الأحد 13 يوليو 2025
المحرر العام
محمد الباز

أيتن الموجى: صديق حراس العقارات وعمال الجراجات وكان يتناول الطعام معهم بتواضع شديد

حرف

«كان صديق حراس العقارات وعمال الجراجات، يحرص على تناول الطعام معهم، ويوصينى دائمًا بإحضار أفضل وأجود الأطعمة لهم».. صفة ووصية منحهما «عبدالمعطى محمد الموجى» الشهير بـ«نجاح الموجى» لابنته «أيتن»، التى فتحت خزائن أسرار الكوميديان الراحل وهى تتغلب على دموع الفقد رغم مرور ما يزيد على ربع قرن على وفاة والدها، حيث قالت إن الأيام ورغم مرورها لم تفلح فى تخفيف ألم الفقد أو محو ذكرياتها معه، لبساطته وطيبته ووده مع الصغير قبل الكبير على حد وصفها.

الإعلامية «أيتن الموجى» تحدثت مع «حرف» فى ذكرى ميلاد والدها، قائلة: جميع أدواره سر نجاحها هو المصداقية وليس الافتعال، عندما يقدم دور سائق أو رجل بسيط كان بناءً على جلوسه مع العمال فى الشارع يفترش معهم الأرض لتناول الطعام، يسمع لإفيهاتهم وتعليقاتهم المضحكة ويبدأ فى تحويلها إلى عبارات وجمل داخل السيناريو حتى تكون إفيهاته من قلب الشارع والمواطن البسيط، مضيفة: أن والدها كان يميل أكثر للخصوصية فى الحياة، لم يكُن يهوى السهرات فى الأماكن العامة، وغير ذلك من حياة بعض الفنانين.

«أيتن» تحدثت عن «نجاح الموجى» الأب والفنان والصديق، وكشفت العديد من الأسرار والكواليس فى ذكرى ميلاد الفنان الكبير نجاح الموجى.. وإلى نص الحوار..

■ «عبدالمعطى محمد الموجى».. كوميديان وفنان شامل أثرى الحياة الفنية فى مصر بالعديد من الأعمال.. لو تحدثت «أيتن» ابنة الفنان الكبير ماذا تقول عنه؟

- الحديث عن والدى نجاح الموجى من أصعب اللحظات والاختبارات التى أتعرض لها، وفى كثير من الأحيان أتعمد تجُنب الحديث عنه حتى لا أسقط فى فخ الذكريات والحزُن الذى لم يفارقنى يومًا رغم مرور ما يزيد على ربع قرن على وفاته، لما كان يمتلكه من بساطة وطيبة ونقاء قلما وجدت فى شخص، والدى جاء من بيئة بسيطة لم يعرف التكلف والغرور الطريق إلى قلبه يومًا، عاش للناس الفقيرة البسيطة ووسطهم، تعامل مع جميع الأنماط البشرية، عرف خباياهم وأسرارهم، لذلك كانت أغلب أدواره نابعة من تلك الخبرات التى اكتسبها من التعامل معهم، كان إنسانًا على الفطرة والسجية، لم يدع يومًا أنه فلان أو نجل فلان، لم يعش حالة النجومية رغم أنه كان نجمًا بالفعل، ٢٧ عامًا مرت على وفاته وكأنه ما زال بيننا بأعماله وبساطته.

■ معنى ذلك أن البساطة والتلقائية التى كان يظهر بهما على الشاشة هى الصفات الأقرب لشخصية نجاح الموجى الحقيقية؟

- بالعكس، بل يمكن القول إن شخصيته على الشاشة أكثر تعقيدًا وصرامة من الحقيقة، فشخصيته الطبيعية أكثر تلقائية وبساطة وودًا مع الصغير قبل الكبير، كان صديق حراس العقارات وعمال الجراجات، يحرص على تناول الطعام معهم، ويوصينى دائمًا بإحضار أفضل وأجود الأطعمة لهم وليس بقايا الطعام، كنت فى كثير من الأحيان أنتقد بساطته فى التعامل مع الناس خوفًا من التأُثير على صورته أو أن يستنتج الغير هذه البساطة ويفسرها بشكل سيئ، ولكنه كان يرفض ويُصر على أسلوبه فى التعامل مع الجميع دون حدود أو تعالٍ.

■ هل هذه التلقائية والبساطة كانت أحد مفاتيح عبوره إلى قلوب الناس؟

- بالتأكيد، فجميع أدواره سر نجاحها هو المصداقية وليس الافتعال، عندما يقدم دور سائق أو رجل بسيط كان بناءً على جلوسه مع العمال فى الشارع يفترش معهم الأرض لتناول الطعام، يستمع لإفيهاتهم وتعليقاتهم المضحكة ويبدأ فى تحويلها إلى عبارات وجمل داخل السيناريو حتى تكون إفيهاته من قلب الشارع والمواطن البسيط وبالتالى تصل إليه بسهولة، ومن وجهة نظرى هذا سر بقاء إفيهات وأعمال نجاح الموجى حتى وقتنا هذا رغم مرور ربع قرن على وفاته، إلا أن تلقائياتها وبساطتها منحتها البقاء، حيث كان دائمًا يردد أنه ملك للناس ومنهم، وفى ظل التطور التكنولوجى وانتشار السوشيال ميديا أصبحت إفيهاته علامة مميزة على الصفحات.

■ مُثقف على درجة عالية من العلم وكادر وظيفى وصل إلى درجة وكيل أول وزارة الثقافة.. هل ساهمت تلك العوامل فى دعم موهبته ونجاحه أم انتقصت من مساحته الفنية؟

- ثقافته وتعليمه ووصوله إلى درجة وكيل أول وزارة الثقافة من وجهة نظرى كانوا بالفعل عوامل مساعدة فى نجاحه وموهبته، حيث منحوه فرصة التعامل مع جميع الأوساط الفنية والمهنية وامتلك من الخبرات الإدارية والعلمية ما جعله متمكنًا من أدواته بشكل كبير، كما حظى بمحبة واحترام من زملائه فى العمل طيلة فترة عمله معهم، وكان وجوده فى هذه المواقع بمثابة إضافة لها أيضًا حيث إن وجود شخص يحظى بشهرة ونجومية فى أماكن العمل من شأنه أن يضفى عليها رونقًا وبهجة دون أن ينتقص أى منهما من مكانة الطرف الآخر، كما كان دائمًا الشغل على نفسه وعلى موهبته ويحرص على تنميتها بالمذاكرة والقراءة بشكل دائم، والقدرة على إضافة عُمق للشخصيات التى يقدمها على الشاشة بشكل منحه الحضور والنجومية، حيث كان دائمًا ما يضيف للورق والسيناريو دون أن يعتبره مؤلف العمل أو مخرجه هذه من قبيل التدخل فى اختصاصاتهم.

■ ما الذى كان يغضب كوميديانًا بحجم نجاح الموجى ويعكر هذه الحالة من التلقائية؟

- النكد، كان يكره النكد والحزن، يحب الضحك والهزار دون إسفاف، كان خفيف الدم على الشاشة وفى البيت أيضًا، كان وجوده بمثابة بارقة ضحك وأمل طيلة الوقت.

■ هل كان يميل الفنان الكبير للانطوائية وعدم الاختلاط؟

- ليست انطوائية بالمعنى المفهوم، ولكنه كان يميل أكثر للخصوصية فى الحياة، لم يكُن يهوى السهرات فى الأماكن العامة وغير ذلك من حياة بعض الفنانين، وكان محبًا لأسرته بشكل كبير، لم يتردد عنه شائعات الزواج والطلاق وغيرهما مثلما يحدث مع الكثير.

■ أعمال كثيرة قدمها الفنان الكبير سواء على شاشة السينما أو المسرح والتليفزيون، وبالتأكيد كان يحتاج للمشورة قبل الموافقة عليها، من كان صاحب الرأى والمشورة؟

- والدى كانت له دائرة أصدقاء من الفنانين الكبار والمخرجين، على رأسهم المخرجان الكبيران السيد راضى ومنير راضى، وكانوا أكثر من مجرد أصدقاء بل أحد أفراد العائلة لهم الحق فى الحديث والتدخل فى خصوصياته دون عوائق، وكذلك الفنان الكبير صلاح عبدالله والفنان أحمد ماهر كانوا من أصدقائه المقربين، كما كانت لوالدتى أيضًا الكلمة العليا فى اختياراته الفنية، وكُنا فى الكثير من الأحيان نجلس معه برفقة والدتى نتناقش فى الدور الذى سيقدمه ونناقش المشاهد بل ونلعبها أيضًا فيما يشبه البروفات.

■ نعود لـ «عبدالمعطى محمد الموجى» واسم الشهرة الذى حرص عليه وكانت تحيطه كواليس إنسانية.. حدثينا عنها؟

- شقيق والدى- رحمة الله عليهما- كان قعيدًا ومن ذوى الاحتياجات الخاصة، وكان والدى يحرص على رعايته واصطحبه معه إلى منزلنا ليظل يرعاه، وكان اسمه «نجاح» وأصر والدى على أن يحمل اسمه حتى يخلد سيرة شقيقه الوحيد.