الأحد 13 يوليو 2025
المحرر العام
محمد الباز

أحمد ماهر: كان يبيع الإفيه لـ«سمير غانم» و«جورج سيدهم» بـ«10 جنيهات»

حرف

«كان يأتى كل يوم تصوير بإفيه جديد يمنحه لزميليه سمير غانم وجورج سيدهم»، هكذا كشف الفنان الكبير أحمد ماهر عن كواليس عمله مع الفنان نجاح الموجى خلال أحداث المسرحية الشهيرة «المتزوجون»، حيث وصفه بالفنان الجدع خفيف الظل الذى كان ينشر البهجة والتفاؤل خلال الكواليس، مضيفًا أن الموجى كان يخاصم النوم أثناء تصوير المسرحية من شدة القلق لضمان تقديم عمل جيد.

عن الموجى الفنان والإنسان والكوميديان، يتحدث الفنان الكبير أحمد ماهر لـ«حرف» ليسرد ويحكى كواليس عمله مع «الواد مزيكا» والعديد من المواقف الفنية والإنسانية..

■ شخصية «الحمش بيه» جمعتك بالكوميديان الكبير «نجاح الموجى» خلال العمل المسرحى الشهير «المتزوجون».. حدثنا عن كواليس عملكما معًا؟

- الفنان الراحل الكبير نجاح الموجى كان يمتلك حضورًا خاصًا ولافتًا للنظر، وكان من حُسن حظى أن جمعتنى به مسرحية «المتزوجون» بصحبة الفنانين الكبار سمير غانم وجورج سيدهم وشيرين، بعد اعتذار الفنان الكبير أحمد راتب عن شخصية الحمش بيه، ومن خلال التعامل شبه اليومى مع الموجى، تجد فنانًا من طراز خاص، يخاصم النوم أثناء أيام التصوير والعرض المسرحى من شدة القلق والتركيز لتقديم عمل جيد يليق باسمه وبجمهوره، دائمًا ما يفكر فى شكل جديد وقالب مختلف للشخصية التى يقدمها، ويضيف لها حتى تخرج بالشكل المُبهر، كان فنانًا مجتهدًا دءوبًا على العمل، ولديه من الموهبة الفطرية ما ميزه عن باقى أبناء جيله.

■ كيف كان يضيف «الموجى» للدور الذى يقدمه أو للعمل بشكل عام؟

- مسرحية «المتزوجون» بشكل خاص من يشاهدها قبل التصوير والعرض على الجمهور سيتفاجأ بزيادة مدة المسرحية وتضخم المساحة الممنوحة، سواء للموجى أو لباقى الفنانين فى العمل، والسر هُنا يعود لدور نجاح الموجى خلال الكواليس والإعداد للعمل، حيث أذكر أنه كان يأتى كل يوم تصوير بإفيه جديد يمنحه لسمير غانم وجورج سيدهم، لإضافته لأدوارهما ما يزيد مساحة الدور ويعزز الكوميديا فى العمل، ومن شدة البهجة التى كان يضفيها الموجى خلال العمل كان يشترط أن يبيع الإفيه بـ١٠ جنيهات حتى تحولت فكرة بيع الإفيهات إلى مصدر كسب له.

■ هل كانت البيئة الفنية المحيطة فى ذلك التوقيت أكثر دعمًا للفن؟

- بالتأكيد، كان أغلب الفنانين بمثابة أسرة واحدة متحابة، وظهرت الفرق المسرحية فى ذلك الوقت مثل فرقة «ثلاثى أضواء المسرح» التى شارك نجماها سمير غانم وجورج سيدهم فى «المتزوجون»، حيث كان الجميع يدًا واحدة لديهم من الحرص على مساعدة بعضهم ما يمكنهم من النجاح فى وسط أمواج متلاطمة، ما عزز رواج الحركة المسرحية، وأسهم فى ازدهارها ونجاحها فى ذلك الوقت، ومن هنا كانت فرصة للموجى وغيره من النجوم فى السطوع.

■ ما سر براعة أداء نجاح الموجى من وجهة نظرك وجعله مميزًا عن باقى أبناء جيله؟

- أعتقد أن الموجى كان يمثل طيفًا من أطياف الشعب المصرى والسواد العام له، بأخلاقياته وطباعه التى تتشابه مع المصريين جميعًا أو أغلبهم، كما كان يمتلك من الثقافة والعلم ما يجعلانه كما ذكرت سابقًا يضيف للعمل سواء إخراجيًا أم على مستوى الكتابة والقصة والسيناريو، حيث كان عمله فى وزارة الثقافة منحة إضافية جعلته يتعامل مع أغلب الأوساط الفنية والثقافية، لذلك أعتبره جاء إلى الوسط الفنى وهو يدرك كل خباياه وأسراره.

■ بالتأكيد فترة عرض العمل المسرحى الشهير شهدت مواقف إنسانية وفنية جمعتك بالفنان الكبير.. هل تذكر لنا منها شيئًا؟

- نجاح الموجى مواقفه الإنسانية والفنية لا تنتهى، فهو شخص جدع ابن بلد خفيف الظل، مُحب فنه وعاشق له، جذوره الثقافية والفنية ممتدة، كان شخصية لا يمكن أن تُمحى من الذاكرة بأى حال من الأحوال، خاصة لمن عمل معه عن قُرب أو كان صديقًا له، ومن مواقفه الكوميدية أثناء الكواليس التى أتذكرها له حبه تناول البصل الأخضر أثناء التصوير، وكان من شدة رغبته فى إضفاء حالة من السعادة على كواليس التصوير كان يُهددنا برائحة البصل التى كانت تفوح بشكل لافت أثناء التصوير.