رانيا بكر: حافظنا على إرث والدنا.. وتطورنا حتى نبقى
- نعيد طبع أول كتاب نشره والدى «رسائل سجين سياسى إلى حبيبته»
- لدينا 40 كتابًا تتناول «الذكاء الاصطناعى» من زوايا متعددة وتطبيقات مختلفة
- ترجمنا أعمالًا من 81 دولة وطرحنا 5 روايات من النرويج
فى الذكرى الخمسين لتأسيس دار العربى للنشر والتوزيع، تبرز سيرة مؤسسة مصرية استطاعت عبر نصف قرن أن ترسّخ حضورها كجسر ثقافى متين يصل العالم العربى بآداب وثقافات العالم.
فمنذ انطلاقتها، التزمت الدار بتقديم إصدارات نوعية فى مجالات الأدب والسياسة والمكتبات والإعلام، محافظة على معايير صارمة فى جودة المحتوى، وقوة الترجمة، والهوية البصرية التى باتت علامة مميزة لكتبها، لتغدو واحدة من أهم رموز المعرفة فى المنطقة.
واصلت رانيا بكر، المدير العام للدار، حمل الرؤية الطموحة التى وضع أسسها والدها الراحل إسماعيل عبدالحكم بكر، لتقود مع شقيقها شريف مسيرة تطوير متواصلة تستجيب لتحولات المشهد الثقافى فى مصر والعالم. ومن استراتيجية دقيقة لاختيار الكتب والترجمات، إلى مبادرة «كتب مختلفة» التى فتحت للقارئ العربى نوافذ جديدة على آداب دول بعيدة وغير مألوفة، وصولًا إلى التطوير الفنى والإخراجى الذى جعل من الكتاب تجربة جمالية متكاملة، عززت الدار حضورها الدولى عبر المعارض والبرامج التى أسهمت فى انتشار الأدب العربى عالميًا. فى حوارها مع «حرف»، تكشف رانيا بكر عن رؤيتها للتحديات المقبلة، وفرص التوسع، وكيف تحولت الدار إلى منصة حقيقية للتبادل الثقافى بين مصر والعالم، محافظة على إرث نصف قرن من الإبداع والتميز.

■ بعد مرور نصف قرن على تأسيس الدار، كيف ترين الإرث الثقافى الذى نجحت «العربى» فى بنائه اليوم؟ وهل هناك محطات تعتبريها مفصلية فى تاريخها؟
- منذ وفاة والدى إسماعيل عبدالحكم بكر، مؤسس دار العربى للنشر، عام ٢٠٠٥، كان أمامى أنا وشقيقى شريف خياران: إما أن نواصل العمل فى الدار ونكمل مسيرة والدنا، أو أن نوقف النشاط ونتخلى عن المشروع الذى بدأه.
والحقيقة أننا كنا منذ صغرنا نعمل مع والدنا، نزوره فى المكتبة، ونشارك معه فى معرض الكتاب، ونقضى وقتًا طويلًا فى متابعة نشاطه اليومى، كما كنا حريصين على حضور المقابلات التى يجريها مع الناشرين والمؤلفين والكُتّاب. كل هذه التجارب جعلتنا نشعر بأن استمرار الدار ومواصلة مسيرتها هو الخيار الطبيعى بالنسبة لنا.
ورغم مرورنا بمرحلة انتقالية بعد وفاته، لم تكن الصعوبات كبيرة لدرجة الإحباط، لأن وجودنا مع والدنا طوال هذه السنوات جعلنا على معرفة جيدة بالأشخاص وسير العمل، ومع ذلك كانت هناك تحديات تتعلق بملء مكانه وتقبّل الناس لنا كجيل جديد قادر على حمل المسئولية.
ومن أبرز المحطات التى واجهناها كان القرار بعدم ترك الدار كما هى، بل تطويرها وإضفاء بصمة جديدة عليها، مع الحفاظ على إرث والدنا، كنا ندرك أنه إذا بقيت الدار كما كانت، فلن تحقق التقدم المطلوب، لذا كان من الضرورى إدخال نوع من الاختلاف والتغيير لضمان استمرارها فى النمو والتطور، مع الاستفادة من كل ما بدأه والدنا من إنجازات وإسهامات ثقافية.
■ كيف أثرت رؤية المؤسس إسماعيل عبدالحكم بكر، الصحفى فى الأهرام، على هوية الدار؟ وكيف حافظتم على هذه الروح الأصيلة مع تطور الصناعة وتغيّر الأجيال؟
- كان والدى ذا توجه يسارى واضح، وبدأ تأسيس دار النشر انطلاقًا من دعم هذا الاتجاه الفكرى، إلى جانب مساندة أصدقائه من الكتّاب والمفكرين الذين يشتغلون فى هذا المجال. وإلى جانب الكتب السياسية، أضاف مجال المكتبات والمعلومات، بحكم كونه خريج قسم المكتبات- الدفعة الأولى، ما جعله شديد الارتباط بهذا التخصص وواعيًا بأهميته العلمية. وقد انعكس ذلك فى نشره أعمال كبار المتخصصين فى هذا المجال، من بينهم الدكتور شعبان خليفة والدكتور فتحى عبدالهادى، وهما من الأسماء البارزة فى علم المكتبات والمعلومات.
كما امتد نشاط الدار إلى مجال الإعلام، حيث نشرت إصدارات لعدد من الرواد والأكاديميين الكبار، من بينهم الدكتورة عواطف عبدالرحمن، والدكتورة ليلى عبدالمجيد، والدكتور محمود علم الدين، رحمه الله. وتلك هى المجالات الثلاثة الأساسية التى تخصص فيها والدى وأسس عليها مشروعه الثقافى: السياسة، والمكتبات والمعلومات، والإعلام.
وعندما تولينا المسئولية من بعده، حرصنا على الاستمرار فى الاتجاه نفسه، مع إدخال قدر من التحديث والتطوير بما يتواكب مع التحولات المعرفية. فعلى سبيل المثال، تطور علم المكتبات ليصبح علم المعلومات وتكنولوجيا المعلومات، مع التركيز على الرقمنة والأنظمة الحديثة، ما انعكس على طبيعة الإصدارات وتوجهها.
أما فى المجال السياسى، فقد كان أول كتاب نشره والدى هو كتاب مصطفى طيبة «رسائل سجين سياسى إلى حبيبته»، الذى صدر فى جزءين. وقد قمنا مؤخرًا بإعادة نشر هذا العمل ضمن احتفالية الدار بمرور خمسين عامًا على تأسيسها، احتفاءً بالكتاب وبالخط الفكرى الذى يمثله. ويُعد الكتاب عملًا إنسانيًا رقيقًا، يتناول تجربة السجين السياسى من خلال رسائله إلى حبيبته، موثقًا لحظة تاريخية وإنسانية مؤثرة.
وفيما يخص مجال الإعلام، نعد من الدور المتميزة والرائدة فى هذا التخصص، بل ومن أكبر دور النشر العربية المعنية بالكتب الإعلامية، حيث ننشر لمختلف الأساتذة والأكاديميين فى تخصصات الإعلام كافة، سواءً الصحافة، أو الإذاعة والتليفزيون، أو العلاقات العامة، مع مواكبة مستمرة للتحديثات العلمية والمنهجية.
إلى جانب ذلك، أضفنا بقوة مجال الذكاء الاصطناعى إلى خريطة إصداراتنا، إذ تضم الدار حاليًا ما يقرب من ٤٠ كتابًا تتناول الذكاء الاصطناعى من زوايا متعددة وتطبيقات مختلفة، فى إطار سعيها الدائم لمواكبة التحولات التكنولوجية وتأثيرها فى الإعلام والمعرفة والمجتمع.

■ الدار أصدرت أكثر من ١٢٠٠ كتاب من ٦٩ دولة. ما معايير اختيار العناوين؟ وكيف توازنون بين الإبداع العربى والآداب العالمية؟
- تجاوز عدد الدول التى ترجمنا عنها حتى اليوم ٨١ دولة، وهو رقم يعكس اتساع نطاق المشروع وتنوعه الثقافى. أما فيما يتعلق بمعايير اختيار العناوين، فبالعودة إلى عام ٢٠١٠، وعند دراستنا سوق الترجمة إلى العربية، كان المشهد محدودًا إلى حد كبير؛ إذ انحصرت الترجمات آنذاك فى اتجاهين رئيسيين: الكتب الأكثر مبيعًا لأسماء عالمية كبرى مثل هارى بوتر ودان براون، أو ترجمات الكلاسيكيات لكتّاب مثل تشارلز ديكنز. وباستثناء ذلك، لم يكن هناك حضور يذكر سوى بعض الاجتهادات المحدودة.
ومن هنا، قررنا أن نسلك طريقًا مختلفًا، فأسسنا سلسلة «كتب مختلفة»، التى تقوم فكرتها على ترجمة ونشر أعمال من بلدان غير مألوفة للقارئ العربى. وركزنا بشكل خاص على الأدب المعاصر فى هذه الدول، سواء الأعمال الحاصلة على جوائز، أو التى ينتمى مؤلفوها إلى قائمة الفائزين بجوائز أدبية، أو تلك التى حققت انتشارًا واسعًا ومبيعات كبيرة داخل بلدانها.
وبناءً على هذا التوجه، جاءت غالبية إصداراتنا من خارج الدوائر التقليدية للأدب الأمريكى أو الروسى، فاتجهنا إلى آفاق جديدة شملت دولًا مثل بيرو، وجواتيمالا، وأيسلندا، والجبل الأسود، والمكسيك، وسلوفينيا، حيث بدأنا فى التعرف على ملامح هذه الآداب المختلفة، وترجمة نماذجها المميزة وتقديمها إلى القارئ العربى.
وكانت البداية الأولى من النرويج، حيث طرحنا أربع أو خمس روايات خلال معرض الكتاب، فى جناح كان يغلب عليه الطابع الأكاديمى أو كتب الخيال العلمى، ما جعل هذه الأعمال تبدو فى البداية بعيدة عن السياق العام. ومع ذلك، واصلنا العمل على ترسيخ هوية سلسلة «كتب مختلفة»، إلى أن تحولت مع الوقت إلى علامة معروفة، واكتسبت صيتًا واضحًا، وأصبح لها جمهورها الخاص، بل بات القرّاء يطلبونها بالاسم، ويتساءلون باستمرار عن الدول الجديدة التى أضيفت إلى السلسلة.
■ أطلقت الدار مبادرة لترجمة أعمال من ثقافات نادرة وغير مترجمة إلى العربية. كيف جاءت الفكرة؟ وما أهم الاكتشافات الأدبية التى تعتبرها الدار إنجازًا خاصًا بها؟
- عندما بدأنا فى تأسيس مشروع الترجمة، كان أمامنا الخيار الأسهل والأكثر شيوعًا، وهو التعاون مع أسماء كبيرة من المترجمين المعروفين وذوى الخبرة الطويلة فى هذا المجال. غير أننا، وبحكم اختيارنا الدائم للطريق الأصعب والأكثر اختلافًا، خصوصًا مع سلسلة «كتب مختلفة»، اتجهنا إلى مسار مغاير يقوم على العمل مع مترجمين شباب من خريجى الجامعات، ممن يمتلكون الموهبة الحقيقية فى الترجمة، لكنهم لم تتح لهم بعد فرصًا كافية لاكتساب الخبرة العملية، وكان كثير منهم يقدم أولى تجاربه الترجمية.
ولا شك أن هذا التوجه مثّل مغامرة محسوبة بالنسبة لنا، إلا أن ما شجعنا على خوضها هو الخلفية الأكاديمية لهؤلاء المترجمين، إذ ينتمون إلى كليات متخصصة مثل الألسن والآداب بأقسامها المختلفة. كما نعتمد، قبل إسناد أى عمل ترجمى، على اختبارات دقيقة لقياس مستوى التمكن من اللغة العربية، واللغة المنقول عنها، والتأكد من جودة الأداء وقدرته على نقل النص بروحه ومعناه.
إلى جانب ذلك، نولى أهمية خاصة لمرحلة التحرير الأدبى، وهى مرحلة أساسية تميّزنا عن كثير من دور النشر الأخرى؛ إذ يخضع كل نص أدبى مترجم لتحرير أدبى ولغوى شامل، بما يسهم فى تحسين جودة المنتج النهائى. وقد انعكس هذا النهج بوضوح على تجربة القارئ، حيث جاءت ردود الفعل مؤكدة أن كثيرين لم يشعروا أنهم يقرأون نصوصًا مترجمة، وهو ما نعدّه إحدى أهم نقاط القوة التى نحرص على الحفاظ عليها.
وانطلاقًا من هذا الالتزام، نعمل دائمًا على أن يكون مستوى الترجمة عاليًا ومتقنًا، وأن تأتى اللغة العربية سلسة وواضحة، بما يضمن وصول النص إلى القارئ بسهولة، مع الحفاظ الكامل على روح النص الأصلى وجودته، دون إخلال بالمعنى أو السياق.
■ تؤكد الدار أن الكتاب ليس نصًا فقط، بل تجربة متكاملة. كيف يُدار العمل بين التحرير والإخراج الفنى؟ وما الذى يميز الهوية البصرية لـ«العربى» مقارنة بدور النشر الأخرى؟
- يرجع الفضل فى هذا النهج إلى والدى، إذ كان لكل سلسلة نصدرها- سواءً فى التاريخ، أو المكتبات والمعلومات، أو الإعلام- هوية بصرية مستقلة، تتجلى فى شعار خاص بكل سلسلة، وتصميم مميز لكتبها. وقد نشأنا على هذا الأساس، بحيث يستطيع القارئ بسهولة التمييز بين سلسلة وأخرى من النظرة الأولى.
وعندما بدأنا فى إصدار الكتب المترجمة، كان من الضرورى أن نؤسس لها هوية بصرية واضحة ومتفردة. وقد أصر شقيقى شريف على هذا التوجه، إلى أن وصلنا إلى تصميم خاص بسلسلة الترجمة يميزنا عن غيرنا.
ويمكن القول إننا من أوائل دور النشر التى حرصت على وضع اسم المترجم على الغلاف الخارجى للكتاب، فى وقت لم يكن هذا التقليد شائعًا، انطلاقًا من إيماننا العميق بدور المترجم بوصفه حلقة الوصل الأساسية بين النص الأصلى والقارئ العربى، وباعتباره شريكًا أصيلًا فى صناعة الكتاب.
وتتضمن هذه الهوية البصرية عناصر ثابتة، من بينها اللون البرتقالى الذى ارتبط بالدار على مدار خمسين عامًا، إلى جانب شعار الدار، ومكان واضح لاسم المترجم. كما يحمل كعب الكتاب علم الدولة التى تُرجم العمل عن لغتها، فى إشارة مباشرة إلى أصل النص، بينما يتضمن الغلاف الخلفى نبذة عن المؤلف، وأخرى عن الكتاب، بالإضافة إلى طوابع بريدية ترمز إلى بلد العمل الأصلى.
ومن ضمن العناصر التى اُضيفت إلى الهوية البصرية كذلك تخصيص مساحة فى أسفل الغلاف لعرض الموضوعات الرئيسية التى يتناولها الكتاب، على هيئة كلمات مفتاحية. فعلى سبيل المثال، إذا كان العمل رواية تاريخية تدور أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية، يتم التنويه إلى ذلك بوضوح، بما يعرّف القارئ بطبيعة الكتاب سريعًا، ويسهم فى تسهيل عملية تداوله وتسويقه لدى بائعى الكتب.
■ كيف أسهمت مشاركاتكم فى معارض مثل فرانكفورت وتورينو وبكين فى توسيع الحضور العالمى للدار؟ وما دور مبادرة Cairo Calling فى تأسيس شراكات جديدة؟
- تُعدّ مشاركتنا فى معارض الكتب الدولية وبرامج الزمالة أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للدار، خاصة أن ما يقرب من ٥٠٪ من نشاطنا يرتكز على الكتب المترجمة. ومن ثمّ، نحن بحاجة إلى زيارات دورية ومنتظمة لهذه المعارض، لما تتيحه من فرص مباشرة للقاء الناشرين وبناء شراكات مهنية فاعلة.
ويأتى معرض فرانكفورت الدولى للكتاب فى مقدمة هذه الفعاليات، باعتباره أكبر معرض عالمى متخصص فى بيع وتداول حقوق النشر، ما يجعل الحضور السنوى فيه ضرورة مهنية لا غنى عنها، تتيح لنا التواصل المستمر مع دور النشر العالمية، والتعرّف على أحدث الإصدارات، والكتب الجديدة، والمؤلفين الصاعدين، فضلًا عن رصد الاتجاهات الحديثة فى صناعة النشر عالميًا.
وفى هذا السياق، يبرز برنامج «Cairo Calling»، الذى يتولى شريف بكر الإشراف عليه، انطلاقًا من فكرة بسيطة مفادها: إذا كنا نشارك فى برامج زمالة فى دول عديدة، فلماذا لا يكون فى مصر برنامج مماثل؟ ولماذا لا نستضيف كُتّابًا وناشرين من دور نشر أجنبية للتعرّف عن قرب على الكُتّاب المصريين، واتجاهات القراءة فى مصر والعالم العربى، فضلًا عن الاطلاع على معرض القاهرة الدولى للكتاب من الداخل؟
وقد أبدى المشاركون فى البرنامج انبهارهم الشديد بالمعرض، وبحجم الإقبال الجماهيرى عليه، وبمدى اهتمام المصريين بالثقافة، خاصة من فئة الأجيال الشابة، إلى جانب تنوّع دور النشر المشاركة وحيوية المشهد الثقافى المصرى.
وقد ساعد على نجاح وانطلاق برنامج «Cairo Calling» وجود شبكة علاقات واسعة لشريف بكر مع الناشرين فى الخارج، إلى جانب ثقتهم فى البرنامج وحرصهم على المشاركة فيه، ما أسهم فى ترسيخ مكانته كمنصة فاعلة للتواصل الثقافى وتبادل الخبرات فى مجال النشر.
■ بترجمة بعض أعمالكم إلى أكثر من تسع لغات.. ما الاستراتيجية التى تعتمدها الدار لاختيار النصوص القابلة للانتشار عالميًا؟
- الحقيقة أن الكُتّاب العرب، والمصريين تحديدًا، الذين نعمل معهم، تم تمثيل أعمالهم بأكثر من لغة، وقد تولّيت هذا الملف إلى حدٍّ كبير، اعتمادًا بالأساس على نص الكتاب نفسه. فنجاح الترجمة لا يتحقق إلا إذا كان العمل يحمل عناصر جذب حقيقية للقارئ الأجنبى، وتدفع الناشر كذلك إلى الاهتمام بترجمته إلى لغته. ومن هنا، كان العامل الأهم هو اختيار موضوع كتاب شديد الأهمية، إلى جانب قيمة الكاتب ذاته، فضلًا عن سلاسة النص وجودته.وقد نجحت بالفعل فى أن يُترجم الكاتب الإماراتى الدكتور فيصل السويدى إلى 11 لغة، كما تمت ترجمة أعمال الكاتبة مى خالد إلى 9 لغات حتى الآن، ولا تزال الإصدارات تتوالى. وبإذن الله، نسعى إلى الوصول لأكبر عدد ممكن من الكُتّاب.
وخلال أسفارى المتكررة، سواءً للمشاركة فى برامج الزمالة أو فى معارض الكتاب الدولية، كنت أُسأل دائمًا عن الكتب المترجمة، ويُطلب منى ترشيح أعمال تمثل الأدب المصرى والعربى. ولاحظت بوضوح وجود طلب حقيقى فى الخارج على الكُتّاب المصريين والعرب، ورغبة جادة لدى القارئ الأجنبى فى التعرّف على أدبنا واتجاهاته المختلفة.







