الأربعاء 30 يوليو 2025
المحرر العام
محمد الباز

ويبقى الأثر.. 

ميرفت مرسى: مقالات بخط يد شاكر عبدالحميد تُنشر لأول مرة.. ولدينا مجموعة «أحلام» كان يتمنى تحويلها إلى رواية

شاكر عبدالحميد
شاكر عبدالحميد

- وزارة الثقافة لم تتوقف عن تكريمه طوال السنوات التى تلت رحيله

فى خطوة ثقافية تُحيى تراثًا فكريًا مهمًا، أعلنت الهيئة المصرية العامة للكتاب عن مشروعها الطموح لإعادة نشر الأعمال الكاملة للمفكر الراحل الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق وأحد أبرز أعلام النقد الثقافى والسيكولوجى فى العالم العربى. 

ويأتى هذا المشروع الذى وصفته الهيئة فى بيانها بـ«الثقافى الكبير» ليقدم للأجيال الجديدة إرثًا فكريًا جمع بين العمق الأكاديمى والرؤية النقدية الثاقبة، متضمنًا أعمالًا سابقة ستصدر فى طبعات جديدة إلى جانب نصوص تُنشر للمرة الأولى.

الدكتور شاكر عبدالحميد، الذى غادرنا جسده لكن أفكاره باقية، ترك مكتبة ثرية شكلت علامات فارقة فى دراسة سيكولوجيا الإبداع والجماليات والفنون البصرية، ومنها عناوين شهيرة مثل: «التمييز الجمالى»، و«عصر الصورة»، و«الخيال»، و«سحر الكتابة»، والتى جمعت بين الدقة العلمية والعمق الفلسفى واللغة الأدبية الرصينة.

وبمناسبة هذا المشروع التوثيقى، التقت «حرف» بالسيدة ميرفت مرسى، زوجة الفقيد ورفيقة دربه، فى حوار خاص تستعرض من خلاله ذكرياتها مع الراحل، وقيمة هذا المشروع فى الحفاظ على إرثه الفكرى، وأبعاد إسهاماته التى شكلت مرجعًا أساسيًا فى حقل الدراسات النقدية والسيكولوجية.

وزير الثقافة السابقة نيفين الكيلانى تزيح الستار عن تمثال شاكر عبدالحميد

■ أعلنت هيئة الكتاب عن إعادة طبع أعمال الراحل.. ما تفاصيل هذا التعاقد؟

- تواصلت معى وزارة الثقافة وعرضت نشر أعمال الدكتور شاكر عبدالحميد، وأنا وافقت لأن هذه الأعمال تمثل تراثًا وثروة قومية للأجيال القادمة، خاصةً أن بعضها نُشرت منذ فترة طويلة، تعود إلى الثمانينيات أو التسعينيات فى مجلة «عالم المعرفة» وغيرها من المؤسسات، وتقريبًا معظم النسخ قد نفدت، لذا، فهى فرصة لإعادة نشر هذه الأعمال، كى تتمكن الأجيال القادمة من الاطلاع عليها، سواء كانوا من الدارسين أو المهتمين، خاصةً أن بعض الكتب مبسطة وتتناول مجالات علم النفس والإبداع المختلفة.

والحقيقة وزارة الثقافة تستحق الشكر على هذا العمل، كما أتوجه بالشكر للدكتور أحمد بهى الدين رئيس هيئة الكتاب، لأن الوزارة منذ وفاة الدكتور شاكر، وهى تكرمه فى أكثر من مناسبة، وأولى هذه المؤسسات كانت فى «أكاديمية الفنون»، وتم تكريم اسم الدكتور شاكر منذ رحيله من وزارة الثقافة بداية من الدكتورة إيناس عبدالدايم وزير الثقافة الأسبق، ثم الدكتورة نيفين الكيلانى، وزير الثقافة السابقة، ثم الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الحالى.

واهتمت قطاعات الوزارة بتكريم اسم الدكتور، مثل المجلس الأعلى للثقافة، وعقدت ندوات ومؤتمرات، إلى جانب إطلاق اسمه فى مسابقة المواهب الشبابية عام ٢٢ - ٢٣، كما تم تكريمه فى دار الكتب، وقصور الثقافة وغيرها، وأنا أرى أن أفضل تكريم للدكتور شاكر هو إعادة نشر أعماله الكاملة، لأنها تراث يجب الحفاظ عليه، وهذه فرصة حقيقية، خاصةً أن هيئة الكتاب تبيع الكتب بأسعار فى متناول الجميع، خصوصًا فى المعارض، ما يسمح لعدد كبير من الناس بالاطلاع عليها، وكما قلت فإن الدارسين والمهتمين سيقتنون أعماله، بل وسيقرأونها بشكل أفضل.

■ كيف رأيت إطلاق اسم الدكتور شاكر على إحدى قاعات أكاديمية الفنون؟

- أنشأت الأكاديمية قاعة فى المكتبة المركزية تحمل اسم الدكتور شاكر، تضم مكتبته بالكامل، وفقًا لوصيته. 

وتضم القاعة نسخًا من جميع أعماله ليستفيد منها الدارسون والمهتمون فى مجالات متعددة، نظرًا لأن مؤلفاته تتناول علم النفس، والإبداع، وعلم الجمال، وعصر الصورة، والفنون التشكيلية، والأدب بأنواعه من قصة ورواية وشعر. 

وأعماله كثيرة ومتميزة، وستفيد الدارسين بكل تأكيد، وأنا أرى أن أفضل تكريم للدكتور شاكر هو إعادة نشر أعماله الكاملة، لأنها تراث يجب الحفاظ عليه، وهذه فرصة حقيقية، خاصةً أن هيئة الكتاب تبيع الكتب بأسعار فى متناول الجميع، خصوصًا فى المعارض، ما يسمح لعدد كبير من الناس بالاطلاع عليها، وكما قلت فإن الدارسين والمهتمين سيقتنون أعماله، بل وسيقرأونها بشكل أفضل.

■ قلتِ إن هناك أعمالًا لم تنشر من قبل وسيتم نشرها.. ما تفاصيل هذه الأعمال؟

- هذه الأعمال عبارة عن مجموعة من المقالات، بعضها مكتوب بخط اليد. وستنشرها الهيئة، سواء فى مجال الشعر أو علم النفس أو الفن التشكيلى، كما أن لديه مئات المقالات، فى الحقيقة الهيئة ما زالت تدرس الأمر، وهناك أشخاص مسئولون عن تحديد الكتب التى سيُعاد نشرها والمقالات التى يمكن نشرها.

■ ماذا عن الكتب التى كان يعمل عليها الدكتور شاكر قبل وفاته خاصة كتابه عن «كورونا»؟

- الدكتور شاكر رحمه الله توفى خلال فترة «كورونا»، لكنه كتب عدة مقالات عن الجائحة، وأتذكر بعض العناوين، منها ما تناول تجربة العالم خلال فترة الوباء وكيف تغيرت الأحوال، وهذا بشكل عام. 

وأعتقد أنه كان يجمع بعض الأفكار والمقالات ليجعلها مشروعًا أو سلسلة مقالات، لكن القدر لم يسعفه، فكتب مقالات قليلة، ربما اثنين أو ثلاثة فقط، على حد علمى.

■ ما هو مشروع «الأعمال المبسطة» الذى قلت إنك ستعملين عليه؟

- بدأت فى هذا المشروع، لكن للأسف لم أكمله، كنت أرغب فى الحديث عن موضوع الطفولة فى أعمال الدكتور شاكر عبدالحميد، لكننى فضلت أن يتولى هذا الأمر شخص متخصص، لأنى ربما أتناوله من زاوية قد لا تفيد البعض، خاصةً أن أعماله تتناول موضوعات كثيرة وبشكل أكاديمى فقلت إنه من الأفضل أن يقوم بهذا المشروع شخص متخصص، لأن أعماله كثيرة، وكل عمل منها يحتوى جزءًا عن الأطفال، وهو كان مهتمًا جدًا بمرحلة الطفولة، سواء فى بداية أعماله بكتاب «الطفولة والإبداع» المنشور فى الجمعية الكويتية سنة ١٩٨٦، أو فى بقية كتبه التى خصص فيها جزءًا للأطفال.

لذلك هو بحاجة إلى شخص متخصص قوى يستطيع التعامل مع هذا الموضوع ويخرجه بشكل مميز، وليس فقط موضوع الطفولة، بل يمكن استخراج موضوعات كثيرة أخرى من أعماله، مثل تطور الشخصية والإبداع، والكثير من الأفكار.

■ ما الأعمال التى لن تنشرها الهيئة؟

- هناك بعض الأعمال التى استُبعدت، وهى كل ما يتعلق بالترجمة أو الأعمال المشتركة مع مؤلفين آخرين أو مترجمين، وكذلك الأعمال التى لم يمر عليها خمس سنوات، مثل كتاب «الصناعات الثقافية.. ثروة الأمم» الصادر عن سلسلة «عالم المعرفة» بالكويت.

■ كان الدكتور شاكر يكتب كثيرًا.. ألم تعثرى على مخطوطات لأعمال أكملها ولم ينشرها؟

- كان لديه بعض المواد المكتوبة بخط يده، لكنه كان من النوع الذى يجمع أفكاره فى رأسه، فربما كتب نقاطًا عن موضوعات مثل «كورونا» أو عن فنان اسمه «الجزار»، لكن بصراحة، لا أريد أن أذكر معلومات غير دقيقة، هو كان يحتفظ ببعض الأفكار كمخطوطات، مجرد عناوين أو ملاحظات، لكنها غير مكتملة، لذلك، لا يمكن نشرها لأنها ليست أعمالًا متكاملة، بل مجرد أفكار.

■ قيل إن الدكتور شاكر كتب أجزاء من رواية عن «الأحلام».. ماذا عنها؟

- أتذكر فعلًا أنه كان يريد أن يجمع أحلامه على مدار حياته ويحولها إلى رواية، وكان لديه «دفتر» يدوّن فيه أحلامه، مثل حلمه بتولى منصب فى وزارة الثقافة، وهذا الحلم تحقق بالفعل عندما تولى إدارة المعهد العالى للنقد الفنى فى الأكاديمية، ثم نائب الأكاديمية، وصولًا إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ثم وزير الثقافة، وغيرها من الأحلام كانت مجرد رؤى خاصة به، لكنه لم يتمكن من تحويلها إلى رواية فى حياته.

■ لماذا نشر أغلب أعماله خارج مصر؟

- الدكتور شاكر رحمه الله كان ينشر فى أكثر من مكان، فقد نشر أيضًا فى مجلة «علم النفس» بجامعة القاهرة، وفى مجلات ومراكز نفسية، وكانت بدايته فى كلية الآداب بجامعة القاهرة، وأعماله الأولى ومقالاته ركزت على موضوع الإبداع، وكان أستاذه الدكتور مصطفى سويف، رحمه الله، له دور كبير فى توجهه هذا، فكانت اهتماماته بين علم النفس، والإبداع، والفن التشكيلى، والأدب، وشجع الشباب وكتب عنهم، فأعتقد أن دراسته لعلم النفس والإبداع كان لها أثر كبير فى اهتمامه بالجانب الفنى والأدبى، وأول كتب نشرها كانت فى سلسلة «عالم المعرفة»، كان يقدم اقتراحات كثيرة لترجمة كتب أعجبته، ومعظم هذه الاقتراحات كانت تُقبل.

■ لماذا تأخر نشر أعماله أربع سنوات بعد رحيله؟

- فى الحقيقة منذ رحيله ووزارة الثقافة تكرمه كل فترة، وهى التى تواصلت معى، وهناك طرف أحب أن أذكره وهو الدكتور عماد مطاوع، وهو الذى كان متحمسًا جدًا لنشر أعماله، وبعد موافقة الهيئة المصرية العامة للكتاب على نشر أعمال الدكتور شاكر، ذهبت وقابلت الدكتور أحمد بهى الدين رئيس الهيئة وكان متحمسًا جدًا لنشر الأعمال، والحقيقة الناس كلها تعرف قيمة الدكتور شاكر وقيمة أعماله للتراث والدارسين، لأنه موسوعة فى علم النفس والإبداع والفن التشكيلى والأدب، وأعتقد أنه من الجميل أن تكون جميع أعماله متاحة فى مكان واحد، بحيث يتمكن القارئ من اقتناء خمسة أو ستة أعمال له أو أكثر بسعر مناسب، ما يسهم فى نشرها بشكل أوسع.