أرواح هائمة.. فى ذكرى محرقة مسرح بنى سويف (ملف)

- جيل كامل من عشاق المسرح المصرى حصدتهم النيران اللعينة نتيجة إهمال مهنى فى الأساس
- لم يكن حريق مسرح بنى سويف الأول من نوعه فى تاريخ الثقافة المصرية
- فى مجال التأليف المسرحى قدَّم «حازم شحاتة» عملين هما «حكاية ناس النهر»، وعرض على مسرح الطليعة عام «2000»، و«نوبة دوت كوم»
- بدأ «أبوبكر» حياته العلمية باحثًا اجتماعيًّا حيث تخرج فى المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان عام 1978م
قبل عدة أيام، أحيت الأوساط الثقافية ذكرى رحيل شهداء حريق قصر ثقافة بنى سويف، الذى وقع فى الخامس من سبتمبر عام 2005، وخلّف أكثر من 50 فنانًا من خيرة مَن أنجبت مصر من المبدعين الحقيقيين.
وبينما يستحضر المتابعون الذكرى الأليمة للحريق المأساوى، يظل الضحايا هم الحدث الرئيسى فى تلك الكارثة، لما مثلوه من قيمة ثقافية كبيرة، فقدت مصر برحيلهم مكونًا ليس هينًا من مكونات قوتها الناعمة التى تتجدد وتنمو، كعادة بلد الأهرامات الولادة دائمًا بالمبدعين.
موكب الراحلين فى تلك الكارثة ضم فنانين أصحاب تجارب مهمة فى مجالات المسرح المختلفة، من ناحية التأليف والإخراج والإعداد والإدارة والنقد، وخلّف كل منهم وراءه مشروعًا فنيًا خاصًا ومختلفًا يمثل بناء واعدًا للمستقبل.
لكن الذكرى ليست مجرد أرقام أو قائمة أسماء، بل دعوة للاقتراب من عوالم هؤلاء الراحلين الإنسانية والإبداعية، للتعرف على أحلامهم التى احترقت قبل اكتمالها، والأصوات التى انطفأت وهى فى أوج عطائها، فى محاولة لاستعادة الأضواء التى أطفأها الدخان، ليس بالحزن فقط، بل بالتوثيق والتأمل فى تجاربهم وأعمالهم الرائدة.
فى الملف التالى، تنشر «حرف» أجزاء من كتاب «ضحايا حريق الفن.. الجيل المفقود فى مسرح بنى سويف» للكاتب والشاعر عيد عبدالحليم، الذى يفتش خلاله فى الكنوز التى خلّفها هؤلاء المبدعون، ويقترب أكثر من تجاربهم الشخصية والفنية، مستعرضًا نماذج من أعمالهم، وقراءات فى المشاريع التى كانوا يحلمون بها، فى محاولة لفهم حجم الخسارة، وحماية المستقبل الذى أسهموا فى بنائه بأفكارهم وفنهم الذى لم يمت رغم رحيل أجسادهم.