السبت 22 نوفمبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

خطيئة أستاذة جامعية.. «أوناس».. هجوم على رمسيس الثانى واتهامات للمصريين القدماء بالوثنية

حرف

- «أوناس» صفحة دشنتها د. إيناس الشافعى أستاذة اللغة المصرية القديمة بإحدى الجامعات المصرية الحكومية

- أستاذة جامعية تتهم «رمسيس الثانى» بأنه فرعون الذى التقط موسى رضيعًا «فرعون الالتقاط والتنشئة» وأن ابنه مرنبتاح هو فرعون الخروج

- تاريخ وحضارة وإرث مصر لا يمكن أن يكون حقًا حصريًا على دكتورة مصرية متخصصة فى جزئية بعينها

«أوناس» هو اسم الصفحة التى دشنتها د. إيناس الشافعى أستاذة اللغة المصرية القديمة بإحدى الجامعات المصرية الحكومية، ومن خلالها تشن هجومًا حادًا ضد شخص الملك المصرى رمسيس الثانى متهمة إياه بأنه فرعون الذى التقط موسى رضيعًا- فرعون الالتقاط والتنشئة- وأن ابنه الملك مرنبتاح هو فرعون الخروج. وعلى نفس الصفحة تتهم د. إيناس المصريين القدماء بالانقلاب على ما تسميه أسفار التوحيد التى سبقت الطوفان وأنهم استبدلوها بأسفار شيطانية وثنية على حد وصفها.

حصلت الدكتورة على لقبها العلمى الرفيع عن ترجمتها نصوص هرم أوناس، الذى جعلتْ منه اسمًا لصفحتها التى تنشر من خلالها مقالاتها وأحد كتبها وأحيانًا مقتطفات لغوية مصرية قديمة. مجمل أفكار الأكاديمية المصرية يتلخص فى دفاعها القوى عن رأى طُرح سابقًا مفاده أن الملك رمسيس الثانى هو أحد ملكين مصريين دارت خلال عصريهما تراجيديا بنى إسرائيل. وتصر الدكتورة على وثنية الحضارة المصرية القديمة منذ فجر تاريخها المعروف، وأن هذه الوثنية كانت انقلابًا كفريًا على بداية توحيدية تطلق عليها فترة وجود الأسفار التوحيدية. وفى الحقيقة أنا لا أكتب مقالى هذا لمجادلة الدكتورة بنفى أو إثبات رأيها فيما يخص شخص رمسيس الثانى، لأننى فى نهاية المقال سوف أتعرض لهذا الرأى. لكننى أكتب هذا المقال لمناقشة طريقة نشر الدكتورة لآرائها المفترض أن تكون أكاديمية تقبل الأخذ والرد. 

وأول ما أود تسليط الضوء عليه هو الخطاب العام الذى تنتهجه فى مقالاتها وهو هذا الإسهاب من الاتهامات التى تلقيها فى وجه كل صاحب رأى يخالف ما تذهب إليه.

فهى أولًا ترفض رفضًا متعاليًا جازمًا أن يناقشها غير الحاصلين على درجة أكاديمية مناظرة لدرجتها، وتتهم هؤلاء بأنهم هواة لا يحق لهم مناقشتها بصفتها أستاذة لغة مصرية ممارسة لدورها الأكاديمى بجامعة مصرية. طريقة أشبه بطريقة غلاة رجال الدين فى معرض نهيهم لأى مسلم عن مناقشتهم أو مجادلتهم. وصلت المغالاة الذاتية لدى شخص الدكتورة للانتصار لرأيها إلى حد تصدير إحدى مقالاتها بعبارة «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» بما يعنى اعتقادها باحتكارها للحقيقة العلمية المطلقة التى تشبه الإيمان العقائدى الذى يُخرج من يخالفه عن الملة. 

أزمة الإسهاب فى توزيع الدكتورة للاتهامات تجاوزت من سمّتهم بالهواة- من غير الحاصلين على الدرجات العلمية- إلى الأساتذة الأكاديميين ممن حصلوا على درجات أكاديمية مساوية أو تفوق ما حصلتْ هى عليه، إن كان هؤلاء يعارضون آراءها فيما يخص تحديد شخصية فرعون موسى، أو ينكرون ما توجهه للمصريين القدماء من اتهامات شمولية بالوثنية. لم يسلم هؤلاء المخالفون من اتهاماتٍ «بضرب الدين» حين يعارضون ما تؤيده الدكتورة مما تذهب الإسرائيليات إليه من اتهامات لرمسيس الثانى بوصفها لهذه الإسرائيليات أنها رؤية أهل الكتاب. وتصف فى أكثر من موضع هؤلاء المخالفين بأنهم يقفون ضدها وضد كل من يقدم ما تعتقده أنه الحقيقة العلمية والدينية. وأحيانًا تتهمهم بأنهم الكهنة، وأن من يؤمن بما تؤمن هو مثل مؤمن أهل القرية فى القصص القرآنى.

اتهاماتُ الصهينة من جانب الدكتورة طالت كل من تبنى الرأى المخالف لرأيها والقائل مثلًا بأن فرعون موسى كان أحد ملوك الهكسوس وأن هذه التراجيديا قد حدثت بشكل كامل فى حقبة الهكسوس. من وجهة نظرها أن من يتبنى هذا الرأى هو صاحب أجندة صهيونية لأنه يريد نزع مسمى فرعون ليمنحه للهكسوس الذين كان العبرانيون أحد مكوناتهم. وليس صهيونيًا من وجهة نظرها من يضع رمسيس الثانى وابنه فى مرمى القصة الدينية الشهيرة. وليس صهيونيًا من وجهة نظرها من يصر على وسم المصريين القدماء بالوثنية. وليس صهيونيًا من وجهة نظرها من يحاول وسم المصريين القدماء قاطبة بأنهم شيعة فرعون موسى. وليس صهيونيًا من وجهة نظرها من يتهم المصريين بأنهم السبب فى ضلال بنى إسرائيل وخروجهم على بعض أنبيائهم.

ما أعرفه عن الصفات الحقيقية الأصيلة للعلماء وتواضعهم وثقتهم فى صدق ورسوخ ما يتبنونه من آراء أنهم لا يقطعون بصواب رأيهم حين يخاطبون العامة رغم ثقتهم الذاتية بهذا الصواب، وأنهم يقبلون حتى مناقشات ورؤى الجهال بصبر وتسامح، لا أن يتبنوا خطابًا تسفيهيًا من كل ذى رأى مخالفٍ حتى لو كان صاحب هذا الرأى له من الثقافة والقراءة ربما ما يفوق قراءات الدكتورة.

أعتقد أن جزءًا غير قليل من أزمة د. إيناس ينبع من عجزها الضمنى الذى لا تدركه عن فصل حماسها العقائدى الدينى عن شخصيتها الأكاديمية. فى كتابٍ لها نشرته على صفحتها يحتوى تجميعة مقالات لها قدمت نفسها بأنها «الهاشمية الحَسَنية». ومع كامل الاحترام لهذه الهوية ذات البريق الدينى ولكل دراويشها، إلا أننى أرى أن تلك الهوية قد ألقت بضبابها على موضوعية وطريقة تقديم الدكتورة لمنتجها العلمى الأكاديمى. وربما تحمسها لهذه الهوية لدرجة تقديمها بجوار صفتها الأكاديمية يفسر لنا عدم إدراكها لواقع ما تقوم بنشره من آثار سلبية على هوية أخرى تهم ملايين المصريين- وأنا أحدهم- وهى الهوية المصرية. فإذا كانت الهوية الدينية هى المحرك الحقيقى للرؤى العلمية للدكتورة، فإن الرؤية الوطنية المصرية هى المحرك الأول لهذه الأمة المصرية المعاصرة فى رفض ما وصلت إليه.

لقد حجب هذا الضباب عنها أهم أدوات أو مفردات النقاش العلمى المجرد. فرسالة الباحثة كانت نصوصًا لغوية من الدولة القديمة، ولا يعنى حصولها على هذه الدرجة العلمية أن تحصل لنفسها على صفة المختصة الحصرية بنصوص اللغة المصرية فى كل عصورها خاصة الدولة الحديثة التى تدور فى إطارها التاريخى تراجيديا بنى إسرائيل. فنحن لدينا كوكبة كبرى من علماء اللغة المصرية القديمة والتاريخ المصرى القديم بكل جامعات مصر. ومن حق أى منهم مجادلة الدكتورة.

تخوض الدكتورة نقاشًا لغويًا أقرب للمونولج الفردى تخلط فيه اللغة العربية- وهى طبقًا لرؤيتها غير متخصصة أو حاصلة على درجة علمية متخصصة فى اللغة العربية- باللغة المصرية القديمة- مجال تخصصها- لتحاول حسم جدلٍ لصالحها فى قضية خلافية، وهو الجدل الخاص بكلمة فرعون وهل هو لقب أو اسم علم فى اللغة القرآنية. فهل حصول باحثة على دكتوراه فى اللغة المصرية القديمة يمنحها هذا الحق فى حسم جدل لغوى عربى قرآنى؟. 

وحتى فى تخصصها، فقد تجاهلت الدكتورة فكرة مجازية ترجمة بعض الألفاظ المصرية القديمة مثل لفظ «نتر»، وما الذى قصده المصريون القدماء تحديدًا من معنى فيما يخص هذا اللفظ، وهل ترجمتنا المعاصرة هذا اللفظ بمعنى «إله» صحيحة ودقيقة أم أنها ترجمة مجازية؟. 

تُغرِق الدكتورة إيناس متابعى صفحتها- من غير المتخصصين- فى متاهات أكاديمية تفصيلية تذهب غالبُها أدراج الرياح وتبقى فى أذهان الكثيرين من هؤلاء الأفكارُ العامة التى طرحتها فى مسائل تدور حولها نقاشات مجتمعية شائعة. تبقى فى أذهانهم مثلًا فكرة الإلحاح على الزج برمسيس الثانى فى القصة التوراتية، وتبقى فكرة وثنية المصريين التى تؤكدها دكتورة مصرية متخصصة. 

تصر د. إيناس على تجاهل أو استبعاد وقائع فى صلب قصة فرعون موسى التى تم نشرها بالفعل. ومنها الواقعة التى حدثت قبل حصولها على درجتها العلمية بما يقرب من قرنٍ من الزمن، وهى التى وردت فى كتاب «توت عنخ آمون مؤامرة الخروج» عن بردية عثر عليها كارتر داخل المقبرة تنفى وقوع قصة الخروج فى عصر الأسرة التاسعة عشرة.

وردت تلك الواقعة فى كتاب باللغة الإنجليزية وشهد على صواب وقوعها علماء مصريات مشهودٌ لهم بالموضوعية مثل سير آلان جاردنر، وتحكى عن بردية تنقل وجهة نظر الحكومة المصرية القديمة عن قصة الخروج ومعنى وجودها فى مقبرة الملك توت أن القصة حدثت قبل عصره أى قبل رمسيس الثانى قطعًا. 

ودليل صواب الواقعة هو السماح لكارتر بالعودة للعمل فى المقبرة بعد أن قام بابتزاز القنصل البريطانى بهذه البردية. وحاول مؤلفا الكتاب تتبع مصير البردية واتهما صراحة عائلة كارنارفون الصهيونية بإخفاء البردية أو تدميرها. ولا معنى لأن تتجاهل د. إيناس هذه الواقعة وكأنها لم تحدث.

منذ ما يقرب من عشر سنوات، قرأتُ مؤلفًا ضخمًا عنوانه «فرعون ذو الأوتاد» عكف على كتابته باحث مصرى فيما يقرب من عشرين عامًا، ويمكننى القول إن هذا العمل الموسوعى يفوق فى جديته وموضوعيته ما نشرته د. إيناس من مقالات فى نفس القصة. 

ولو لم يكن هذا المؤلف المصرى حاصلًا على نفس الدرجة العلمية المتخصصة، فعلى الأقل هو قد استعان بعشرات المراجع العلمية الجادة المتخصصة واتبع منهج البحث العلمى، وخلص من رحلته البحثية إلى قناعة جديرة بالاحترام والتفكير والمناقشة وهى قناعة مؤيدة للرؤية القائلة بأن بطل قصة الخروج هو أحد ملوك الهكسوس. 

تزدان مكتبات الجامعات المصرية بأعمال كبار علماء المصريات ممن تعرضوا للقصة وعرضوا فى تجرد علمى حقيقى كل الآراء وحيثياتها العلمية بغير تعصبٍ لرأى علمى دون الآخر لقناعتهم التامة أن هذه المسألة جدلية وستظل هكذا لحين العثور على وثائق صريحة لا تقبل تأويل. ولا أعتقد أن هؤلاء أقل من د. إيناس فى الثقل العلمى الأكاديمى.

لم تستطع د. إيناس- على الأقل فيما قرأته لها من مقالات منشورة على نفس الصفحة- تقديم إجاباتٍ علمية موضوعية مقنعة للعديد من التساؤلات التى تضرب بقوة رؤيتَها فى قصة فرعون موسى. 

فعلوم المصريات كثيرة متكاملة، ينتفى مع تعددها وتكاملها القدرة على الاطمئنان لرأى بذاته استنادًا فقط لمناقشات لغوية مهما بلغت وجاهة تلك المناقشات دون تأكيد ذلك الرأى من قبل المتخصصين فى باقى أفرع هذه العلوم. 

فالآثار مثلا علمٌ بمفرده. ولو لم يؤكد علمُ الآثار ما تذهب إليه الرؤى اللغوية تظل تلك الرؤى كالسائر على قدمٍ واحدة. فماذا عن آثار كل من رمسيس ومرنبتاح؟ وماذا عن عمر كل منهما حين مات؟ وماذا عن علم التحنيط وما يخص مومياء كل منهما؟ وماذا عن علم الحضارة والسلوك؟ وماذا عن التاريخ الاجتماعى لمصر فى حقبة كل من هذين الملكين؟

لم أجد فيما كتبته د. إيناس فى مقالاتها ما يفيد إحاطتها بكل هذه الجوانب، أو ما يقدم إجابات مقنعة تقطع بصواب ما ذهبت إليه. كما لم تقدم فى نفس المقالات ما يفيد إحاطتها بعلوم الإسرائيليات. فهل تتقن د. إيناس الآرامية القديمة مثلًا؟ وهل أحاطت علمًا بالتلمود وما ورد به وهو الذى لم تتم ترجمته كاملًا للغة العربية؟ فهل قرأتْ ما ترجم منه بأى لغة وهو المؤلف المعقد الذى يفوق ستة آلاف صفحة مكتوبة باللغات القديمة؟. لا يمكن لباحثٍ لم يحط بهذه المسائل أن يزعم قدرته على تقديم رأى قطعى فى قصة تداخل التراث اليهودى بالتاريخ المصرى.

إجابة دكتورة إيناس عن تساؤلات بعض متابعى صفحتها عن آثار الملكين الباقية وتعارض ذلك مع النص القرآنى كانت متهافتة جدًا ومتعسفة. حاولت الخروج من مأزق السؤال بتفسير لغوى عربى للنص القرآنى غريب مفاده أن التدمير الذى يشير إليه القرآن هو تدمير جزئى. 

محاولة الدكتورة إيناس للزج بالنص القرآنى لإلقاء هالة دينية على اتهاماتها هى محاولة جانبتها الموضوعية. النص القرآنى المجرد من التفسيرات التراثية لا يقدم أى قطعيات تاريخية، فهو قصص قرآنى عام للعظة لا يقدم سردًا تاريخيًا. 

فهل تستند إلى تفسيرات أمهات الكتب التراثية الإسلامية فى تطويع النص القرآنى لوجهة معينة؟ لو فعلت ذلك تكون قد ارتكبت خطأ كبيرًا لوجود عوار أكاديمى كبير فى هذه المؤلفات التى استند مؤلفوها- فيما يخص قصة فرعون موسى- لمرويات تراثية يهودية لا يمكن الاستناد إليها أكاديميًا. ويبقى العوار الأكاديمى الأهم وهو عدم تخصص الدكتورة لا فى التراث الإسلامى ولا التراث اليهودى. ويبقى السؤال الأهم عن المصدر العلمى الوثائقى لما أسمته بالأسفار التوحيدية الأولى فى مصر قبل الطوفان.

لقد قررتُ أن أتماهى قليلًا مع خطاب د. إيناس وأقول إن ما سبق هو مجرد ملاحظات قارئ غير متخصص لا أكثر. لأن د. إيناس اتهمت- فى معرض كرمها الحاتمى فى دلدقة الاتهامات- من يمتهنون مهنتى بالضعف العلمى. 

لا بأس، فمقالى هذا لا علاقة له بدفاعٍ مهنى، لأن ما نخوض فيه أكثر أهمية من فكرة الانتصار للذات الشخصية أو المهنية. بل إننى قد قررتُ أن أتجاوز تمامًا- وأنا أكتب هذا المقال- عن صفتى المهنية كمرشد سياحى يزعم أن له فى القراءة والبحث باعًا معقولًا، وقررتُ أن أختصر شوطًا جانبيًا فى مقارعة ما أتت به د. إيناس وأن أكتبه بصفة واحدة لا غير وهى صفة الهوية المصرية.

فأنا هنا لستُ حتى ممن وصفتهم بالهواة، وإنما أنا أحد عوام المصريين ممن تابعوا ما كتبتْه فى الأسابيع الماضية ولقد فهمتُ مما قرأتُ ما ذكرتُه من آراء د. إيناس والذى يتلخص فى اتهام رمسيس الثانى وابنه بالضلوع فى دراما بنى إسرائيل، وفى اتهام المصريين القدماء بالوثنية والانقلاب على الأنبياء. 

وبناءً على هذه الصفة فقط، وبناءً على ما كالتْه هى من هذه الاتهامات، أقول إنه إن كانت د. إيناس قد منحت نفسها الحق فى اتهام كل مخالفيها باتهاماتٍ أراها غير موضوعية كالتى ذكرتُها، فإننى كمواطن مصرى أتهمها بتشويه الحضارة المصرية القديمة، وبتشويه الهوية المصرية، وتشويه سير بعض ملوك مصر التاريخيين. وأتهمها بمحاولة فرض السردية التلمودية لجزءٍ من تاريخ مصر بناءً على خلطها لتراث دينى مشكوك فى موضوعيته وعلميته بالرأى العلمى الأكاديمى، والزج بصفتها الأكاديمية لإسكات من يعارضها. 

وانطلاقًا من هذه الصفة- كأحد عوام المصريين الذين ساءهم بعض ما ورد من عبارات د. إيناس- فأنا أقدم هذا البلاغ «العلمى» لمن لهم الشرعية العلمية والأكاديمية للرد على ما أعتبره تشويهًا متعمدًا للهوية المصرية. 

لذلك فإننى أخاطب كلًا من:

المجلس الأعلى للآثار بعلمائه الكبار

أساتذة كلية الآثار جامعة القاهرة

أساتذة كلية الآثار جامعة الإسكندرية

أساتذة جميع كليات آثار الجامعات المصرية الرسمية

أساتذة أقسام التاريخ بكليات الآداب بنفس الجامعات المصرية المعتمدة.

وأطلب منهم الاطلاع على كل محتوى صفحة «أوناس» ومقالات د. إيناس الشافعى. ومراجعة كل مؤلفاتها العلمية مراجعة موضوعية، ومناقشتها أكاديميًا فيما تبثه من أفكارٍ تمس هوية مصر وحضارتها وشخصيات ملكية مصرية نُكن لها كل تقدير ونعتز بانتمائنا إليها. 

وأطالبهم بنشر نتائج تلك المناقشات لعوام المصريين ممن هم مثلى. 

كما أطالبهم بتوضيح ما ذكرته د. إيناس بخصوص عالمٍ كبير اسمه د. عبد العزيز صالح خاصة فيما يخص كتابًا له تم منع نشره كما ذكرتْ نصًا. 

وأطالبهم بمراجعة ما ذكرته د. إيناس بخصوص فعالية افتتاح المتحف الكبير وادعائها أن هذه الفعاليات كان المقصود منها تأكيد رؤيتها بخصوص الملك المصرى رمسيس الثانى. 

وإذا ثبتَ أن ما كانت ما تدعو وتروج له د. إيناس هو حقائق علمية ثبت يقينيتها، فمن حقها أن يتم إعلان ذلك بشكل صريح واضح، وسوف أتقدم وقتها باعتذارٍ مستحق لها وسوف نعتمد- كمرشدين- رأيها بصفته حقيقة علمية ثبت صوابها. 

إما إذا كان ما تدعو إليه هو مجرد رأى علمى يقبل الصواب والخطأ، فمن حق المصريين أن يتم الرد عليها وبيان مواضع الخطأ والخلل العلمى فى آرائها، وأيضًا سيكون من حق المصريين فى هذه الحالة أن تتقدم د. إيناس باعتذارٍ واضح عما وجهته مما أعتبره إساءة لحضارة وتاريخ هؤلاء المصريين.

تاريخ وحضارة وإرث مصر لا يمكن أن يكون حقًا حصريًا على دكتورة مصرية متخصصة فى جزئية بعينها. اعتزاز أحدهم أو إحداهن بالهوية ذات البريق الدينى لا يمنح له أو لها حق تشويه الهوية الوطنية المصرية. 

إذا كان بعض مرشدى مصر غير حاصلين على دكتوراه فهذا لا يعنى أن بهم ضعفًا علميًا، لأن كثيرًا منهم حملت رءوسهم عشرات الرسائل العلمية ليس فقط باللغة العربية، إنما باللغات الغربية. وطبيعة مهنة الإرشاد السياحى تختلف عن طبيعة أروقة الجامعات. نحن نقرأ حصاد ما تنتجه الجامعات لكى ننقله للعالم أجمع، وليس مقبولًا أن يتعالى من يحملون تلك الدرجات العلمية على من يقومون بنقلها للعالم الخارجى للحصول لمصر على عملات أجنبية يقوم عليها الاقتصاد المصرى. نحن وعلماؤنا نقوم بعمل مشترك، لكل منا دوره الذى يفخر به دون أن يعتقد أحد الطرفين بأنه أكثر علمًا من الطرف الآخر. نحن قضيتنا الأولى والأخيرة هى مصر ولا شىء غيرها. لذلك نغضب لها، ولهذا كتبتُ ما كتبت وأنا فى انتظار أن يقوم من وجهتُ إليهم حديثى بواجبهم العلمى والوطنى.