الإثنين 20 مايو 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

ياسر جلال: نجاحنا يشجع على تقديم «ألف ليلة وليلة» كل عام

ياسر جلال
ياسر جلال

- الجميع أشاد باللغة المقدمة ورأى أنها مناسبة لـ«ألف ليلة وليلة»

- المخرج إسلام خيرى وظف عناصر المسلسل بأفضل صورة

رأى النجم ياسر جلال أن النجاح الكبير لمسلسل «جودر»، الذى عُرض خلال الموسم الرمضانى المنصرم، يشجع صناع الفن على تقديم حكايات «ألف ليلة وليلة» كل عام فى رمضان، كما اعتاد المصريون على مدى سنوات طويلة.

وأشاد «جلال»، فى حواره التالى مع «حرف»، بحرص الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على توفير كل الإمكانيات اللازمة لتقديم أفضل عمل ممكن، رغم صعوبة مثل هذه الأعمال من الناحيتين الفنية والإنتاجية، واصفًا مسئولى الشركة بأنهم يتسمون بالجرأة والرغبة فى تقديم أعمال يمكنها المنافسة فى منصات عالمية. 

■ كيف بدأ التحضير لمسلسل «جودر» مع المخرج إسلام خيرى والكاتب أنور عبدالمغيث؟

- بعد أن قدم الكاتب الكبير أنور عبدالمغيث نص «جودر»، جلست مع المخرج إسلام خيرى، واتفقنا على الخطوط العريضة لهذه الشخصية، إلى جانب شخصية «شهريار»، التى انتهينا من تصويرها بالكامل فى البداية، والذى منحنى فرصة لمذاكرة شخصية «جودر» والتحضير لأبعادها كافة، الاجتماعية والمادية والنفسية، مع مراعاة أن تكون شخصية مختلفة تمامًا شكلًا ومضمونًا.

المسلسل ركز على تقديم فكرة عامة فى غاية الأهمية، وهى أن كل شاب فقير يصلح لأن يكون بطلًا شعبيًا، وأن البطولة لا تحتاج إلى سيف أو حروب بقدر ما تحتاج إلى إنسان حقيقى يتعامل بإنسانية مع الجميع، ويملك إيمانًا قويًا وعزيمة لا تلين، ولديه أخلاق واحترام للمبادئ التى تربى عليها، إلى جانب البر بأمه وأبيه وأخوته، وكلها أسباب جعلت من «جودر بن عمر المصرى» شخصية محبوبة ومقربة للمشاهد، يتفاعل معها ويستمتع بها ويتابعها بشكل جيد.

وكما قلت سابقًا، التركيز فيه ليس على البطل الشعبى «اللى بيضرب»، بل البطل الشعبى الذى يملك الإيمان والأخلاق، وبار بعائلته وأهل منطقته، ويحب بشرف ونزاهة ونبل، هذا هو البطل الشعبى الذى نقصده، والكثير من ناس مصر هكذا، لذا نبرز هذا النموذج للاقتداء به والسير على نهجه.

■ «الملك شهريار» الذى ينعم فى الحرير، و«جودر المصرى» الفقير الطيب... كيف تمكنت من أداء شخصيتين مختلفتين كلية بهذا الإتقان الكبير الذى ظهر على الشاشة؟

- أشكر الله كثيرًا على توفيقه وفضله، وأرى أن تقديم الشخصيتين بهذا الشكل هو توفيق من الله، واعتماد على خبرات السنين التى عشتها طوال عمرى، والتى حاولت من خلالها الاجتهاد، مع حرصى الدائم على التركيز بقوة فى عملى، مع عدم وجود اهتمامات أخرى لى غير الفن، فأنا مهموم وكلى تفكير به طوال الوقت، كما أننى أعمل على تجربة أشياء كثيرة بصفة مستمرة.

■ قدمت الأب الحنون فى «ضل راجل»، ورئيس الجمهورية فى «الاختيار»، و«جودر المصرى» فى «جودر»، وفى كل مرة تثبت قدراتك الكبيرة.. هل لك أسلوب معين فى التعامل مع الشخصية منذ القراءة الأولى وحتى تجسيدها على الشاشة؟

- أسعد جدًا بذلك وأشرف به، لأن هذا هدفى فى النهاية، وهو الوصول إلى مرحلة الإشباع. أنا فنان أقدم الدور الذى أحب، وتربيت وتنفست الفن منذ صغرى، ولدى طاقة كبيرة أحب أن تخرج فى مكانها.

درست فى المعهد كيفية تجسيد كل شخصية بأبعادها المختلفة، بداية من البعد المادى، الذى يشمل الشكل الخارجى والجسمانى، بما فيها ملامح الوجه وتسريحة الشعر وغيرها، ثم البُعد الاجتماعى، المعنى بإذا ما كانت الشخصية غنية أم فقيرة، متزوجة أم عازبة، هل لديها أخوة أو أصدقاء أم لا، وهكذا، ثم البُعد النفسى، والذى يشمل أحلام الشخصية وتطلعاتها، وهل لديها مشاكل نفسية أم لا، وما رؤيتها للمستقبل.

أنا أدرس الشخصية بكل تفاصيلها، وأقرأ السيناريو لأتشبع أكثر بهذه الشخصية، ولا أكتفى بمذاكرة دورى فقط، بل أذاكر النص كله، حتى أفهم دورى وأقدمه بأفضل شكل ممكن.

■ ولماذا قررتم تقديم العمل المنتمى إلى عالم «ألف ليلة وليلة» باللهجة العامية؟

- المسلسل مُستمد من التراث، وتحديدًا من قصص «ألف ليلة وليلة»، ومؤلفه كاتب كبير قارئ فى التراث، خاصة فى «ألف ليلة وليلة»، وهو من صاغ وقدم لغة الحوار المناسبة، والقالب الدرامى الأمثل، والحمد لله، الجميع أشاد باللغة المقدمة، ورأى أنها مناسبة لـ«ألف ليلة وليلة»، والعصر الذى تدور فيه الأحداث.

■ رأينا فى «جودر» كادرات وتقنيات بصرية لا تقل عن أى أعمال عالمية.. كيف ظهرت هذه التقنيات لأول مرة فى مصر بهذا الشكل غير المسبوق؟ 

- لدينا شركتا إنتاج على أعلى مستوى، هما «ميديا هب» و«أروما»، اللتان قدمتا كل الإمكانيات اللازمة لتقديم أفضل عمل ممكن، خاصة فى «الجرافيكس»، إلى جانب عناصر فنية معجونة بالموهبة، وعلى رأسها المخرج إسلام خيرى، الذى وظف عناصر المسلسل بأفضل صورة، ومدير التصوير تيمور تيمور، الذى يعد من كبار مديرى التصوير فى العالم العربى، علاوة على الستايلست العبقرية منى التونسى، ومهندس الديكور أحمد فايز، وكل هؤلاء عناصر تضافرت لتقديم المسلسل بالصورة التى شاهدها الجمهور على الشاشة.

■ كيف ترى تعامل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إنتاجيًا مع المسلسل؟

- أحيى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى تحمست بشدة لتقديم «ألف ليلة وليلة» من جديد، رغم أنها أعمال صعبة من الناحية الإنتاجية والفنية، لكنها وضعت ثقتها فينا، فكنا قدر الثقة الحمد لله، وقدمنا عملًا يشرف «المتحدة» ومصر.

أقدم من هنا كل التحية والشكر والتقدير للرجال المحترمين القائمين على إدارة «المتحدة للخدمات الإعلامية»، لأنهم جديرون بالاحترام، وأظهروا جرأة وقدرة ورغبة فى تقديم أفكار وأعمال خارج الصندوق، يمكن أن ننافس بها فى منصات عالمية.

■ أخيرًا.. هل يمكن أن يكون نجاح «جودر» سببًا فى إعادة تقديم «ألف ليلة وليلة» فى رمضان كل عام؟

- أتمنى تقديم «ألف ليلة وليلة» كل عام، لكن بنجوم آخرين، فقد اكتفيت بهذا القدر، بتقديم حكاية «جودر»، وأتمنى من كل قلبى تقديم حكايات أخرى من «ألف ليلة وليلة» كل عام، تمامًا كما تربينا عليها فيما مضى من سنوات، فكلنا «فتحنا عينينا» على هذه المسلسلات، وأتمنى استمرارها كل عام.