الكتاب الكارثى.. تزوير تاريخ مصر لصالح الإخوان بتوقيع خالد أبوالليل

- أبوالليل: عندما ساءت الأمور فى فلسطين رأى الإخوان المسلمون ضرورة التدخل ومد يد المساعدة إلى الجيوش العربية
- قيام ثورة 1952 من وجهة التاريخ الشعبى الذى رصده خالد كان بسبب اغتيال حسن البنا والاضطهاد الذى وقع
على الجماعة ثم حلها بعد ذلك
تفاءل كثيرون فى المجال العام الثقافى عندما أصدر الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، قراره بندب الدكتور خالد عبدالحليم محمد أبوالليل، الأستاذ بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة، للعمل نائبًا لرئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية للكتاب.
أسباب التفاؤل كانت كثيرة، فهو صاحب سيرة علمية ممتدة، وباحث جاد له تجربة مهمة فى العمل الأكاديمى، كما يمتلك رؤية فيما كلفه به وزير الثقافة فى قرار ندبه، وهو التعاون والتنسيق داخل الهيئة؛ برئاسة الدكتور أحمد بهى الدين؛ لوضع تصور شامل لفعاليات النسخة المقبلة من معرض القاهرة الدولى للكتاب، ووضع الترتيبات لتنظيم العديد من معارض الكتب فى المحافظات، إلى جانب العمل على تطوير منافذ بيع الكتب بالمحافظات، وزيادة أعدادها، وتطوير مشروع النشر بالهيئة.
بدأ الدكتور خالد أبوالليل يمارس عمله بالفعل، وتابعت نشاطه ومجهوده فى الإعداد لمعرض الفيوم للكتاب، الذى تم افتتاحه الإثنين ٣٠ يونيو ٢٠٢٥؛ بحضور وزير الثقافة ومحافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصارى.
أبوالليل- وهو ابن الفيوم بالمناسبة- قال فى افتتاح المعرض إنه إحدى المحطات المهمة ضمن سلسلة معارض الكتاب الإقليمية التى تنظمها وزارة الثقافة عبر هيئة الكتاب، سعيًا لتحقيق العدالة الثقافية وتقديم الخدمة المعرفية لجميع فئات المجتمع فى كل ربوع مصر.
لسنوات كنت أعرف خالد أبوالليل كأستاذ جامعى متخصص فى الأدب والتراث الشعبى، تتلمذ على أيدى أساتذة مرموقين، لكننى أيضًا لم أكن من قراء كتبه وإنتاجه العلمى، ربما كانت لدىّ إلمامة بما ينتجه، وعندما عدت إلى مكتبتى بعد توليه منصب نائب رئيس الهيئة، وجدت من بين الكتب التى اقتنيتها كتابه الضخم- ٨٠٠ صفحة من القطع الكبير- «التاريخ الشعبى لمصر فى فترة الحكم الناصرى.. رؤية جديدة من وجهة نظر المهمشين» الصادر فى العام ٢٠١٥، وكان من الكتب التى وضعتها على قائمة أولويات القراءة لدىّ، لكن حالت بينى وبين ذلك قراءات أخرى وأعمال صحفية وإعلامية كثيرة ومتداخلة.
وضعت الكتاب مرة أخرى على قائمة قراءاتى الملحة، لكننى انشغلت عنه للمرة الثانية، حتى جرى ما جعلنى أسارع إلى قراءته.

فى ١٥ يونيو ٢٠٢٥، قرأت منشورًا لـ«ميرا محمد» على صفحتها بـ«فيس بوك»، تشير إلى كتاب خالد أبوالليل، وتذهب بوضوح إلى أنه- كما تزعم- يتبنى سرديات الإخوان التاريخية عن مصر وعن أنفسهم، ودللت على ذلك بإشارات كثيرة من الكتاب، مثل تأكيده أن جماعة الإخوان كانت تقاوم الإنجليز، وأنها هى التى حاربت فى فلسطين وقدمت شهداء فى حرب ١٩٤٨، وأنها هى التى قامت بثورة ١٩٥٢، وانقلب عبدالناصر عليها وسرق منها الثورة، وكيف أن صلاح نصر كان جاسوسًا للأمريكان.
تقول ميرا فى منشورها: «أكتر حاجة تضحك إنك تكتب تاريخ بلد بناء على شهادات ناس معشتش الأحداث أو كانت أطفال أو شخصيات جاهلة، منهم ربة منزل، ومنهم مجند قديم، وتسألهم عن تاريخ بتفاصيل صنع قرار وصراعات حكم وحروب، وتطلع نتيجة كلامهم الأهبل ده على إنه توثيق تاريخ مصر، وأى حد يقرا الكتاب هيلاحظ حشر تمجيد الإخوان».
قدرت فيما كتبته «ميرا» غيرتها الشديدة على تاريخ مصر، وغضبها من تزويره لصالح الإخوان، لكن ولأن الكتاب فيما يبدو دراسة علمية، فقد رأيت أنه لا يجب التعامل معه بهذا الاستخفاف، فعدت إلى الكتاب، وكان ما وجدته هائلًا ومفزعًا بالنسبة لى.
وضع خالد هدفًا لكتابه، وهو أنه لا يستهدف تقديم رؤية تاريخية رسمية عن فترة الحكم الناصرى، وإنما تقديم وجهة نظر المهمشين فيما عايشوه من أحداث تاريخية، بغض النظر عن مدى توافق رؤاهم مع رؤية التاريخ الرسمى أو اختلافها عنه.
ومن أجل ذلك نبش خالد فى ذاكرة هؤلاء المنسيين من البسطاء المهمشين بما يتذكرونه أو بما يحفظونه من مأثورات شعبية ذات وظيفة تاريخية مرتبطة بتلك الفترة.
توقعت أن من جلس إليه خالد أو التقى بهم فريقه من الباحثين من البسطاء والمهمشين سيتحدثون عن حياتهم وعما جرى لهم وعن تفاعلهم مع القرارات الكبرى فى عصر عبدالناصر، فمن خلال ذلك يمكن كتابة تاريخهم.
لكن ما جرى أن من استمع إليهم خالد- وهم كثيرون- لم يتحدثوا عن أنفسهم، بل تحدثوا عن كواليس الحكم فى مصر، وتطرقوا إلى ما كان يدور فى الغرف المغلقة، تحدثوا عنها باعتبارهم شركاء فيها، رغم أنهم بالكاد سمعوا عما يحدث من آخرين، وما سمعوه هذا من كلام العامة الذى يدخل فى مساحة الشائعات والحقائق غير المكتملة والحكايات المنسوجة بخيال شعبى يسعى أصحابها إلى المشاركة فى الأحداث، وهم أبعد ما يكونون عنها.
لدى خالد أبوالليل منهج علمى ما فى ذلك شك، فدراسته لم تكن عشوائية أبدًا، فقد خضعت لمناقشات مستفيضة من أساتذة كبار لهم مكان ومكانة فى حياتنا العلمية، مثل الدكتور أحمد زايد، والدكتور أحمد مرسى، والأستاذ عبدالحميد حواس، والأستاذ حلمى شعراوى.
لكن ما ألقى بظلال من الريبة- بالنسبة لى على الأقل- أن الدراسة من بين الدراسات الممولة، فقد أنجزها خالد بمساعدة مشروع دعم البحث العلمى الاجتماعى بكلية الآداب جامعة القاهرة الممول من مؤسسة «فورد»، وهى مؤسسة أمريكية تهدف إلى تعزيز الديمقراطية والحد من الفقر وتعزيز التفاهم الدولى.
ليس من عادتى التشكيك فى دوافع الباحثين الذين يعملون أبحاثًا ممولة، لكننى لا أجد نفسى مطمئنًا لنتائج دراساتهم بشكل كامل، فمن يمول له أهدافه، وحتمًا لن يدفع إلا إذا كان يسعى إلى نتائج محددة، وهذه قاعدة عامة، صحيح أنها تخضع للصواب والخطأ، لكننى لا أستهين بنسبة الصواب فيها.

فى مقدمته يقول خالد: «مؤرخون عديدون عالجوا فى دراساتهم ثورة يوليو وما أعقبتها من أحداث مهمة، كان لها كبير الأثر فى مجريات تاريخ مصر المعاصر، لقد كان المنطلق الأساسى الذى انطلق منه هؤلاء المؤرخون هو التأريخ للقادة مع تهميش عامة الناس، وللأفراد مع تجاهل الجماعات الشعبية، إنه تاريخ النخبة وليس تاريخ المهمشين، إنه تاريخ من جنوا ثمار الحدث وليس تاريخ من صنعوه أو شاركوا فيه، أو ضحوا من أجله، هذا التاريخ الذى غالبًا ما يكون محاطًا أو واقعًا تحت تأثير السلطة الحاكمة، ومن ثم يقع فى فخ التوجيه لمصلحة تيار ما».
المنطق الذى يتحدث به خالد ليس جديدًا، تراه متداولًا فى الأوساط البحثية الأكاديمية، لكن عندما تراجعه تكتشف أنه مجرد كلام حماسى، ولو تأملته ستجد فيه مغالطات علمية كثيرة، فهناك من يصنعون الأحداث وهم القادة والزعماء، وهناك من يشاركون فى تنفيذها، وهؤلاء يمكن أن يتحدثوا عن الجانب الذى يخصهم، فهذا هو تاريخهم، لكن الخطأ العلمى والمنهجى أن نعتقد أن لدى هؤلاء كتابة تاريخ أحداث التاريخ التى خطط لها ونفذها القادة، لأن أسرارها وتفاصيلها تكون عندهم وعند المؤرخين والصحفيين والمطلعين على خبايا الأمور.
ولذلك يمكن أن نعتمد على الوثائق الرسمية والمذكرات السياسية والصحافة فى كتابة تاريخ الأحداث، التى لا يمكن الاعتماد على المهمشين فى معرفة ما جرى فيها أو ما خفى منها.
لكن خالد أبوالليل وقع فى هذا الفخ، عندما اعتمد على المهمشين فى كتابة تاريخ الأحداث واعتمد على ما قالوه، متجاهلًا ما جاء فى التاريخ الرسمى من حقائق، فليس كل ما فى كتب التاريخ الرسمى خطأ، لكننا جميعًا وقعنا ضحية لجماعة الإخوان المسلمين التى شككت فى كتب التاريخ الرسمى، وأرادت أن تفرض روايتها وسرديتها علينا، وهى رواية تأثر بها العامة، وأصبحوا ينحازون إليها لأسباب لا تخفى على خالد، وهو مَن هو فى البحث العلمى.
يقول خالد: «هدفنا محاولة إعادة التأريخ لثورة يوليو عام ١٩٥٢ من وجهة نظر المهمشين والضحايا، ممن لم يلتفت إليهم التاريخ الرسمى، إنها محاولة لإنطاق البسطاء ممن أخرسهم المؤرخون الرسميون وتحدثوا باسمهم فهمشوهم بهدف تمجيد القادة الأفراد».
وحتى يمنح خالد أبوالليل لما يقوله المهمشون شرعية التأريخ، فهو يرى كما يقول: «من وجهة نظرى فإن المأثورات الشفهية، خاصة فى وجود التاريخ المدون، تعد فرصة لسماع شهادة الصامتين من صانعى التاريخ الحقيقيين، ومعرفة المسكوت عنه فيما كتبه المؤرخون، خاصة فى المجتمعات الكتابية، لذلك فإن إخضاع التاريخ الشفهى لعوامل الصدق والكذب والبحث عن الحقيقة التاريخية، على نحو ما يبتغيها علم التاريخ الرسمى، ليست ذات جدوى كبيرة».
ولذلك فهو يتجاوز مسألة التمحيص والتفحيص، وصولًا إلى الدقة التاريخية، لأنه لا يسعى إلى النظر إلى هذه المأثورات المروية بوصفها مصدرًا تاريخيًا فحسب، وإن كان هذا لا ينفى إمكانية وجود ذلك، وإنما هدفه الأساسى فى دراسته هو استنطاق هذه الفئة المهمشة من المجتمع المصرى ممن عاصروا أو عايشوا أحداث تلك الفترة التاريخية المدروسة، والوصول إلى ما يعرفونه أو يحفظونه فى صدورهم عن تلك الفترة، ويسكتون عنه، أو بمعنى أدق لم يجدوا من يسعى إلى إخراجه من صدورهم إلى الواقع، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنه ينبغى النظر إلى التاريخ الشفهى على أنه رصد للواقع من وجهة نظر صانعيه، وتعبير عن آمالهم فيما ينبغى أن يكون، أو ما يمكن أن نطلق عليه مصطلح «التاريخ المأمول».
من المهم أن تعرف من هم هؤلاء الذين اعتمد عليهم خالد فى تدوين التاريخ المأمول للفترة الناصرية.
فطبقًا للقائمة التى أوردها فى كتابه، فإن من بينهم على سبيل المثال: أحمد أحمد رمضان «٧٣ سنة»، أحمد محمد عبدالكريم «٦٦ سنة»، توفيق مهدى سليمان أبوزيد «٦٧ سنة»، حسن محمد حسن «٦٦ سنة»، رمضان وهبة «٥٣ سنة»، سيد إبراهيم محمد دسوقى «٥٧ سنة»، سيد عنانى «٦٣ سنة».

ذكر خالد فى القائمة وظائف بعض المبحوثين، فمنهم تاجر شنط حريمى من قنا، وربة منزل أمية لا تعرف القراءة والكتابة، وحاصل على الابتدائية على المعاش، ومزارع.
كثيرون منهم كانوا مجرد أطفال فى الفترة الناصرية، وحتى مَن كانوا كبارًا، فأعمالهم والوظائف التى شغلوها لا يمكن أن تجعل منهم مصادر للحكى والمعلومات، وكل ما يقدرون عليه هو الحكى عن حياتهم وكيف عاشوا فى هذه الفترة، وتفاعلوا معها، لكن خالد أبوالليل أخذ كلامهم ونسج منه تاريخًا لمصر، وصدره على أن هذه هى رواية المهمشين المعتمدة، تقف بقوة فى مواجهة الرواية الرسمية.
فى صفحة ١١٦ يقول خالد: «عندما أخذت الأمور تسوء فى فلسطين، وتسير على نحو مختلف عن البدايات، وعلى غير المتوقع، رأى الإخوان المسلمون ضرورة التدخل، ومد يد المساعدة إلى الجيوش العربية بفلسطين».
ويعتمد خالد فى ذلك على مبحوث اسمه محمد حسين فهيم من الإسكندرية سجل معه بنفسه، فيثبت كلامه الذى يقول فيه: «من الناس المشهود لهم فى هذه المعركة الحربية القوية، لا أستطيع أن أنكر وجود الإخوان المسلمين، قاموا بدور وطنى فى هذه الحرب مضبوط، قاموا بدور وطنى لا أستطيع أن أنكره».
ويستكمل خالد روايته التى أخذها من أفواه المهمشين: «وقد تم ذلك بالسماح لهم بتكوين حملة تحت مرأى ومسمع من الحكومة، التى أمدتهم بالسلاح والتدريب اللازمين لذلك، وأخذت الأمور تسوء فى ميدان فلسطين، وبدا أن اليهود يتفرقون وأنهم يتلقون إمدادات من كل جهة وطريق، وكان الإخوان قد أرسلوا كتيبة تقاتل باسمهم وتشترك فى الحملة، وأخذت الحكومة تساعدهم بالسلاح وتفسح لهم صدرها، وتعرف الذخائر التى عندهم، بل إنها ندبت بعض الضباط للاشتراك فى تدريبهم، وأصبح واضحًا أن نشاطهم العسكرى أو الشبيه بالعسكرى يجرى بتشجيع من الحكومة وتحت كفالتها».
ويضيف خالد: «غير أن هذا التدخل لم يغير شيئًا فى نتيجة المعركة، سواء لأن تدخلهم جاء متأخرًا، أو حسبما يرى البعض أن الحرب انتهت قبل أن تنتهى المفاوضات التى كان يجريها الإمام حسن البنا مع الحكومة المصرية حول التأمين على أعضاء جماعة الإخوان المشتركين فى هذه الحرب، ضد الإصابة أو الموت لكل من سيشارك من أعضاء جماعته فى هذه الحرب، وهى مفاوضات أخذت شوطًا كبيرًا، أفاد فيها الإخوان مما حصلوا عليه من أسلحة، أو ما تلقوه من تدريب على استخدام السلاح، دون أن تتم مشاركتهم، إذ انتهت الحرب دون أن تنتهى المفاوضات».
وحتى عندما اعتمد خالد أبوالليل على مذكرات على عشماوى «التاريخ السرى لجماعة الإخوان المسلمين.. مذكرات آخر قادة التنظيم الخاص»، ليقول إن هناك من يقول إن الإخوان لم يشاركوا فى المعركة، فإنها نقل ما يمكن التدليل عليه بحنكة حسن البنا.
نقل أبوالليل عن عشماوى قوله: «توج هذا الإعداد بحرب فلسطين، فقد كانت أول حقل فعلى لتدريب الإخوان على خوض المعارك الفعلية، كان إرسال الإخوان إلى حرب فلسطين نابعًا من هذا المنطلق، لكن الأستاذ البنا علم أن هناك مؤامرة دولية للقضاء على هذا الصف المدرب والمعد إعدادًا جيدًا، علم أن هناك مؤامرة دولية للقضاء على هذا الصف المدرب والمعد إعدادًا جيدًا أثناء القتال، ولما تأكد من ذلك أرسل أوامره للشيخ محمد فرغلى، ألا يدخل أى معركة حتى تصدر إليه الأوامر من القاهرة».
المذهل أن خالد يقول: «غير أن هناك رأيًا يرى أن ما أشاعه الإخوان وروجوا له حول مشاركتهم وبطولاتهم فى حرب فلسطين محض افتراءات وأكاذيب لا أساس للصحة فيها، فيرى أصحاب هذا الفريق أن الإخوان وحرب فلسطين من الأكاذيب الكبرى التى اخترعها حسن البنا والذين معه، نسجوا قصص بطولات تتحدث عن تضحياتهم وشهدائهم والدماء التى أريقت على أرض فلسطين الحبيبة، وصوروا للبسطاء أنهم هم الذين خاضوا جميع المعارك على تلك الأرض المقدسة، ولكن الحقيقة غير ذلك تمامًا، لم يقدموا شهيدًا، ولم يطلقوا رصاصة، ولم يريقوا قطرة دماء واحدة، ولم يستطع واحد منهم أن يقدم أى دليل على صدق ما يقول إلا العبارات الإنشائية والجمل المطاطة وكلام الوعظ والإرشاد والدعوة للجهاد بالكلام فقط».
هذا ما قاله اللواء فؤاد علام فى كتابه «الإخوان وأنا.. من المنشية إلى المنصة».
ورغم أن فؤاد علام شاهد حقيقى على ما جرى، فإن خالد أبوالليل يشكك فى هذا الكلام.
يقول: هذا الرأى يحتاج إلى إعادة نظر بسبب اعتماد أصحابه على ما كتبته جريدة «مصر الفتاة» أثناء تلك الأحداث عن عدم مشاركة الإخوان فى تلك الحرب، ومعروف ما بين حزب مصر الفتاة وجماعة الإخوان المسلمين من عداء شديد إبان تلك الفترة، ومن ذلك ما كتبته هذه الجريدة بنبرة تهكمية فى عددها رقم ١٤٢ الصادر بتاريخ يناير عام ١٩٤٨ بعنوان «أيها اليهود انتظروا قليلًا فإن كتائب الشيخ البنا ستتأخر بعض الوقت، وفى عدد رقم ١٤٣ الصادر بتاريخ ١٩ يناير عام ١٩٤٨ بعنوان «إلى مرشد الإخوان حنانيك.. وأرسل مائة».
ما يدهشك أن خالد يتصدى لما كتبته «مصر الفتاة»، فيقول مدافعًا عن الإخوان: ما يؤكد عدم موضوعية أصحاب الرأى السابق سببان:
الأول: أنهم استشهدوا بآراء حزب مصر الفتاة من خلال جريدتها، فمن ناحية كان بين حزب مصر الفتاة والجماعة عداء واضح وصل إلى حد التقاتل وإشهار السلاح فى وجوه بعضهما البعض، ومقتل بعض شباب حزب مصر الفتاة على أيدى أعضاء الجماعة، وكانت تلك القضية معروفة آنذاك بعد اعتذار البنا عنها، واشتراط حزب مصر الفتاة على البنا تسليم من قاموا بتلك الجريمة إلى البوليس، وهو ما كان يعنى إنهاء المفاوضات بينهما، فلا البنا يرضى بتسليم رجاله للشرطة، ولا مصر الفتاة يرضى بالتنازل عن حق أبنائه.
والثانى: أن هذه المقالات المتهكمة التى كتبتها جريدة مصر الفتاة مكتوبة فى بداية المعركة «يناير ١٩٤٨» بحسب ما تؤكد تواريخها، وما تناقله أصحاب رأى مشاركة الإخوان فى الحرب يؤكدون مشاركتهم فى أواخر المعركة، وليس فى بدايتها، فالجميع يؤكد عدم مشاركة الإخوان فى بداية المعركة، وأن الدولة لجأت إلى الجماعة ومرشدها الشيخ البنا، بعدما ضاقت بهم السبل فى حرب فلسطين، الأمر الذى جعل الدولة توافق على تسليح الإخوان وتدريبهم.
كان يمكننى أن أقبل هذا الدفاع المرير عن الإخوان من كاتب إخوانى فى جريدة أو مجلة أو موقع إخوانى، لكن أن يأتى من خالد أبوالليل، الذى لا يمكن أن يقول أحد إنه إخوانى، فإن الأمر يصبح مريبًا ويحتاج إلى تفسير بالفعل.
وفى إقحام غير مبرر ومخالف للواقع والمنطق تمامًا، يذهب خالد أبوالليل إلى أن ما تعرض له الإخوان قبل ثورة ١٩٥٢ كان من أسباب قيامها.
يقول: دفع السخط الشعبى إلى وجود أرضية شعبية مهدت لقبول أى تغيير يمكن أن يغير من ظروف البلاد، وكانت هذه الحركة على قدر المسئولية، وكان ذلك بمباركة الإخوان المسلمين، وكانت هناك عدة عوامل مهدت لهذا القبول الشعبى لفكرة الثورة، والتى منها: خروج الجيش المصرى منكوس الرأس من حرب ١٩٤٨، وزيادة الفقر، واغتيال حسن البنا مساء السبت ١٢ فبراير ١٩٤٩ على يد مجهول عقب إطلاق الأخير عليه عدة أعيرة نارية أمام جمعية الشبان المسلمين أثناء مغادرته الجمعية، وقد فارق الحياة إثر هذا الحادث بعدة ساعات، وكذلك ما تعرض له الإخوان المسلمون أنفسهم من اضطهاد، انتهى بقرار حل جماعة الإخوان المسلمين، ففى ٨ ديسمبر عام ١٩٤٨ أصدر محمود فهمى النقراشى باشا أمرًا فى ٨ ديسمبر بوصفه حاكمًا عسكريًا بحل هذه الجماعة وإغلاق الأماكن المخصصة لها، حيث قد انحرفت عن أهدافها الدينية الاجتماعية كما جاء فى التقرير الذى قدمه وكيل وزارة الداخلية لشئون الأمن العام، ذلك القرار الذى ترتب عليه اغتيال النقراشى باشا على يد أحد أعضاء الجماعة.
ولك أن تتخيل أن قيام ثورة ١٩٥٢ من وجهة التاريخ الشعبى الذى رصده خالد كان بسبب اغتيال حسن البنا والاضطهاد الذى وقع على الجماعة ثم حلها بعد ذلك، وهى أسباب فى حقيقة الأمر لا يمكن أن يثبتها إلا من ينتمون إلى الجماعة أو على الأقل من تأثروا بروايتها للأحداث التاريخية.
ويعتمد خالد أبوالليل على تأكيد العلاقة بين الإخوان والضباط الأحرار على ما قاله اثنان من المبحوثين وهما أبورجب والحاج هشام.
يقول خالد فى كتابه: يجمل مبحوث ثالث كل هذه العناصر والإشارة إلى ذلك التنظيم العسكرى والمدنى معًا للضباط الأحرار السابق على الثورة، ما خلق للثورة أرضية وقبولًا شعبيًا، حتى فيما قبل القيام بها، ويشير هذا المبحوث إلى ذلك التحالف السرى الذى تم بين الإخوان والضباط الأحرار، ومدى تأثير ذلك على نجاح الثورة.
يقول المبحوث: الموضوع بدأ عسكريًا ومدنيًا، عسكريًا ممثلًا فى ضباط سموا أنفسهم الضباط الأحرار وعملوا لهم هيكل، الهيكل ده لما جم ينظموه عشان يقوموا بالثورة قال لك: ما ينفعش إن أنا أقوم بثورة من الجيش دون الشعب، أنا أسيطر عسكريًا إنما الشعب ممكن يتمرد على الحتة دى، فراح منظم الحتة اللى مش واصلة لك، راح منظم عسكريًا فى هيكل تنظيمى، وراح متحالف مع الإخوان المسلمين مدنيًا، بحيث إن همه يدعموه بعد اتفاق رسمى، إن بعد نجاح الثورة تقسم السلطة بينهم، بين الضباط الأحرار والإخوان المسلمين، ودى كانت ناحية الخلاف اللى اصطدموا فيها بعد كده مع بعض، بريق كرسى السلطة، عبدالناصر والمجموعة اللى معاه كانوا أشخاص عاديين جدًا ضد الضباط الأحرار، إنما اللى عمل فكرة الضباط الأحرار كانت مجموعة تانية خالص، لكن عبدالناصر ورفاقه خدوها على طبق من فضة جاهزة، ولما قامت الثورة يوم ٢٣ يوليو صادفت إن الثورة كانت بيضاء بمعنى لم يرق فيها دم.
ويردد خالد أبوالنيل مع مبحوثيه قصة الإخوان والضباط الأحرار.
يقول: حدث اتفاق التقت حوله المصالح، بين كل من الضباط الأحرار بقيادة جمال عبدالناصر، وحركة الإخوان المسلمين بقيادة المرشد العام لهم الإمام الهضيبى، بل إن هناك من يرى أن جمال عبدالناصر ورفاقه من الضباط الأحرار كانوا فى بداية الأمر يمثلون تشكيلات الإخوان فى القوات المسلحة منذ عام ١٩٤٨، وكان عبدالناصر قد اتفق أن يتبع تعليمات المرشد وقيادة الإخوان فى المرحلة الانتقالية حتى يتم الإعلان الرسمى عن تطبيق الشريعة.
ويقول تاريخ خالد أبوالليل الشعبى: إلى جانب الدور الذى قام به الضباط الأحرار، فإن الإخوان قد قاموا بدور مهم فى بداية هذه الثورة، من خلال تأمينهم للطرق خشية تدخل الإنجليز لمساعدة القصر، فرجال الإخوان ليلة قيام الثورة كانوا يرابطون بأسلحتهم على طول المداخل فى منطقة القناة لمنع الإنجليز من التدخل، وأنهم قد نقلوا بعض الأسلحة المخبأة فى بيوت بعض رجال الثورة وإبان أزمة نادى الضباط.
الإخوان المسلمين طبقًا لمبحوثى خالد أبوالليل هم من كانوا إذن سببًا مباشرًا ورئيسيًا فى إنجاح الثورة، وأنهم من قاموا بحمايتها، وأن عبدالناصر كان تابعًا لهم، وهو ما يمنح الإخوان من تأكيد سرديتهم بعد ذلك بأن عبدالناصر خانهم وانقلب عليهم.
وفى أزمة مارس ١٩٥٤ يمكننا أن نقرأ ما يمكننى أن أطلق عليه التاريخ الكوميدى لمصر وليس الشعبى كما أراد له أبوالليل.
ما رأيكم أن نقرأ هذه الفقرات من كتاب خالد بداية من صفحة ٢٤٠، يقول:
هناك رأى يرى أن ميل الإخوان المسلمين إلى نجيب، والتحالف معه فى وجه مجلس الثورة قوى من شوكة نجيب، وأرهب مجلس قيادة الثورة، وقد دفع هذا التحالف بمحمد نجيب إلى محاولة تحقيق حلم مصر بتحويل مصر إلى دولة نيابية، وهذا ما كان يستغله الإخوان، ولذلك عندما حاول المجلس العسكرى أن ينقلب على نجيب وقف الإخوان فى مواجهة هذه الحملة، فهم الذين كانوا ينظمون المظاهرات، ويتقدمونها دون أن يرفعوا شعارات إخوانية، بل رفعوا شعارات مدنية ذات طابع وطنى طلبًا لعودة نجيب.
يقول أحد المبحوثين: نجيب لما جه، ومسك الثورة، الإخوان المسلمين مشوا حواليه؟ وقالوا له: تعود القوات المسلحة إلى ثكناتها، وتعود قيادة مجلس الثورة زى ما هية، عبدالناصر قال لمحمد نجيب: إنت تقعد وأنا اللى راح أقوم بيها، يعنى إحنا النهاردة يجوا الإخوان المسلمين وبكره يعشمونا ويقولوا هاتوا الضباط الأحرار اللى همه قاموا بالثورة، ويعود الملك زى ما هو، لا أنا اللى حامسك الحكم.
لذلك قام الإخوان المسلمين بالضغط على محمد نجيب، ليضغط بدوره على مجلس قيادة الثورة لإعادة الجيش إلى ثكناته العسكرية، وترك البلاد للسياسيين، فهم أدرى بشعابها خاصة بعد أن قام عبدالناصر بعسكرة الدولة والمؤسسات، وذلك إيمانًا منهم بأنهم كانوا الأحق بحكم مصر.
يقول أحد المبحوثين: هو اللى حصل إن محمد نجيب طلب من عبدالناصر الرجوع إلى الثكنات العسكرية، لأنهم كانوا عسكريين، ويسيبوا الحكم للسياسيين، لكن عبدالناصر قال له: لا إحنا اللى نحكم البلد، إحنا اللى حررنا البلد وطهرناها، إحنا اللى نحكمها.
ويقول مبحوث آخر: الإخوان قالوا تعود الحياة النيابية زى ما هى، ولما جه عبدالناصر كان عايز يستولى على الشغلة، وساعة ما لقى محمد نجيب الإخوان المسلمين حواليه، واجه عبدالناصر فقال له: يعنى إحنا قمنا بالثورة، ودلوقتى الإخوان المسلمين مستلمة البلد منك، ييجوا يقولوا لك الحياة النيابية تعود، وبعدين ييجى الملك تانى، فهو راح استلم الحكم، وقبض على الناس دى، واللى وداه فى السجن، واللى وداه فى السجن الحربى، شحططهم يعنى.
يمكنك أن تسمع إلى هذا الكلام على أنه حكايات الناس التى يسلون بها أوقاتهم على المقاهى، ويمكنهم من خلالها أن يؤكدوا لمن يستمع إليهم أنهم عالمون ببواطن الأمور، وهى طبيعة مصرية لن نتخلى عنها بسهولة، لكن لا يمكن اعتمادها كمصدر للتاريخ، ونقول بعد ذلك إن هذا تاريخ المهمشين.
فساد منهج خالد أبوالليل العلمى يظهر فيما قاله عن حادث المنشية.
فى صفحة ٢٥٢ يقول: لقد اختلفت الآراء حول تفسير محاولة الاغتيال، منهم من يرى أنها محاولة تمت على أيدى الإخوان للتخلص من عبدالناصر الذى خالف وعده معهم، خاصة بعد معارضة الإخوان لكل قرارات عبدالناصر لمجرد المعارضة، التى كانت آخرها اتفاقية الجلاء، وتوقيعه عليها، فقد تولى الإخوان المسلمون مهمة التعبير عن الرفض، وذلك بمحاولة اغتيال عبدالناصر بعد أسبوع واحد من الاتفاقية أثناء وجوده بالإسكندرية، ولكن جاءت النتيجة عكسية، وألقى القبض على الإخوان المسلمين، فى حين أن هناك من يرى أنها مدبرة من عبدالناصر وحاشيته، بهدف زيادة شعبيته، واتخاذها ذريعة للتخلص من الإخوان.
لا يركن خالد إلى البحث، ولا إلى الوثائق، ولا إلى التحقيقات والأحكام، فالمسألة محسومة، لكنه يقدمها فى العام ٢٠١٥ سنة صدور كتابه على أنها لا تزال غير محسومة.
ولأنه يكتب التاريخ من أفواه المهمشين، فإنه يعتمد على أحد المبحوثين الذى يقول فى نفس سياقه: هو تفسيرى للمسألة زى ما قلت لك، هو ناس قالت يعنى هيه السياسة بتبقى غامضة شوية فى مصر، ومفيش صراحة فى الصحف، إنهم يقولوا مدبرة ولا عشوائية ولا حقيقية، ويعنى فيه ناس قالت إنها مدبرة، وفيه ناس قالت إن الحكومة هى اللى عملت كده عشان زيادة شعبية لعبدالناصر.
ويقول خالد: فى حين يرى البعض أن المخابرات كانت وراء تلك المحاولة، وذلك تأكيدًا لكلام مبحوث يقول: هو طلع كلام بعد كده، كلام إن محاولة اغتيال عبدالناصر همه اللى مدبرينها، وفيه ناس قالت إن المخابرات هى اللى عملت كده، علشان يصفوا الإخوان، والله أعلم بقى الحقيقة دى ما يعلمهاش إلا همه، لأن أنا فرد من الشعب عادى، مش هيعرف الحاجات دى، دى حاجات جوه فى رئاسة الجمهورية، أنا باحكى لك اللى حصل، لكن أنا ماليش رأى فيه.
ما يقوله هذا المبحوث يمكن أن ينسف دراسة خالد أبوالليل، فهو يستمع من مواطنين لا ناقة لهم ولا جمل فيما جرى، لكنه يصر على أن يستمع إليهم، ويسألهم أسئلة موحية حتى يحصل-فيما يبدو- على إجابات بعينها.
ليس هذا فقط ما يمكنه أن ينسف دراسة خالد أبوالليل.
فهو يورد ما قاله المبحوثون عما جرى للإخوان فى سجون عبدالناصر، وكان يمكننا أن ننصت إليه لو أنه استمع إلى واحد من هؤلاء السجناء، رغم شكى الكبير فى كل ما يقوله الإخوان عما جرى معهم فى السجون، وهو الشك المبنى على وقائع وشهادت، لكنه اعتمد على مبحوث قام بتوصيفه هو فى صفحة ٢٦٥ بقوله: وعن المعاناة التى كان يتكبدها هؤلاء المعتقلون لانتمائهم لجماعة الإخوان يسردها واحد ممن كانوا على اتصال ببعضهم.
يقول المبحوث الذى كان على اتصال ببعضهم: وتمثيلية الراجل السباك ده إزاى؟ علشان يقبضوا عليهم، يعنى هذا الإنسان رحمة الله عليه، أذكر لما جم مسكوه خمستاشر شهر فى المعتقل ده كان فى المعادى ولا المقطم حاجة زى كده، بيقول لك تلات أشهر، أوضة فيها ما لا يقل عن خمسمية فرد، وبعدين الأكل ييجى لهم فى صفيحة، وبعدين دورة المية كلهم يعملوا فى صفيحة، وبيصحوا الصبح يفضوا الصفيحة دية فى صفيحة غيرها، والأكل يتحط لهم فى صفيحة تانية، وبعدين دول كانوا إيه أطباء وصيادلة ومهندسين من خيرة شباب المسلمين.
لقد استعان خالد أبوالنيل بكتابات ودراسات ومذكرات وكتب فى صياغة كتابه، كان يستكمل من خلالها فجوات التاريخ المأمول الذى سعى لتسجيله من أفواه المهمشمين، لكنه للأسف الشديد لم ينج من الوقوع فى فخ الروايات الشعبية المتأثرة بسردية الإخوان، وهو ما جعل كتابه يبدو وكأنه سردية الإخوان لتاريخ مصر، وهى سردية نعرف كيف صيغت وكيف تم تمريرها للناس المهمشين والمستبعدين.
الأغرب بالنسبة لى أن الكتاب صدر عندما كان الكاتب الكبير حلمى النمنم مسئولًا عن هيئة الكتاب، وأعتقد أنه لو راجع الكتاب بنفسه فمؤكد أنه كان سيرفضه، فله كتابات كثيرة فندت ما يقوله الناس عن تاريخ الإخوان من أساطير وأكاذيب.
الآن نحن أمام مسئول رفيع الشأن فى وزارة الثقافة، مسئول أمام الوزير عن تطوير سياسات النشر فى هيئة الكتاب، فهل يمكن أن نطمئن إلى ما سيمرره وينشره؟ وهل يمكن أن يفسر لنا ما جرى فى هذا الكتاب الذى هو كارثة بكل المقاييس؟
إننى لا أتهم خالد أبوالليل بشىء، لكن ما بين أيدينا يقول الكثير، وهو كثير له اعتباره، فالدولة المصرية الآن فى حاجة إلى من يدافع عن هويتها، والدفاع عن هوية قولًا واضحًا ضد كل ما تمثله الجماعة، فهل من المعقول أن يكون هناك من يروج لسرديتها أو يساعد على الأقل فى ذلك، ثم نجده على قمة الهيئة التى من المفروض أنها مسئولة عن النشر فى مصر؟
ما ذكرته غيض من فيض كما يقولون، فالكتاب ٨٠٠ صفحة، ويمكن أن ندلل على ما نراه بعشرات الفقرات الملغومة فى الكتاب، لكنى أردت الإشارة إلى خطر كامن، يمكن أن ينفجر فى وجوهنا فى أى وقت، السكوت عليه جريمة والاستسلام له خيانة.
فهل يرد علينا أحد؟
وهل يفسر لنا أحد ما جرى.. وما يجرى؟
أتمنى ألا يطوال انتظارنا... خاصة أن لدينا الكثير الذى يمكن أن نقوله.