الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

فتوح أحمد: أوصانى «المهنة غدارة ولازم تأمن نفسك»

حرف

«المهنة دى غدّارة... فلازم تأمّن نفسك بحاجة تانية».. وصية غالية كما وصفها الفنان الكبير فتوح أحمد، كانت من أهم الوصايا التى وجهها الفنان سيد عبدالكريم له فى أول لقاء جمعهما، حيث كانت بمثابة النبراس الذى أضاء له الطريق فيما بعد على حد وصفه.

فتوح أحمد، من تلميذ ومُريد فى محراب الدكتور سيد عبد الكريم إلى صديق وزميل من خلال أكثر من عمل فنى جمعهما، كان أبرزه المسلسل الشهير «ليالى الحلمية»، حيث كان اللقاء الأول، وحينها أدرك فتوح أحمد أنه يقف أمام شخص فنان ومُربى أجيال بحق، متواضع خدوم جدع شهم، حيث كان صديقًا لصغار الفنانين والمجاميع وعمال الإضاءة والديكور، يُجيد القدرة على التعامل مع الجميع، وغير ذلك من الصفات والسمات التى تحدث عنها فتوح أحمد فى حواره مع «حرف» عن الفنان الراحل.

■ علاقة صداقة وزمالة جمعتك بالفنان الكبير سيد عبدالكريم، ولكنها سبقتها أيضًا علاقة أستاذية.. حدثنا عن تلك العلاقة؟

- الدكتور سيد عبدالكريم- رحمه الله- قبل أن يكون فنانًا، كان أستاذًا جامعيًا ومربى أجيال بحق، وأذكر أول مرة قابلته كُنت ما زلت طالبًا فى كلية التجارة، خلال قضاء الإجازة الصيفية فى العجمى بالإسكندرية، حيث كان هناك مع بناته، فذهبنا جميعًا لنُسلم عليه من شدة فرحتنا بلقاء نجم كبير بقيمة الدكتور سيد، وحينها استقبلنا بحفاوة بالغة، رغم أننا كنا مجموعة من طلبة المسرح الجامعى، ولم نكن نملك شيئًا ولا يعرفنا أحد، إلا أنه أكرمنا جدًا، حيث قدّم لنا الشوكولاتة والمشروبات، وجلس يحدثنا ويعطينا نصائح ثمينة لمن يريد أن يكمل طريق الفن، ظلت تلك النصائح نبراسًا يضىء لنا الطريق حتى يومنا هذا.

■ تلك النصائح الثمينة كما وصفتها ما الذى تتذكره منها؟

- العديد بالفعل، حيث كانت نصائحه لا تقدر بثمن، وإن كانت النصيحة الأبرز له حينما وصانى قائلًا: «المهنة دى غدّارة... فلازم تأمّن نفسك بحاجة تانية»، وبالفعل أدركنا لاحقًا صدق كلماته ووصيته حين رأينا فنانين موهوبين لم ينالوا حقهم، وآخرين كانوا فى القمة ثم انتهى بهم الحال بلا عمل، بل ويتسولون الأدوار فى كثير من الأوقات، ومن وجهة نظرى أن عشوائية المجال الفنى فى مصر خلال فترة من الفترات كانت السبب فى تلك الأزمة، لأن الظروف والحظ لا يخدمان دائمًا، لذلك سقطت العديد من المواهب من ذاكرة الفن المصرى.

■ علاقة الأستاذية والقدوة التى تتحدث عنها تحولت فيما بعد إلى زمالة من خلال مسلسل «ليالى الحلمية».. ماذا عن اللقاء الأول مع الفنان سيد عبدالكريم؟

- بالفعل حيث التقينا بعد سنوات، وبالتحديد فى منتصف الثمانينيات، حينما بدأت أحترف التمثيل، وكان وقتها الدكتور سيد صديقًا مقربًا جدًا من الكاتب والمؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة، وكذلك الروائى صلاح حافظ، أثناء الإعداد لمسلسل «ليالى الحلمية»، وحينها عرفته بنفسى وافتكرنى بالفعل بعد لحظات، ورحب بى جدًا، ووصى على عند المخرج إسماعيل عبدالحافظ.

■ وكيف سارت تلك الزمالة مع الأستاذ من خلال كواليس تصوير عمل كبير بحجم «ليالى الحلمية»؟

- أجواء التصوير مع الدكتور سيد- رحمه الله- كان بها من الجمال والرقى والحب ما لم أجده فى كواليس تصوير أى عمل آخر طيلة حياتى، حيث انعكست تلك الروح على الشاشة، وأسهمت فى نجاح المسلسل، بل ونجاح كل أعماله، ومن حُسن الحظ أن تلك الأعمال كان بها فنانون كبار مثل سيد عزمى، محمد فريد، يسرى مصطفى، ومحمد متولى- رحمهم الله جميعًا، وكان جميعهم يشتركون فى روح الود، وأخص بالذكر هُنا الدكتور سيد عبدالكريم، حيث كان إنسانًا متواضعًا جدًا ومريحًا فى التعامل، من الممكن أن تسأله عن أى شىء يجيبك على الفور، ويدعمك ويساعدك دون تردد، كما كان لديه من التواضع والإنسانية ما يجعلك فى حالة انبهار وإعجاب بهذا النجم الكبير، الذى كان صديقًا لصغار الفنانين والمجاميع وعمال الإضاءة والديكور، يُجيد القدرة على التعامل مع الجميع.

■ ما الصفات التى منحت سيد عبدالكريم مساحة من التفوق عن غيره من باقى أبناء جيله؟

- الدكتور سيد عبدالكريم كان حالة فريدة من نوعها فى مجال الفن المصرى، هُناك العديد من الفنانين بينهم صفات مشتركة عديدة إلا الدكتور سيد، حيث كان يعرف كيف يجعل الناس تحبه، كان يؤمن دائمًا أن الحب هو أقصر طريق للنجاح.

■ فى النهاية.. ما الرسالة أو الجملة التى تصف بها سيد عبدالكريم؟
- لا كلمات تصف هذا الإنسان والفنان الكبير، كان فنانًا وإنسانًا لا يعوض، قيمة وقامة وترك بصمة إنسانية وفنية فى تاريخ الفن المصرى.