الجمعة 31 أكتوبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

عـزة سلطان: آفة كتابتنا «الجندر»!

حرف

- «تدريبات على القسوة» لو ظهرت وعليها اسم كاتب لاحتفى بها عشرات المقالات

- تعرضت إلى مضايقات بعد روايتى الأولى لحديثى عن العهر المجتمعى

- هل النساء مُطالبات بأن يلزمن المطبخ وألا يتعرضن لـ«الصلب» والوصم المجتمعى؟!

بجرأة تُحسد عليها، طرقت الكاتبة عزة سلطان مناطق مُسكوت عنها، وتكاد تكون من المحرمات، سواء فى مجموعاتها القصصية المتنوعة، أو تجربتها الروائية الوحيدة «تدريبات على القسوة»، إلى جانب كتابها المثير للجدل «أن تحبى رجلًا متزوجًا»، وهو ما عرضها لكثير من «المضايقات»، جعلتها تتساءل باستغراب شديد: هل النساء مُطالبات بأن يلزمن المنزل والمطبخ وإلا يتعرضن لـ«الصلب» والوصم المجتمعى؟!

وترى عزة سلطان أن الكتابة النسائية غالبًا ما تُقرأ من زاوية الهوية و«الجندر» أكثر من القيمة الأدبية، وأن الكاتبات فى الأعم يُحاسبَن على ما يكتبن وكأنهن يُقدِمن اعترافات شخصية، معتبرة بأسى أن المجتمع ينكر على المرأة مناقشة الكثير من القضايا، وإذا ما ناقشتها يتعاملون معها وكأن ما تكتبه تجربتها الخاصة.

عن أعمالها الإبداعية سالفة الذكر، إلى جانب مجموعتها القصصية الأحدث «حافة رطبة»، والعديد من القضايا الأدبية الأخرى، يدور حوار «حرف» التالى مع الكاتبة عزة سلطان.

■ لنبدأ بمجموعتك القصصية الأخيرة «حافة رطبة».. هل يمكن اعتبارها امتدادًا لتجربتك الإبداعية، أم أنها تشكّل منعطفًا جديدًا فى هذه التجربة؟

- آخر مجموعة قصصية لى صدرت فى ٢٠١٦، ومن وقتها كتبت أشكالًا مختلفة. حين أنظر إلى «حافة رطبة» لا يمكن القول إنها امتداد بالمعنى الصريح، وليست أيضًا قفزًا خارج السياق، بل يمكن القول إننى أجرب نبرة أخرى لصوتى، دون أن يفقد ملامحه الأساسية. هناك خيط داخلى يصل كل ما أكتبه، لكنه ليس خيطًا مشدودًا أو متوترًا، بل خيط معرفة بالنفس تتغير نبرته كلما تغيّرت درجة الوعى بالتجربة.

فى «حافة رطبة» تحديدًا، سعيت إلى تجربة أخرى: اكتشاف عوالم لنساء أخريات يمررن إلى جوارى دون أن ألحظ حجم الألم الذى تشعر به هذه أو تلك، قصدت أن أتتبّع أثر هذا الألم فى الجسد والذاكرة والعلاقات الصغيرة، التى نمرّ عليها دون انتباه. لم أعد منشغلة بتجميل اللغة، وأصبحت أقل ميلًا إلى الحنين، وأكثر قربًا من المنطقة التى لا نحكيها عادة. شعر من حولى بأن هذه الكتابة مختلفة، ربما لهذا تبدو المجموعة وكأنها منعطف، ليست لأننى قررت أن أغيّر الاتجاه، بل لأننى سمحت للنص أن يقودنى هذه المرة بدلًا من أن أوجّهه.

■ تتكرر فى المجموعة تيمات: «الانتظار» و«العزلة» و«الجسد» و«الذاكرة».. هل قصدتِ ذلك أم جاءت عفويّة؟

- عندما أكتب القصة لا أخطط، القصة بالنسبة لى لحظة نور، نسمة تهب على عقلى، ومن ثم أنا لا أتعامل مع هذه التيمات كمفاتيح جاهزة أو عناوين كبرى أكتب تحتها، بل تظهر كالعلامات عند من يمشى طويلًا فى طريق يعرفه جسده أكثر مما يعرفه وعيه.

«الانتظار»، مثلًا، لم يكن فكرة بل حالة تسلّلت فى الخلفية، كظل لا يفارق الشخصيات حتى حين لا تنطق به. و«العزلة» لم تُكتب كموضوع بل جاءت كمرادف للغربة، وطريقة تنفّس داخل النص، وسياج آمان للشخصيات، تسعى من خلالها للإبقاء على مسافة آمنة بين الداخل والخارج.

أما «الجسد»، فلم يظهر باعتباره مادة بيولوجية أو رمزية، بل كذاكرة قائمة بذاتها، يحتفظ بما حاول العقل أن ينساه. لهذا أرتبط تلقائيًا بـ«الذاكرة»، ليس بوصفها استرجاعًا لما مضى، بل كمكان يظل يرسل إشارات، رغم محاولات التهدئة والتجاوز.

لذلك، لا أستطيع القول إن هذه التيمات كانت قرارًا واعيًا، لكنها أيضًا لم تكن مصادفة. هى الأشياء التى تكشف نفسها عندما نكتب ببطء، دون نية التجميل أو بناء موقف نقدى، تظهر لأن النص اختبرها فعلًا، لا لأننى أتعمد الحديث عنها.

■ المرأة فى «حافة رطبة» ليست شخصية نمطية بل كيان قلق متسائل وجودى.. كيف عبرتِ عن الأنوثة فى نصوص المجموعة؟

- المرأة فى كل أعمالى ليست شخصية نمطية، أنا ضد الصور النمطية فى كل شىء. أما الأنوثة فى «حافة رطبة» لا تأتى كصفة اجتماعية أو كهوية جاهزة تُعلّق على النص. فأنا لا أكتب المرأة بالمعنى الذى تربت عليه اللغة، بل أكتب كائنًا يحاول أن يفهم نفسه، ويعيش فى جسد يُتوقع منه أدوارًا محددة، فيتعثر أحيانًا بين ما يشعر به فعلًا وما يُسمح له أن يشعر به.

المرأة عندى ليست بطلة ولا ضحية، ليست قوية طوال الوقت ولا مُنهارة بشكل درامى، لكنها كيان حى، يتنفس القلق، يحاور وحدته، يختبر الحب لا كخلاص بل كسؤال: هل يمكن أن ننجو دون أن نفقد أنفسنا؟ لذا تبدو الأنوثة فى النصوص أقل تزيينًا وأكثر عفوية، قريبة من الجسد حين يتذكر، من القلب حين يتردد، ومن اللغة حين تتلعثم قبل أن تقول الحقيقة.

ربما لهذا لم أتعمد «تمثيل» الأنوثة، بل تركتها تتشكل بالطريقة نفسها التى يتشكل بها الوعى حين يتوقف عن التمثيل، ويبدأ فى العيش بصدق، حتى لو كان هذا الصدق غير مريح.

■ فى أكثر من قصة، يبدو المكان ضيقًا أو خانقًا، بينما اللغة مفتوحة على الخيال.. هل قصدتِ هذا التناقض؟

- عادة نقول للتعبير عن أنفسنا: «نشعر بضيق»، وهنا يأتى الضيق كمرادف لحالة شعورية يمر بها الإنسان، ومن ثم فإن الضيق فى المكان لم يكن زينة سردية، بل شعورًا حقيقيًا تسلل إلى النصوص قبل أن يتحول إلى بناء. الأماكن فى «حافة رطبة» ليست جدرانًا فقط، بل حالات نفسية مشدودة، غرف ضيقة تشبه ما يحدث داخليًّا حين لا نجد مساحات كافية للتنفس أو للقول.

فى المقابل، الخيال أو اللغة كانا المتنفس الوحيد، لم أفتح الخيال للهروب، بل لاختبار مدى قدرتنا على خلق نافذة، حتى لو لم تتغير الجدران من حولنا، كأن الخيال هنا ليس رفاهية، بل فعل مقاومة هادئ تمارسه بطلات القصص.

لذا، نعم، ربما كان التناقض مقصودًا، لكنه لم يُكتب كتجريد فلسفى، بل كان أقرب إلى اعتراف، بأننا أحيانًا نعيش فى مساحات ضيقة جدًّا، لكن وعينا يظل يبحث عن فتحات صغيرة تسمح لنا بالنجاة دون أن نفقد خيالنا.

■ «حافة رطبة».. لماذا عناوين أعمالك تتميز بالجرأة وتكاد تكون صدامية؟

- أؤمن بأن العنوان ليس لافتة تُعلّق فوق النص، بل الباب الذى يفتح وعى القارئ على مناخ داخلى، لا يمكن التراجع عنه بعد الدخول. هو أول ما يواجه القارئ، لذا ينبغى أن يكون جاذبًا، ويقدم فكرة. وبشكل عام، لا أتعمد الصدام، لكننى لا أساوم على التسمية أيضًا. أحيانًا أصل إلى العنوان فى اللحظة الأخيرة، بعد أن تكون النصوص قد تشكّلت بملامحها الكاملة، وكأنها تهمس باسمها الذى يليق بها. وأخرى يظهر العنوان أولًا، كوميض، كعلامة طريق، فأتبعه لأرى إلى أين سيقودنى.

فى «حافة رطبة» لم أبحث عن كلمات صادمة، ولم يكن هذا العنوان الذى اخترته، بل طلب الناشر أن نغير العنوان، وبدأنا نختار أحد أسماء القصص داخل المجموعة، لأكتشف بعد ذلك أنه أكثر عنوان مناسب للمجموعة، باعتباره صيغة تحمى هشاشة ما، حالة التماس بين الألم والرغبة، بين النجاة والانزلاق. العنوان هنا لم يكن جريئًا بقدر ما كان صريحًا، والصراحة فى الأدب قد تبدو صدامية، لأنها ترفض التجميل وتذهب مباشرة إلى منطقة العصب المكشوف.

■ لماذا جلبت لكِ تجربتك الروائية الوحيدة «تدريبات على القسوة» الانتقادات؟ 

- «تدريبات على القسوة» لو ظهرت وعليها اسم كاتب، كان سيتم التعامل معها بوصفها عملًا مميزًا، وسيُكتب عنها عشرات المقالات، لكن لأن عليها اسم كاتبة، أصبحت الكتابة فعل تصريح. تُحاسب الكاتبات على ما يكتبن وكأنهن يقدمن اعترافات شخصية، وهذا ما حدث مع «تدريبات على القسوة»، إذ تعامل بعض الكُتّاب والقراء على أن الرواية تعبر عن تجربة شخصية، وهو ما أعقبه مضايقات من الزملاء. أما من لم يتعامل على أنها تجربة شخصية، أنكر على المرأة أن تناقش قضايا مختلفة، أن تتحدث عن العهر المجتمعى، وكأن النساء مطالبات بأن يلزمن المطبخ والبيت، ومن تعمل لا بد أن تكون فى الأطر المرسومة لها، وإلا سنعرضها لـ«الصلب» والوصم المجتمعى!

■ هل هذا السبب الذى جعلك لا تكررين تجربة الكتابة الروائية؟

- أنا لا أتعمد شكلًا إبداعيًا معينًا، وأرى أن كل فكرة تختار شكلها. لدى رواية غير منشورة، وأخرى أعمل عليها، أهتم بأن أكتب وأوثق أفكارى، أحب أن أترك إنتاجًا منشورًا، نحن أحفاد حضارة توثيق، علينا أن نكتب ونكتب ونكتب.

■ وماذا عن كتاب «أن تحبى رجلًا متزوجًا»، الذى واجهت بسببه هو الآخر انتقادات مماثلة؟

- رد الفعل على هذا الكتاب كان كاشفًا أكثر مما كان صادمًا، لم يختلف كثيرًا عما تعرضت له عندما أصدرت «تدريبات على القسوة»، الفارق أن الهجوم هنا كان ناعمًا أكثر.

بدا واضحًا أن هناك رغبة مستمرة فى ربط النص بجسد الكاتب وحياته، كأن القارئ لا يطمئن تمامًا إلا حين يضع يدًا على سيرة شخصية خلف السطور. بالنسبة للكاتبات تحديدًا، الأمر مضاعف، فأى اقتراب من منطقة حساسة يُستقبل وكأنه اعتراف، لا نص!

هل ما زلنا مضطرين للتبرير؟ للأسف، نعم، لأن الثقافة ما زالت تنظر إلى الكتابة بوصفها نافذة تجسس على الحياة الخاصة، لا بوصفها مساحة تفكير وتجريب للمعنى. ومع ذلك، أرى أن محاولة الفصل التام بين التجربة الشخصية والكتابة ليست حقيقية أيضًا.

التجربة ليست مادة خام تُنقل كما هى، لكنها شرارة، نقطة ارتكاز، شىء يهز الداخل فيدفع النص للخروج. كل كاتب يترك جزءًا منه داخل النص، لكن ما هو هذا الجزء بالضبط؟ لا يمكن تحديده، حتى الكاتب نفسه لا يمكنه تحديد أى منه انعكس فى النص، فعندما تكتب بصدق لا تتربص لما تكتب.

أنا لا أكتب يوميات، لكنى لا أكتب من فراغ. ما يحدث فى الحياة يعبر من خلالك، يتشكل لغويًّا، يتكسّر أحيانًا ويتحوّل إلى أصوات أخرى، ليست أنتِ تمامًا، لكنها خرجت من نفس المكان. 

وأنا لا أنشغل بإثبات أن النص ليس سيرة، بقدر ما يهمنى أن أترك مساحة للخيال كى يتنفس بعيدًا عن الفضول الشخصى، وفى النهاية النص ليس بطاقة هوية، بل محاولة لقول ما لا نجرؤ على عيشه أو نعيشه ولا نعرف كيف نقوله.

■ كيف تتعاملين مع فكرة «المشروع الأدبى»؟ هل يمكن أن نصف أعمالك بهذا الوصف الآن؟

- ليست لدى خطة مكتوبة يمكن أن قول إنها «مشروع أدبى»، لكن لدى قناعات وأفكار وجماليات أكتب عنها، وأعمالى تُصبح مسارًا يتكوّن مع الوقت، ويتغير بتغير نظرتى للعالم ولنفسى. لا أكتب وفى ذهنى خريطة كاملة تربط الكتب ببعضها، لكننى أكتشف، بعد أن أنتهى، أن هناك خيطًا داخليًا يجمعها، ليس بالموضوع، بل بطريقة النظر، بطريقة لمس الأشياء.

كل كتاب بالنسبة لى تجربة مستقلة فعلًا، ومع ذلك، لا يمكننى إنكار أننى معنية بكسر الصور النمطية، والتفتيش خلف العادى والمهمش، وطرح أوجه مختلفة للجمال، والبحث عن المعنى فى المناطق الهشّة، والرغبة فى تسمية ما يتم تجاهله.. هذه أشياء تتكرر فى أعمالى، دون أن أستدعيها.

لذا، أفضّل كلمة «مسار» على «مشروع»، فـ«المشروع» يحتاج إلى هندسة مسبقة، بينما «المسار» يحتاج فقط إلى أن تمشى فيه بوعى، حتى لو لم تكن تعرف نهايته. ربما ما أكتبه يشكل مشروعًا أدبيًا حين ينظر إليه الآخرون من مسافة. لكن من موقعى الآن، أنا فقط أكتب لأقترب أكثر من ذلك الصوت الداخلى الذى يتغير، ويعلّم الكتابة كيف تنضج دون أن تفقد حساسيتها الأولى.

■ ذكرتِ أنك وغيرك من الكاتبات تعانين من «الصمت النقدى».. هل ما زالت هذه المعاناة موجودة؟

- أولًا: علينا أن نعترف لأنفسنا بأن «الصمت النقدى» أصبح جزءًا من حالة أوسع، يمكن وصفها بـ«تراجع الحس النقدى لصالح الضجيج السريع حول الإصدارات الجديدة»، بالتالى فـ«الصمت النقدى» ليس موجّهًا للكاتبات فقط. النقد حين يحدث الآن، يميل إلى أن يكون احتفاءً عابرًا أو هجومًا أخلاقيًا، لا قراءة حقيقية للنص بوصفه فعلًا أدبيًا يستحق التوقف والتأمل.

بالنسبة للكاتبات، يظل الصمت مضاعفًا، لأن الكتابة النسائية غالبًا تُقرأ من زاوية الهوية و«الجندر» قبل أن تُقرأ من زاوية القيمة الأدبية. هناك ميل للتصنيف أكثر من الرغبة فى الفهم، وكأن النص يجب أن يمر أولًا عبر سؤال النوع: «من كتب هذا؟»، قبل سؤال: «ماذا قال النص؟ وكيف؟»، وهذا يجعل المسافة بين الإبداع والتلقى النقدى مشوشة وغير عادلة.

وبشكل عام، أرى أن الأزمة أعمق من صمت تجاه أسماء بعينها، نحن نعيش زمنًا تتكاثر فيه المنابر، وتقل فيه القراءة المتأنية. الناقد الحقيقى يحتاج وقتًا، ومسافة، ورغبة فى الإنصات للنص لا للضجيج حوله، وفوق كل ذلك نوافذ تحترم ما يُكتب، وتقدره أدبيًا وماديًا، وهذا ما نفتقده. لذا، لا أغضب من الصمت قدر ما أحزن على غياب الحوار الجاد، لأن النص الأدبى، أيًا كان لا يكتمل إلا حين يُقرأ بوعى، لا حين يُمر عليه كخبر.

■ كيف ترين الجوائز الأدبية؟ وهل خلقت «ذائقة قرائية» بعينها؟

- الجوائز الأدبية اليوم تشبه الأضواء السريعة على خشبة مزدحمة، تمنح الكُتَّاب لحظة ظهور، وتجذب القرّاء نحو أسماء بعينها، لكنها لا تضمن بالضرورة أن النصوص التى تصل إلى المنصة هى الأعمق أو الأجدر بالبقاء، هى نظام له آلياته وذائقته وسياقه، لا مرآة مطلقة للقيمة.

هل خلقت ذائقة محددة؟ نعم، إلى حد ما، هناك ميل لأن يكتب البعض بما يشبه «لغة الجوائز»، سنجد نصًا محسوبًا ومتماسكًا، لكن أحيانًا يكون فاقدًا المجازفة، وكأن الكتابة أصبحت تسعى للقب أكثر مما تسعى لاكتشاف صوتها الخاص. هذا مفهوم من ناحية، لكنه يطرح سؤالًا مخيفًا: ماذا لو أصبح الإبداع يتحرك فى حدود ما هو قابل للتتويج؟!

لا أقلل من قيمة الجوائز، فهى تمنح الكُتَّاب فرصة للحياة فى سوق تزدحم بالنسيان، لكنها تظل لحظة داخل مسار طويل. القارئ الحقيقى لا يتشكل من خلال قائمة قصيرة أو فوز احتفالى، بل من خلال النصوص التى تترك أثرًا حتى لو لم تصعد إلى المنصة، الجوائز تفتح الباب، لكن الكتابة وحدها هى التى تعرف من سيبقى داخل الذاكرة، ومن سيخرج بهدوء دون أن يلتفت له أحد.