الثلاثاء 02 سبتمبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

ستارى فارتان: الرحم أقوى عضلة فى أجساد الإناث.. و6% فقط من أبحاث الرياضة درست النساء

ستارى فارتان
ستارى فارتان

صحفية علمية، وكاتبة مقالات، ومؤلفة، وإنسانة فضولية، تخرجت فى جامعتى سيراكيوز وكولومبيا، وتحمل الجنسيتين الأمريكية والأسترالية، تكتب عن العلم والطبيعة وجسد الأنثى. نشرت أعمالها فى مجلات ناشيونال جيوجرافيك، وساينتفك أمريكان، وأن دارك، وآيون، ونيو ساينتست.

بدأت مسيرتها المهنية كجيولوجية بيئية، ثم حصلت على ماجستير الفنون الجميلة فى الكتابة غير الروائية من جامعة كولومبيا عام 2011، ولم تتوقف عن الكتابة أبدًا. هى عضو جمعية الصحفيين العلميين الأستراليين وعضو فى الجمعية الوطنية لكتاب العلوم.

ستارى فارتان كاتبة شغوفة برواية قصص حقيقية تربط بين جسم الإنسان والطبيعة. بدأت مسيرتها المهنية بكتابة عمود عن الطعام فى صحيفة أسبوعية بديلة فى ولاية كونيتيكت، ثم قامت بتغطية ملفات تلوث الهواء، وسياسات النقل، والصحة البيئية.

وأطلقت بعدها موقع Eco-Chick.com، وهو من أوائل المواقع التى استكشفت الموضة المستدامة، والسفر الأخلاقى، وحماية البيئة من منظور نسوى، والذى تطور ليصبح كتابها الأول، «دليل إيكو شيك للحياة: كيف تكون صديقًا للبيئة بشكل رائع» عام 2008.

وفى هذا العام، أصدرت كتابها الثانى «الجنس الأقوى»، الذى هو ثمرة خمس سنوات من البحث، وكان لـ«حرف» الحوار التالى الذى تتحدث فيه عن كواليس إعداد الكتاب وأهم أفكاره.

■ فى البداية.. ما الذى ألهمك للكتابة عن نظرة العلم لجسد الأنثى؟

- لقد ألهمتنى طفولتى. نشأت مع جدتى التى كانت امرأة قوية جدًا، حتى أنها قطعت الخشب بنفسها وهى فى السبعينيات من عمرها، وبنت جدارًا حجريًا عندما كانت فى الثمانين. كلفتنى بأعمال منزلية خلال حياتى معها، كانت تختبر قوتى، لذلك كنت أشعر دائمًا بالقوة، ولكن عندما كنت أذهب إلى المدرسة والمخيم الصيفى كان الناس ينصحوننى بطلب المساعدة من صبى فى أمر بسيط كحمل الكراسى! 

مع تقدمى فى السن، أدركت أن أجساد النساء قوية جدًا من نواحٍ عديدة، ولكن بطرق مختلفة عن أجساد الرجال. ومع ذلك، لطالما قيل لى إن أجساد الرجال أقوى. فبينما تكون أجساد الرجال أقوى فى جوانب معينة، تكون أجساد النساء أقوى فى جوانب أخرى، وأعتقد أنه يجب الاعتراف بذلك، والاحتفاء بنقاط القوة فى أجساد النساء كما هو الحال مع أجساد الرجال.

■ ما المصادر التى اعتمدت عليها فى إعداد الكتاب؟

- تحدثت مع ما يقارب ٣٠ باحثًا فى مجالات مثل علوم الرياضة والتمارين، والأنثروبولوجيا البيولوجية، وعلم المناعة، وعلم وظائف الأعضاء، وعلم الوراثة. كما قرأت وجمعت مئات الدراسات العلمية فى هذه المجالات، وحضرت ندوات وقرأت حوالى ٢٠ كتابًا مختلفًا.

■ هل واجهت أى صعوبات أثناء إعداد الكتاب، وما هى؟

- كان أصعب شىء هو الحفاظ على طول مناسب. اضطررت لحذف أربعة فصول منه لأنه كان طويلًا جدًا. بمجرد أن بدأت البحث عن كل ما يميز أجساد النساء، وجدت أكثر مما توقعت.

■ ما أكثر ما أثار دهشتك فيما يكشفه العلم عن أجساد النساء؟

- كانت المفاجأة الأكبر هى اعتقاد الكثيرات منا بأن أجهزتنا التناسلية تضعفنا أو تسبب لنا الهشاشة. الرحم هو فى الواقع أقوى عضلة فى جسم الإنسان، وله قدرات تجديدية مهمة يدرسها العلماء الآن، يمكن استخدام الخلايا الجذعية فى دم الحيض فى أبحاث مرض الزهايمر والسرطان مع فوائد للجميع. تخوض المبايض معركة شرسة كل شهر لتكوين البويضة التى تطلق أثناء الإباضة، وأثناء الإخصاب تختار البويضات الحيوان المنوى. إنه نظام نشيط ومرن للغاية.

■ ما أكثر الخرافات شيوعًا حول جسد الأنثى التى وجدتها متكررة خلال بحثك؟

- من أكبر هذه الخرافات أن أجساد الإناث معقدة للغاية، بحيث يصعب دراستها بسبب تقلبات الهرمونات، وأنها هشة بطبيعتها، وأنها مجرد نسخ أصغر من أجساد الذكور، لا تستحق الدراسة. كل هذه الأمور غير صحيحة.

■ ما الفكرة الرئيسية أو الرسالة التى تريدين إيصالها من خلال الكتاب؟

- يعرف الرجال القوة بما تجيده أجسامهم، كالجرى السريع لمسافات قصيرة أو رفع الأوزان الثقيلة عدة مرات، إنها قوة انفجارية رائعة ومفيدة. لكنها ليست النوع الوحيد من القوة. ماذا لو عرفنا القوة بما تجيده أجسام النساء؟ 

أجسام النساء قادرة على محاربة جميع أنواع الفيروسات والبكتيريا بشكل أفضل من أجسام الرجال، ولديها عضلات تتحمل المشى لمسافات طويلة والجرى والسباحة وركوب الدراجات أو القيام بالأعمال اليدوية، وتعيش حياة أطول.

■ كيف يمكننا معالجة القضايا الثقافية والحواجز الجندرية التى تواجه أجساد النساء؟

- لطالما تم تجاهل أجساد النساء وإهمالها وإهمال دراستها فى الأبحاث العلمية منذ بدء هذه الأبحاث. ٦٪ فقط من جميع العلوم الرياضية تناولت النساء تحديدًا، لذا فنحن لا نعرف حقًا ما هى قدرات أجساد النساء، أو أفضل السبل لتدريبهن، أو علاجهن بعد الإصابات، أو تحسين أدائهن. 

يمتد هذا النقص فى الدراسات إلى الكثير من المجالات الطبية، بما فى ذلك مشاكل الصحة الإنجابية للمرأة، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى، مثل صحة القلب وعلاجات السرطان. إن معالجة هذا التفاوت البحثى لن يساعد النساء على عيش حياة أكثر صحة فحسب، بل يمكن أن يؤدى إلى اكتشافات جديدة تفيد جميع البشر.

■ بالنسبة للرياضة.. كيف يمكن العمل على زيادة مشاركة الإناث؟

- بالإضافة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول جميع جوانب صحة المرأة، وعلوم الرياضة، يجب تشجيع الفتيات والشابات على بدء النشاط البدنى والمحافظة عليه، بما فى ذلك القيام بأنشطة مثل رفع الأثقال، وهى أنشطة بالغة الأهمية للصحة العامة، وكذلك لصحة العظام مع التقدم فى السن. 

كان أسلافنا يحترمون ويحتفى بهم لقوتهم، إذ كان جنسنا البشرى يعتمد على قدرتهم على المشى لمسافة ١٠-١٢ ميلًا يوميًا للصيد، ونقل المخيم، والتجارة، وجمع الطعام- وكانوا مضطرين للقيام بذلك أثناء الحيض، والحمل، والرضاعة. 

فى الآونة الأخيرة، كان معظم البشر يعمل فى وظائف تتطلب أجسامًا قوية للعمل طوال اليوم. لم يكونوا أشخاصًا هشين، ولدينا نفس الإمكانيات للقوة إذا مارسناها. 

الإحساس بالقوة الجسدية يشعرنا بالسعادة والتمكين. أعتقد أن القوة الجسدية يمكن أن تساعد النساء على الشعور بالقوة بطرق أخرى أيضًا- للتعبير عن آرائهن عند الحاجة، والدفاع عن احتياجاتهن.