السبت 18 أكتوبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

انقلابات «كوهين» المريبة.. من تغيير اسمه وديانته وادعاء ترجمات لم يقم بها إلى تلبيسه بطولات لا أصل لها فى الواقع

حرف

- أكاذيب جمعية المنتفعين من الدفاع عن اليهودى التائه فى «جائزة نجيب محفوظ».. مغالطات وتشويه للحقائق.. وانحطاط يصل إلى «خناقات الشوارع»

- أستاذ بجامعة حلوان يرى فيمن يطلبون المعرفة مجرد «همج» مكانهم «الكنيف» ومرؤسة لكوهين تكتب عن بطولاته المتوهمة دون صورة أو موقف واحد معلن

عزيزى الكاتب على الأعراف.. لا تحلم بالجائزة فالجامعة أرسلت بفتح باب التقدم لعينة مختارة.. ولن يعطوها لأحد من خارج «الفصيل»

تأبى قصة اليهودى التائه فى كواليس جائزة الجامعة الأمريكية «رفائيل إسحاق كوهين» أن تُغلق دون مزيد من المشاهد المريبة والمزعجة، التى تدعو إلى التأمل فى أحوال الكتاب والمثقفين فى مصر، وما يحدث لهم من خلل حين يتعلق الأمر بمموليهم وأولياء نعمتهم، أو حتى من يدخلون فى دائرة احتمالات توفير نفقات سهرة أو «طقة».. فبعد بيانين من دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأعضاء لجنة تحكيم جائزتها التى تحمل اسم نجيب محفوظ، والرد عليهما من أعداد كبيرة من الكتاب والمثقفين والمبدعين، انتابت أحدهم نوبة نشاط مفاجئة صباح الجمعة الماضى، متجاهلًا موقعه الأكاديمى كأستاذ بجامعة حلوان، والمكانة التى يُفترض أن ترفعه ولو قليلًا عن ترديد الأكاذيب والسقوط فى مستنقع ترديد الشتائم وخناقات الشوارع، ليكتب منشورًا على صفحته بموقع «فيسبوك» مقدمًا فروض الولاء للشلة أو الحزب أو «المنصة»، فيصف كل من سألوا عن حقيقة «كوهين» بأنهم «همج»، ويرى فى السؤال، مجرد السؤال مبررًا للتطاول والسباب الذى يليق بشلته أكثر مما يتماس مع من يبحثون عن المعرفة والمعلومات الصحيحة.

مدرس تاريخ ولغة أحط من «مستاجرة»

شريف يونس، كاتب «البوست» الذى أعادنا إلى فتح ملف «جمعية المنتفعين من يهودى الجامعة الأمريكية»، يقدم نفسه كمدرس للتاريخ بكلية الآداب جامعة حلوان، ويقول إنه كان يعمل قبلها بالجامعة الأمريكية، واللافت أنه يكتب فى كل مواقع التواصل الاجتماعى بكثافة لا تتسق مع مشغوليات الأستاذ الجامعى، ولا اللغة التى تليق بموقعه أمام عشرات الطلاب الذين يفترض أنه يدرس لهم.. والحقيقة أننى رغم السنوات الطويلة من الوجود والتفاعل مع الحركة الثقافية فى مصر، مازالت تفاجئنى حالة الاختلال النفسى التى يعانيها البعض عندما يتصل الأمر بالتمويل المتوقع أو احتمالات الرضا ممن يملكون القدرة على الدفع أو توفير بعض النفقات.. الأمر الذى لا أرى فيه غير مؤشر على ازدواجية مزمنة ومنتشرة، خصوصًا بين فرق اليسار المصرى الممول، فما يصدرونه طوال الوقت حول مبدئية الأفكار والتصورات ووحدة الشخص والموقف، وغيرها من الشعارات الرنانة، تتغير تمامًا حين يتصل الأمر بأحد أفراد «شلة التمويل»، فتراهم أحط من مستأجرة، يغلبهم الانفعال، ويرتكبون من الأخطاء ما يعريهم تمامًا ويكشف حقيقة انتمائهم لمن يدفع، وحقيقة البيئة المنحطة التى يتداولون مفرداتها، ولعلك تابعت معى على مدار السنوات الماضية اتهامات التحرش والشذوذ التى طالت غالبية قيادات التيار، ناهيك عن اتهامات العمالة والحصول على تمويلات مشبوهة، وغيرها من الأمور التى كان من نتيجتها تشويه سمعة كل مؤسسات المجتمع المدنى فى مصر، وتحويلها فى نظر أى شخص طبيعى إلى جهات مريبة ومعادية، فلم تعد تعرف الجاد والنظيف منها من المستأجر والغارق فى الفساد، وهى الاتهامات التى لم يكن ينقصها سوى العمالة للعدو التاريخى، والدفاع عن «جنوده»، والتستر على ما يقومون به من تحركات مريبة فى حوارى القاهرة وباراتها وشوارعها الخلفية، وكلها تدفع للشك والالتباس والرفض.

أستاذ التاريخ بآداب حلوان، يلف ويدور فى «بوست الهمج»، متوهمًا أنه بإخفاء معلومات أساسية سوف يُقنع أى حد بما يعتمل فى رأسه دون غيره فيقول ما نصه: «فيه موضوع غريب كدا شغال من مدة، يدل على إن المتعلم فى البلد دى هو فى الأصل همجى ببدلة. أى كيو ناقص تلاتة وعايز يقود الأمة»، وهو بالضبط ما ينطبق على كاتب هذا الهراء تمام الانطباق، خصوصًا عندما تقرأ ما يلى تلك الافتتاحية: «واحد يهودى بريطانى عايش فى مصر من زمان، وله شلة من المثقفين الأجانب والمصريين يعرفوه. لكن فيه ناس تانية منزعجة قوى من الحكاية دى، وبتكتب إنه إزاى يبقى الشخص دا موجود كدا عادى؟ وإيه اللى يثبت لنا (لهم هما يعنى) مواقفه إنه مؤيد للفلسطينيين أو غيره... وإزاى ناخد بكلام الكام واحد اللى يعرفوه... إلخ إلخ»..

هذا الذى يقول إنه تابع الموضوع الغريب اللى «شغال من مدة»، لم يصله علم بأن مصدر الانزعاج هو عضوية ذلك اليهودى فى لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ، ليس لمجرد أنه «موجود كدا عادى»، وإن كانت هذه مسألة تستدعى الانتباه والتساؤل، خصوصًا مع الانقلابات المريبة التى مرت بها رحلة وجوده فى مصر، من تغيير للاسم، ثم ادعاء تغيير الديانة، وادعاء القيام بترجمات لم يقم بها، وبطولات لم يقترفها!!

ربما لم يفهم يونس أن ذلك هو السبب، فهى مسألة قدرة على الفهم، ومعدل الذكاء «الآى كيو»، وهو ما يبدو أنه لدى كاتب الكلام أقل بكثير من «ناقص تلاتة» (!!) وربما تعمد تجاهل السبب الأساسى والمعلن للإنزعاج، ولم يقرأ ما كتبه كثيرون عرفوه بالفعل، وقالوا إنه محل شك وريبة، بل ومنهم من رفض التعاون معه، مثل الكاتبة الكبيرة عبلة الروينى، والتى يبدو أن أستاذ التاريخ لا يعرف من هى، متصورًا أن شلة «الأرزقية» التى يتحرك بينها هم فقط من يعرفون ذلك «اليهودى البريطانى» الذى يتردد على إسرائيل فى زيارات عائلية، ويستقبل أفراد عائلته «الإسرائيليين» فى القاهرة، بحسب عباراتهم!!

لم يتوقف أحد أمام محاولة الجامعة أو رفاق «فرقة» التحكيم فى الجائزة اللف حول الموضوع بالكلام حول التفرقة بين اليهودى والصهيونى، وهو ما لم يقل به أحد، ولعلهم يرجعون إلى ما سبقت كتابته فى هذا الشأن، بما فيه ما ذهب إليه البعض بالقول إنه لو كانت الجامعة الأمريكية اختارت ماجدة هارون للتحكيم فى جائزتها ما اعترض أحد، بل ربما احتفل باختيارها كثير من الأدباء والمبدعين، لما يحمله اسمها من تاريخ نضالى مشرف، ليس محل شك، فلا داعى لهذه الأسطوانة المعيبة.

يقول يونس: «فيا أيها الهمجى العزيز.. الشوية اللى يعرفوه رأيهم أهم بما لا يقاس من اللى مايعرفوهوش، بطبيعة الحال يعنى. دا حتى فى الجرايم بياخدو بشهادة كام واحد لهم علاقة بالقضية وبيرمو بقيت الحشريين الهمج فى الكنيف ويشدو عليهم السيفون.. تطبيقًا للمبدأ الرشيد اللى بيقول رمى الشىء المناسب فى المكان المناسب».. هنا يبدو جيدًا المستوى العقلى والتربوى لكاتب الكلام، ذلك الذى يجهل أن غالبية من تداولوا الأمر يعرفون جيدًا من هو رفائيل كوهين، وكتبوا عن تعاملاتهم السابقة معه، وكل من كتبوا وتساءلوا عنه ليسوا «حشريين ولا همج»، هم طرف أصيل وشديد الأهمية فى المشكلة، فهذا هو من اختارته الجامعة ليحكم فى أعمالهم، هم مبدعون وكتاب ومثقفون، لا نشطاء على مواقع التواصل، ولا يعانون من سوء التربية والحياة فى «الكنيف» الذى أصابك بالزكام المزمن.. هذه الأوصاف تليق بك وبكل الفرقة التى لم تتوقف عن الكذب والتحايل، والغمز واللمز، بل والتهديد بأمور لم يتطرق إليها أحد، فيتحدث عن انتباه الدولة للأجانب المقيمين فى مصر، خصوصًا اليهود، وهو أمر لم يلمح إليه أحد، ولم يتحدث عنه أحد، اللهم إلا إذا كانت الهلاوس صورت له ذلك، فلم يطلب أى كاتب من الدولة التدخل فى الأمر، أو حتى متابعته، وكل ما تحدثوا عنه هو ميوله وجذوره وعلاقاته الإسرائيلية، وإصرار الجامعة الأمريكية على وجوده فى جائزة تحمل اسم أهم كاتب فى العالم العربى، وتأثير ذلك المباشر على أعمالهم التى يشرف أى كاتب التقدم لها، ليس بهدف الترجمة ولا القيمة المالية، ولكن لأنها جائزة نجيب محفوظ، لكن يبدو أن خبرة الدكتور فى موضوع لفت نظر الدولة وتصرفها فى الأمور المشابهة تلعب دورًا فيما يكتب أو يتصور، ولهذا ختم ما كتبه من هراء قائلًا: «لكن الأرجح إن الدولة منضمة بالفعل لجميع العقلاء وشدت على السادة الهمج السيفون.. إيه البلاوى دى؟ جايبينهم منين؟».

هل يستحق هذا التعليق؟! بالتأكيد لا.. ولكننى أكتب هنا الآن لكى أعتذر لنفسى عن حسن ظنى به فيما سبق، ومتابعة ما كان يكتبه فى فترات سابقة.. ولكى أقول لى ولكم: «فعلًا.. الجوع يفعل بالبشر الكثير».

دينا سمك

فتش عن «المنصة»

لم يكن المدعو شريف يونس أول أو آخر المدافعين عن «يهودى الجامعة الأمريكية» بأساليب مريبة لا تليق بكتاب أو مفكرين ولا حتى قراء عاديين، ففى رحلة البحث عن «المناضل اليهودى المزعوم» لا بد من التوقف عند بعض الأسماء، بما فيها الأسماء التى تبدو مؤثرة والتى تبدو تافهة وغير مهمة، والتأمل فى حقيقة أنهم جميعًا يعملون فى جهات ترتبط بعلاقات مريبة بالسيد رفائيل كوهين، وغالبيتهم يتفق الجميع على رفضهم، وكراهيتهم، والطمع فى ما يحصلون عليه من منافع، هو ذات المستوى الذى تكرر من كل من دافعوا عنه، ومنهم واحدة اسمها دينا سمك، كتبت رواية يتيمة يبدو أنها فى انتظار الترجمة، وتريد أن نصدق أن «كوهين» هو ذلك البطل الذى «اختار الوقوف على خط النار»!!.. وأنه «رجل خاطر بحياته فى غزة والضفة من أجل الفلسطينيين» «!!».

متى حدث ذلك؟! وكيف؟!

لا تقول شيئًا، فقط تتغزل فى «راف» وفى مواقفه، وتكتب عبارات إنشائية عجيبة الصياغة، وهو أمر لا يمكن فهمه دون معرفة سياق عملها كمستشار للتحرير فى موقع «المنصة» الذى تقول إنه أحد مؤسسى القسم الإنجليزى به، وإنه يكتب باسم «رفائيل إسحاق» بعد أن تعب من «شبهات كوهين»!! ولا تندهش يا صديقى من كمية التعليقات والمشاركة لما كتبته، فكلهم متعاونون مع الموقع الذى يبدو أنه يدفع بسخاء، وكلهم من ذات الفصيل والميول والبيئة الاجتماعية، ولعله من المناسب هنا أن أشير إلى أن أسوأ ما فى حالة هذا الشخص، هم من يقفون على الأعراف، ممن يريدون رضا من يصدرون للمشهد أنهم يملكون مفاتيح الجوائز المليونية، والمواقع التى تدفع بالدولار.. هذا التشوه الناتج عن فقر الجيب وفقر النفس، وهى حالة شديدة الرخص والغباء، خصوصًا أن الفرقة المذكورة لن تسمح لأحد من خارجها بالفوز بالجائزة مثلًا، ولا الكتابة فى الموقع المذكور، وإن حدث فسوف تختلف «التسعيرة» عما يدفعونه لأولياء الحزب.

لك أن تلاحظ معى أن بداية القصة تعود إلى ما كتبته واحدة من المبدعات تقول إنه وصلها بريد إلكترونى بفتح باب التقدم لجائزة نجيب محفوظ، وإن «الإيميل» تضمن أسماء لجنة التحكيم.. فهل من المعتاد إرسال جهات الجوائز «إيميلات» بفتح باب التقدم لها؟! وإذا كان الأمر كذلك، فمن هم الذين وصلهم مثل هذا «الإيميل»؟!.. أنا شخصيًا تقدمت للجائزة عام ٢٠١٦، ولم أكررها، ولم يصلنى أى إشعار.. فما المعيار الذى على أساسه تم الإرسال؟! وما عدد من أرسل إليهم؟! وما طبيعة ما يكتبه أفراد العينة المختارة للوعد بالجائزة؟!

لن تجد إجابة.. ويبدو أن الأمر لن ينتهى بغير مقاطعة هذه الدورة من الجائزة، وإعلان موقف جماعى منها ومن لجنة تحكيمها.. ومن ذلك الفصيل الرخيص والمأجور.