السبت 13 سبتمبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

ضى الشهيد.. «الوثائقية» تحتفى بذكرى ميلاد فرج فودة (ملف)

حرف

مــروية مصــرية.. الوثائقيات «سلاح استراتيجى» لمواجهة جماعات التأسلم السياسى

قال المخرج والروائى شريف سعيد، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن إنتاج فيلم «فرج فودة.. مفكر واجه الظلام»، جزء من مشروع وطنى وتنويرى شامل تتبناه قناة «الوثائقية»، لمواجهة جماعات التأسلم السياسى فكريًا، وتفكيك خطابها وأفكارها، وتسليط الضوء على الشخصيات الوطنية والتنويرية من قادة ومثقفين ومفكرين وأدباء أسهموا فى صياغة الشخصية المصرية، وخاضوا معركة الوعى ضد الظلاميين.

شريف سعيد

وأوضح شريف سعيد أن اختيار شخصية المفكر الشهيد فرج فودة، يحمل دلالة بالغة ورسالة شديدة الأهمية، لا سيما فى الوقت الحالى الذى يشهد صعودًا للعنف والتطرف وسط هذا الإقليم الصاخب، قائلًا: «د. فرج فودة مفكر مصرى لم يتردد فى مواجهة الأفكار الظلامية ومقارعة الجماعات المتأسلمة بالكلمة والحجة والمنطق، فى وقت كانت هذه الجماعات تحاول فرض وصايتها على المجتمع، وإلى اليوم ما زالت نفس الجماعات تحت مسميات مختلفة تحاول أن تعيد نفسها وتفرض بالعنف والسلاح ما تؤمن به من أوهام». 

وأضاف: «فرج فودة لم يكن خصمًا سياسيًا لهذه الجماعات المتأسلمة فحسب، بل كان كاشفًا لجوهر مشروعها القائم على هدم الدولة الوطنية، وتغيير هوية المجتمع، وهو ما جعله هدفًا مباشرًا للإرهاب. من هنا تأتى أهمية أن نعيد تقديم سيرته للأجيال الجديدة من خلال عمل وثائقى رصين»، لافتًا إلى أن المعركة ضد التطرف لا تُحسم بالمواجهة الأمنية فقط، بل تحتاج إلى عملية صناعة وعى متواصلة بمشاركة كل القوى الناعمة للدولة، وفى مقدمتها الإعلام والفن.

الفيلم جزء من مشروع وطنى وتنويرى شامل تتبناه «الوثائقية» فى معركتنا ضد الظلاميين

وأشار رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى إلى أن الفيلم يعكس فلسفة القطاع فى توظيف الوثائقيات باعتبارها سلاحًا استراتيجيًا فى دعم الشخصية المصرية، ومواجهة الجماعات المتأسلمة، وحماية الهوية، قائلًا: «الهوية المصرية تعرضت لمحاولات ممنهجة من جماعات التأسلم السياسى لتشويهها أو طمسها تحت دعاوى مزعومة وزائفة. والوثائقى هنا يعمل على تقديم مروية شاملة ودقيقة لحماية الوعى الجمعى، والتأكيد أن مصر كانت وستظل دولة تتسم بالتعدد والتنوع».

وشدد شريف سعيد على أن المواجهة الفكرية تعد مكملًا رئيسًا للمواجهة الأمنية، مضيفًا: «لا يمكن مواجهة جماعات التأسلم السياسى إذا لم نملك خطابًا ثقافيًا وتوثيقيًا يكشف حقيقتها أمام الرأى العام. ونحن فى قناة الوثائقية لا نقدم مجرد أعمال للسرد التاريخى والمعلوماتى، بل نقدم مروية مصرية أصيلة للأحداث والشخصيات والقضايا، تضع الأمور فى نصابها الصحيح وتفكك أكاذيب الجماعات التى تتاجر بالدين من أجل مكاسب سياسية».

وبيّن أن فيلم «فرج فودة.. مفكر واجه الظلام»، يجسد هذه الرؤية من خلال المزج بين التوثيق التاريخى والمعالجة الدرامية، وتسجيل شهادات نادرة، لتقديم مروية متكاملة، ليست عن د. فرج فودة فقط، بل عن جزء مهم من تاريخ مصر شهد تحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية كبيرة فى الثمانينيات والتسعينيات، وتابع: «نحن نؤمن بأن تقديم هذه المروية المصرية يقطع الطريق على المرويات الأخرى المزيفة التى تحاول جماعات الظلام أن تروجها عبر وسائلها المختلفة، سواء فى الداخل أو الخارج، لا سيما فى فضاء مفتوح محملًا بأمواج هادرة من الشائعات والأكاذيب».

وأكد شريف سعيد أن دور قطاع الإنتاج الوثائقى لا يقف عند حدود التوثيق، بل يمتد إلى عملية صناعة الوعى، وتحصين الأجيال الجديدة ضد محاولات الاستقطاب والتشويه، قائلًا: «إننا نعمل على إنتاج وثائقيات تسلط الضوء على محطات مهمة فى تاريخ مصر الحديث، وتعيد الاعتبار لرموز تنويرية دفعت الثمن غاليًا دفاعًا عن أفكارها، ومن أجل بقاء الدولة المصرية، لأننا نرى أن هذه الأعمال تمثل خط الدفاع الفكرى الأول ضد التطرف».

واختتم رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى تصريحاته بالتأكيد أن «المعركة مع جماعات التأسلم السياسى معركة طويلة ومستمرة، ولكنها معركة لا يمكن أن نخسرها طالما نملك الوعى والسردية الوطنية الأصيلة. ومن هنا، فإننا نعتبر هذا الفيلم خطوة مهمة على خريطة أعمالنا، وضمن باقة أخرى من الأعمال الجارى تنفيذها، بهدف دعم الشخصية المصرية، وحماية الهوية، وتعزيز قيم التنوير، وتفكيك مزاعم جماعات التأسلم السياسى».

اقرأ في الملف:

ما وراء الفيــلم.. القاتل الحقيقى لـ«فرج فودة»

بازل الأرشيف.. رصد الفيلم أدق التفاصيل فى مسيرة الدكتور فرج فودة

مدير عمليات التشغيل: دراما «فرج فودة» ساهمت فى ربط الأحداث وفهم تطور الشخصية

المنتج الفنى: استطعنا الجمع بين التوثيق المعلوماتى والمعالجة البصرية الشيقة

المخرج: الفيلم اتسم بتكامل عناصره الفنية والمعلوماتية والبحثية