حلبة مصارعة
شيفا رهبران: نأمل فى انبعاث جديد لإيران

- إيران يمكن أن تكون منارة ثقافية للمنطقة والعالم
- شاهدنا «روبوتات همجية» فى مجلس الشيوخ الأمريكى لا يعرفون حتى عدد سكان إيران!
ترى أن الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل أسهمت فى توحيد مشاعر الإيرانيين داخل وخارج البلاد، رغم مآسى هذه الحرب، وإثارتها مشاعر متناقضة من الألم والأمل لدى شريحة واسعة من أبناء وطنها، الذين لم يكونوا طرفًا فى إشعال فتيل الحرب.
إنها الكاتبة والأديبة الإيرانية شيفا رهبران، التى اشتهرت بمؤلفاتها حول الأدب والسينما الإيرانية، ومن أبرزها «الكتّاب الإيرانيون بلا رقابة» و«السينما الإيرانية بلا رقابة»، وتقيم حاليًا فى أوروبا، وتُعد من الأصوات الفكرية المستقلة التى تتابع المشهد الإيرانى الثقافى والاجتماعى عن كثب.
فى حوارها التالى مع «حرف»، تكشف عن مخاوف الإيرانيين من مستقبل غامض، إلى جانب توقعاتها لإمكانية ولادة مشهد ثقافى جديد إذا ما أُتيحت الحرية للشعب الإيرانى.

■ كيف ترين دور المثقف فى أوقات الحروب والأزمات؟
- فى أوقات الحروب، يتعاظم دور المثقف كصوت للضمير الإنسانى. فالقضية تتجاوز المواقف السياسية لتصبح مسألة إنسانية، تتعلق برفض العنف والدعوة للسلام. من الطبيعى أن يشعر الجميع، بمن فيهم المثقفون فى الداخل والخارج، بالحزن العميق تجاه ما يجرى، لكن فى الوقت ذاته، هناك شعور بالأمل فى أن تفتح هذه اللحظات التاريخية الباب أمام مستقبل أفضل لشعوبنا.
■ هل تشعرين أن صوت المثقفين الإيرانيين يُسمع فى الإعلام العالمى اليوم بشكل أكبر؟
- بالتأكيد، هناك حضور متزايد للأصوات الثقافية والفكرية الإيرانية على مستوى الإعلام الدولى ومنصات التواصل الاجتماعى. الفن الإيرانى، من السينما إلى الأدب، ظل دومًا جزءًا مؤثرًا فى المشهد الثقافى العالمى. وما نراه الآن استمرار لهذا التأثير، مع لعب المثقفين دورًا مهمًا فى نقل الصورة الإنسانية والثقافية لشعبهم، بعيدًا عن الضجيج السياسى.

■ أيمكن أن تُحدث الظروف الحالية حراكًا ثقافيًا جديدًا فى طهران؟
- رغم صعوبة المرحلة، التوتر الحالى قد يكون فرصة لانبعاث فكرى وثقافى، إذا ما ترافق مع مساحة للتعبير والانفتاح. لقد شهدنا فى مراحل كثيرة من التاريخ أن الإبداع يولد فى أحلك الظروف. نأمل أن تؤدى هذه المرحلة إلى مساحة جديدة من الحرية الثقافية والتواصل الحضارى داخل وخارج المجتمع الإيرانى.
■ هل هناك مخاوف من أن تؤثر الحرب على النسيج الثقافى والاجتماعى فى إيران؟
- بطبيعة الحال، أى حرب تُحدث اضطرابًا فى البنية المجتمعية، لكن الشعب الإيرانى يملك إرثًا طويلًا من التماسك الثقافى والوطنى. وبدعم المجتمع الدولى فى المجالات الإنسانية والثقافية، يمكن تخفيف آثار الأزمة، والمساهمة فى الحفاظ على هذا الإرث.

■ كيف تعيشين هذه اللحظات على المستوى الشخصى؟
- كإيرانية مرتبطة بوطنها وعائلتها، لا يمكن إلا أن أكون مشحونة بالعاطفة والخوف والرجاء. لدىّ أفراد من العائلة لا يزالون فى إيران، وأتواصل معهم كلما سمحت الظروف. المشاعر معقدة، ويُرافقها شعور بالمسئولية تجاه ما يمكن أن أقدمه من خلال الكلمة والثقافة.
■ فى ختام الحوار.. ما رؤيتك لمستقبل إيران ثقافيًا؟
- أنا مؤمنة بأن الشعب الإيرانى، بكل ما يمتلكه من طاقات فكرية وفنية، قادر على أن يكون فى قلب المشهد الثقافى العالمى. إذا توفرت له الظروف المناسبة، فإيران يمكن أن تكون منارة ثقافية للمنطقة والعالم.
