مؤلف كتاب «الصداع» : أمريكا تخصص 47 مليار دولار لأبحاث الصداع

- الصداع اضطراب يعانى منه 3 مليارات شخص لم يُبحث جيدًا فى تاريخ الطب
- 700 إخصائى صداع فقط فى العالم.. وتكلفة العلاج 28 مليار دولار سنويًا فى أمريكا
- كتاب يكشف الغموض المحيط بالصداع ويطرح رؤى حول طبيعة الألم
مؤسس مشارك ورئيس تحرير مجلة «أن دارك»، وهى مجلة رقمية غير ربحية تستكشف التقاطع بين العلم والمجتمع. عمل سابقًا مراسلًا وكاتب عمود فى صحيفة نيويورك تايمز، ومحررًا فى مجلة ناشيونال جيوجرافيك، وزميلًا فى برنامج نايت للصحافة العلمية فى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «MIT».
هو توم زيلر الصحفى الأمريكى العلمى المخضرم الذى أمضى أكثر من عقدين فى صقل تغطياته الصحفية الحائزة على جوائز، والتى تناولت مجموعة متنوعة من المواضيع التى تتقاطع فيها العلوم والمجتمع، بدءًا من سياسات الطاقة، وتغير المناخ، والعدالة البيئية، وصولًا إلى ثقافة الإنترنت، والابتكار التكنولوجى، والفقر الهيكلى، والصحة والطب.
وقبل كتابه الأول عن الصداع كان أيضًا محررًا مشاركًا ومؤلفًا مساهمًا فى كتاب «الدليل التكتيكى للصحافة العلمية» الصادر عام 2022 عن دار نشر جامعة أكسفورد.. «حرف» حاورته للحديث عن كواليس إعداد كتابه وأهم الأفكار التى جاءت به.
■ فى البداية.. خلال تجربتك الشخصية ما أكثر شىء دفعك لكتابة كتاب عن الصداع؟
- لقد عانيت من اضطراب صداع يعرف باسم «الصداع العنقودى» طوال معظم حياتى. فوجئت بجهلنا باضطرابات الصداع هذه، أو الصداع النصفى، فقررت البحث عن سبب ذلك.
■ ما الطرق التى استخدمتها شخصيًا للتعامل مع نوبات الصداع العنقودى؟
- استخدمت مجموعة متنوعة من الأدوية والأعشاب، وحتى المواد المحظورة، فى محاولة لوقف نوبة واحدة، وكذلك لمنع حدوث نوبات جديدة. وتشمل هذه الأدوية حقن السوماتريبتان، والبريدنيزون، والفيراباميل «حاصرات قنوات الكالسيوم»، والتوبيراميت «دواء مضاد للنوبات»، وحاصرات CGRP، ومكملات المغنيسيوم، ومسحوق الكابسيسين المستنشق، والسيلوسيبين، وTHC، وفيتامين د، والعديد من «العلاجات» الأخرى.
■ ما الأمر الأكثر إثارة للدهشة فى التاريخ الطويل لاضطراب الصداع؟
- أعتقد أن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنه يبدو وكأنه حالة موجودة بيننا كبشر منذ زمن طويل، ومع ذلك، لا يزال سبب استمرارها غير واضح.
يتكهن بعض العلماء بأنها من صنع الجهاز العصبى المركزى من زمن كان فيه نظام حسى متناغم بشكل رائعٍ ذا قيمة خاصة للبقاء- ربما نظام إنذار مبكر. لكن هذا يأتى مع ميل مؤسف لاختلال التنظيم بعد تجاوز عتبة غير مؤكدة من المدخلات الحسية.
إنه فى الغالب مجرد تكهنات، بالطبع، لكن السؤال عن سبب استمرار هذه الحالات فى السكان بنفس المعدلات تقريبًا مع مرور الوقت، وفى مختلف المناطق الجغرافية، وفى مختلف الثقافات، وما إلى ذلك، هو سؤال ملح.
■ لماذا يعتبر الصداع من أكثر الأمراض التى لم تبحث جيدًا فى تاريخ الطب؟
- يعود ذلك إلى حجمه. يعانى حوالى مليار شخص من الصداع النصفى حول العالم، ما يؤدى إلى خسائر اقتصادية بمليارات، إن لم تكن تريليونات، سنويًا، ومع ذلك، لا يخصص سوى القليل من الوقت والمال لدراسته.
■ ما حجم الاستثمارات البحثية الفيدرالية الموجهة لدراسة الصداع؟
- خصصت المعاهد الوطنية للصحة فى الولايات المتحدة حوالى ٤٧ مليار دولار أمريكى لعام ٢٠٢٤. ويمثل هذا ارتفاعًا مطردًا على مر السنين، إلا أن العديد من العلماء والمدافعين عن حقوق المرضى يعتبرونه غير متناسب تمامًا مع عبء هذه الأمراض.
■ ذكرت أن هناك ٧٠٠ إخصائى صداع فى أمريكا.. ما طبيعة دراستهم؟
- يوجد بالتأكيد أكثر من ٧٠٠ إخصائى صداع حول العالم، لكن لا يوجد سوى حوالى ٧٠٠ منهم فى الولايات المتحدة. قد يكون هؤلاء قد درسوا فى جامعات بجميع أنحاء البلاد، وأحيانًا فى جامعات حول العالم، ولكن لكى يصبح المرء «إخصائيًا» فى الولايات المتحدة، يجب عليه عادة الحصول على شهادة فى علم وعلاج الصداع من المجلس المتحد للتخصصات العصبية الفرعية.
■ لماذا تعانى ١٥٪ من النساء من الصداع النصفى؟ هل اكتشف العلم أسباب ذلك؟
- ليس من الواضح تمامًا السبب، ولكن من شبه المؤكد أن الهرمونات تلعب دورًا كبيرًا. على سبيل المثال، تعانى العديد من النساء من أسوأ نوبات الصداع النصفى خلال دورتهن الشهرية، بينما تشفى أخريات «وليس جميعهن» تمامًا بعد انقطاع الطمث.
هذه علامة واضحة على أن الهرمونات تلعب دورًا مهمًا فى التسبب باضطرابات الصداع، مثل الصداع النصفى. بالطبع، ليس الهرمون هو العامل الحاسم، ولكن هذا على الأرجح هو سبب وجود اختلافات بين الجنسين فى معدل الإصابة ببعض اضطرابات الصداع.
■ ما الفكرة أو الرسالة الرئيسية التى تريد إيصالها من خلال الكتاب؟
- أن اضطرابات الصداع ليست آلام رأس عادية.
■ هل ينجح العلم فى كشف غموض الصداع خلال السنوات القادمة؟
- من الواضح أن الحلول تقترب، لكن هذه الاضطرابات قد تكون متعددة العوامل لدرجة يصعب معها إيجاد حل سحرى واحد.