الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

عبدالعزيز مخيون: حسابات السوق حرمته من البطولة المطلقة

حرف

«إسكندرانى أصيل»، هكذا تحدث الفنان المخضرم عبدالعزيز مخيون عن علاقة الصداقة القوية التى جمعته بالفنان الكبير سيد عبدالكريم، وعن تعاونٍ فنى بدأ فى مسلسل «أبواب المدينة» عام 1981، وتوّج لاحقًا فى «ليالى الحلمية» حين قدما دور الشقيقين «زينهم وطه السماحى»، حيث شكلا دويتو ترك بصمة قوية فى تاريخ المسلسل الشهير.

مخيون فى حواره مع «حرف» قال إن الالتزام الأخلاقى كان السمة الأبرز فى شخصية سيد عبدالكريم، وإن انشغاله بالعمل الأكاديمى والتدريس الجامعى ربما حرمه من التفرغ الكامل للفن، رغم امتلاكه الموهبة التى تؤهله لمكانة أكبر، مشيرًا إلى أن شخصيته ونشأته السكندرية كانت تنعكس بوضوح فى أدائه وتميّزه الفنى، حيث كان قريبًا من زملائه وجمهوره على حد سواء.

■ المعلم «زينهم السماحى» شقيق «طه السماحى» يُعد الدور الأبرز والأشهر للفنان سيد عبدالكريم خلال مسيرته الفنية.. حدثنا عن كواليس عملكما معًا وأنت تؤدى شخصية «طه».

- الدكتور سيد عبدالكريم، عليه رحمة الله، كان زميلًا وصديقًا مُقربًا للغاية، بل كُنا أشبه بالأشقاء لا نفترق طوال اليوم، وحتى قبل لقائنا فى مسلسل «ليالى الحلمية» التقينا معًا فى مسلسل «أبواب المدينة» عام ١٩٨١ وحينها قدمنا سويًا دويتو شهير، حيث كُنت أنا أقدّم شخصية عبدالرافع، وهو كان يمثل شخصية اسمها الوردانى، وحينها كان الأستاذ الكبير أسامة أنور عكاشة هو مؤلف العمل، وكتب بين الشخصيتين علاقة لطيفة جدًا جعلتهما محورًا مهمًا خلال أحداث المسلسل، ثم التقينا بعده فى أعمال عديدة من بينها ليالى الحلمية، والتى كانت التجربة الأشهر والأكثر بزوغًا.

■ بالتأكيد تلك المسيرة الحافلة بالأعمال جعلتك تقترب من الفنان الراحل.. ما أبرز الصفات التى رصدتها خلال تلك الرحلة؟

- سيد عبدالكريم شخص ملتزم لأقصى درجة بالقيم الأخلاقية والإنسانية، وكان ذلك الالتزام هو المتحكم فى مسار حياته، فكان يعرف قيمة أن تكون إنسانًا قبل أن تكون فنانًا، كما كُنا متقاربين فكريًا لدرجة كبيرة، ومن وجهة نظرى أن نشأته فى الإسكندرية منحته جينات الجدعنة السكندرية، وجعلت منه ابن بلد وشهمًا بمعنى الكلمة، وهو ما ظهر بوضوح فى كل أدواره وحضوره أمام الكاميرا ما جعله يصل لقلوب المشاهدين.

■ تلك الموهبة الفريدة كما وصفتها لماذا لما يُكتب لها أن تحجز مقعدًا فى مصاف النجم الأول للأعمال الفنية، حيث لم يقدم طيلة مسيرته دور البطولة المطلقة؟

- لأن الموهبة والإبداع الفنى وحدهما لا يصنعان نجمًا، هناك حسابات إنتاجية مرتبطية بسوق الدراما والتوزيع هى من تتحكم فى تصنيف الفنانين، كما أن العلاقات الشخصية تُعد أيضًا جزءًا رئيسيًا فى تلك العملية.

■ الفنان الراحل كان أكاديميًا قبل أن يكون فنانًا.. من وجهة نظرك هل ترى أن العمل الأكاديمى انتقص من رصيده الفنى؟

- بالتأكيد، العمل فى الجامعة والتدريس سبب رئيسى فى حالة ما تسمى العطلة التى أصابت مسيرته، لأن العمل الفنى يحتاج تفرّغًا كاملًا، وهو ما لم يتوافر لسيد عبدالكريم، حيث كان ملتزمًا بمهامه الجامعية، يحضر محاضرات، يدرس، ويصحح أعمال الطلبة، وبالتالى كان ذلك انتقاصًا كبيرًا من وقته ومجهوده، ويقلل كثيرًا من مساحة العمل الفنى المتوافرة له، ومن وجهة نظرى لو كان تفرغ للفن لاحتل مكانة أكبر بكثير مما وصل إليه.

■ فى النهاية.. ما الأدوار الأيقونية التى قدمها سيد عبدالكريم من وجهة نظرك؟

- الفنان سيد عبدالكريم، رحمه الله، له العديد من الأعمال المميزة، ولكن من باب التحيز والانتماء للأعمال التى تشاركنا فيها، أرى أن شخصية الوردانى فى مسلسل أبواب المدينة، وشخصية زينهم السماحى فى مسلسل ليالى الحلمية، أبرز أدواره، وما يعزز من وجهة نظرى تلك أن مؤلف ذلك العملين أستاذ كتابة الدراما فى مصر أسامة أنور عكاشة.