما يجعلنى أنظر إلى المثقف المصرى على أنه تخلى عن دوره وأصبح عبئًا ليس على السلطة فقط، ولكن على المجتمع أيضًا.
يكتفى المثقف المصرى الآن بدور الناقد الناقم، الذى لا يعجبه شىء، ولا يرضى عن شىء.
يفعل ذلك دون أن يقدم رؤية للحل، أو فكرة يتقدم بها المجتمع إلى الأمام.
يفعل ذلك وهو بعيد تمامًا عن التحديات التى تعترض طريق السلطة التنفيذية.
وهو ما زاد الفجوة بين المثقفين والسلطة.
والسؤال: متى يفيق المثقفون المصريون؟
متى يفيقون لأنهم أصحاب مشروع مفقود غائب، وأصحاب تأثير هش، والمؤسف أنهم من فعلوا ذلك بأنفسهم، ولم يفعله بهم أحد.
أعتقد أن المثقفين المصريين لا بد أن يفيقوا، وأن يتم ذلك على وجه السرعة، فلا أحد ينكر دور المثقفين، ولا أحد يتنكر لأهميتهم.
لكن المشكلة الأساسية التى نعانى منها، أن المثقفين أنفسهم لا يدركون أهميتهم ولا أهمية دورهم.