أشرف الصباغ: السخرية هى الوجه الظاهر للمأساة
- «لا مفاتيح هناك» يمزج بين الواقعية والفانتازيا والتأمل الفلسفى
- ليس مطلوبًا من السخرية أن تصلح المجتمع أو تعظ الناس أو تقدم حلولًا لمشاكلهم
- الواقع ساحر وملىء بالعجائب والغرائب التى يصعب على العقل تصورها
- لا أدرى ما «التابوهات» ولا أعرف ماذا تعنى
فى عوالم أشرف الصباغ، لا شىء يحدث مصادفة، ولا شىء يمكن الإمساك به حقًا. إنه كاتب يكتب كما يُفكر، ويفكر كما يحلم، دون أن يطمئن إلى يقين واحد. يمد بصره إلى الواقع الملموس، إلى الحارة الشعبية التى يرى فيها ليس فقط صورة مصر الحقيقية، بل خليطًا من الرؤى والأفكار والبشر، والمصير الإنسانى الواحد، ويكتب بوعى فاضح وسخرية لاذعة، ويصر على ضرورة قراءة المكان كما هو، بالخسارات والهزائم والخيبات، ثم يقوم بتفكيكه إلى تفاصيله الدقيقة والهشة، إلى ضجيج المقاهى وتناقضات الشوارع والحوارى والأزقة وأسطح البيوت، وإلى أصوات الناس التى تتكاثر حول حادث غامض؛ لتُغطى على غموض أكبر، غموض الوعى ذاته، وربما غياب العقل.
لغة أشرف الصباغ، وإن كانت مشبعة أحيانًا بالإحالات الثقافية والاجتماعية والسياسية، تظل قريبة من نبض الناس، كأنها تستعيد طريقة المصريين فى تحويل المأساة إلى نكتة، والنكتة إلى حكمة جارحة؛ ليصنع من هذا التنافر جمالياته الخاصة، هو جمال الفوضى المُمَسرَحة، فوضى تُشبهنا جميعًا.
كما أن أسلوبه الحاد والساخر جعله يجمع بين واقعية فاضحة وأحلام مكسورة، وبين حس فلسفى يعرى الإنسان من أوهامه، دون أن يُعفى نفسه من تلك الفوضى التى ينتقدها. وهو يدرك تمامًا أن الكارثة ليست فى الحدث ذاته، وإنما فى الطريقة التى يُعاد بها تفسيره وتداوله وتحويله إلى أسطورة أو شائعة أو حتى نكتة. فى عالمه، لا شىء يبدو فى مكانه، ولا أحد ينجو من السخرية؛ لا السلطة، ولا الجماهير، ولا المثقف نفسه. باختصار هو كاتب يضع الواقع على طاولة التشريح ليصفه كما هو، ويفضح ألاعيبه.
فى روايته الأحدث «لا مفاتيح هناك»، الصادرة عن دار روافد عام 2025، يمزج الصباغ بين الواقعية والفانتازيا والتأمل الفلسفى فى توليفة سردية تنبض بالحياة. تتقاطع فى الرواية ثلاث نغمات سردية تتنقل بسلاسة من الرومانسية الساخرة فى علاقة سعد ونورهان هانم، إلى الواقعية المؤلمة فى حادث ميكروباص الساحل، ثم إلى الفانتازيا التأملية فى حكاية الكتكوت، التى تحول ألم الواقع إلى صورة رمزية تعبر عن الخوف والرغبة فى الحماية.
ورغم أن حادث الميكروباص، وإن بدا حدثًا ثانويًا، إلا أنه يُلقى بظلاله على باقى الأحداث ويحدد نهايتها. فحادثة اختفاء ميكروباص الساحل تحوّلت إلى أسطورة حديثة؛ تضخمت فى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، وتناقلها الناس بثقة تامة رغم غياب أى دليل حقيقى. الجميع متأكد من وقوع الحادث، رغم أن لا أحد رآه. وأحد أبطال العمل، الذى يقدم فى البداية بوصفه عقلانيًا ومنطقيًا، يغرق تدريجيًا فى تفسيرات خرافية وغريبة، مؤكدًا أن وراءها مثلث برمودا، أو أجهزة أمنية سرية، أو حتى كائنات فضائية. ومن هنا يعود الصباغ إلى ذكريات الستينيات بعد النكسة، حين كانت تنتشر قصص مشابهة عن انشقاق الأرض وابتلاع الناس والسيارات فى الشوارع، مترافقة مع روايات غامضة عن المشير عبدالحكيم عامر واختفائه، لتتداخل الأحداث القديمة بالجديدة فى ذهن الراوى؛ ويؤكد أن الخرافة تتبدل فى الشكل، لكنها تبقى راسخة فى الذهن المصرى حتى اليوم.
فى هذا الحوار، نتحدث مع أشرف الصباغ عن رؤيته للعالم من خلال روايته الأحدث، وعن مفهوم الحقيقة فى زمن تتكاثر فيه الأخبار وتتضخم وتنتفخ حتى تبتلع الحقيقة نفسها، كما ابتلع النيل ميكروباص الساحل فى لحظة غامضة لا تزال تتكرر فى الواقع على نحو آخر، كل يوم.

■ سأبدأ من العنوان والإهداء اللذين مهّدا للقارئ الطريق نحو عالم الرواية برسم صورة لمدينة تُخبئ مفاتيحها حتى عن أبنائها.. لماذا اخترت عبارة «لا مفاتيح هناك» عنوانًا للعمل، وهل المفاتيح هنا رمز لفقدان المعنى.. أم أنها مفاتيح واقعية ضاعت بالفعل من شخصياتك؟
- أنا لا أدرى ما هى رمزية المفاتيح عمومًا، ولا رمزيتها فى هذا العمل على وجه الخصوص. فمن الممكن أن يرى فيها كل قارئ رمزية تخصه. لكن كل ما أعرفه أن «لا مفاتيح هناك»، وإنما المفاتيح هنا، وأى رحلة للبحث عنها «هناك» ستكون رحلة عبثية مثل الحياة نفسها. وفى الحقيقة، المفاتيح موجودة فى الرواية بشكلها الواقعى لفتح الأبواب. لكن البعض ينساها، والبعض الآخر لا يلاحظ وجودها، والبعض الثالث يستخدمها لفتح أبواب غير مناسبة أو غير صالحة. وينبغى ألا ننسى هنا أن المفاتيح تستخدم أيضًا لغلق الأبواب.
■ كثيرًا ما تتجلى السخرية فى أعمالك كأداة نقدية لاذعة، تُعرى الواقع وتكشف مفارقاته.. كيف ترى وظيفة السخرية فى الأدب؟ ومن أين تنشأ هذه السخرية التى تتخلل نصوصك؟
- السخرية هى الوجه الظاهر للمأساة. فكل مأساة تمتلك وجهها الساخر الذى يولد من المفارقات المثيرة التى تظهر بعفوية شديدة، سواء بين الأفراد العاديين أو فى التعاملات داخل المؤسسات الحكومية أو فى المواصلات العامة، بل حتى فى الأخبار السياسية ونشرات الأخبار وخطب المسئولين، وتصرفات الموظفين الإداريين فى الدوائر الحكومية. هنا يبرز الدور الاجتماعى للسخرية، لأنها تصبح هنا وسيلة مهمة لكشف الغباء والحماقة والنفاق والخنوع والغطرسة. إنها تتحول إلى أداة لإبراز الحدود الفاصلة بين التعالى والإحساس بالدونية، وبين الخبث والعفوية، وبين القدرة والرغبة. هنا تكون المفارقات حادة وكاشفة لحالة البؤس وغياب العقل، بل محفزة على معرفة الأسباب الحقيقية للمأساة التى يحاول كل طرف أن يخفيها فى تصرف ما أو فى سلوك يعلن عن شيء ويخفى نقيضه. من هنا ينشأ الضحك بوصفه إحدى وسائل التحرر الاجتماعى. وتصل المأساة إلى ذروتها عندما يبدأ الناس بالضحك على أنفسهم وعلى ما يفعلونه وما يرتكبونه من حماقات.
هناك أيضًا البيروقراطية والفساد وما يتولد عنهما من مفارقات كاشفة ليس فقط للمؤسسات العامة والدوائر الحكومية، بل فى سلوكيات وتصرفات النخب، سواء كانت نخبًا متنفذة أو نخبًا تطالب بإصلاح الأمور وتعديل الأوضاع.
ليس مطلوبًا من السخرية أن تصلح المجتمع أو تعظ الناس أو تقدم حلولًا لمشاكلهم. فهناك أدوات ووسائل أخرى للإصلاح ولمعالجة المشاكل. لكن وظيفة السخرية هى الكشف عمومًا، وكشف الإنسان أمام نفسه على وجه الخصوص، وكشف الأكاذيب ومظاهر النفاق التى تسيطر على المجتمع وكأنها من طبائع الأمور. أما المفارقات التى تظهر من الخنوع والغطرسة، فهى مفارقات مرعبة تتجلى فى سلوكيات وتصرفات تبدو طبيعية من كثرة اعتيادها وممارستها.

■ هل صوت الراوى هو صوتك الشخصى متخفّيًا داخل النص؟ ثم إذا كانت الأقنعة متعددة لدى أبطال الرواية، فهل نحن- فى النهاية- ما نقوله عن أنفسنا، أم ما يراه الآخرون فينا، أم مجرد أبطال ثانويين فى حكايات غيرنا؟
- هذه الأسئلة المركبة تتعلق بالبحث فى عقل الكاتب أكثر من كونها تحاول قراءة المكتوب. والمكتوب هنا بسيط بقدر بساطة الشخصيات وهشاشتها، وسعيها الدائم للبحث عن أى معنى. أبطال الرواية، أشخاص عاديون للغاية، منهم من يبحث عن المعنى فى كل شىء، ومنهم من يعيش الحياة كما هى، ومنهم من يعيش المعنى دون أن يفكر فى البحث فيه. هم نحن جميعًا بدون رتوش أو ادعاءات أو مبالغات. قد يستحق بعضهم ما يحدث له ومعه، وقد لا يستحق البعض الآخر ظلم الحياة غير العادلة. لكنها فى نهاية المطاف، حياتهم، وحياتنا معًا، سواء ارتدينا أقنعة مختلفة، أو استبدلناها حسب الظروف والمناسبات والمصالح. وأعتقد أن هذا يمثل أحد أوجه مأساة الإنسان بشكل عام.
■ يقول البطل: «إما أن تحب وإما أن تتفلسف» هل الحب عندك فعل مقاومة للعبث.. أم أنه عبث آخر أكثر لذة؟
- أنا هنا مثل البطل، لا أدرى ما هو الحب بالضبط، ولا أسعى لمعرفة جوهره. كل ما هنالك أننى أرى محاولات بائسة للاستمرار، وسعيًا دائمًا لمحايلة الحياة الصعبة، وارتداء أكبر قدر من الأقنعة لخداعها. إن البطل الواقع فى مفارقات الحياة، التى صنع هو نفسه جزءًا منها، يحاول أن يمنطق الحب. يحاول أن يفهمه. لكن صوتًا آخر ينبهه ويحذره بأنه سيفقد المعنى. المسألة هنا ليست بحاجة إطلاقًا إلى البحث فى الحب، بقدر ضرورة العثور على الحب. فالحب نقيض الفلسفة، أو بالأحرى، التفلسف. الحب فى أحد جوانبه قد يكون شكلًا من أشكال العبث، لكنه بالتأكيد ليس مقاومة ولا نضالًا ولا كفاحًا، على الأقل بالنسبة لأبطال الرواية الذين يعيشون يومًا بيوم من دون التفكير فى اليوم التالى.

■ نورهان هانم أباظة إحدى أكثر شخصيات الرواية حضورًا وغموضًا وتعددًا، وسحرًا أيضًا، كيف رسمت ملامحها بين الفانتازيا والواقع؟ وهل لها جذور فى الواقع؟
- أنا لا أميل كثيرًا إلى استنطاق الشخصيات من جهة، ومحاولة البحث عن حقيقة وجودها فى الواقع. هذه المسألة تبعثر وعى الكاتب والقارئ فى آن معًا، وتسحبهما بعيدًا عن جوهر الإبداع وعن المسارات الموجودة فعليًا داخل العمل. ويمكن أن يصل الأمر إلى تقليص فضاءات العمل الأدبى عند حدوده الدنيا، لنصل فى نهاية المطاف إلى نوع من أنواع التلصص أو التربص، وربما النميمة. ومع ذلك فهناك أنواع من البحث الأدبى تهتم بعلاقة الشخصيات فى الأعمال الأدبية بشخصيات شبيهة لها فى الواقع. غير أن البحث الأدبى هنا يعمل على توسيع نطاق الشخصية والبحث فى دوافعها وعمقها ومآسيها وتصرفاتها، وليس فى علاقتها بشخصية معينة فى الواقع. نحن هنا أمام شخصيات مختلفة تعيش واقعًا لا معقولًا، وحياة مضحكة للغاية بقدر بؤسها ومأساويتها. شخصيات هشة، وضعيفة، ومترددة، وفاسدة، وغبية، كلها تتحايل على الحياة.
■ فى الرواية هناك نقد لاذع للوسط الثقافى والمشهد العام.. هل كان هدفك فضح هذا الواقع أم تصويره كما هو بلا رتوش؟
- هذا مقطع من حياة المجتمع فى فترة تاريخية محددة، يخسر فيها ناس، ويكسب آخرون. يموت فيها أطفال، ويعيش فيها آخرون. تتلاشى فيها أحلام، وتتحقق طموحات بشر آخرين. هكذا هى الحياة: عادلة ومريحة للبعض، وظالمة وقاسية بالنسبة للبعض الآخر.
■ نجد أن الشخصيات الجانبية فى الرواية تحضر بتفاصيل غنية ومساحات سردية لافتة. كيف تقرر أى هذه الشخصيات يستحق مساحة أكبر داخل النص؟
- أنا لا أقرر أى شىء. لكن الحياة، كما قلنا منذ قليل، ترتب الأمور وتضع النقاط فوق الحروف. والحياة نفسها ذكية ومنظمة وليس بها أحد زائد أو تفاصيل غير ضرورية. كل ما فى الحياة يلزمها من أجل أن تسير هى الأخرى. فليس من المعقول أن تتعثر الحياة مثل أولئك الناس الذين يتعثرون بداخلها. وعندما تجد الحياة أن هناك أحدًا أو شيئًا زائدًا على حاجتها، فإنها تلفظه: ربما لقوته المفرطة، وربما لضعفه وهشاشته. لكنها فى نهاية المطاف، تظل مستمرة بتوازناتها وبدقتها وحساباتها، بصرف النظر عن حجم الناس فيها. وفى هذا المقام تحديدا، يظهر ظلمها وعبثيتها وقسوتها. ويظهر أيضًا ضعفنا وهشاشتنا وعبثيتنا وقلة حيلتنا.

■ الحب يتجاوز حدود الرومانسية فى الرواية ليصطدم مباشرة بالفوارق الطبقية، كما أن السرد ملىء بالمشاهد الحسية واللغة الجريئة. هل كان ذلك اختيارًا مقصودًا لكسر التابوهات وتجاوز الخطوط التقليدية، أم أنه جاء كضرورة فنية لصدق الحكاية ونقلها كما هى دون رتوش؟
- الحكاية هنا، هى الحياة بكل مفارقاتها وتناقضاتها وفوارقها الطبقية. وأنا لم أقرر أى شىء. العلاقات العاطفية والرومانسية ليست حدودًا مغلقة. والعلاقات الطبقية فى المجتمع ليست مصادفة، وليست مغلقة على ذاتها. إنه تاريخ طويل من المهانة والامتهان، ووهم القوة والقدرة على الاختيار وإملاء الشروط. هذا التاريخ الطويل ينكشف لنا عبر تفاصيل بسيطة وكلمات ربما تبدو خالية من المعنى. أنا لا أدرى ما «التابوهات»، ولا أعرف ماذا تعنى. لكن ما أعرفه أن الناس عندما يمارسون الجنس، يمكنهم أن يكونوا صرحاء حتى النهاية، بالضبط مثلما أعبر بكلمات قليلة عن هذه الصراحة. ربما لا تسعفنى لغتى باختيار الكلمات «النظيفة» المعبرة عن موقف «غير نظيف» يجب أن نخفيه، أو نعبر عنه بكلمات مشبعة بروح الإيمان والعادات والتقاليد.
■ «حبيبتى طبيبة العيون السريالية، هى طوق إنقاذ العالم» إلى أى مدى استثمرت السريالية كأداة فنية للتعبير؟ وهل كانت السريالية هنا انعكاسًا لخيال الراوى وحده، أم أنها جزء أصيل من طبيعة الشخصيات وعالمها الداخلى؟
- هذا حديث البطل «سعد». وهذه رؤيته للأمور، وفهمه للسوريالية، أو «السريالية» كما يحب أن ينطقها. ولا أدرى ماذا قال عنها عندما غادرته واختفت للمرة الثالثة أو الرابعة؟ وهل أدرك لماذا اختفت، أم أن الأمر بالنسبة له صار عاديًا؟ من الصعب أن أحدد طبيعة الشخصيات، لكن بعض دوافعها واضحة. وتصرفاتها تعكس جانبًا، ما يدور فى داخلها.
الواقع ساحر، وملىء بالعجائب والغرائب التى يصعب على العقل تصورها. غير أن منطق الأحداث فى الواقع يختلف كثيرًا عن منطق الأحداث التى يتخيلها العقل ويحاول أن ينسج منها واقعًا موازيًا. الأمر الآخر، هو أن استلهام الواقع والتعامل مع ما يجرى فيه لا يعنى إطلاقًا أن يكون العمل واقعيًا، بل يمكن أن يكون غرائبيًا أو يقارب الخيال، وربما يتجاوزه.
ليس لدىَّ أى اعتراض إطلاقًا على الأحداث والسياقات الخيالية أو المتخيلة. ليكتب كل شخص عما يريده، وليطرح رؤاه وأحداثه وشخصياته فى أى سياقات متخيلة، أو حتى فى جزر خيالية تطير فيها الأفيال ويشتعل فيها الماء وتسير الأشجار على ظهور العجائز. لكننى هنا بصدد تبرئة الواقع من الخلط واللغط، ومن الرؤى والتنظيرات الغائمة. وأنا أنطلق فى رؤيتى من أن الواقع أغرب بكثير من الخيال. وأكرر مرة أخرى، أن تناول ما يجرى فى الواقع لا يعنى إطلاقًا أننى أكتب رواية أو قصة أو عملا أدبيًا واقعيًا. هذا خلط متعمد لا أعرف دوافعه ومبرراته، ولا أريد أن أعرفها.
■ هل يمكن أن يخرج القارئ وفى يده «مفتاح» لفهم الواقع أم أن المفاتيح ستظل ضائعة عمدًا؟
- القارئ يمكنه أن يخرج مبتسمًا، أو ضاحكًا أو مندهشًا. وقد يخرج بتساؤلات لا إجابة لها. وربما يخرج لاعنًا كل شىء. أما المفاتيح، فهى أمر آخر تمامًا، ربما يجدها فى ميكروباص كوبرى الساحل، وربما فى قلب صبية غرقت فى مياه النيل، وقد تكون أمامه ونسى شكلها ووظيفتها.







