الثلاثاء 02 سبتمبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

امرأة حكيمة

نهاد أبو القمصان
نهاد أبو القمصان

أتابع باستمرار وبشغف حقيقى ما تقدمه الأستاذة نهاد أبوالقمصان المحامية على صفحتها الخاصة بالفيس بوك، وأتوقف كثيرًا عندما تطرحه من أفكار وآراء تتناول قضايا وإشكاليات مجتمعية ساخنة ومثيرة للجدل إلى حد كبير.

أقارن ما تقدمه نهاد بما يكتبه البعض فى الصحف أو حتى على وسائل التواصل الاجتماعى، لأخلص إلى أن نهاد نموذج خاص للمثقف القادر على إيصال أفكاره وآرائه شديدة الصلة بهموم وإشكالات الناس المعيشية والمتجددة دومًا داخل المجتمع.

بطريقة حديثة، وأداؤها الكلامى قادر على الوصول، لأوسع شرائح مجتمعية بصرف النظر عن مستواها الثقافى أو التعليمى فهى تتحدث دائمًا «وقلما تكتب» وحديثها يكون بلغة سهلة مفهومة وبأساليب لغوية متداولة على ألسنة الناس دون استعلاء أو استخدام مفردات معقدة، ولعل هذا الأمر، هو ألف باء وصول فحوى ومضمون الكلام للناس، وأظن أن هذه موهبة حقيقية تتمتع بها نهاد أبوالقمصان.

معظم ما تقدمه الأستاذة نهاد ينصب على تفاصيل حياتية عديدة تهم غالبية الناس، وإشكاليات حقيقية تواجه حياتهم، فهى مرة تتناول قضايا الميراث، ومرة أخرى تتناول قانون الإيجار الأخير، ومرة ثالثة تتناول مهزلة التيك توك وهكذا، وهى بهذا تواكب مستجدات حياتية تهم الناس آنيًا، وتسعى لإيجاد إجابات عملية وحقيقية تتعلق بها.

كلام نهاد الموضوعى فى كثير من القضايا يستند إلى أحكام القانون ومنطقة الغائب لدى العديد من الناس، وهى بهذا تفتح طاقات أمل لدى من يظنون أن القانون لا يحميهم أو يتطرق إلى مشاكلهم الصغيرة التفصيلية.

خلال ما تقدمه نهاد أبوالقمصان من آراء وأفكار، تقوم بأمر غاية فى الأهمية بالنسبة لعموم الناس، هى تقدم جرعات مبسطة من المعرفة القانونية الغائبة حتى عن المتعلمين جيدًا والمثقفين، فنحن جميعًا كمواطنين لدينا قحط فى الثقافة القانونية، فلا مدارسنا تعلم أولوياتها، ولا توجد ببرامجنا التعليمية على جميع مستوياته، جرعة معرفية قانونية تعين المواطن على معرفة حقوقه وواجباته المتعلقة بتفاصيل حياته اليومية داخل المجتمع.

وأنا من خلال هذه السطور أتساءل: لماذا لا يكون لنهاد أبوالقمصان برنامج فى الإذاعة أو التليفزيون، تبث من خلاله معرفتها القانونية وبطريقتها المبسطة لأوسع ناس داخل مجتمعنا ولماذا لا تكون نهاد أبوالقمصان من الفئة المعينة فى مجلس الشورى أو مجلس الشعب فهى امرأة شجاعة وحكيمة، إضافة إلى روحها المصرية الشعبية الجميلة، وهى عميقة الفهم للعديد من مشاكل حياتنا المجتمعية، وفوق ذلك فهى ليست ضد أحد وليست مع أحد، فهى منفتحة بموضوعية على كل الآراء ووجهات النظر، وتحاول أن تقدم كل ما هو إيجابى ومفيد للناس بحسها البرجماتى العملى دون قيد أو شرط.

قديمًا قال الفيلسوف اليونانى سقراط «تكلم كى أراك»، وعندما تتكلم نهاد أبوالقمصان التى لا أعرفها عن قرب، ولا تربطنى بها صلة من قريب أو بعيد، فإننى أرى امرأة تقول كل ما هو خير وجميل ومفيد للناس فى مجتمعنا سواء أكانوا رجالًا أم نساء، فقراء أم أغنياء.